لعب يورام فان كلافيرين دورا رئيسيا في حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، ولكنه، بعد أن اعتنق الإسلام، يعمل الآن بنشاط على التصدي لرسالته.

كان كلافيرين ذات يوم اليد اليمنى لخيرت فيلدرز، وتولى صياغة رسائل حزب الحرية التي وصفت الإسلام بأنه "كذبة" ودفعت من أجل حظر القرآن والمساجد في هولندا، لكنه اليوم يعمل بنشاط لدحض كل الأكاذيب حول الإسلام التي روج لها في السابق.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4طبيب إسرائيلي: الأصفاد تسببت في بتر أقدام معتقلين من غزةlist 2 of 4حرب غزة تستثير نضال فيتنام وتضامنها القوي السابق مع فلسطينlist 3 of 4هآرتس: على إسرائيل أن تضع حدا لحربها في غزة الآنlist 4 of 4عاملة إغاثة أكدت قبل مقتلها عزمها على انتهاز أي فرصة لإطعام أهل غزةend of list

ويقول في مقابلة له مع صحيفة غارديان البريطانية معلقا على دوره السابق: "الأشياء التي ساعدتُهم على تطويرها لا تزال موجودة.. إنهم ما زالوا يستخدمون الأدوات التي قدمتها لهم". "أسمعهم حرفيا يقولون أشياء قمت باختلاقها".

ويوضح كلافيرين، البالغ من العمر 45 عاما: "لقد عملت في السياسة المناهضة للإسلام مدة 12 عاما، لذلك يجب أن أعمل على دحض تلك الرواية مدة 12 عاما على الأقل حتى أتمكن من تحقيق التعادل، إذا جاز التعبير".

وقال الرجل، الذي نشأ في عائلة بروتستانتية شديدة التدين في أمستردام إن حذره الأولي من الإسلام تأثر بكنيسته. وقد تشدد موقفه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول ومقتل المخرج ثيو فان جوخ على يد رجل وصف نفسه بالجهادي، الأمر الذي دفع كلافيرين إلى الاشتراك في حزب فيلدرز في عام 2010.

وسرعان ما ارتقى في الرتب بعد أن عمل كل ما في وسعه لحظر المساجد وحظر القرآن وإغلاق المدارس الإسلامية، ومنع اللغة العربية في الأماكن العامة، وهو ما يقول إنه كان يرى آنذاك أنه أمر جيد.

وقد انفصل كلافيرين عن فيلدرز عام 2014 بعدما رأى في خطابه ما يشي بالعنصرية ضد الهولنديين من أصل مغاربي، فأسس حزبه الخاص، لكنه فشل في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات الوطنية، فقرر ترك السياسة، وبدلا من ذلك وضع نصب عينيه تأليف كتاب يكشف فيه التهديد الذي يشكله الإسلام.

فيلدرز (وسط) وهو يلقي خطابا في اجتماع بعد الانتخابات بمركز مؤتمرات نيوزبورت في لاهاي 2023 (الفرنسية) دراسة الإسلام

لكن تلك المهمة دفعته لدراسة الإسلام بشكل أعمق ليجد نفسه مفتونا بهذا الدين بشكل متزايد.

فجمع بعض المجلدات ووضعها على رف، وفي أحد الأيام سقط رف الكتب وتناثرت محتوياته فالتقط مصحفا، ويقول إنه ألقى نظرة خاطفة على المكان الذي سقط عليه إصبعه في المصحف، فإذا هي ترجمة هولندية للآية الكريمة: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (الحج 46).

عندها يقول كلافيرين: قلت في نفسي "حسنا، نعم، هذه هي مشكلتي حقا".

وتقول غارديان إنه أعلن في عام 2019، اعتناقه الإسلام، بعد أن حثه إمام محلي وأوضح أن ذلك كان فرصة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وقال له "إن لديك مسؤولية أيضا، لأنك حرضت على الكراهية بطريقة ما".

وعن ردة فعل الهولنديين على ذلك الخبر يقول كلافيرين كان هناك شعور عميق بالخيانة بين الذين كانوا يصوتون لصالحه.

ويضيف أنه تلقى ألفي تهديد، ووصل الحد للتهديد بقتل أولاده، يقول: "لقد كان الأمر متطرفا حقا. الناس يقولون إنهم سيغتصبون زوجتي ويقتلون أطفالي، وأرسلوا لي عنوان المدرسة لتخويفي".

هدأت الأمور منذ ذلك الحين، وهو ما أتاح لكلافيرين مساحة للتفكير في كل ما جناه ذات يوم على نفسه.

مظاهرة نظمتها حركة بيغيدا في أمستردام للمطالبة بمواجهة المسلمين (أسوشيتد برس) تجربة الإسلام

وفي عام 2020، انضم إلى آخرين لإطلاق مؤسسة يقودها مسلمون في هولندا لتعريف الناس بعقيدة الإسلام وتاريخه.

وبعد زيارة أكثر من 200 مدرسة، افتتحت المؤسسة متحفا في روتردام في يونيو/حزيران 2023 أطلق عليه اسم "مركز تجربة الإسلام".

ويقول إن "الهدف الرئيسي منه هو إزالة المفاهيم الخاطئة وتعزيز التعاطف"، ويتابع: "عندما كنت في حزب الحرية، كنا نقول دائما إن الإسلام غريب علينا؛ الإسلام لا علاقة له بأوروبا. وبالطبع، عندما تنظر إلى إسبانيا، على سبيل المثال، إلى الأندلس، فإن هذا هراء".

وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالذنب أو الندم على أفعاله خلال الفترة التي قضاها مع حزب الحرية، قال كلافيرين: "بالطبع أشعر بالخجل بسبب ما قلته. كانت لدي خطط، لكن الله قدر، وحياتي أخذت منحى آخر".

وفي الوقت الذي تحاول فيه البلدان في جميع أنحاء أوروبا التصدي لصعود اليمين المتطرف، دعا كلافيرين الناس إلى الاقتصار على ردود فعل "ناضجة"، مستشهدا بحادث وقع في مدينة أرنهيم الهولندية، حيث عقد زعيم حركة بيغيدا المناهضة للمسلمين مظاهرة لحرق المصحف.

لكن الجماعات الإسلامية ردت بتوزيع مصاحف مجانا على أي شخص يريد ذلك، وقال كلافيرين: "في كل مرة يحرقون فيها مصحفا واحدا، نوزع ألفا منه"، وأضاف ضاحكا: "لذلك، لا أدري إن كانت الحركة ستحرق المصاحف بعد الآن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات حزب الحریة

إقرأ أيضاً:

‏وكيل الأزهر: «ألفا» أول جيل يولد مغمورا بالتقنيات الرقمية‏ ويواجه هذا الكم من ‏التحديات‏

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن الأزهر يقوم بدور عظيم ومتقدم في تشكيل وعي الجيل «ألفا»، وتوجيه مساره، ويؤدي دورا محوريا في تطويره، دورا يجمع بين ترسيخ الهوية وتحديث المعرفة، ويسعى لبناء شخصية متزنة توفق بين ثوابت القيم ومتغيرات العصر، فقد أطلق الأزهر مشاريع تطوير شاملة تمس المنهج، والمعلم، والطرق التعليمية، والبيئة الرقمية، ليقدم نموذجا تربويا ينسجم مع طبيعة هذا الجيل ويساعده على الاندماج في عالم متسارع.

وأشاد فضيلته بعقد المؤتمر الدولي الحادي عشر لكلية التربية للبنين بالقاهرة بعنوان «الجيل ألفا والتربية: صناعة المستقبل وقيادة التغيير»، حيث يعكس المؤتمر الجهود الجادة للكلية في تحديد القضايا الحيوية التي يجب أن ينشغل بها العلم والبحث، كما يجدد الثقة في قدرة قطاعات الأزهر على القيام بدور ريادي في تحويل التعليم إلى قوة نهضة، وفي صناعة جيل قادر على الاندماج في المستقبل وقيادة متغيراته بثقة ووعي واقتدار، انطلاقا من رؤية مصر2030 بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، التي تؤكد أن التربية هي المفتاح الرئيس في صناعة المستقبل، وأن من الضرورة إعداد جيل يتمتع بالكفايات اللازمة التي تضمن قدرته على التعامل مع العالم التكنولوجي وتوظيف معارفه ومهاراته في بناء وطننا الحبيب مصر.

وقال وكيل الأزهر خلال كلمته اليوم الاثنين بالمؤتمر الذي عقد بمركز الأزهر للمؤتمرات، إن الجيل ألفا يعد جيلا فريدا في تاريخ التربية، ومن أكثر الأجيال تفردا في ملامحه وشمولية خصائصه، فهو أول جيل يولد مغمورا بالتقنيات الرقمية، غير منفصل عن الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأدوات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تشكل وعيه وتبني مهاراته منذ لحظاته الأولى، وهو يواجه جملة من التحديات التربوية فرضها عليه الواقع المعاصر، منها: تسارع المعرفة، وازدياد سرعة التغير، والارتباط المفرط بالشاشات، وغزو المضامين غير المنضبطة لمساحاته اليومية.، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تربية متزنة توفق بين مهارات العصر وثوابت القيم، وتؤسس لوعي ناقد، وعقل مبدع، وشخصية قادرة على التعامل مع التقنية بحكمة ووعي رشيد.

وتابع أن الجيل الحالي ولد في كنف التكنولوجيا والثورة الرقمية، فنهل من معارفها، واستفاد من تقنياتها وما أتاحته من معارف وأدوات وفرص، غير أن هذه التكنولوجيا نفسها قد ظلمته ظلما بليغا حين سلبته بساطته، وسرقت من لحظاته أجمل معانيها، وألقته في دوامة لا تهدأ من الإشعارات والمقارنات والضغوط النفسية، ظلمته حين أحاطته بسرعات ترهق الوعي، ومقارنات تربك الهوية، وضغوط تحمله فوق طاقته، فأصبح يعيش في عالم مفتوح بلا ضوابط كافية، وتحت بريق رقمي يخطف الانتباه ويستنزف المشاعر، وصار يركض خلف زمن أسرع من قدراته، ويبحث عن ذاته وسط ضجيج لا يعرف الصمت.

ولفت وكيل الأزهر إلى أن الجيل الحالي، رغم ما يمتلكه من قدرات ومعارف مكنته منها التقنيات الحديثة، يظل في أمس الحاجة إلى من يحنو عليه، ويعيد له إنسانيته، ويخفف عنه وطأة عالم سريع يفوق طاقته، ويمسك بيده ليدله على طريق الطمأنينة وسط هذا الضجيج المتصل، وأن مستقبل الإنسان في زمن جيل ألفا مرهون بقدرتنا على أن نقدم له تعليما ينمي عقله، ويرعى قلبه، ويوفر له بيئة تربوية تعلمه كيف يستخدم التكنولوجيا دون أن يقع أسيرا لها، وكيف يبني ذاته دون أن يفقد جوهره.

وأشار وكيل الأزهر إلى أن الأزهر الشريف يقوم بدور محوري في هذا الشأن، فحدث المناهج في إطار يربط بين أصول الدين ومتطلبات الحياة المعاصرة.، وأدخل التعليم الرقمي ومنصات التعلم الإلكتروني، وعزز استخدام المواد المرئية، والأنشطة التفاعلية التي تناسب طبيعة جيل ينشأ في ظل التقنيات الحديثة، وأولى تدريب المعلمين عناية خاصة، لأنهم القيمة الحقيقية في أي نهضة تعليمية، ويعد البعد القيمي والفكري من أهم ما يقوم به الأزهر في خدمة جيل ألفا، كما عمل الأزهر - عبر قطاع المعاهد وإداراته التعليمية- على تطبيق معايير الجودة، وتحسين البنية التحتية للمعاهد، وفتح مجالات للتعلم الابتكاري، وتنمية مهارات البحث، والرياضات الذهنية، والبرمجة، لكي يجد الطالب فرصا أكبر للاستكشاف والإبداع.

وأضاف أن الأزهر في مسار قيادة التغيير، يعمل على إعداد جيل قادر على التفكير الناقد، وإدارة المعرفة، وفهم تحولات العالم، والتعامل الرشيد مع التقنيات المتجددة، واستثمار الذكاء الاصطناعي فيما ينمي طاقاته، ويعزز دوره في بناء المستقبل، ليتكامل دور الأزهر في مختلف قطاعاته ليصنع من جيل ألفا جيلا قادرا على الإدارة والابتكار وتحمل المسؤولية، جيلا يحسن توظيف التقنية بالعلم، ويهذبها بالقيم، ويقود التغيير بوعي ينطلق من جذور الهوية وأفق المستقبل.، بحيث يستطيع الأزهر بهذه الرؤية الشاملة أن يغرس في جيل ألفا معاني المسؤولية، وقيم المواطنة، وروح الانتماء، وأن يمكنه من أدوات القيادة المستقبلية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وأكد وكيل الأزهر أن التعامل مع الجيل الرقمي - جيل ألفا- يحمل جملة من التحديات، ويفرض واقعا تربويا جديدا على المؤسسات التربوية والتعليمية، وأن تربية هذا الجيل تعتمد - في المقام الأول- على فهم خصائصه النفسية والمعرفية، وإتاحة الفرص له للتجربة والخطأ، ويتطلب إعداد الجيل ألفا لمواجهة تحديات المستقبل تحويلا عميقا في النظم التعليمية، يستجيب لمعطيات العصر، ويحفظ في الوقت نفسه ثوابت الهوية والقيم، والموازنة الرشيدة لا تقوم على الرفض المطلق للعولمة الرقمية، ولا على الذوبان الكامل فيها، وإنما تقوم على الوعي الناقد، والاختيار الواعي، والتفاعل المنضبط الذي يحسن الإفادة من أدوات العصر دون أن يسمح لها بأن تنتزع منا جذورنا وقيمنا.

وفي ختام كلمته، أكد وكيل الأزهر أن دور الأزهر الشريف دور محوري في هذه المرحلة، فهو القبلة العلمية التي تجمع بين أصالة المعرفة وحداثة التطوير، وهو القادر على صياغة منهج تربوي يجمع بين نور الشرع ومعطيات العلم الحديث، ويخرج أجيالا قادرة على التوازن بين أصالتها وتطلعاتها نحو المستقبل، فجيل ألفا يحتاج إلى عقل رقمي، وقلب نوراني، وقيم راسخة، وهذا ما يجمعه الأزهر في مشروعه التربوي والعلمي والإصلاحي.

اقرأ أيضاًالإمام الأكبر يوجِّه بترميم 100 أسطوانة نادرة «لم تُذع من قبل» للشيخ محمد رفعت وإتاحتها على بوابة الأزهر

وكيل الأزهر: مسابقة القرآن تجسّد مكانة مصر العالمية ودورها في خدمة كتاب الله

وزير الأوقاف يتفقد لجان المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: نقوم بدور محوري ومتقدم في تشكيل وعي الجيل ألفا
  • جيش الاحتلال يعلن حصيلة مصابيه منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023
  • وكيل الأزهر: جيل «ألفا» أول جيل يولد مغمورا بالتقنيات الرقمية‏ ويواجه هذا الكم من ‏التحديات
  • ‏وكيل الأزهر: «ألفا» أول جيل يولد مغمورا بالتقنيات الرقمية‏ ويواجه هذا الكم من ‏التحديات‏
  • ارتفاع عدد شهداء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة إلى 70 ألفا و365 شهيدا
  • رقم قياسي جديد في كأس العرب
  • إصابة 22 ألف عسكري إسرائيلي منذ اندلاع الحرب على غزة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70 ألفًا و360 شهيدًا
  • الذاكرة المثقوبة
  • ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 70 ألفًا و360 شهيدًا