شعب اليمن يتفرد بإحياء يوم القدس العالمي ويؤكد التمسك بأهم وأقدس قضايا الأمة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
تقرير: يحيى جارالله
بحشود ملايينية غير مسبوقة تفرد الشعب اليمني بخروجه الجماهيري في يوم القدس العالمي على نطاق واسع، متصدرا بذلك المشهد المهيب كل الشعوب على المستويين العربي والإسلامي في إحياء هذه المناسبة السنوية المرتبطة بأهم وأقدس قضايا الأمة.
ففي عاصمة الأحرار صنعاء تشكل الطوفان اليماني الأكبر ليمثل شاهدا جديدا على قوة وبأس وعنفوان هذا الشعب الثائر وصلابة وثبات موقفه البطولي في نصرة ومساندة الشعب الفلسطيني.
خرج اليمنيون بكل تلك الحشود ليسمعوا كل العالم بأنهم شعب يأبى الضيم ولا يقبل بالخيانة أو المذلة والخنوع الذي يسلكها بعض الحكام والقادة العرب الذين لم تعد تحركهم كل تلك الجرائم الوحشية الصهيونية بحق الأطفال والنساء في غزة والأراضي المحتلة وآخرها في مجمع الشفاء الطبي.
كما جدد الخروج الشعبي الواسع في كل ساحات وميادين الصمود التأكيد على ارتباط وتمسك شعب الإيمان والحكمة بالقضية الفلسطينية إيمانا منه بأن الأمة لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا بعد تحرير الأراضي والمقدسات الاسلامية من رجس الصهاينة اليهود.
عبرت الحشود البشرية بذلك الحجم والزخم الكبير عن الغضب والرفض الشعبي لما يتعرض له الأشقاء في غزة من مذابح مهولة وحصار قاتل وتجويع واستهداف لكل حقوقهم في الحياة وفي مقدمتها الدفاع عن أرضهم المسلوبة وعرضهم المنتهك.
بدت الجماهير المليونية المشاركة في يوم القدس العالمي أكثر حماسا من ذي قبل، وهتفت بأعلى صوت بأن فلسطين وأبناء فلسطين لن يكونوا لوحدهم ما دامت الدماء تجري في عروقهم وشرايينهم.
استشعر أبناء الشعب اليمني أهمية إحياء يوم القدس العالمي، الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، باعتباره محطة بالغة الأهمية في التعبئة الجهادية، والإعداد والجهوزية لخوض المعركة الفاصلة لتحرير فلسطين.
كما يعد هذا اليوم مناسبة بالغة الأهمية للشعوب الحرة لإبقاء القضية والمقدسات الإسلامية في فلسطين حاضرة في وجدان الأمة، وكذا تعرية وإفشال ما تقوم به بعض الدول العميلة من تطبيع مع كيان العدو لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، إلى جانب ما تمثله من فرصة لتوحيد صوت المسلمين، وتوجيه غضبهم نحو العدو الحقيقي للأمة.
وتزامن يوم القدس العالمي هذا العام مع أحداث ومنعطفات مهمة تمر بها الأمة، وبعد أن عادت قضيتها الأولى فلسطين إلى الواجهة، بفضل ما شهدته عمليات المقاومة الفلسطينية من تطور نوعي تكللت بتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” الاسطورية التي أربكت العدو الصهيوني وأعادته إلى نقطة الصفر.
كما توالت من بعدها العمليات البطولية للمقاومة والتي كبدت العدو الإسرائيلي في كافة محاور القتال الخسائر الباهظة، بينما تتواصل الرشقات الصاروخية لتفاجئ العدو الإسرائيلي بين الحين والآخر وتعزز من خيبة الأمل لدى جيشه المهزوم.
ولعل ما يقوم به هذا الكيان المارق والشاذ من ممارسات إرهابية وفظائع وانتهاكات بحق أطفال ونساء فلسطين والتي لم يسبق حدوثها في تاريخ الحروب لأكبر دليل على حالة اليأس والتخبط والهزيمة التي لحقت به جراء عملية “طوفان الأقصى” البطولية.
وعلى الرغم من الموقف العظيم الذي سطره الشعب اليمني وقيادته الحرة دون غيره من الشعوب العربية والإسلامية في نصرة الشعب الفلسطيني بكل ما يمتلك من قدرات وإمكانيات وصلت إلى فرض حصار بحري على العدو الصهيوني وداعميه الغربيين، إلا أن الشعب اليمني وقيادته يتوقون لما هو أكبر وأبعد من ذلك.
إذ يتوق الملايين من أبناء اليمن ويتمنون أن تتاح لهم الفرصة وتفتح لهم الممرات للوصول إلى الأراضي المحتلة للقتال إلى جانب أبطال المقاومة كتفا بكتف في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد أعداء الإنسانية الصهاينة والأمريكان الذي عاثوا فسادا وخرابا على أرض فلسطين.
سبأ
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: یوم القدس العالمی الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
قبائل اليمن.. براكين غضب دفاعا عن مقدسات الأمة
في ساحات وميادين يمن العزة، مهد الإيمان والحكمة الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، يزمجر هدير النفير العام للقبائل اليمنية كالسيل الهادر، مُعلناً عن فصل جديد من فصول الإباء بمداد من نور. تلك التحركات الشعبية والقبلية في مختلف القبائل اليمنية إسناداً لغزة شكلت لوحة حية نابضة بالعزيمة، تتشابك فيها خيوط الوحدة الوثيقة، والتضحية الباذلة، والشجاعة المتأصلة، لترسم مشهداً مهيباً يخترق حواجز الجغرافيا والزمن، ويستقر صداه وتأثيره في الكيان الصهيوني.
تلك السيول البشرية الهادرة، المتدفقة من أعماق الروح اليمنية الأصيلة، هي حراك فطري، واندفاع عارم ينبع من أصل التربة اليمنية الطيبة التي ارتوت بالإيمان وعز القبيلة الأصيلة. إنها أشبه بزلازل يهز أركان الصمت والتخاذل، تنطلق كالطوفان الجارف من قمم الجبال الشامخة، حاملاً معه رائحة البارود وصدى التلبية لنداء المستضعفين. تراه كبحر هائج، تحمل أمواجه رايات العزة والإباء، وتزمجر حناجرهم بتراتيل النصر والتحدي في استجابة فطرية لنداء الدم والأخوة، صرخات مدوية تنطلق من أعماق الجذور الإسلامية الراسخة، حيث تتشابك قيم النصرة والمروءة والذود عن المستضعف في غزة.
إنه تدفق أصيل من ينابيع صافية تنهمر من عمق صلابة الموقف اليمني، الذي لم تشبه شائبة ولم تعبث به أيدي التزييف. إنه نبض القبيلة الحرة، التي لم تنحنِ يوماً للطغاة، ولم تخضع للمستكبرين، تستعيد اليوم أمجادها الغابرة في ساحات الوغى، وتعلن للعالم أجمع أن العروبة والإسلام يجريان في عروق أبنائها مجرى الدم.
هذا الاندفاع الفطري هو بركان مقدس، يقذف بحمم الغضب في وجه الظلم والعدوان، ويضيء سماء الأمة بنيران العزة والكرامة. إنه صوت الحق الصارخ، الذي لا يخشى في الله لومة لائم، ينطلق مدوياً من قلب يمن الإيمان والحكمة، من عاصمته الأبية صنعاء، ومن قبائل طوقها الشماء، ويمتد زلزاله المبارك ليشمل صعدة العروبة، وعمران الشموخ، والحديدة الصامدة، ومأرب التاريخ، والجوف الأبية، والمحويت الخضراء، وذمار العراقة، وإب الخضراء، والبيضاء الصافية، والضالع الصمود، وتعز الأبية، وريمة الباسلة، وحجة الكريمة، ليوقظ الضمائر النائمة ويهز القلوب الغافلة، مؤكداً أن النصر حليف المؤمنين،وأن االباطل مهما طال أمده، مصيره إلى زوال.