المركز الثقافي الكوري بالقاهرة ينظم إفطار جماعيا بمشاركة 30 من الأيتام
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
نظم المركز الثقافي الكوري في القاهرة، حفل إفطار ويوما ثقافيا كوريا، بمشاركة نحو 30 من أبناء دور رعاية الأيتام، بالتزامن مع الاحتفال بيوم اليتيم.
ووفق بيان صادر عن سفارة كوريا الجنوبية في القاهرة، اليوم السبت، استمتع المشاركون بتجربة الزي الكوري التقليدي (هانبوك)، والتعرف على أهم الأطباق الكورية، فضلاً عن ممارسة عدد من الألعاب الكورية التقليدية، والمشاركة في ورشة عمل لتصنيع فانوس رمضان.
وكانت سفارة كوريا الجنوبية نظمت حفل إفطار بمنزل السفير الكوري في المعادي، كيم يونج هيون، الذي حضره عدد من طلاب قسم اللغة الكورية وآدابها في جامعة عين شمس، بالإضافة إلى الداعمين الرقميين لمصر وكوريا لعام 2024.
وشدد سفير كوريا الجنوبية على التزامه بتعزيز الصداقة والتفاهم بين أفراد المجتمع، مؤكدا على أهمية رمضان كفرصة للناس لاحتضان اختلافاتهم وزرع روابط الصداقة والحب التي تتجاوز أي حواجز، وجرى تقديم مجموعة من الأطباق الكورية مثل البولجوجي والكيمباب وفطائر الجون المقرمشة إلى جانب الطعام المصري في الحدث.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
في كل صباح، وقبل أن نرتشف أول فنجان قهوة، تهجم علينا مشاهد الدم والدمار من غزة والسودان وسوريا وأوكرانيا، تقتحم غرف النوم عبر الهواتف والتلفزة، وتسكن الذاكرة بصرخات الأطفال، وصور البيوت المنهارة على ساكنيها، لم يعد العنف حدثًا عابرًا في نشرات الأخبار، بل أصبح مادة يومية تقتات عليها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتجرعها الناس بلا وعي ولا حماية.
لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذه المشاهد المستمرة لا تذهب دون أثر، بل تزرع داخل النفوس خوفًا خفيًا وقلقًا دائمًا، وتسهم في خلق «اكتئاب جماعي» داخل المجتمعات، يعطل الأمل، ويقلل الحافز على العمل والإصلاح.
-الخوف المزمن والعجز المكتسب
كيف تتحول المشاهدة إلى مرض نفسي؟ قد يظن البعض أن مشاهدة مشاهد العنف مجرد مرور عابر لصورة مؤلمة، لكن الأبحاث النفسية تؤكد أن التعرض المستمر لمشاهد العنف يولد: • اضطرابات القلق والخوف المزمن.
•اضطرابات النوم وضعف التركيز.
•خدر المشاعر والتعاطف مع الآخرين بسبب كثافة الصدمات.
ويذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حين تتحول هذه التجارب اليومية إلى ما أطلق عليه عالم النفس مارتن سلجمان «العجز المكتسب» (Learned Helplessness)، وهي حالة نفسية يشعر فيها الفرد أو المجتمع بالعجز أمام الأحداث، حتى لو كان بإمكانهم إحداث تغيير.
يقول سلجمان: إن التعرض المستمر لمواقف سلبية لا يمكن للفرد التحكم بها يولد استسلامًا نفسيًا وصمتًا داخليًا، يتحول لاحقًا إلى اكتئاب مزمن. في حالتنا، حين نشاهد المجازر والانتهاكات يوميًا دون قدرة على التدخل أو المساعدة، يبدأ الإحساس بأن العالم مكان خطر وظالم، وأن محاولات التغيير لا جدوى منها، ويترسخ الشعور بأن الألم قدر لا مفر منه.
العنف الإعلامي يقتل الأمل ببطء الخطير في هذه المشاهد اليومية إنها:
تطبع العنف وتجعل الدم والقتل أمرًا اعتياديًا.
•تزرع الخوف الجماعي والاستقطاب داخل المجتمعات.
•تسلب الأمل من النفوس وتقتل الحافز على الفعل.
•تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالإنسانية والعدالة.
ومع الوقت، يتحول الصمت أمام الظلم إلى قبول ضمني به، ويتراجع التضامن والعمل التطوعي، وتصاب المجتمعات بـ «شعور جماعي بفقدان الأمل»، يجعلها أقل قدرة على مواجهة الأزمات أو دعم القضايا العادلة.
ماذا نفعل لمواجهة هذه الموجة الصامتة؟
لن يتوقف الإعلام عن بث مشاهد العنف، ولا الصراعات عن الظهور، لكن ما نستطيع فعله هو:
-التوعية النفسية بكيفية التعامل مع هذه المشاهد وتقليل التعرض المفرط لها.
-بناء التفكير النقدي لدى الأطفال والشباب لتفسير ما يشاهدونه دون استسلام للصدمة.
-إعادة تسليط الضوء على قصص الأمل والصمود والعمل الإنساني.
-توفير مساحات نقاش ودعم نفسي مجتمعي للتعامل مع مشاعر العجز والخوف.
إن المجتمعات التي تفقد الأمل تصبح هشّة أمام العنف والاستقطاب والتطرف، بينما المجتمعات التي تحمي صحتها النفسية وتحافظ على أملها، تكون أقدر على مواجهة الأزمات والعمل للتغيير، حتى وسط الحروب والصراعات.
ختامًا: ما نبثه ونشاهده ليس مجرد محتوى إعلامي، بل هو غذاء يومي للروح والعقل، وقد يكون سببًا في تدمير الصحة النفسية الفردية والجماعية إن لم ننتبه.
في زمن العنف المستمر، حماية الأمل أصبحت واجبًا نفسيًا ومجتمعيًا، حتى لا تصبح مشاهد الدم والدمار بابًا لصناعة اليأس، إنما تكون دافعًا للعمل والوقوف مع القضايا العادلة بوعي ومسؤولية.