لجريدة عمان:
2025-12-14@20:37:06 GMT

هل يستحق الأمر قفزة جديدة؟

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

هل يستحق الأمر قفزة جديدة؟

العزيزة مريم.. لا أعلم إذا ما كنتِ ستنتبهين إلى هذه الرسالة في بريدك الإلكتروني، لم يعد هنالك من يكتب رسائل مطوّلة بأي حال، اخترتُ هذه الطريقة لأن رسائل المحادثة الفورية تُغفل تلك النظرة الواسعة المسترسلة لما يلوّن ملامح الأيام، أعني القفزات التي تُشكّل مفترقات الطرق بين مرحلة وأخرى، والتي قد لا يلحظها أحد لو لم نخبره بأنها كانت فارقة حقًا.

كيف هي أمستردام هذا الربيع؟ ككل السياح الذين يرتكبون الحماقات نفسها كل مرة، أعود لمقاطع الفيديو التي صورتها العام الماضي، على أمل أن أسمع أجراس الدراجات الهوائية وأشاهد تدرجات الغروب مثلما رأتها عيناي لأول مرة، لكن ذلك الضوء الذي يشعّ في خلفية المشهد، ويُسقط عليه غِلالة من الحنين، لم يعد موجودًا.. ثمة كثافة في التجربة تفتقر إليها الذكرى أحيانًا.

أنهيتُ البارحة رواية سالي روني التي استعرتُها منكِ في ديسمبر الماضي، أحببتُها بقدر ما كرهتها، مثل من ينظر لصورة في المرآة فيرغب في كسر المرآة لئلا يتذكر ما يهرب من رؤيته.

أعرف أن كل ما نعيشه يزداد تعقيدًا مثل كرة ثلج لا تتحطم في آخر المنحدر، صور العنف المباشر وغير المباشر، المعضلة الأخلاقية في كل فعل ونقيضه، الخيارات اللانهائية في العلاقات العاطفية وغير العاطفية، ومن ثم العودة للأسئلة التي لم تعد ثمة إجابات بديهية لها، من قبيل: ما الحب؟ على مقطع من الرواية تغرق فيها عيون أليس بالدموع وهي تستمع لغناء الرجل ذي الجسد الرفيع، الذي لا يقرأ حرفًا واحدًا مما تكتبه في رواياتها، تكتبين في الهامش بحبر أزرق جاف، وبخط كبير واضح: يحدث الحب لأسباب كهذه دومًا، كم أودّ أن أذهب معكِ إلى هذه الـ(دومًا) لكنني مثلما تعرفين، سأختار تسمية ما شعرت به أليس بالافتتان بدلًا من الحب، وسأتردد كثيرًا في إضافة كلمة دومًا في آخر الجملة.

أتتبع هوامشكِ على رواية جابر الأولى، صديق قديم آخر يقرر الانسحاب بدلًا من محاولة إنقاذ ما يتبقى من الصداقة بعد خيبات أمل متواصلة، من الذات ومن الآخر في الآن عينه، تكتبين في هامش الصفحة الرابعة والخمسين: يسيطر على جابر هذا الهاجس دومًا، خلاصة جديدة تكرر نفسها في صفحات لاحقة.

أفكّر في الخُلاصة التي نؤطر بها بعضنا، في الأمور التي ستضعين تحتها خطًا لتقولي: هذا ما تفعله فاطمة دومًا. لنقُل مثلًا فصل الثياب لأربعة أقسام مختلفة قبل الغسيل، اختيار أقراط كلاسيكية مع إضافةٍ ما غير مألوفة، والشكوى من ضيق الوقت طيلة الوقت، في حين أنني سأضع خطًا تحت إشارة لك حول عدم قدرتكِ على التوصل إلى ما هو بديهيّ لدى الآخرين، وأحتفظ بفيديو قصير لكِ على سناب شات منذ أربع سنوات، تقولين فيه بأن الاكتئاب في إسطنبول أخف وطأة بكثير من الاكتئاب في صيف مسقط، لنضحك عليه معًا كل صيف، في مسقط.

على ذكر الضحك، كنتُ في مكتب رئيس القسم اليوم، أناقشه في إمكانية الحصول على عقد مكتوب مقابل مهام العمل الإضافية، مثل بقية زملائي لا أكثر، بالتأكيد لم يجد تبريرًا لتطبيق اللوائح والأنظمة على موظفين بعينهم، وإبقاء آخرين في مربع استثناء ذهبي، لا يجرؤ أحد على الإشارة إليه، لكنه لم ييأس من محاولة التنظير للمسألة، قال لي وهو يمطُّ ظهره وشفتيه إلى الأمام في محاولة للتظاهر بالجدية: «ما لازم نقارن نفسنا بحد، يعني لو حد قحم من فوق الجدار نسير نقحم كماه؟» وددتُ حينها أن أرد عليه بالإيجاب، لمَ لا أقفز أنا أيضًا ما دام الذين قفزوا ما زالوا واقفين قرب نوافذهم العالية، هذا بعد أن تعبوا من التسلق بالطبع.

يحيرني تشابه الاستعارات التي يتداولها رؤساء الأقسام في اجتماعاتهم الجانبية مع صغار الموظفين، أذكر أن رئيس القسم السابق كان لا يمل من ذكر حادثة تعرض لها في بداية عمله في الشركة، كان قد أمضى ليلته في المكتب لفرط انشغاله، وانتبه في الفجر عندما شعر بحركة جرذ على جسده المستلقي على الكنبة.

أظنه يتصور أن لهذه القصة وقعًا محفّزًا لموظف لا يزال في أول الطريق، لا بد له من أن يكون صبورًا ومُقبلًا على التجارب كلها بلهفة، هذا أقل ما ينبغي أن يكون عليه، لا سيما إذا لم يقفز جرذ على جسده حتى الآن، لكنني لا أحمل هم الطريق، لا أفكر بغير الخفّة التي تجنبني تسلق السلالم، أفكر بعبورٍ هادئ، يشبه سيري في ممر مظلم لا تنتبه فيه المستشعرات لخطواتي، وبالعتمة وهي تلفّني بحنو حتى آخر الممر، ولكن حتى أكون صادقةً، لن يكون هذا كافيًا لو لم يطوقني الحب من جهةٍ واحدة، كتفٌ واحد سيكفي حين لا تكف الأرض عن الميلان من تحتي. هذا ما تقوله شاعرة لم أقرأ لها غير نص قصير تقول فيه:

«أحب الألفة

التي تعين امرأةً ثقيلة

على صعود درج بيتها الطويل

برفقٍ وتأنٍّ

وأحلم بالحبّ

الذي يجعلها لا تنتبه

للمصعد

أو لطول الدرج

في ذهابها المستمر لملاقاته».

وأنا أحب تلك المرأة التي تتكئ على الحلم بالحب «دومًا»، وتنسى فكرة السقوط، لهذا أكتب إليكِ، في مطلع صيف مسقط، وأنتِ هناك في حلم ربيعي لا تؤرقك فكرة الاستيقاظ منه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشباب يريدون الاستقرار.. الزواج التقليديرجع وترشيحات الأهل والمعارف تكسب

في السنوات الأخيرة، ظهرت ظاهرة ملفتة على الساحة الاجتماعية في مصر والعالم العربي، وهي عودة الزواج التقليدي بعد أن كان الزواج عن الحب هو المسيطر لعقود.

هذا الاتجاه أثار اهتمام الباحثين الاجتماعيين والخبراء، الذين يسعون لفهم الأسباب وراء هذا التحول.

العودة إلى الأسرة شعور بالأمان

تؤكد الدراسات أن كثيرًا من الشباب أصبحوا يبحثون عن الاستقرار النفسي والاجتماعي أكثر من مجرد الحب العاطفي. الزواج التقليدي، الذي يعتمد على ترشيحات الأهل والمعارف، يوفر شعورًا بالأمان والثقة في اختيار الشريك المناسب.

الخبراء يشيرون إلى أن هذا النموذج يقلل من احتمالات الخداع أو الاختيارات غير المناسبة، خصوصًا مع الضغوط المالية والاجتماعية التي يواجهها الشباب اليوم.

خيبة الأمل من العلاقات الحديثة

في العقود السابقة، شهد الشباب موجة علاقات قصيرة المدى أو غير رسمية، وانتهت الكثير منها بخيبات أمل. الدراسات النفسية أكدت أن هذه التجارب تركت أثرًا على الثقة بالنفس والرغبة في البحث عن حل تقليدي أكثر أمانًا.

الشباب أصبحوا يدركون أن الحب وحده لا يكفي، وأن الزواج يحتاج إلى أساس متين من الاستقرار المالي، والقيم المشتركة، والدعم الأسري.

برج الحمل حظك اليوم السبت 6 ديسمبر 2025.. لا تجعل المشاعر السريعة تقود قراراتك العاطفيةحظك اليوم السبت 6 ديسمبر 2025: توقعات الأبراج الـ 12 مهنياً وعاطفياً وصحياًبرج الجدي حظك اليوم السبت 6 ديسمبر 2025.. حاور بهدوءبرج القوس حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. لا تهدر طاقتك فيما لا يستحقبرج الحمل حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. نصيحة تكشف لك حقيقة طال انتظارهابرج الثور حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. تخلَّ عن المقارناتبرج الجوزاء حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. مشاعرك دليل وليست عبئًابرج السرطان حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. تعلم الأخذ بلُطف وأن تعطي بسخاءبرج الأسد حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. أفعالك ستتحدث قبل كلماتكبرج العذراء حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. الراحة ضرورة وليست رفاهيةالأمان الاقتصادي ودور الأسرة

مع ارتفاع الأسعار وصعوبة إنشاء أسرة مستقلة ماليًا، أصبح الأهل يلعبون دورًا أكبر في اختيار الشريك. الزواج التقليدي يسمح بتخطيط مالي من البداية، ما يقلل الصدامات المحتملة ويضمن توازنًا اقتصاديًا أفضل للأسرة.

هل الزواج التقليدي رجع ينتشر؟ ولماذا؟ 

هذا العامل دفع عددًا كبيرًا من الشباب للعودة إلى الاعتماد على الأسرة، بدلًا من التجربة الفردية غير المضمونة.

الثقة الاجتماعية والدينية

الزواج التقليدي يرتبط أيضًا بالثقافة والقيم الاجتماعية والدينية، حيث يرى كثير من الشباب أن الالتزام بالمجتمع وتقاليده يوفر دعمًا إضافيًا واستقرارًا طويل الأمد.

كما أن الاعتماد على شبكة الأقارب والمعارف يعزز الثقة المتبادلة ويقلل من المفاجآت غير السارة.

هل هذا يعني اختفاء الزواج عن الحب؟

لا، الزواج عن الحب لا يزال موجودًا، لكنه أصبح أكثر وعيًا، الشباب يبحث عن حب ناضج ضمن إطار مستقر، وهو ما يوفره الزواج التقليدي أحيانًا.

الدراسات أكدت أن النجاح في الزواج يعتمد على توازن الحب مع التخطيط والمساندة الأسرية، وليس مجرد الانجذاب العاطفي.

طباعة شارك الزواج التقليدي هل الزواج التقليدي رجع ينتشر توازن الحب الانجذاب العاطفي الزواج

مقالات مشابهة

  • التصنيف الأمريكي لجماعة الإخوان.. مواجهة جديدة بأدوات رقمية
  • هاندا أرتشيل تعيش قصة حب جديدة
  • عاشا معا وماتا سويا يحتضن كلاهما الآخر.. قصة حب مؤثرة بين زوجين في الإسماعيلية
  • عيد العشاق.. كاظم الساهر يشعل حماس جمهوره في قطر
  • خمسون عاما من الحب.. مات حزنا على مرضها فلحقت به بعد دقائق من اكتشافها وفاته
  • الإنجليز أحن عليه مننا؟.. عمرو أديب: محمد صلاح يستحق الدعم لا الإحباط
  • برج الجوزاء حظك اليوم.. قلبك يرشد عن الحب الحقيقي
  • الشباب يريدون الاستقرار.. الزواج التقليديرجع وترشيحات الأهل والمعارف تكسب
  • قفزة جديدة في سعر الذهب اليوم السبت 13 ديسمبر 2025.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • تطورات جديدة بقضية طفل المنشار: تتبّع هاتف المجني عليه كشف مسار غموض الجريمة