تمضية الأطفال وقتا طويلا أمام الشاشات تؤثر على تطورهم اللغوي
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
قال باحثون أستراليون، في مقالة نُشرت في دورية الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، إنه خلال الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام جهاز الحاسوب اللوحي أو لوحة التحكم، يتفاعلون بصورة أقل مع البالغين، ويلتقطون كلمات أقل من آبائهم، كما يستمعون لأحاديث أقل، وهو ما يعد عنصرا أساسيا لبناء مهاراتهم اللغوية، وهي العملية التي يمكن بالتالي أن تشهد تأخرا.
ويقول الباحثون إن عدة دراسات كشفت أنه من المهم من أجل تحقيق التحصيل اللغوي للطفل وتطوره الاجتماعي العاطفي أن يتم التحدث معه والتفاعل معه بكثرة في المنزل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت في إرشادات جديدة لها أصدرتها خلال عام 2019 أنه يتعين على الأطفال أقل من خمسة أعوام تمضية وقت أقل في مشاهدة شاشات الأجهزة الإلكترونية والحصول على قسط جيد من النوم وتمضية وقت أطول في اللعب النشط من أجل النمو بصورة صحية.
ومع ذلك، ركزت الكثير من تلك الدراسات على تأثير تمضية الوالدين وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وليس على تأثير تمضية الطفل لوقت طويل أمامها.
ومن أجل الدراسة فحص الفريق من جامعة اديلايد الأسترالية بيانات تتعلق بـ 220 أسرة تم تسجيلها كل ستة أشهر من كانون الثاني/يناير 2018 إلى كانون الأول/ديسمبر 2021 باستخدام تكنولوجيا التعرف على الكلام.
وخلص الباحثون إلى أن كل زيادة في الوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية تعني تقلص الأحاديث بين الآباء والطفل، مما يعني أن الطفل سمع كلمات أقل من البالغين في المنزل، وتحدث بكلمات أقل وشارك بصورة أقل دورية في الأحاديث وقد لوحظ التأثير الأكبر للوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية في عمر 36 شهرا.
وحتى بين الأسر الملتزمة بتوصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالفترة التي يمكن تمضيتها أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وهي ليست أكثر من ساعة يوميا للأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة أعوام، فإن الأطفال ربما يفقدون تعلم نحو 400 كلمة من البالغين يوميا.
وقال الباحثون إن الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة أعوام، وشملتهم الدراسة، أمضوا نحو 172 دقيقة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يوميا، مما يعني أنهم فقدوا تعلم نحو 1000 كلمة يوجهها البالغون إليهم.
ولكن الدراسة لم تقل ما إذا كان الأطفال الذين أمضوا ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية لديهم حصيلة مفردات لغوية أقل ومهارات لغوية أضعف.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
الطبيعة أم التنشئة؟ بحث جديد يكشف دور الجينات في تعاملنا مع الأزمات الاجتماعية
لطالما طرح العلماء السؤال القديم: هل نحن نتشكل نتيجة لجيناتنا أم لبيئتنا؟ على مدى عقود، استقر الرأي العلمي على أن مزيجًا من العوامل الوراثية والتجارب البيئية — مثل النظام الغذائي، ونمط الحياة، والتجارب الصادمة — هو ما يصنع شخصياتنا ويحدد مآلاتنا الصحية. اعلان
لكن بحثًا جديدًا نُشر في مجلة Nature Human Behaviour يضيف بعدًا ثالثًا لهذا النقاش، إذ يشير إلى أن جيناتنا لا تؤثر فقط على ما نحن عليه، بل تلعب أيضًا دورًا في كيفية استجابتنا لما نعيشه، ما يجعلنا أكثر أو أقل عرضة للإصابة باضطرابات نفسية متنوعة.
حللت الدراسة بيانات ما يقرب من 22,000 توأم متطابق، تم جمعها عبر 11 دراسة مختلفة، في ما يُعد أكبر جهد علمي حتى الآن لرسم خريطة العلاقة بين الحمض النووي والبيئة لدى التوائم المتطابقة.
وقد رصد الباحثون روابط جينية بيئية ترتبط بطيف واسع من الحالات النفسية، مثل القلق، والاكتئاب، والذهان، والعصابية، والتوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
تقول البروفيسورة ثاليا إيلي، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة علم الوراثة السلوكية التنموية في كلية كينغز كوليدج لندن: "تؤكد نتائجنا أن الجينات تؤثر على السمات النفسية والنمو العصبي من خلال تشكيل استجابتنا للعالم من حولنا."
Relatedكيف تساعد الحيوانات على معالجة مشكلات الصحة النفسية في المكسيك؟لماذا يعاني الشباب الفرنسي من تدهور في الصحة النفسية؟ الصحة النفسية في أوروبا.. ما هي الدول الأكثر استهلاكًا للعقاقير المضادة للاكتئاب؟كيف أجريت الدراسةركز الباحثون على التوائم المتماثلة لأنهم يتشاركون الشيفرة الوراثية ذاتها تقريبًا. هذا التشابه الجيني أتاح للعلماء عزل تأثير التجربة الحياتية، ودراسة كيف تتفاعل الجينات مع البيئة لتشكيل المسارات النفسية والصحية لكل فرد.
فعلى سبيل المثال، إذا كانت لدى التوأمين جينات تجعلهم أكثر حساسية للمؤثرات البيئية، فإن الفروقات في تجاربهم الشخصية يمكن أن تؤدي إلى اختلافات واضحة في حالتهم النفسية. أما إذا كانت جيناتهم تجعلهم أقل تأثرًا بالعوامل الخارجية، فغالبًا ما يتشابهان في السمات والميول النفسية.
من خلال هذه الفرضية، تمكن العلماء من تحديد جينات بعينها تلعب أدوارًا محورية، حيث أن الجينات المرتبطة بالنمو العصبي ارتبطت بسمات التوحد، أما الجينات التي تؤثر على التفاعل مع التوتر ارتبطت بالاكتئاب، وبالنسبة للجينات المنظمة لهرمونات التوتر فقد ارتبطت بتجارب ذهانية.
ويعتقد الباحثون أن هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا لفهم أعمق للعلاقة بين الجينات ونمط الحياة، وتأثيرها المشترك في الصحة النفسية. إذ من الممكن أن تساعد هذه المعرفة على تطوير طرق علاجية أكثر تخصيصًا، تأخذ في الاعتبار قابلية الفرد الوراثية للتأثر بالظروف المحيطة.
تختم البروفيسورة إيلي بقولها: "بعض الناس أكثر حساسية لظروفهم الحياتية. وهذه الحساسية قد تكون نعمة في البيئات الداعمة، لكنها تتحول إلى عبء في البيئات الضاغطة."
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة