شبكة اخبار العراق:
2025-07-28@01:14:09 GMT

عِراق عليّ الشَّرقيّ.. «فصلٌ ملحقٌ»!

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

عِراق عليّ الشَّرقيّ.. «فصلٌ ملحقٌ»!

آخر تحديث: 11 أبريل 2024 - 10:19 صبقلم:رشيد الخيّون مرت أمس الذِّكرى الحادية والعشرون (9/4/2003)، لما عُبر عنه بـ «تحرير العراق»، وكان قراراً اتخذه الأميركان (1998)، وما أنّ سقط التّمثال، بساحة الفردوس وسط بغداد، بعد تغطية رأسه بالعلم الأميركي، تردد على ألسن الغانمين، تعبير «سقوط الصَّنم»، على أنَّ عهد الدّيمقراطيَّة قد بدأ، و«كلُّ النَّاسِ حسَّن واستجادَا».

كان في كلّ التحولات الكبرى للشعراء اعتبارٌ وحضورٌ، وقصائدُ يصغى لها، جمعها الأديب والأكاديمي يوسف عزّ الدِّين السّامرائيّ (ت: 2013) في أطروحته «الشّعر العِراقي الحديث والتَّيارات السّياسيّة والاجتماعيّة»، والسّامرائي لم يقصد بالحديث، الشّعر المعروف بـ «الحر»، فهو لا يقرّ به، إنما قصد القصائد التي واكبت حوادث العراق الكبرى، في مطلع القرن الماضي، من احتلال ونزاعات اجتماعيَّة، بين القديم والجديد، خلت مِن النّزعة المذهبيَّة أو الطَّائفيّة، مثل التي بين نشبت السُّفوريين والحِجابيين، إنما كان حراكاً ثقافيَّاً ناهضاً. بيد أنَّ مِن الغرابة، لم يظهر للشعراء صوتٌ في الحدث الأكبر مِن نوعه (2003)، منذ الاحتلال البريطاني للبصرة (1914) ثم بغداد (1917). ليس لهم صوتٌ، لا بالسلب ولا الإيجاب، فهل صح عليهم مطلع صاحب المعلقة: «هل غادر الشُّعراءُ مِن مُتَرَدَّمٍ/ وهل عَرفت الدَّار بعد توهمِ». نعم صح ذلك، إذا علمنا أن معنى «مُتَرَدَّم» المكان الذي اعتراه الوهن والوهي، ويراد استصلاحه (الزّوزونيّ، شرح المعلقات السَّبع)، وهذا تماماً كان، وما آل إليه حال بلادهم، يوحشها الأمل. هذا ما كان يعيشه العراقيون، بعد الحصار والحملة الإيمانيّة الكبرى، وما كانوا ينتظرونه مِن «تحرير العراق»، بإسقاط «الصّنم»، مع أنّ تكسير الأصنام لم يحصل بيد غير المسلم، فكيف رددتها القوى الدّينيَّة؟ ربّما أرادت بالعبارة إلغاء الذَّاكرة، واعتبار سقوط الصّنم بمعولها، وهو لم يكن كذلك، إنما دخلت بعد سقوطه، وصورة الصَّنم والجندي الذي تسلقه والعلم شواهد. هل خلا العِراق مِن الشّعراء؟ ولا تحسبوا الأحَاجي والألغاز شعراً! لا أقول انقرض الشُّعراء المطبوعون مِن على هذه الأرض، بل ظهرت لهم قصائد لم ترحم العبث الجاري، لكننا نقصد تلك اللحظة، ولشهور، لم تظهر قصيدة منهم، لا حقّاً ولا باطلاً، فهل أسكتتهم دهشةُ الحدث، وتلاشي الأمل الذي راودهم لعقودٍ، بما قُدم لهم بعبارة «تحرير العراق»؟ نعم، علا صوت الشّعر الشّعبيّ، وكان منذ ظهوره باسم «الكان وكان»، في العصر العباسيّ، مرفوضاً مِن الفصحاء، إلا أنه شد الجمهور، بعد تخلي السُّلطة (1976) عنه، فمنعت نشره وتداوله، ثم استدعته في أمهات المعارك والحواسم، لأنه يعبر عن مستوى مرحلة التّهييج الثّوريّ. مع ذلك كان مِن الشَّعبيين ضحايا قصائدهم، قبل «التّحرير» وبعده، منهم مَن تمت تصفيته بعد مغادرته القاعة، ومن شعرائه، وهم كُثرُ، ما زالوا يُقدمون الشّعر الملوث بالطَّائفيّة والكراهيّة، دون استنكار، مِن حماة الدستور ومراجع الدّين، حتَّى إنَّ بعض الشّعراء صاروا أصواتاً للتَّصفيات. مما اختاره عزّ الدّين، قصيدةً للشيخ عليّ الشَّرقيّ (ت: 1964)، أراه سد بها الفراغ الذي تركه الشّعراء، بعد مائة عام. قالها خلال الاحتلال البريطانيَ، الرَّحيم نسبةً لاحتلال (2003)، الذي تولد منه الاحتلال الأغرب في التاريخ، احتلال بالولاية، الجنود والأموال مِن البلد نفسه، يحارب بهما حيث يشاء، وأراه الأشد وطأةً، إنْ جازت المفاضلة بين احتلال وآخر. إذا أنتج الاحتلال البريطاني دولةً ونظاماً، وهامشاً للديمقراطيّة، فالأخير (احتلال 2003) هدّ الدّولة وسلمها بصفقةٍ لاحتلال آخر، وسفه الدّيمقراطيَّة بفرض الميليشيات، وينوي العودة بالعراقيين إلى ما سمي بالعصر الحجري، تكثير المقدسات في مشاهد لم تطرأ على بال. قال الشَّرقيّ: «نطقتْ بحاجتها الشّعوبُ وأفصحتْ/وأرى عراقي واجماً لا ينطقُ/ وكأن هذا الشّرق سِفر غرائبَ/ أضفى عليه الدَّارجون وعلقوا/ ختمت صحائفُه وجئنا بعدها/ حتّى كأنا فيه فصلٌ ملحقُ». هذا، ولكم تفسير وتأويل «الفصل الملحق».

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

من الذي يسد غياب السودان في واشنطن؟

متابعات ـ تاق برس- قال القيادى بالحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني حاتم السر إن انعقاد لقاء الرباعية في واشنطن لبحث مستقبل السودان في غياب السودان “أمر مؤسف”،

ولفت الى أن: “الشعب السوداني يثق في أن مصر والسعودية سيكونان سندا للقضية السودانية في واشنطن ويسدان غياب السودان”.

 

ونوه السر في تغريدة له على منصة إكس، اليوم الجمعة، أن:” أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار السعودية ومصر، لاسيما في ظل التقارب الجغرافي والروابط التاريخية والمصالح المشتركة”.

 

وأضاف: “إن الرياض والقاهرة سيبقيان صماما لأمان واستقرار المنطقة ومنبرا لمعالجة الأزمات والتوترات وهما جناحا الأمة العربية لتجاوز التحديات”.

وتعقد “الرباعية” الدولية، والتي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، اجتماعا في العاصمة الأميركية واشنطن يوم 29 يوليو الحالي، في محاولة جديدة لإيجاد مخرج للأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عامين، وسط فشل كافة المبادرات الإقليمية والدولية السابقة في إنهاء الحرب.

وشدّد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، على أهمية التوصل إلى تسوية سلمية في السودان، مؤكداً في تصريحات متفرقة أن واشنطن تعمل بشكل مباشر وغير مباشر مع طرفي النزاع – الجيش السوداني وقوات الدعم السريع – من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ووضع خريطة طريق لإنهاء القتال.

الرباعية الدوليةالسودانحاتم السر

مقالات مشابهة

  • توتر أمني في عكار.. ما الذي حصل؟
  • ما الذي يعنيه لنا التغير الديموغرافي؟
  • “البيت الذي شيده الطفايلة في قلب الوطن”
  • ما الذي يطبخه توماس باراك بين سورية ولبنان؟
  • غسل الفواكه والخضروات.. ما الذي ينصح به الخبراء؟
  • اكتشف الخطر الصامت الذي ينعكس في عينيك
  • هدف عراقي عالي القيمة.. من هو الحرداني الذي قضى بضربة أمريكية؟
  • من الذي يسد غياب السودان في واشنطن؟
  • معلومات جديدة... هذا ما كُشف عن الطرح الذي قدّمه برّي لبرّاك
  • حماس: ويتكوف خالف السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة تماما