حالة من الجدل اجتاحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، بسبب الأخطاء التي وقع فيها القارئ محمد السلكاوي خلال تلاوة قرآن فجر ثاني أيام عيد الفطر المبارك.

ماذا حدث؟

وقد وصف رواد مواقع التواصل هذه الأخطاء بأنها «فادحة»، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها القارئ نفسه في أخطاء مشابهة، فيما تبين من خلال مراجعة تلاوة قرآن الفجر اليوم أن القارئ قد وقع في 11 خطأ تقريبًا، في التشكيل والنطق ومخارج الحروف.

وقد أثار هذا الأمر استياء الكثير من المستمعين، خاصة وأن الأمر يتعلق بنطق آيات الذكر الحكيم، وليس بنص خطبة أو شرح حديث، وقد اعتبر البعض ما حدث «تحريفًا» و«تلاعبًا» بعلم التجويد ومقامات التلاوة.

وجاءت أخطاء الشيخ السلكاوي، أثناء تلاوته قرآن الفجر اليوم، كالتالي:

في قراءة سورة الأعراف قال «إصراراهم بدلا من إصرهم».

قال أيضا، (الذي يجدنه) حيث حذف الواو والصواب (ٱلَّذِی یَجِدُونَهُۥ) بإثبات الواو، وحينما أعادها للتصويب قال: (الذين يجدنه) والصواب (ٱلَّذِی).

من بين الأخطاء، أيضا قرأ السلكاوي (ويحل لهم الطيبات) بضم التاء والصواب بالكسر (وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ).

وقف وقفًا خاطئًا عند قوله تعالى: (وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُ) والصواب أنه لا وقف عليها، علاوة على قراءة (الذي لا إله إلا هو)، حيث أضاف لفظ الذي والصواب بدونها: (وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ).وقع السلكاوي في خطأ بقراءة: (اسكنوا هذه القرية) بكسر القرية والصواب بفتحها (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ) باعتبار أنها مفعول به منصوب بالفتحة، كما قراء (أنجونا) حيث تلاها بالواو والصواب: (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ).

أضاف السين في قراءة: (وسيقولون يغفر لنا)، والصواب إثباتها في كلمة: يغفر وحذفها من كلمة يقولون (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا)، علاوة على أخطاء في الوقف والابتداء. 

وعلق الشيخ محمد السلكاوي : “كنت مستعدًا تمامًا لقرآن الفجر، ولا أدري ماذا حدث أثناء التلاوة، والأخطاء كانت خارجة عن إرادتي، وأنا استعد جيدًا قبل أي تلاوة، إلا أنّ الخطأ وارد”.

وأشار نقيب القراء إلى أنّ تلك المرة ليست الأولى التي يرتكب فيها السلكاوي أخطاء أثناء التلاوة، وتمّ إيقافه لمدة 6 أشهر قبل أن يعود مؤخرًا.

وأضاف أنّ تلك الأخطاء المتكررة، حدثت بسبب أن القارئ صحته أصبحت غير ملائمة للإمامة، الأمر الذي جعله يسهو كثيرًا، لافتًا إلى أنّ العقوبة المتوقعة أن يتم إيقافه لمدة 6 أشهر أو سنة.

وفي هذا الصدد قررت الإذاعة المصرية وقف التعامل مع الشيخ محمد السلكاوي، نظرًا لما صدر منه من أخطاء في تلاوة قرآن فجر اليوم الخميس.

وأكّد محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، في بيان، أنه لا تهاون في مثل هذه الأخطاء، وأن اللجنة الموحدة للقراء والمبتهلين ستعقد جلسة لاتخاذ إجراءات إقرار عدم صلاحيته، ووقف التعامل معه؛ حيث يتحمل القارئ مسؤولية تلك الأخطاء.

ليست المرة الأولى

و قال القارئ محمد سمير، عضو نقابة القراء ومحفظي القرآن الكريم‎: «والله إن الحدث جلل والمصيبة فادحة، ووالله إن الأمر لا يكفي فيه البكاء على كتاب الله الذي مُزِّقَ في إذاعتنا العريقة وفي محاريب المساجد وعلى مواقع التواصل ».

وتابع عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي  فيس بوك : «اللهم سخر لهذا الكتاب من يدفع عنه العبث والسفه».

ويشار إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي تتخذ الإذاعة المصرية إجراءً ضد القارئ محمد السلكاوي.

كان قد تقرر في وقت سابق أيضاً من نقابة القراء إيقاف الشيخ السلكاوي، ورفع اسمه من خريطة الإذاعات الخارجية والأمسيات والتسجيلات القرآنية، لمدة عام، تبدأ من 21 ديسمبر 2022 وحتى 21 ديسمبر 2023، وبعدها تمّ تخفيض الوقف إلى 6 أشهر.

وفي واقعة شهيرة نسى القارئ السلكاوي آيات من القرآن خلال شعائر صلاة الجمعة الموافق 29 ديسمبر2023، في بث شعائر صلاة الجمعة، بحضور الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، واللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، وأوقفته الإذاعة المصرية وقتها عن التلاوة، ورفعت اسمه من خريطة الإذاعات الخارجية والتسجيلات القرآنية لمدة 6 أشهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد السلكاوي السلكاوي أخطاء الشيخ السلكاوي نقيب القراء الاذاعة المصرية الإذاعة المصریة محمد السلکاوی

إقرأ أيضاً:

حلم الاستقلال وخيبة الوعد.. القصة الكاملة للثورة العربية الكبرى

قبل أكثر من قرن من الزمان، انطلقت من الحجاز شرارة ثورة عربية كبرى، حملت في طياتها آمال الشعوب العربية بالتحرر من السيطرة العثمانية، ورسم ملامح جديدة لمنطقة الشرق الأوسط. قادها الشريف حسين بن علي، وأصبحت إحدى أبرز حركات التحرر الوطني في بدايات القرن العشرين.

خلفية تاريخية التهميش والهوية العربية

في أوائل القرن العشرين، كانت الدولة العثمانية تحكم معظم البلاد العربية تحت نظام مركزي سلطوي، تميّز بالإهمال والتهميش السياسي والاقتصادي والثقافي للعرب. ومع دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914–1918) إلى جانب ألمانيا، اشتدت قبضة الحكم العسكري بقيادة جمال باشا، مما زاد من قمع الحريات وأثار نقمة الحركات القومية العربية.

بدأت بوادر الثورة تتشكل من خلال الجمعيات السرية في دمشق وبيروت وبغداد، مثل “جمعية العربية الفتاة”، والتي كانت تدعو إلى الاستقلال العربي.

بداية الثورة 10 يونيو 1916

في صباح يوم 10 يونيو 1916، أعلن الشريف حسين بن علي، شريف مكة، الثورة على الدولة العثمانية، مدعومًا بأبناء قبيلته، وبعض القبائل العربية، وبمساندة بريطانية تمثلت في دعم لوجستي وعسكري وشخصية بارزة هي “لورنس العرب” (توماس إدوارد لورنس).

استهدفت الثورة السيطرة على مدن الحجاز، ثم التوسع شمالاً نحو الشام، وكان أبرز إنجازاتها إسقاط سيطرة العثمانيين عن طريق سكة حديد الحجاز والسيطرة على العقبة ودمشق لاحقًا.

دور لورنس العرب والوعود البريطانية

لعب الضابط البريطاني لورنس دور الوسيط بين العرب والحكومة البريطانية، حيث وعد البريطانيون، عبر مراسلات حسين – مكماهون، بدعم استقلال العرب بعد الحرب مقابل الثورة ضد العثمانيين. لكن تلك الوعود تبخرت بعد انتهاء الحرب، حين تم تقسيم بلاد الشام والعراق وفق اتفاقية سايكس – بيكو (1916)، وفرض الانتداب الفرنسي والبريطاني على المنطقة.

نتائج الثورة بين النصر والخديعة

رغم أن الثورة نجحت في طرد العثمانيين من مناطق واسعة، فإن الثمار لم تكن بحجم التضحيات. 

بعد انتهاء الحرب، تأسست مملكة الحجاز بقيادة الشريف حسين، لكن ابنه فيصل خسر عرش سوريا أمام الفرنسيين عام 1920، وفيما بعد، تم تنصيبه ملكًا على العراق بدعم بريطاني.

أصيب العرب بخيبة أمل كبيرة بعد أن تبين أن بريطانيا وفرنسا لم تكن نواياهما دعم الاستقلال العربي، بل تقاسم النفوذ الاستعماري، ما مهد لاحقًا لتشكيل خرائط المنطقة الحديثة التي ما زلنا نعيش تداعياتها.

طباعة شارك الدولة العثمانية الثورة العربية الكبرى لورنس العرب الاستقلال العربي الشريف حسين

مقالات مشابهة

  • الكاتب خالد الهنائي لـعمان: شغف الكتابة بدأ باكرا ولم يخرج للجمهور إلا بعد نضج التجربة
  • دماء على الذهب.. القصة الكاملة للاعتداء على تاجر مصوغات أمام المارة بالبحيرة
  • بعد تسمم العشرات.. القصة الكاملة لإغلاق مطعم شهير في المنيا
  • يوسف فوزي في لقاء نادر: القرآن الكريم سر سعادتي وأتمنى حسن الختام | خاص
  • حلم الاستقلال وخيبة الوعد.. القصة الكاملة للثورة العربية الكبرى
  • عروسة السماء في العيد.. القصة الكاملة لمصرع بسنت على كورنيش المقطم
  • القصة الكاملة لمقتل «حسام» خلال مشاجرة بين الجلادوة والجزارين بحلوان
  • القصة الكاملة.. التصالح يسدل الستار على أزمة طبيب قنا
  • إعلان أسماء الفائزين في المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم بمنطقة الجيزة الأزهرية
  • خلصوا عليه غدرا.. القصة الكاملة لإنهاء حياة شاب بطعنات في المحلة