صحيفة سعودية تتحدث عن معضلة تهدد سكان صنعاء
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
فشل صبري مرات عدة في إقناع المسؤولين بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لحل مشكلة طفح مجاري الصرف الصحي بالقرب من محله التجاري واختلاطها بسيول الأمطار، حيث بات أغلب شوارع المدينة أشبه بالمستنقعات، في أيام العيد.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن صبري قولة بأن أغلب مناطق وأحياء صنعاء يعيش وضعاً مأساوياً يهدد بكارثة بيئية جراء استمرار طفح المجاري في معظم الشوارع والحارات، مع تهديدها بإغلاق بعض المنازل والمتاجر والشوارع نتيجة توسعها يوماً بعد آخر.
ويشكو صبري، وهو مالك محل لبيع الدواجن بصنعاء، من استمرار طفح المجاري بالقرب من متجره في حي السنينة دون وجود أي تحرك من قبل ما تسمى «مؤسسة المياه والصرف الصحي» الخاضعة للحوثيين، وعدم تدخلها للقيام بواجباتها بإزالة التراكمات والأتربة وفتح الانسدادات الحاصلة في شبكات المجاري وسحب مياه الأمطار الراكدة فيها.
ويطالب صبري، ومعه آلاف السكان في المدينة، الجهات المسؤولة الخاضعة للحوثيين بعدم الإهمال واللامبالاة، وبتحمل مسؤولياتهم في الإسراع إلى عمل صيانة عاجلة للشبكات المتهالكة وسحب المياه الراكدة من أمام المحال التجارية والمنازل.
ويشير إلى الوضع المزري وما رافقه من إهمال وتقاعس حوثي متعمد، أدى إلى تكبيده وآخرين خسائر مادية نظراً إلى صعوبة الوصول إلى المحل بسبب طفح المجاري وتدفق المياه العادمة منها وانبعاث روائح كريهة.
وبالتوازي مع وضع معيشي متدهور يكابده سكان صنعاء ومدن يمنية أخرى جراء الحرب المستمرة وما خلفته من انقطاع للرواتب وانحسار العمل وغلاء الأسعار وغياب الخدمات، يشكو السكان في أحياء عصر والسنينة ومذبح والرقاص والرباط في مديرية معين (ذات الكثافة السكانية العالية) من استمرار تفاقم مشكلة طفح المجاري وتسببها في تنغيص الفرحة بالعيد.
ويقول السكان إن الأمر يكمن في إهمال الجماعة الحوثية وغياب أعمال الصيانة منذ سنوات، مع استمرار الفساد والعبث المستشري في أروقة «مؤسسة المياه والصرف الصحي» وفروعها، الأمر الذي أدى إلى انهيار شبه كامل لمنظومة المجاري.
تهديد بيئي
إلى جانب صبري، يعبر فتحي، وهو من سكان حي عصر في صنعاء، عن انزعاجه الشديد من استمرار طفح المجاري في أكثر من مكان بالحي الذي يقطنه، وأفاد بأن المشكلة التي تتزامن مع هطول مزيد من الأمطار وتدفق السيول تحولت في النهاية إلى مشكلة بيئية تهدد صحة السكان.
وضاعف استمرار موسم الأمطار على العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى من مشكلة طفح المجاري، ومن معاناة ملايين السكان؛ بمن فيهم النازحون والأسر الأشد فقراً، وسط تجاهل من الحوثيين المسيطرين على الإدارة والموارد المالية.
في غضون ذلك، تحذر المصادر البيئية والصحية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» في صنعاء من مغبة استمرار طفح المجاري وتراكم مياه الأمطار في أغلب مديريات ومناطق صنعاء، وما قد يسببه ذلك من انتشار سريع لكثير من الأمراض والأوبئة القاتلة.
وكانت تقارير محلية أكدت دخول ملايين اليمنيين في مصاعب كبيرة جراء القصور والتسيب الحوثي المستمر والمتعمد والذي قاد إلى تهالك شبكات مياه الصرف الصحي التي تنفجر بين الحين والآخر في أحياء صنعاء وغيرها من المدن، مسببة لهم كثيراً من الأمراض.
مساعدات صحية
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن أن أكثر من 13 مليون طفل وامرأة في اليمن بحاجة ماسة للخدمات الصحية في العام الحالي، حيث تشكل النساء ما نسبته 24 في المائة، فيما الأطفال يشكلون ما نسبته 50 في المائة.
وأوضحت المنظمة، في بيان حديث أن النزاع الذي طال أمده في اليمن ترك نصف السكان بحاجة إلى مساعدات صحية؛ إذ يحتاج 17.8 مليون شخص في البلاد إلى مساعدات صحية؛ نحو 75 في المائة منهم من الأطفال والنساء.
ومن ضمن 8.9 مليون طفل يمني محتاج للخدمات الصحية، يحتاج أكثر من 540 ألف طفل دون سن الخامسة إلى علاج منقذ للحياة بسبب الهزال الشديد، 10 في المائة منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات، ويحتاجون إلى رعاية مختصة مع ضرورة إبقائهم في المشفى.
وتعد الفئات الضعيفة أكثر من يتحمل آثار النزاع المستمر في اليمن، ويشمل ذلك النازحين داخلياً والنساء والأطفال وكبار السن، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والمجتمعات المهمشة، والأشخاص المصابين خلال الصراع.
ووفق بيان من المنظمة، توجد 6 أخطار ذات أولوية واحتمالية عالية وتأثير كبير على الصحة العامة في اليمن: «النزاع المسلح، والكوليرا، وحمى الضنّك، والفيضانات والأعاصير، والملاريا، والحصبة».
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
تشاؤم إسرائيلي من تهديدات وجودية تحول دون بلوغ الدولة عامها المائة
ما زالت أزمة الثقة العميقة التي ظهرت بعد فشل الاحتلال في التصدي لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تُهدد أسس المجتمع الإسرائيلي، بل تُهدد استقراره الاقتصادي والأمني، والوجودي برمته.
أورين كانيل، الرئيس التنفيذي لشركة AppsFlyer التكنولوجية العملاقة، ذكر أن "السؤال الدارج على ألسنة الإسرائيليين خلال هذه الفترة: "هل ستبقون في البلاد؟"، وبالعادة يأتي السؤال وكأنه إرادة، وهكذا بعد 77 عامًا من قيام الدولة، فإنها تواجه تهديدًا وجوديًا، ليس من الخارج هذه المرة، بل من الداخل، لأن الخطر الحقيقي على مستقبلها هو فقدان الثقة بها، بل إنها باتت أزمة ثقة عابرة للحدود، لأن الأزمة التي تمرّ بها لم تعد أزمة عادية، بل أزمة وجودية تهزّ الركائز التي ترتكز عليها".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "الثقة متصدّعة في كل القطاعات، بين مختلف الاسرائيليين أنفسهم، وفي قيادتهم، وفي الجيش، وأجهزة الأمن، ورغم أن السابع من أكتوبر كان ينبغي أن يكون لحظة توحيد بين مختلف فئات الدولة، لكنها بدلاً من ذلك، تلقّت مزيدا من الانقسام والتحريض والاتهامات غير المسؤولة، وبدلاً من أن يتوحّد الاسرائيليون، فإنهم ينقسمون، وبدلاً من تعزيز قيمة الخدمة والضمان المتبادل، فإنهم يضعفون، وبدلاً من تكريم الجنود الذين يخدمون الدولة، فإنها تستنزفهم لأقصى حدّ من قدرتهم".
وأوضح أن "صرخات الجنود النظاميين والاحتياط والطيارين ليست دعوة للكارثة، بل صرخة استغاثة ممن يتوقون لمستقبل الدولة المشتركة، لأن إعفاء الحريديم من التجنيد الإجباري، وتآكل ثقة جنود الاحتياط، وتمديد الخدمة الإلزامية ليست حلاً لأزمة القوى العاملة، بل علامة تحذير اجتماعية ووجودية وامضة، وإن الافتقار للرؤية التكنولوجية يشكل خطرًا استراتيجيًا ووجوديًا، فإسرائيل، الدولة ذات التقنية العالية، ليست مدرجة بين الدول الـ17 التي وافقت الولايات المتحدة على التعاون المتقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي".
وأكد أن هذا فشل خطير للغاية، وذو عواقب بعيدة المدى في جميع المجالات، في عالم يُشكّل فيه الذكاء الاصطناعي الاقتصاد والأمن والمجتمع، ولا يمكن للدولة أن تتخلف عن الركب، لأنه بدون قيادة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يوجد مستقبل للتكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية، وبدونها لا يوجد مرساة اقتصادية، وبدون اقتصاد متين لا أمن، وبدون أمن لا دولة، وكل هذا يعني فشلا وطنيا من الطراز الأول، لأن استمرار هذا الوضع يُهدد مستقبل الدولة، ويتطلب تغييرًا فوريًا في التوجه، وسببًا كافيًا لعدم الثقة بالقيادة".
وأوضح أن "المطلوب الآن تحديد موعد لانتخابات جديدة، يستقيل فيها جميع المسؤولين من منطلق المسؤولية الوطنية، لا الشخصية، وتشكيل لجنة تحقيق حكومية مستقلة تُحقق في فشل السابع من أكتوبر، وتضمن الكشف الكامل عن الحقيقة، لأنه بدون تحمل مسؤولية حقيقية، لن يكون هناك إصلاح حقيقي، وبدون التحقيق في الحقيقة، نُحكم على أنفسنا بهجوم السابع من أكتوبر القادم، وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون عودة جميع المختطفين على رأس أولويات الدولة".
وختم بالقول أن "كل هذه المخاطر الماثلة أمام الدولة تدفعنا لطرح السؤال القديم الجديد: هل ستبلغ "إسرائيل" المئة عام من عمرها، والجواب أن الأمر يعتمد علينا فقط، فليس لدينا دولة أخرى، ونحن ملتزمون بمسار مختلف".
ميدان بار رئيس نقابة الطيارين الإسرائيليين، أكد أنه بعد مرور قرابة ستمائة يوم من الحرب، وسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، لا أحدألا يضمن ألا تصل أيام الحرب الى الألف يوم، لأن الحكومة الحالية شكلت نقطة تحول، وفي نهاية مسيرتها ستحدد شخصية دولة بأكملها، تمكنت من العيش لمدة 77 عامًا، ولكن من قال إنها سيصل عمرها إلى قرن من الزمان، هل هناك خطة، وهل يمكن لأي إسرائيلي أن يتخيل كيف سيبدو الأمر؟ من يستطيع أن يقول إن ما تحلم به الدولة الآن سيصبح حقيقة بعد ما يزيد قليلاً عن عشرين عامًا".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "وضع الدولة الكارثي اليوم في ظل حكومة تملأ أيامها في مواجهة معارضة مشغولة بمقاطع الفيديو والبيانات، خلال الحرب الطويلة التي عرفناها في سبعة مسارح مختلفة، فيما يحرق المستوطنون القرى الفلسطينية في الضفة الغربية والجيش يقف متفرجًا، ولا يغضّ الطرف فقط".
وأشار إلى أن "الوضع في الدولة يُشير للاعتقاد بين الاسرائيليين بإمكانية أن يكون الوضع أسوأ دائمًا، لأن لو كان لدينا دولة لكنا انتصرنا، في ظل كثرة التحديات، وآخرها سقوط صاروخ باليستي من اليمن على مدخل مطار بن غوريون، من كان يصدّق أن هذا ممكن، حيث ألغت الشركات الأجنبية رحلاتها لبضعة أيام".