الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي: حرب روسيا على أوكرانيا "تهديد وجودي" لأوروبا
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الحرب العدوانية واسعة النطاق التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا أعادت التهديدات الإقليمية لأوروبا وأجبرت الاتحاد الأوروبي على وضع الدفاع في قلب سياسته الأمنية، فهي تشكل تهديدًا واقعيًا للاتحاد الأوروبي بأكمله.
ووفقًا لوكالة الأنباء الأوكرانية، أوضح بوريل، عبر تدوينة نشرها على الموقع الإلكتروني لخدمة العمل الخارجي الأوروبية، معلقًا على إصدار كتابه الجديد، "أوروبا بين حربين"، قال فيها:"مع الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، شهدنا عودة المنافسات الإقليمية واستخدام القوة العسكرية العنيفة في أوروبا، وهو الأمر الذي رفضناه فكريا، وفي الوقت الذي أصبح فيه التدخل الأمريكي في أوروبا أقل يقينا، فإن هذه الحرب تشكل تهديدا وجوديا للاتحاد الأوروبي".
وتابع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي:" إذا تمكن بوتين من تدمير استقلال أوكرانيا، فلن يتوقف عند هذا الحد، حيث أنه إذا انتصرعلى الرغم من الدعم الواضح لأوكرانيا من قِبَل الأوروبيين والرأي العام الأميركي، فإن هذا يبعث بإشارة خطيرة حول قدرتنا على الدفاع عن ما نؤمن به".
وأكد على ضرورة الاستعداد للدفاع عن أوروبا، قائلًا:"يجب أن نتحمل مسؤوليتنا الاستراتيجية ونصبح قادرين على الدفاع عن أوروبا بأنفسنا، وبناء ركيزة أوروبية قوية داخل حلف شمال الأطلسي..ويتعين علينا أن نحقق ذلك في فترة زمنية قصيرة للغاية، ليس لأننا نعتزم خوض الحرب، بل نريد منع ذلك من خلال امتلاك الوسائل اللازمة لردع أي معتدِ".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يواجه الحاجة إلى تغيير نموذج الدفاع الأوروبي بأكمله، ولقد عملت السوق المشتركة والتجارة بشكل جيد لتحقيق السلام بين الدول التي تشكل جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولكن هذه الأدوات لم تعد كافية لضمان الأمن الخارجي، فلقد فوض الأوروبيون لفترة طويلة أمنهم للولايات المتحدة، وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية على الأقل، بعد سقوط سور برلين، سمحوا "بنزع السلاح الصامت".
التفوق التكنولوجي هو مفتاح النصر بالحروبوشدد على أن جهود الاتحاد للحفاظ على أمن أوروبا لا تعني إنشاء جيش أوروبي، حيث هو اختصاصًا حصريًا للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكن يعني ضمناً زيادة في الإنفاق الدفاعي على المستوى الوطني لكل دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن متوسط مبلغ هذه النفقات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي في عام 2023 وصل لـ 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي، ولتحقيق الهدف يجب زيادة هذه النسبة إلى أكثر من 2 %.
وأستكمل أنه يتعين على الدول الأوروبية أن تبدأ في الإنفاق معًا لسد الفجوات، وتجنب الازدواجية، وزيادة إمكانية التشغيل البيني. ووفقا لبوريل، تشتري الجيوش الأوروبية اليوم بشكل تعاوني 18% فقط من المعدات العسكرية. على الرغم من أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حددت معيارًا لا يقل عن 35 بالمائة لمثل هذه المشتريات الجماعية في عام 2007.
وأكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، على نحن حاجة الاتحاد الماسة لتحقيق قفزة إلى الأمام في صناعته الدفاعية، وقال:" منذ بداية الحرب ضد أوكرانيا، اشترت الجيوش الأوروبية 78٪ من المعدات الجديدة من خارج الاتحاد الأوروبي.. لقد أحرزنا تقدمًا مهمًا في الأشهر الأخيرة، لكننا لا نزال نواجه صعوبات وتحديات نوعية كبيرة في مجال التقنيات العسكرية الجديدة مثل الطائرات بدون طيار أو الذكاء الاصطناعي، فأحد الدروس الرئيسية المستفادة من الحرب ضد أوكرانيا هو أن التفوق التكنولوجي هو المفتاح، فنحن بحاجة إلى صناعة دفاعية محلية لتلبية احتياجاتنا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي روسيا ضد اوكرانيا حرب روسيا ضد أوكرانيا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی ضد أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
مستشار وزير خارجية أوكرانيا: الحرب مع روسيا تحولت إلى حرب استنزاف
أكد يفهين ميكيتينكو مستشار وزير خارجية أوكرانيا،أن الحل الأفضل، ليس فقط للشعبين الروسي والأوكراني، بل أيضاً لأوروبا والولايات المتحدة، هو التوصل إلى هدنة على الأقل، معتبراً أن الاتفاق الفوري على وقف شامل لإطلاق النار قد يكون معقداً: "ربما من الأفضل البدء بهدنة، ثم البناء عليها لاحقاً، لأن التوصل إلى اتفاق شامل وفوري ليس بالأمر السهل".
وقال في مداخلة هاتفية على قناة “ القاهرة الإخبارية”، :" هناك محادثة جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل المكالمة التي جمعت بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا، أنّ المكالمة لم تكن مطولة، واستغرقت بضع دقائق فقط، وفقاً لما تداولته وسائل الإعلام الأوكرانية.
وأضاف هناك عبارة عربية حكيمة، وهي إن مع العسر يسرا، وأؤكد أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات و3 أشهر، وتحولت إلى حرب استنزاف، قد أرهقت الطرفين".
وتابع، أن روسيا، باعتبارها دولة كبرى، تسيطر ميدانياً، في حين تعاني أوكرانيا من ضغط بشري واقتصادي كبير، حيث غادر نحو 6 ملايين أوكراني البلاد، معظمهم نحو دول أوروبا، مؤكدًا: "الشعب الأوكراني متعب، وأنا لا أشك أن الشعب الروسي أيضاً يشعر بالتعب، رغم أن عدده يزيد على الأوكرانيين بخمس مرات".
وفيما يخص المفاوضات الأخيرة التي جرت في إسطنبول، كشف عن بعض تفاصيل الأجواء التي سادت تلك اللقاءات، قائلاً إن الوفد الروسي كان ذا طابع هجومي في مداخلاته، مشيراً إلى تصريحات المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي الذي شبّه الصراع الحالي بالحرب التي خاضتها روسيا ضد السويد واستمرت 21 عاماً، في إشارة إلى استعداد موسكو للمضي في النزاع لفترة طويلة: "علينا التركيز الآن على التطورات الراهنة، وعلى أي فرصة يمكن أن تقربنا من إنهاء الحرب".