تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا شك أنّ الصراع الإسرائيلي الإيراني الحالي سوف يُساعد في نشأة حركة جهادية بمنطقة الشرق الأوسط؛ هذه الحركة من مصلتحها نشوب حرب إقليمية في المنطقة واحتمالات أنّ يتطور هذا الصراع إلى حرب عالمية نطاقها ليس إسرائيل وإيران فقط.

خاصة وأنّ العالم انقسم في هذا الصراع إلى قسمين، وربما بدا ذلك واضحًا من جلسة مجلس الأمن الأخيرة والتي انعقدت على خلفية الضربة الإيرانية التي وجهتها طهران إلى تل أبيب، فضلًا عن المواقف والتصريحات التي ذهبت إلى الإصطفاف إلى طرفي الصراع.

داعش وتنظيمات العنف والتطرف ترى أهمية استمرار هذا الصراع وتطوره ليس لأنها تُريد فقط أنّ تصطف إلى جانب طرف دون الآخر، ولكن لأنها تُريد أنّ تُحي وجودها من خلال صراع طويل تستخدم فيها كل الدول الجماعات والمجموعات المؤدلجة في هذه الحرب.

كما أنّ الحروب تؤثر بصورة كبيرة على جهود مكافحة الإرهاب، حيث توجه هذه الجهود إلى الحرب بين الأطراف المتصارعة وإلى الصراع المستمر حتى بعد انتهاء هذه الحرب؛ فغالبًا تكون الصراعات أطول من الحروب، تعيش بعدها وتكون مقدمة للحروب قبل أنّ تنشب.

انقسم العالم قسمين ما بين مؤيد ومعارض لحق كل طرف في مواجهة الطرف الأخر وربما مدافع عنه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا قد يُؤدي إلى تصعيد إضافي ويحمل المنطقة إلى حرب عالمية؛ وهذا ما يبدو واضحًا من ردود الأفعال خلال الـ 48 ساعة الأخيرة بعد ضرب إيران تل أبيب بطائرات وصواريخ بدون طيّار.

وهنا تبدو أهمية الوسطاء لإحتواء ما حدث وما سوف يحدث في المستقبل لو استمر هذا الصراع على وتيرته الحالية أو تطور إلى حرب حتى ولو كانت محدوده في بدايتها، تأثيرها سوف يكون خطيرًا على أمن المنطقة والعالم؛ صحيح سوف تؤثر على مشروع إيران في المنطقة وعلى أذرعها التي إحتلت من خلالها دول عربية مستقرة، ولكن نشوب الحرب ليس في صالح المنطقة قبل أنّ يكون في صالح دولة  من طرفي الصراع دون أخرى.

وخطورة تطور الصراع يتمثل في خلق بيئة للعنف؛ بيئة لن تكون الأطراف المتصارعة فيها بعيدة عنها، كما أنّ هذه الأطراف لن تتورع من استخدام خطاب الكراهية أو على الأقل استثماره، وهنا يكون الحديث عن تنامي المجموعات المتطرفة ذات الخلفية السنية والشيعية والصهيونية، كل على حد سواء.

وهذا قد يكون خليط جديد من الإرهاب الذي يطل برأسه على العالم على خلفية هذه الحرب المتوقعة، ولذلك من المهم وقف هذه الحرب ووقف تداعياتها الكارثية على أمن العالم واستقراره، وعلى الأطراف المتصارعه أنّ يتحمل كل طرف مسؤولياته المتعلقة بتحقيق الأمن، ليس على المستوى الداخلي، ولكن على مستوى مواجهة المجموعات المتطرفة المنتمية إليه والتي سوف تأخذ مساحة أكبر لو استمرت هذه الحرب وقتًا أطول.

هناك مجموعات صهيونية لا يقل خطرها عن داعش أو حتى بعض الجماعات المتطرفة ذات الخلفية الشيعية؛ كل هذه المجموعات تتمتع بقدر هائل من الكراهية؛ كراهية متبادلة قائمة على الزوال من الوجود، ولذلك وجود هذا الخطاب سوف يضع العالم أمام مأساة جديدة وكابوس لا يختلف عن كابوس داعش وسوف يُعاني منه العالم من العشر سنوات القادمة.

بات العالم منقسمًا إلى نصعين بعد الحرب الروسية الأوكرانية قبل عامين، وهذا ساعد بصورة كبيرة في ولادة حركة جهادية في شرق أوروبا، وأوروبا وأمريكا وأوكرانيا لم يتورعوا في استخدام المجموعات المؤدلجة في صراعها مع الروس كما كان في الحرب الأفغانية في العام 1979، وهو ما أدى إلى ظهور تنظيم قاعدة الجهاد فيما بعد.

كما أنّ روسيا حاولت استخدام ذات السلاح في حربها مع الغرب وجندت ذلك من خلال مجموعات مؤدلجة للمواجهة كان أغلبها من الشيشان، وهذا ربما يًذكرنا بتوظيف روسيا للجبهة العالمية لمواجهة أمريكا وإسرائيل والتي أنشأها تنظيم القاعدة في العام 1987 والتي أدت في النهاية لتفجير برجي التجارة العالمي في العام 2001، فتم استخدام نفس السلاح في مواجهة الأمريكان من قبل الروس.

هذا ما سوف يحدث لو استمر الصراع بين إيران وإسرائيل على وتيرته الحالية وانتهى بحرب، هذه الحرب سوف تصب في صالح المجموعات المتطرفة بغض النطر عن الدين أو الطائفة التي تنتسب إليها هذه المجموعات، والتحذير هنا لا يُعني أننا أقف في منطقة دون أخرى ولكننا نضع علامات إرشادية لشكل وطبيعة الصراع المتوقع والمكاسب التي قد تعود على الإرهاب منها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران ﺇسرائيل داعش الإرهاب الصهيونى هذا الصراع هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

تفاقم الأزمة النفسية ووقائع الانتحار بصفوف الجيش الإسرائيلي

أنقرة (زمان التركية) – كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية وفقًا لمصادر مطلعة عن زيادة كبيرة في عدد الجنود الإسرائيليين الذين يعانون من مشاكل نفسية منذ بدء حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وذكرت الصحيفة أن أكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي يخضعون حاليا لعلاج نفسي في ظل زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب والاضطراب النفسي في الرتب العسكرية خاصة بين الشباب.

وأوضحت الصحيفة أن 3600 جندي يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وأن 9000 جندي آخر لجؤوا إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية في عام 2024 لطلب الاعتراف بهم “كمرضى نفسيين”.

وأشار التقرير إلى معاناة نحو 18 ألف جندي من إعاقات جسدية أو نفسية منذ بداية الحرب مما يعكس أزمة طويلة الأمد في الرتب العسكرية.

وتؤكد التقارير أنه منذ اندلاع الحرب، وصل حوالي 19000 جندي جريح إلى المستشفيات بما في ذلك عدد كبير من الجنود الذين يعانون من أزمات نفسية حادة.

وتعكس التقارير احتمالية وصول عدد المرضى النفسيين بين الجنود والمدنيين إلى 50 ألف بحلول عام 2028 وأن كثير منهم يقاتلون في غزة وسيحتاجون إلى درجات متفاوتة من الدعم النفسي.

وكشفت البيانات أيضا أن 54 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بداية الحرب، بحسب مسؤولي الصحة الرسميين.

وتفيد حقيقة أن أكثر من 12000 جندي لم يتمكنوا من العودة إلى ساحة المعركة بسبب الآثار النفسية للحرب أن الصعوبات النفسية تتزايد داخل الجيش الإسرائيلي مع استمرار الحرب.

هذا وتشن إسرائيل حرب إبادة جماعية تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري في قطاع غزة بدعم مطلق من الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 متجاهلة الإدانات والدعوات الدولية لوقفها.

Tags: الأزمة الإنسانية بقطاع غزةالأزمة النفسية بالجيش الإسرائيليالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةانتحار جنود اسرائيليين

مقالات مشابهة

  • تفاقم الأزمة النفسية ووقائع الانتحار بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • «ثقب واحد أنقذنا من الموت اختناقاً».. الرئيس الإيراني يروي لحظات نجاته من القصف الإسرائيلي
  • الدبلوماسية التي تغير العالم تبدأ بالتعاطف
  • أزمات نفسية وإعاقات في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • الإطار يسأل السوداني..متى تعمل لمصلحة العراق وشعبه؟؟
  • أحمد موسى: لا بدائل عن قناة السويس التي تستقبل أكبر الحاويات في العالم
  • خبراء فلسطينيون: العمليات اليمنية تعيد رسم خارطة الصراع مع الكيان الإسرائيلي
  • فيلسوف حقيقى .. عمرو أديب يتغزل بالهضبة في أحدث ظهور
  • مصاب أليم.. المرشد الإيراني مخاطبا شعبه في ذكرى أربعين قتلى القصف الإسرائيلي
  • المجلس العربي: سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس بحق غزةتحولت الى إبادة جماعية صامتة