ذكرى ميلاد الشعراوي.. ماذا فعل عند فقده 50 ألف جنيه؟ قصص عجيبة عن كراماته
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشيخ محمد متولي الشعراوي ، إمام الدعاة، وصاحب الشهرة الواسعة والقدم الراسخة في العلم والدعوة، ونال الشيخ الشعراوي تلك المكانة لإخلاصه وتجرده، حيث حفظ الشيخ الشعراوي القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، و«أسلوبه في التفسير» علامة بارزة في مسيرة الشيخ الشعراوي.
وترك الشيخ الشعراوي وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرًا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم، وما زال يتذكره المصريون ويجتمعون لسماع خواطره في تفسير القرآن الكريم بأسلوب ميسر يفهمه المتبحر في علوم الدين وغير المتخصصين في الوقت ذاته، رحم الله الإمام.
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي، عام 1911م، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، والذي فسر القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية، مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، ولقبه البعض بإمام الدعاة.
وفاة الشيخ الشعراوي
وتوفى فى 17 يونيو عام 1998م، تاركًا وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرًا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم، وما زال يتذكره المصريون ويجتمعون لسماع خواطره في تفسير القرآن الكريم بأسلوب ميسر يفهمه المتبحر في علوم الدين وغير المتخصصين في الوقت ذاته، رحم الله الإمام.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للشيخ عبد الرحيم الشعراوي، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو يروي تفاصيل آخر 18 يومًا في حياة الإمام.
وقال عبد الرحيم الشعراوي: إن والده كان يكره المستشفيات والتواجد بها، وإنه قبل وفاته بحوالي 18 يومًا انفصل تمام عن العالم الخارجي، ورفض الطعام والشراب والدواء، وحتى الرد على الهاتف المحمول، واكتفى فقط بتواجد أبنائه وأحفاده من حوله.
وأضاف: أنه قبل وفاة والده بيومين، طلب منه والده أن يجري تجهيزات الجنازة الخاصة به، وعندما رأى الشيخ الشعراوي الدموع في عين نجله قال له: «نعم؟.. من أولها؟.. قد المسئولية ولا مش قد المسئولية.. ربنا هيعينك إن شاء الله.. أنا عارف إن أنت اللي هتتحمل ومتتفاجئش وتبقى رابط الجأش».
وتابع: إنه مع بدء الساعات الأولى لليوم الذي حدد الشعراوي أنه اليوم الذي سيقابل فيه ربه بدأ يقلق على والده، طلب في هذا اليوم تقليم أظافره وأن يستحم ويلبس ملابس جديدة تمامًا، وطلب من أولاده أن يتركوه بمفرده، قائلًا له «عاوز أقعد مع ربنا شوية».
وبيّن تفاصيل لحظة وفاته، قائلًا: «بص والدي لفوق وقعد يقول أهلًا سيدي أحمد.. أهلا سيدي إبراهيم.. أهلًا السيدة زينب.. أهلًا والله أنا جايلكم.. أنا استاهل كل ده؟.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك محمدًا رسول الله وطلع السر الإلهي».
وألمح الدكتور أحمد الشعراوي، نجل الشيخ محمد متولي الشعراوي، إلى أن السعودية أرادت توسعة الحرم المكي في عام 1954، بعدما زاد عدد الحجاج بشكل كبير خلال تلك السنوات، وقررت بالفعل تنفيذ مشروع توسيع الحرم المكي لكي يسع الجميع.
وذكر «نجل الشعراوي»، في تصريح له: «أنه بينما يتم توسيع الحرم المكي وصلت شكوى إلى ملك السعودية تخطره بأن مقام «إبراهيم» عليه السلام، وهو حجر يشبه المكعب، يؤدي إلى إعاقة الطائفين وخاصة في الأيام التي يكون فيها الحرم مزدحما مثل أوقات الحج والعمرة في شهر رمضان، ولهذا قام بعض العلماء بتقديم اقتراح بأن يتم نقل المقام إلى الخلف بجوار الرواق، ووافق الملك وبالفعل تم اتخاذ إجراءات النقل.
واستطرد: وعلم الشيخ محمد متولي الشعراوي بأمر نقل المقام من مكانه إلى الخلف قبل الموعد الذي تم تحديده للنقل بخمسة أيام، كما قيل له بأن علماء السعودية استندوا في قرار النقل بسيدنا محمد حيث سبق أن نقله حيث كان ملاصقًا للحرم في بداية الأمر.
واستكمل: فاعترض الشيخ «الشعراوي» على فكرة نقل المقام، حيث رأى أنها مُخالفة للشريعة وقام بالاتصال بالعلماء في المملكة العربية السعودية ومصر ولكنهم قالوا إن الأمر انتهى وأن المكان الجديد للمقام تم الانتهاء منه، فقام بإرسال خطاب إلى الملك سعود قائلًا فيه: «يا جلالة الملك سعود لا يصح أن يتم نقل مقام سيدنا إبراهيم من مكانه، حيث إنه مكان ومكين وأن مكان المقام محدد والحجر الذي صعد عليه أبونا إبراهيم عليه السلام محدد أيضًا، لذلك فلا يصح نقله إلى الخلف».
وواصل: وروى الشيخ الشعراوي لملك السعودية سعود بن عبد العزيز آل سعود، قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء سيل في الحرم، وأدى إلى إزاحة الحجر من مكانه، فقام خليفة المؤمنين بإعادته إلى نفس المكان، دون أى تغيير حيث كان من الصحابة من قام بقياس المسافات التي بين الكعبة وبين موقع الحجر، وتمت إعادته إلى مكانه من جديد.
وأردف: وعندما قرأ الملك سعود الرسالة قام بدراسة الأمر مرة أخرى مع علماء المملكة العربية السعودية، وعلى الفور أصدر قرارًا بإبقاء الحجر فى مكانه، بل وتناقش مع الشعراوى فى قرار التوسعة وأخذ بآرائه فى ذلك الأمر.
الشيخ الشعراوي صاحب الكرامات
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الإمام الراحل الشيخ الشعراوي لم يكن عالمًا عاديًا بل ولي من الصالحين الذين كُشف عنهم وكانت له كرامات كثيرة.
ونبه «هاشم» في تصريح له، على أنه عمل مع الشيخ الشعراوي في جامعة مكة بالمملكة العربية السعودية، وذات يوم وجد جماعة يبكون من كرب نزل بهم، وطلبوا من الشعراوي أن يذهب معهم إلى مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليدعو لهم أمام الحجرة النبوية الشريفة.
وتابع: «فذهب الشعراوي معهم ووقف أمام الحجرة النبوية الشريفة في الروضة، ودعا لهؤلاء المكروبين، وتوسل إلى الله تعالى، قائلًا: «مولاي -مخاطبًا الرسول- ضيفك من كل الدنُى جاءوا، فامنن عليهم بما شاءوا وفوق ما عرفوا من فضل ربهم ما قد عرفت، وكم لله آلاء من علوم الفضل أنت قاسمها والله معطاء، وأخذ الشعراوي يدعو في الروضة حتى إذا ما وصل هؤلاء المكروبون إلى مكة وجدوا الكرب قد كشفه الله بفضل دعائه».
أمنية الشيخ الشعراوي التي لم تتحقق
وكشف محمد عبد الرحيم الشعراوي، الحفيد الأكبر لإمام الدعاة، عن أن جده الإمام محمد متولي الشعراوي كان يعتزم إنشاء فرع لجامعة الأزهر في قريته دقادوس، ولكنه توفى قبل أن يحقق أمنيته.
ونوه «عبد الرحيم» في تصريح له، بأن الشعراوي أنشأ العديد من المشروعات الخيرية، وله مؤسسة خيرية قائمة حتى الآن، منوهًا بأنه أنشأ في قريته دقادوس -مسقط رأسه- بمحافظة الدقهلية مجمعًا إسلاميًا، ومعهدًا دينيًا، ومسجدًا كبيرًا، وأنفق على عدة مشروعات كرصف القرية وإدخال الصرف الصحي إلى المنازل.
وأكمل: إن من العادات الأساسية للشيخ الشعراوي أنه كان حريصًا على الاجتماع بكامل العائلة، وكان من عاداته إطعام الفقراء.
قصة فقد الشيخ الشعراوي 50 ألف جنيه
أفاد الدكتور الراحل محمد وهدان، الأستاذ بجامعة الأزهر، بأنه كان متواجدًا في منزل الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله-، وأعطى الشيخ الراحل خادمه بالمنزل 50 ألف جنيه لوضعها بالداخل، فبعد ساعات احتاج الإمام للمبلغ، فقال للخادم احضر لي المبلغ من الداخل فإذا بالخادم لم يجده.
ولفت «وهدان» في تصريح له، إلى أن الإمام استدعى الخادم الآخر، فقال له: «ابحث عن المبلغ مع صديقك فلم يعثر عليه، فما كان من الإمام إلا أن استقبل القبلة ورفع يديه إلى السماء وقال: «الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، ما أخذ الله إلا ليعطي».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشعراوي الشيخ الشعراوي ذكرى ميلاد الشعراوي الشیخ محمد متولی الشعراوی الشیخ الشعراوی القرآن الکریم فی تصریح له عبد الرحیم قائل ا
إقرأ أيضاً:
ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ(الأسرة): الإمام زيد -عليه السلام-.. وعي وبصيرة وجهاد وثورة أوقدت ثورات
نستلهم من ثورة الإمام زيد الشجاعة وقول الحق في وجه من حملوا راية النفاق وباسم الدين توجهوا للتطبيع تحت مسميات دينية حين انتهجنا نهج الإمام زيد كان النصر والمدد الإلهي يرافقنا وتكللت عملياتنا العسكرية بالنجاح من أجل غزة
كان للخذلان الذي واجهه الإمام “الحسين” -عليه السلام- في الطف أثر كبير على واقع الأمة، التي بخذلانها له جعلت الظلم جاثما على صدرها ومكنت الطلقاء منها ومن دينها أكثر وفاقم من ذلك حقدهم على الإسلام وأهله مع توارثهم كرسي الخلافة وبنوا قصورا تعج بالرذائل والمفسدات على أنقاض الدولة الإسلامية التي أسسها النبي الكريم وغيروا في مفهوم الدين المحمدي الأصيل وتسلطوا على رقاب الناس، حتى جاء وقت انهارت فيه إمبروطوريتهم وانتقل الأمر إلى المروانيين الذين لم يكونوا بأقل حقدا على الإسلام من الأمويين وحكموا الأمة بالظلم وألجموا ألسنة العلماء عن قول الحق ونشروا الفساد في الأرض وتداولوا كرسي الحكم بينهم إرثا لا شورى حتى وصل إلى هشام بن عبدالملك والذي صادف عهده عهد الإمام “زيد” -عليه السلام- وهو ابن الإمام “زين العابدين بن الحسين بن علي” -عليهم السلام- وتربى على يديه وتشرب الروح الإيمانية الجهادية والشجاعة من معين آل البيت، ما جعله مميزا منذ صغره وكان شديد الشبه بجده الإمام “علي” –عليهما السلام- وعنه أخذ الفصاحة والبلاغة وشدة الخشية من الله والارتباط بالقرآن، ومن آياته تعلم ألا يسكت على الظلم مستشعرا للمسؤولية، كما استشعرها من قبله الإمام الحسين وبنفس ثورته ثار ضد الخليفة وإمبروطوريته مع مبايعة الكثير من الناس له، إلا أنه وفي وقت المعركة واجه نفس الخذلان الذي واجهه جده الحسين وقاتل مع القلة القليلة الذين معه حتى استشهد، فأخذوه وصلبوا جسده بعد أن ذبحوا رأسه ليطاف به على الملأ كتحذير لكل من يفكر بالثورة أو الخروج عن حكم الأمويين، ولأنهم رأوا ان ثورة الإمام زيد أحدثت فارقا بحياة الأمة فقد عمدوا إلى إحراق جسده بعد أربع سنوات من الصلب وذرّوا رماده في نهر الفرات حتى يوئدوا اثر فكره ومنهجه من عقول العامة، إلا أن تلك الذرات اشتعلت وأحيت عقولاً وقلوباً وأشعلت ثورات وثورات في كل بقعة يتواجد بها ظلم، فتجسد منهجه باليمن التي ثار شعبها بنهجه ونهج جده الحسين ضد طغاة العصر وانتصرت عليهم بما حمله شعبها من وعي وبصيرة وحرمة الولاء لإعداء الله والسكوت عن الظلم.
وحول الإمام زيد – عليه السلام- ومنهج ثورته ودواعيها وفي ذكرى استشهاده أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _مكتب الأمانة استطلاعاً لـ”الأسرة” مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات.. إليكم الحصيلة:
الأسرة/خاص
بداية تحدثت الإعلامية أفنان السلطان قائلة: في محطة تاريخية مهمة يرسو القلم ليكتب على شاطئ الثوار عن إمام عظيم وقائد كان يدعى بحليف القرآن هو الإمام زيد بن علي بن الحسين بن عليٍ أمير المؤمنين “عليهم السلام”.
وتضيف السلطان: هو زيد الثائر الحر الذي كان اهتمامه بأمر الأمة، الملتمس لمعاناتها، واستشعاره لأهمية إصلاح واقعها في ظل الطغيان الأموي الذي كان يمثله –آنذاك- الطاغية هشام بن عبدالملك الذي كان يسلب من الناس حقوقهم وحريتهم ويمتهن كرامتهم، لتنطلق في ظل هذه الظروف ثورة زيدية تجرف عروش الظالمين ليضحي بنفسه ليقيم حقاً ويزهق باطلاً، إلا أنه قال كلمته الشهيرة التي وثَّقها التاريخ لتكون مبدأ لكل ثائر على مدى العصور : (لَوَددتُ أَنَّ يَدِي مُلصَقَةٌ بِالثُّرَيَّا، ثُّمَ أَقَعُ إِلَى الأَرضِ، أَو حَيثُ أَقَع، فَأَتَقَطَّعُ قِطعَةً قِطعَة، وَأَنَّ اللهَ يُصلِحُ بِذَلِكَ أَمرَ أُمَّةِ مُحَمَّد “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”).
وأردفت أفنان قائلة: فالحاضر هو امتداد للماضي، فمن شعار “هيهات منا الذلة ” إلى شعار “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، فلا اختلاف بينهما، فالمرحلة والظروف متشابهة والطاغي من نسلٍ خبيث واحد.
وتابعت السلطان أن ثورة الإمام زيد انطلقت من رؤية الإسلام الحقيقية، لذلك لم يستطع أحد أن يطمس أثرها وكانت هي الشاهد لمعالم ثورة الطف وان الإمام زيد -عليه السلام- هو امتداد لخط الهداية، والطاغية هشام هو امتداد للطغيان الأموي المتجبر فصدق القائل: (لِكُلِ شَيءٍ آفَة، وَآفَة هَذَا الدِّين بَنُو أُمَيَّة).
وقود الثورات
وأكدت السلطان أن الثورة هي نهج ومنهج يحملها الأحرار جيلاً بعد جيل وأن من سار بهذا المسار حظي بالأثر والنتائج العظيمة.
وحول منتهجي منهج الإمام زيد، استشهدت السلطان باليمن حيث قالت: فنحن في اليمن حين انتهجنا هذا المنهج كان النصر والمدد الإلهي يرافقنا، وتكلل عملياتنا العسكرية بعون الله بالنجاح، لأننا لم نسكت على الظلم وتجبر الكيان الغاصب ضد أخواننا بقطاع غزة كما فعل البقية، وكان موقفنا لا يمت للحياد أو المداهنة بل كان صريحاً مستمداً من نفس منهج آل البيت -عليهم السلام- وهو عدم السكوت والمواجهة واستهداف السفن الداعمة للعدو الصهيوني وجعل مياه بحارنا تبتلع سفنهم إلى جوفه بتوثيق الصوت والصورة، ليتعلم العالم كيف هو الأثر لمن يجعل من القرآن كتالوجاً يعمل به في جميع المجالات فالبصيرة البصيرة ثم الجهاد.
وتؤكد السلطان ان إحياء واستذكار مثل هذه الأحداث التاريخية هي وقود تدفعنا للاقتداء بمثل هؤلاء الأعلام العظماء، وأن نجعل من القرآن منهجاً نرجع إليه في كل موقف وأن نستمد منه كيف نتحلى بالبصيرة والمسؤولية والوعي وعدم الاستسلام والخضوع والسكوت للظلم، وأن ندرك أن العاقبة دومًا للمتقين.
حليف القرآن
بدورها تقول الكاتبة الإعلامية هنادي محمد: لمن لا يعرف من هو هذا الإمام؛ هو الإمام زيد بن الإمام السجّاد علي بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم أجمعين السّلام)، كنيته: أبو الحسين ويلقب بحليف القرآن لأنه عكف على تدبّر القرآن الكريم ثلاث عشرة سنة.
وواصلت محمد: أما عن الظروف التي جعلته يخرج ثائرًا فهي أنّ الواقع –آنذاك- كان مأساويًا بما تعنيه الكلمة على جميع المستويات والأصعدة؛ حيث بلغ الطغيان الأمويّ ذروته، حيث حوّلوا الأمة إلى عبيد واستفردوا بها قتلًا وتعذبيًا بأبشع أساليب ووسائل العذيب، تم تغييب المبادئ القرآنية والإساءة الشديدة للمقدسات كتمزيقهم للقرآن الكريم وسبّهم للرسول الأكرم محمد_صلوات الله عليه وآله_وحرق الكعبة المشرّفة مرتين، وانتشر الفساد الأخلاقي بشكلٍ كبير، حتى الجانب الاقتصادي لم يسلم، فقد قام بنو أمية بالإفقار المتعمد للأمة ونهب ثرواتها، أما عن الواقع المعنويّ للناس فقد كانت حالة الخنوع والذل والتخاذل والإذعان والخوف من بطش الظالمين هي السائدة، فلم يأمروا بمعروف أو ينهوا عن منكر.
ونوهت إلى أن هذه هي الأسباب هي من جعبت الإمام زيد(عليه السلام) يخرج ثائرًا في وجه الظالمين، داعيًا إلى كتاب الله، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، شاهرًا سيف العزة في وجه المتكبرين بدافع شعوره الكبير بالمسؤولية الإيمانية أمام الله وأمام جده رسول الله_صلوات الله عليه وآله_ حيث قال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت أستحي من جدي رسول الله أن أرِدَ عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنهَ عن منكر).
محاولات وأد الثورة
وأشارت هنادي محمد: إلى الأعداء الذين حاولوا طمس معالم ثورة الإمام زيد بدءًا من الثمثيل بجثمانه الشريف عليه السلام وإحراق جسده وذر رماده في نهر الفرات وجزءً منه في الهواء؛ ظنًا منهم أن هذا الفعل سيخمد نيران ثورته ويمحو أسمه وسيرته من التأريخ ولكن التأريخ أبى إلا أن يسطّر بطولات عظماءه لتفخر بهم الأجيال وتحذو حذوهم.
كما حاولوا تغييبه عليه السلام من خلال عدم ذكره في كتب التأريخ والمناهج الدراسية ولكن باءت مشاريعهم بالفشل.
وأكدت محمد: على أن مبادئ ومنهج الإمام زيد عليه السلام. يعتبر دستور ثوري جهادي لكل مجاهد ثائر، ومن ينهج نهجه سيكسب أولا البصيرة التي ارتكزت ثورته على أساسها، ويستمد من زيدٍ الثبات الذي سيجعله يقف في وجه كل طاغوتٍ كهشام، سيكون وقود انطلاقته هي الثقة بالله وبنصره دون اعتماد المادة والقوة البشرية الكبيرة أساسًا للظفر بالنصر الإلهي.
وتابعت: إلى أن من يكون زيديًا لن يقبّل بالذلة مهما بلغ حجم التحديات والمؤامرات والأخطار، وإن كان الثمن الدم فلن يتأخر، وهكذا شعبنا اليمني قيادةً وشعبًا.
وأوضحت هنادي محمد: أنه من المهم جدًا احياء ثورة ومنهج الإمام زيد – عليه السلام – لتجديد الروح الجهادية التي قد تتعرض لعوامل تساهم في انخفاضها، مؤكدة أنه وبالعودة لثورة الإمام زيد تستذكر الأمة الأسباب التي أدت إلى أن يصبح الجلاد هو الحاكم، ومعرفة أهمية مواجهة الطاغوت وقطع اليد التي تستبيح الدماء حتى لا تطول وتمتد إلى مساحات واسعة، واحياء ذكراه هو الوعي والبصيرة التي شدد عليها عليه السلام.
عواقب الخذلان
وعلى ذات السياق بدأت الكاتبة السياسية دينا الرميمة حديثها بالقول: ثورة الإمام زيد عليه السلام كانت امتداد لثورة جده الحسين التي قوبلت بالخذلان من قبل أمة جده، جاءت في زمن الجور الأموي الذي جثم على صدر الأمة المحمدية والذي ألجم السنة علمائها عن الحديث الظلم ومقارعة الظالمين بالحجة ممن اصبحوا علماء سلطة يفتون بحرمة الخروج عن الحاكم حتى وان كان لا يهتدي بهدى ولا يستن بسُنة باحاديث منسوبة لنبي الرحمة ومؤسس أركان العدالة التي أنهارت دعائمها على يد الطلقاء وأبنائهم مع المؤلفة قلوبهم من تسلطوا على رقاب الأمة.
وأوضحت الرميمة: ان الخذلان لثورة الحسين السبط وذبح مشروعه الحق مع رأسه يوم الطف، هو السبب في اعتلاء ازنام الباطل بما تحمله قلوبهم من حقد وضغينة على الإسلام ونكران وكفر بنبوة خاتم المرسلين كرسي خلافة المسلمين كأرث لهم لا شورى من السفيانيين ومن بعدهم المروانيون في ظل خنوع واستسلام لهم من الأمة التي عاشت أسوأ أنواع القهر بعد ان آثرت طاعة اللئام!!
عصر الظهور
وتضيف الرميمة: توارث المروانيون حكم الأمة حتى وصل أمرها إلى هشام بن عبدالملك سادس خلفاء بني مروان.
وذكرت الرميمة أن هشام لم يكن بأقل كفرا وفجورا من سابقيه، فكان يهدد بالقتل كل من يأمره بتقوى الله، ويسب النبي الكريم في مجلسه من قبل أخلائه اليهود من الروم ولا يحرك ساكناً، بل وينهر من يغتاظ لذلك.
وأشارت الرميمة إلى انه لم يكن ليجرؤ أحد على هشام بن عبدالملك إلا الإمام زيد -عليه السلام- الذي صادف عصره وتصدى لكل جبروته ووقف في وجهه يأمره بتقوى الله دون خشية أو خوف.
وذكرت الرميمة أن الإمام زيد هو بن علي بن الحسين زين العابدين بن علي بن أبي طالب -عليهم السلام- وان الإمام زين العابدين قد اختصه بتربية إيمانية وجهادية وأعده للمستقبل ليكون رجل المرحلة، وكان كثير الشبه بجده الإمام علي في الفصاحة والبلاغة والبراعة، وكان يعرف في المدينة بـحليف القرآن لارتباطه الوثيق والمتميز به، حتى انه عندما كان يسمع بعض آيات القرآن في بعض المقامات يغمى عليه من الخشية والتدبر
ونوهت الرميمة بأن ارتباط الإمام زيد بالقرآن كان له اثره البالغ على روحيته واندفاعه للتحرك لإنقاذ أمة جده إشفاقا عليها متألما لحالة الخنوع التي اكتسحتها ولشعوره الكبير بالمسؤولية تجاه مظلومية الأمة، مشيرة إلى أنها مسؤولية تربى عليها من خلال آيات القرآن الذي رأى أنه لا يدعه أن يسكت عن الظلم، فكان تحركه من خلال القرآن الكريم، يواجه بالحق الباطل والضلال، ويواجه الأفكار المنحرفة المضللة وعقائد ومبادئ مزيفة باتت تعتمد عليها الكثير من طوائف الأمة فكرا وتسير في ظلماتها.
علم وجهاد
وواصلت الرميمة: ان الإمام زيد بدأ يواجه الضلال ويتحرك لإحياء الروحية الإيمانية الجهادية والاستشعار للمسؤولية في الأمة من جديد، بمعنى أنه قاد ثورة وعي وبصيرة أراد من خلالها استنهاض الأمة وعلمائها بأسلوب قرآني بليغ، حتى قال عنه هشام بن عبدالملك خشية لا امتداحاً (رأيته حلو اللسان، شديد البيان، خليقاً بتمويه الكلام)، ليحول بينه وبين الناس والعلماء الذين كان الإمام زيد يدعوهم بقوله (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه وإلى جهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وقسْم الفي بين أهله ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب).
وتواصل الرميمة حديثها قائلة: استطاع الإمام زيد أن يجمع حوله الكثير من الشيعة، قيل إنهم بلغوا خمسة عشر ألفا فقط من الكوفة وحدها بايعوه على السمع والطاعة وان يخرجوا معه في ثورته!!
وتضيف الرميمة: كان موعدهم للثورة يوم الأول من صفر إلا أن الاستخبارات الأموية كشفت أمرهم وبالتالي قدم الإمام زيد موعد الثورة إلى الثاني والعشرين من محرم، حيث خرج يومها مناديا بشعار جده المصطفى يوم بدر أمت، إلا انه في يوم تحركه خذلوه كما خذل جده الحسين في كربلاء، فاضطر للقتال مع القلة القليلة حوالي مائتين وثمانية عشر رجلا من الذين أوفوا، قاتل بهم بكل استبسال وشجاعة حتى استقبل الشهادة قائلاً (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها).
أثر يخيفهم
ومضت الرميمة تقول : ان أصحاب الإمام زيد قاموا بدفن جسده سرا حتى لا يصل إليه بنو أمية إلا أن بني أمية عرفوا مكانه وأخرجوه من قبره وصلبوه بعد ان قطعوا رأسه عنه وطافوا به بالإرجاء في محاولة لترهيب الناس من أن يحذوا حذوه.
وأشارت الرميمة إلى محاولة الأمويين تغييب ومحو أثر ثورة الإمام زيد، حيث قالت: وعلى الرغم من الصلب وقطع الرأس من جثمانه الإمام زيد إلا أن أعداء الله كانوا يرون اثره باقيا ويخافون أن ينتهج الناس نهجه وثورته لذلك وبعد اربع سنوات من الصلب، قاموا بإنزال جسده ومن ثم أحرقوه وذروا جزءاً منه في نهر الفرات والجزء الآخر ذروه في الرياح، حتى يمحى ذكره وأثره إلا أن ثورته بقيت للأجيال، ثورة لكل الأحرار ومنهجا للثائرين ضد الظلم حتى يومنا هذا.
ثورة لا توأد
وأردفت الرميمة بالقول: ثورة الإمام زيد، هي ثورة نحييها في واقعنا هذا الذي نرى فيه قوى الشر تريد سلبنا حريتنا وكرامتنا وديننا، ثورة نستلهم منها الشجاعة وقول الحق في وجه السلاطين الجائرين ممن حملوا راية النفاق وباسم الدين توجهوا للتطبيع مع أعداء الأمة الصهاينة تحت مسميات دينية كاتفاقهم المسمى (ابراهام)!
هي ثورة مبادئ وقيم وثورة ثبات وتحد للحفاظ على الحرية والكرامة وما نحمله من دين يراد لنا أن ننحرف عن منهجه القويم، ونأبى نحن إلا أن نكون كزيد لا نخشى في الله لومة لائم، ثورة علم وجهاد ووعي بصيرة ستبقى منارا للأحرار في وجه كل طاغٍ وباغية انتهج النهج الأموي.
ظروف الثورة
فيما ذكرت الكاتبة عفاف فيصل أن الإمام زيد -عليه السلام- هو من أهل البيت الأطهار، خرج ثائرًا في وجه الظلم والجور، بهدف استعادة الحق وإحياء المبادئ الإسلامية الأصيلة.
وأوضحت فيصل أن واقع الأمة كان واقعا مؤلما يسيطر عليه الظلم والاستبداد، مع سعي الظالمين لتجميل الفساد وتقويض القيم والتلاعب بالدين الإسلامي الأصيل وإلجام ألسنة الناس عن قول الحق بمزاعم حرمة الخروج على الحاكم الظالم.
وأشارت فيصل إلى أن هذا الواقع هو من جعل الإمام زيد يخرج بثورته ليكسر قيود الظلم ويعيد الأمة إلى مسارها الصحيح، مؤمنًا بقضية الحق، ورافضًا للاستكانة والسكوت على الظلم وشعاره فيها “والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت”.
ونوهت فيصل بأن أعداء الأمة حاولوا جاهدين طمس ذكراه، والتشويش على ثورته، بهدف ضرب روح المقاومة وإبعاد الأمة عن استلهام مبادئه، مؤكدة على أنهم لم يستطيعوا أن يطمسوا معالم ثورته؛ لأنها سجلت في تاريخ الأمة كرمز للثبات على الحق، ورفض الظلم، وموقفًا مناهضًا للسلطة الظالمة.
مشيرة إلى أن من يحاول تجاهل صوت الإمام زيد أو يغطي على تضحياته، فإن ذلك يمثل محاولة لتخريب الوعي الإسلامي والأخلاقي في الأمة.
وعي وبصيرة
وأكدت فيصل ان ثورة الإمام زيد كان لها الأثر العظيم والمتمثل في استلهام الغضب لله والحق والعدل، والثبات على المبادئ الإسلامية، والاستمرار في مقاومة الظلم، مستشهدة بثورة اليمن التي ثار أهلها امتدادا لثورة الإمام زيد، حاملين نهجه وشعاراته والوعي الذي خلفه الإمام من وراء ثورته، مؤكدة على أن من اتبع مسيرة الإمام زيد سيجد أن نهجه هو نهجٌ مقدس، يحفظ الهوية والكرامة، ويعيد الأمة إلى مسارها الاستقلالي والنهضة الحقيقية، وأن مبادئ الإمام زيد تلهم أحرار الأمة بالمقاومة والثبات، وتمنحهم القوة لمواجهة التحديات، وتحقيق أهدافهم في نيل الحرية والكرامة.
واعتبرت عفاف فيصل إحياء ثورة ومنهج الإمام زيد من أهم الواجبات الوطنية والأخلاقية، لأنها تمثل رفضًا للظلم، وإحياءً لقيم الحق والعدل، فهي تذكر الأمة بواجبها في مقاومة الظلم، وتستنير بنور الحق الذي أراده الإمام، زيد عليه السلام.
واختتمت فيصل حديثها بالقول: من خلال إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد، نستمد العزيمة والإصرار، ونعيد للأمة كرامتها، ونثبت أن الحق والعدل هما أساس النهضة، ونثبت أن طريق الإمام زيد هو طريق المقاومة والثبات على المبادئ في مواجهة التحديات.