العفو الدولية: 1500 شخص اعتقلوا في الأردن لتضامنهم مع غزة منذ 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات الأردنية، بوقف ما وصفته "الحملة القمعية" ضد الاحتجاجات المؤيدة لغزة، والإفراج عن عشرات النشطاء المعتقلين بشكل غير قانوني، لمجرد تعبيرهم السلمي عن انتقادهم سياساتهم حكومتهم تجاه الاحتلال.
وأوضحت المنظمة، إنه منذ 7 تشرين أول/أكتوبر، اعتقلت السلطات الأردنية ما لا يقل عن 1500 شخص، من بينهم حوالي 500 محتجز منذ آذار/مارس في أعقاب احتجاجات ضخمة أمام السفارة الإسرائيلية في عمان.
وأعربت عن قلقها، إزاء استمرار اعتقال عدة ناشطين من قبل دائرة المخابرات العامة، ومن بينهم الناشطان زياد ابحيص وميسرة ملص. فبحسب محاميهما، اعتقل كلاهما في 31 الماضي، خلال مظاهرة مؤيدة لغزة دون إبلاغهما بأسباب الاعتقال، ولا يزالان ممنوعين من الاتصال بمحاميهما.
وقالت رينا وهبي، مسؤولة حملات معنية بالأردن في منظمة العفو الدولية: "يتعين على الحكومة الأردنية الإفراج فورا عن جميع الذين اعتقلوا تعسفيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بسبب نشاطهم المؤيد لفلسطين، ويجب على الحكومة أن تضمن حرية المحتجين والنشطاء في الانتقاد السلمي لسياسات الحكومة تجاه إسرائيل من دون تعريضهم للملاحقة أو الاعتقال العنيف من قبل قوات الأمن".
ولفتت إلى أنه اعتقل ما لا يقل عن 165 متحجا، ما بين 24 و27 آذار/مارس، وعشرات آخرين منذ ذلك الحين، حسبما أبلغ محامو المعتقلين منظمة العفو الدولية. ولا يزال العشرات رهن الاحتجاز الاحتياطي، بينما يحتجز ما لا يقل عن 21 شخصا رهن الاعتقال الإداري غير القانوني بناء على أوامر من محافظ عمان، رغم أن النائب العام سمح بالإفراج عنهم.
وأبلغ محامون ونشطاء منظمة العفو الدولية أن السلطات الأردنية فرضت مؤخرا قيودا جديدة على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، بما في ذلك حظر حمل العلم الفلسطيني واللافتات التي تحمل شعارات معينة، وحظرت مشاركة الأطفال دون 18 عاما. كما منعت استمرار الاحتجاجات بعد منتصف الليل.
كما اتهم عشرات المتظاهرين بموجب قانون الجرائم الإلكترونية القمعي بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عبروا فيها فقط عن مشاعر مؤيدة للفلسطينيين، أو انتقدوا السلطات أو معاهدة السلام التي أبرمتها السلطات مع إسرائيل، أو دعوا إلى احتجاجات سلمية وإضرابات عامة، ويجرم قانون الجرائم الإلكترونية الفضفاض أي خطاب قد يسيء إلى مسؤولي إنفاذ القانون.
وراجعت منظمة العفو الدولية حالات ستة أشخاص اعتقلوا بتهم زائفة تتعلق بمشاركتهم في احتجاجات مؤيدة لفلسطين أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأجرت المنظمة مقابلات مع أربعة محامين وغيرهم ممن لديهم معرفة بالقضايا، وراجعت لوائح الاتهام وغيرها من وثائق المحكمة، فضلا عن منشورات المدعى عليهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
في إحدى الحالات، استدعت مديرية الأمن العام الصحفي خير الدين الجابري في 25 آذار/مارس من دون إبلاغه عن السبب. وأبلغ الجابري منظمة العفو الدولية أنه استجوب بغياب محاميه، ونقل إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية التابعة لإدارة البحث الجنائي. ولم يتم إبلاغ محاميه ولا أسرته بمكان وجوده، وفي وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، استجوبه عناصر الوحدة بشأن نشاطه على الإنترنت وتغطيته للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، على حد قول الجابري.
وفي اليوم التالي، مثل الجابري أمام النائب العام، الذي اتهمه باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لـذم أو قدح أو تحقير هيئة رسمية ولنشر ما من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات أو الحض على الكراهية أو الدعوة إلى العنف أو استهداف السلم المجتمعي بموجب المادتين 15 و17 من قانون الجرائم الإلكترونية وطلب احتجازه لمدة سبعة أيام في سجن ماركا في عمان. وأفرج عن الجابري بكفالة في 30 مارس/آذار، لكنه وضع تحت حظر السفر في انتظار اختتام محاكمته أمام محكمة جنائية.
وقال الجابري لمنظمة العفو الدولية: "ذكر ملف قضيتي من وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أنه يجب وضعي تحت حراسة أمنية مشددة وتقييد يدي خلف ظهري، وهو ما فعلوه، لقد عاملوني كمجرم".
وقال الجابري إنه أجبر على مشاركة زنزانة مع أكثر من 50 محتجزا آخرين كانوا محتجزين في ظروف غير إنسانية، وعلى عكس المحتجزين الآخرين، قال إنه لم يسمح له بتلقي حاجيات مثل الملابس أو الصابون من عائلته.
وفي حالة أخرى، اعتقل ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية الناشط إبراهيم شديفات بينما كان في طريقه إلى الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين خارج السفارة الإسرائيلية في عمان، وعندما سأل شقيق إبراهيم، سراج الدين، وقريبه ضابط أمن عن مكانه، تم اعتقالهما أيضا. وأُطلق سراح قريبه بعد ساعات، لكن سراج الدين وإبراهيم ما زالا رهن الاحتجاز لرفضهما السماح لقوات الأمن الاطلاع على هواتفهما المحمولة.
ووفقا لأسرتهما، وضع كل من سراج الدين وإبراهيم رهن الاعتقال الإداري في سجن ماركا بعد أن رفضا في وقت لاحق التوقيع على تعهدات تفيد بأنهما لن ينظما أو يشاركا في احتجاجات مستقبلية. بموجب قانون منع الجرائم الأردني لعام 1954، يحق للمحافظين المحليين باحتجاز الأشخاص بأمر إداري، مع إمكانية محدودة للطعن بالاحتجاز، ما يسمح للمحافظ بتخطي نظام العدالة الجنائية.
وفي 1 أبريل/نيسان، علم محاميهما أن إبراهيم قد نقل إلى سجن الموقر، بينما نقل سراج الدين إلى سجن الرميمين، وكلاهما يقع على بعد أكثر من 30 كيلومترا خارج عمان، مما يجعل من الصعب على محاميهما وعائلتهما زيارتهما.
وقالت عائلة إبراهيم وسراج الدين لمنظمة العفو الدولية: "عندما زرناهما، قالا لنا إنهما يعاملان كمجرمين. وأثناء نقلهما، كانا مقيدي اليدين خلف ظهريهما ومكبلي القدمين. هذه كلها معاملة عقابية مبالغ فيها".
ورفع ائتلاف لعائلات المعتقلين، بمن فيهم عائلة إبراهيم وسراج الدين، دعوى قضائية ضد محافظ عمان للطعن في الاعتقال الإداري لأحبابهم. ولكن رفض النائب العام تسجيل الشكوى وأرجأ النظر فيها إلى ما بعد عطلة العيد.
وفي حالة ثالثة، اعتقل أيمن صندوقة في 21 ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد أن كتب منشورا على فيسبوك، موجها إلى العاهل الأردني، ينتقد فيه علاقة الأردن بإسرائيل. وفي 12 فبراير/شباط، وجه النائب العام لمحكمة أمن الدولة إلى صندوقة تهمة التحريض على مُناهضة نظام الحكم السياسي، بموجب المادة 149 من قانون العقوبات. كما نقلته قوات الأمن إلى سجن الطفيلة، على بعد أكثر من 180 كيلومترا خارج عمان، وعرضته أثناء نقله لإهانات لفظية وقيدت قدميه ويديه خلف ظهره، حسبما أبلغ محاميه منظمة العفو الدولية.
ولا يزال صندوقة رهن الاحتجاز ويواجه المحاكمة أمام محكمة أمن الدولة، وهي محكمة عسكرية استثنائية لا تفي بالمعايير الدولية للاستقلالية والحياد.
بالإضافة إلى ذلك، حكمت محكمة جنائية على امرأة أردنية بالسجن لمدة ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ بموجب قانون الجرائم الإلكترونية، ومنعتها من السفر بسبب منشورات على إكس انتقدت فيها قوات الأمن وشاركت دعوات للاحتجاجات.
وأبلغ محامون منظمة العفو الدولية أن العديد من النشطاء الآخرين ما زالوا محتجزين على أيدي جهاز المخابرات، وممنوعين من الاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العفو الدولية الاردن غزة اعتقالات العفو الدولية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قانون الجرائم الإلکترونیة منظمة العفو الدولیة التواصل الاجتماعی النائب العام سراج الدین
إقرأ أيضاً:
الحدود اليمنية – السعودية.. شريط الموت الذي لا يهدأ
يمانيون | تقرير
بينما تُسلَّط الأضواء على الحروب والصراعات المفتوحة، تبقى المأساة اليومية للمدنيين اليمنيين في المناطق الحدودية مع السعودية جرحًا مفتوحًا ينزف بصمت، وسط تجاهل إعلامي دولي وصمت أممي مريب.
فالحدود لم تعد مجرد خط يفصل بين دولتين، بل أصبحت ساحة مفتوحة لانتهاكات وحشية ممنهجة ترتكبها القوات السعودية بحق المدنيين والمهاجرين اليمنيين، بل والأفارقة، في أبشع صور الإذلال والقهر.
دماءٌ في وضح النهار… ومجازر تتكرّر
جرائم القتل العمد، التعذيب، القصف المدفعي، الاعتقالات التعسفية، والتنكيل بالمارة والعاملين… باتت يوميات مألوفة على امتداد الشريط الحدودي في محافظة صعدة.
في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام مؤخرًا، تعرّض ثلاثة مواطنين يمنيين من أبناء مديريتَي الظاهر وحيدان لتعذيب وحشي على يد جنود سعوديين؛ حيث جُلدوا وحُرقت جلودهم بالحديد الساخن، ما أدى إلى استشهاد أحدهم، ونقل الآخرين إلى المستشفى بحالة صحية ونفسية صعبة.
هذه الحادثة لم تكن استثناء، بل واحدة من سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تسير بتخطيط واضح ومنهجية ثابتة. فمنذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في مارس 2015، تحولت الحدود إلى مسرح دائم لإراقة دماء الأبرياء دون محاسبة.
القتل الممنهج… تقارير موثّقة وجرائم متكررة
تُظهر الوقائع على الأرض أن القوات السعودية تتعمد استخدام السلاح الحي ضد المسافرين والعمال والمزارعين، وتُطلق قذائف المدفعية الثقيلة على المناطق الحدودية الآهلة بالسكان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وتؤكد تقارير موثقة صادرة عن منظمات دولية، من بينها “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، أن هذه الممارسات قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
تقرير “هيومن رايتس ووتش” الصادر في أغسطس 2023، كشف أن حرس الحدود السعودي قتل مئات المهاجرين الإثيوبيين واليمنيين بوسائل بشعة، بينها القصف المدفعي المباشر وإطلاق النار العشوائي، ووثق شهادات ناجين أكدوا أن “الجثث كانت تُترك في العراء، وبعض الضحايا أُصيبوا بإعاقات دائمة”.
صعدة… تحت القصف اليومي
تتعرّض مديريات محافظة صعدة الحدودية، مثل رازح، منبّه، شدا، وقطابر، إلى قصف شبه يومي يستهدف المنازل والأسواق والمزارع والبنية التحتية، حتى خلال الفترات التي أعلنت فيها الرياض “خفض التصعيد”.
وفي اعتداء حديث، استهدف الجيش السعودي سكان منطقة آل ثابت بمديرية قطابر، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين، في حلقة جديدة من العنف الممنهج المتكرر.
ولم يسلم من القصف حتى سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ، كما تم استهداف مراكز احتجاز لاجئين ومهاجرين، أبرزها مركز الشميسي، المعروف بسمعته السيئة في ممارسة التعذيب والاحتجاز غير القانوني.
الإذلال في مراكز الاحتجاز
بحسب تقارير حقوقية متعددة، فإن مراكز الاحتجاز السعودية تمارس أنواعًا من التعذيب الجسدي والنفسي ضد اليمنيين الذين يدخلون المملكة للعمل أو للعلاج. تشمل الانتهاكات:
ويؤكد الناجون من هذه المراكز أن السلطات السعودية تتعمد إذلال اليمنيين، في سياسة ممنهجة تستهدف كرامة الإنسان اليمني وحقه في الحياة والعمل.
صمت دولي… وتواطؤ من حكومة المرتزقة
رغم وحشية الجرائم وتراكم الأدلة، تقابل حكومة المرتزقة هذه الانتهاكات بالصمت التام، ولم تصدر عنها حتى اليوم إدانة واحدة تجاه ما يحدث على الحدود، بل تواطأت سياسيًا وأمنيًا عبر تحالفها مع النظام السعودي، الذي يستخدمها كواجهة لمصادرة حقوق اليمنيين في الداخل والخارج.
بل الأخطر من ذلك، أن حكومة المرتزقة لم تكتفِ بالصمت، بل شاركت فعليًا في تغطية تلك الجرائم، عبر الامتناع عن توثيق الضحايا، وإغلاق المجال أمام المنظمات والناشطين الحقوقيين لتوثيق ما يحدث في تلك المناطق المنكوبة.
توثيق مرعب… 1383 شهيدًا و3012 جريحًا
وفقًا لبيانات مكتب حقوق الإنسان بمحافظة صعدة، واستنادًا إلى تقارير حقوقية أممية ومحلية، فقد استُشهد منذ عام 2017 وحتى 2024 ما لا يقل عن 1383 مواطنًا، بينهم نساء وأطفال ومهاجرون أفارقة، فيما أُصيب أكثر من 3012 شخصًا، بعضهم بإعاقات دائمة، في سلسلة من الجرائم التي لا يمكن تصنيفها إلا ضمن جرائم حرب.
حكومة صنعاء: الجرائم لم تتوقف يومًا
تؤكد حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء أن جرائم العدوان السعودي لم تتوقف يومًا واحدًا، حتى خلال ما يُسمى بفترة “خفض التصعيد”، معتبرةً أن هذه الجرائم جزء من سياسة عدوان شامل يستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا.
في بيان سابق، شددت وزارة حقوق الإنسان بصنعاء على أن الاعتداءات المستمرة على المناطق الحدودية تسببت في مقتل وإصابة ما يقارب 3000 مدني خلال فترة “خفض التصعيد” فقط، مما يثبت أن العدوان لم يكن يومًا خيارًا عسكريًا فحسب، بل نهجًا تدميريًا شاملاً موجّهًا ضد الشعب اليمني بكل مكوناته.
دعوة للمساءلة والمحاسبة
إن ما يجري على الحدود اليمنية السعودية يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا ومستقلًا لفتح تحقيقات جدية ومحايدة في هذه الجرائم.
ويجب أن تُقدَّم الأدلة المتراكمة إلى محاكم دولية مختصة لمحاكمة القادة العسكريين والسياسيين السعوديين المسؤولين عن هذه الانتهاكات، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع الرياض على المضي في جرائمها دون خوف أو مساءلة.