سودانايل:
2024-06-13@09:17:30 GMT

الفكر السوداني هل يستطيع أن يلحق بمجد العقلانية؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

طاهر عمر

بعد خمسة سنوات سيتذكر العالم مرور قرن من الزمان على الكساد الإقتصادي العظيم عام 1929 و كانت فرصة عظيمة أن يظهر روزفلت كشخصية تاريخية و يحيط نفسه بمشرعيين يواجه بهم لحظة إنقلاب زمان تحتاج للحكماء و الفلاسفة و الأنبياء. عندما قابل جون ماينرد كينز روزفلت وصفه بأنه سياسي ملم بما ينبغي فعله لمواجهة الكساد الإقتصادي و وجده مدرك بأن فلسفة التاريخ التقليدية قد وصلت لمنتهاها و أن ليبرالية حديثة تشق طريقها بصعوبة و لا يمكن تحقيق ذلك بغير فلسفة تاريخ حديثة تتيح فرصة التدخل الحكومي و تعلن نهاية فلسفة اليد الخفية لادم اسمث و في نفس الوقت ترفض فلسفة اليد الحديدية التي إتصفت بها الشيوعية كشمولية بغيضة.


نجح روزفلت و عبر من حقبة الكساد الإقتصادي العظيم و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت أوروبا مرغمة اقتصاديا بأن يكون اقتصادها متغير تابع للإقتصاد الأمريكي بعد تدخل أمريكا في الحرب العالمية الثانية 1941 و بعد نهاية الحرب كان تمويل مشروع مارشال مشروع إعمار أوروبا من دمار الحرب العالمية الثانية. قبل الكساد الإقتصادي بقليل نشرت أفكار ماكس فيبر و حديثه عن عقلانية الرأسمالية و نقده للشيوعية و بعده واصل ريموند أرون في نقده للشيوعية و النازية و الفاشية بأنها نظم شمولية بغيضة تجسد لحظة الفكر العابر و المؤقت و هي لحظة نهاية الليبرالية التقليدية و بداية الليبرالية الحديثة و أن الشيوعية لا تجذب غير المثقف المنخدع بماركسية ماركس.
أحتاجت أفكار ريموند أرون و أفكار مدرسة الحوليات الفرنسية لثلاثة عقود حتى تصل و تصبح روح مراكز البحوث و تصبح مقبولة في الجامعات الفرنسية و أصبح فكر توكفيل و مسألة التحول في المفاهيم فيما يتعلق بممارسة السلطة و مفهوم الدولة في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية أكبر حائط صد لأفكار ماركسية ماركس.
الحقبة التي تزامنت مع لحظة الكساد الإقتصادي العظيم و لحظة ظهور النظرية الكيزانية و مسألة التدخل الحكومي في النظرية العامة و فيها يدمج كينز كتابي ادم اسمث ثروة الأمم و نظرية المشاعر الأخلاقية ليخرج بفكرة التدخل الحكومي و مسألة الإستهلاك المستقل عن الدخل كانت فيها النخب السودانية قد بدأت إهتمامها بأدب الحضارة الإسلامية التقليدية بتعليم ضعيف فكان البون شاسع بينها و النخب في المجتمعات المتقدمة مقارنة بجهود ماكس فيبر في عقلانية الرأسمالية و ريموند أرون و فلسفة التاريخ الحديثة و كينز و مسألة التدخل الحكومي الذي يبعد كل من اليد الخفية لادم اسمث و اليد الحديدية للفكر الشيوعي الشمولي.
حينها كانت النخب السودانية في بداية ثلاثينيات القرن المنصرم حبيسة لغة عربية متحجرة كما وصفها هشام شرابي لا تصلح غير أن تكون مرتع للفكر اللاهوتي الديني و بالتالي لم تنتج في السودان غير أدب الهويات في تجاهل مخزئ لأدب الحريات. عندما إنتهت الحرب العالمة الثانية عام 1945 ظهرت الأحزاب السودانية بفكر بائس نتاج مثقف سوداني حبيس لغة عربية متحجرة و لم تظهر غير أحزاب هي نفسها قد أصبحت مرتع فكر لاهوتي ديني سواء كان في حزب الأمة أو في حزب شيوعي سوداني يتبنى ماركسية تقليدية كدين بشري أي ماركسية غائية لاهوتية دينية لا تجذب غير مثقف منخدع بماركسية ماركس و قد رأينا كيف كان عبد الخالق محجوب يبحث لدور للدين في السياسة السودانية و تبعه محمد ابراهيم نقد لينتهي بعلمانية محابية للأديان.
منذ منتصف الأربيعينات و ظهور الأحزاب السودانية يغوص السودان في وحل أحزاب اللجؤ الى الغيب أو أحزاب أيديولوجيات متحجرة كحال النسخة الشيوعية السودانية المتكلسة. بعد الإستقلال 1956 لم تنتبه النخب السودانية للتحول في المفاهيم و لم تلاحظ النخب السودانية بأن فكر توكفيل قد إنتصر على ماركسية ماركس و ريموند أرون قد إنتصر على سارتر و قد أصبحت علاقة الرأسمالية علاقة طردية مع التحول الديمقراطي و علاقة عكسية مع الشيوعية و بالتالي لم تهتم النخب السودانية بما لحق حقول الفلسفة السياسية و الفلسفة الإقتصادية من تحول في المفاهيم فيما يتعلق بمفهوم الدولة و مفهوم ممارسة السلطة و النتيجة نخب سودانية لا تعرف غير محاصصة السلطة و ليست ممارستها لأن ممارسة السلطة في المجتمع الحديث تعني علاقة الفرد بالدولة مباشرة بعيدا عن مركز و هامش لتحقيق فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد كما نجدها في فكرة الإستهلاك المستقل عن الدخل في الكينزية و هنا تتضح فكرة عقلانية الرأسمالية في فكرة الإقتصاد و المجتمع في فكر ماكس فيبر.
في نهاية الستينيات في السودان صادفت ثورة الشباب في فرنسا عام 1968 و إنقلاب النميري في السودان عام 1969 و هنا يمكننا الحديث و بشكل واضح كيف كان تأثر النخب السودانية بفلاسفة ما بعد الحداثة في هجومهم على العقل و الفكر العقلاني و هجومهم على أفكار الحداثة و هنا يتضح جليا بأن النخب السودانية كانت في إنقلاب مايو ضحايا إلتباس فكري عند أتباع اليسار السوداني المتكلس فيما يتعلق بمفهوم الدولة و ممارسة السلطة و حينها كان فلاسفة ما بعد الحداثة يساوون ما بين النظم الشمولية و الديمقراطية الليبرالية و لذلك كانت ثورة الشباب في فرنسا ثورة وعي زائف كما وصفها ريموند أرون متحدي فكر فلاسفة ما بعد الحداثة.
إستمر اليسار السوداني في إلتباس فكره عن مفهوم الدولة كمفهوم حديث و كذلك مفهوم ممارسة السلطة محاولا في إنقلاب هاشم العطا عام 1971 مما يدلل على غياب أفق مفهوم الدولة كمفهوم حديث و مفهوم ممارسة السلطة وفقا لقيم الجمهورية و الديمقراطية الليبرالية في وقت بداءت في أوروبا موجة التنبؤ بسقوط الشيوعية و بعد إنقلاب هاشم العطا بأقل من عقدين إنهار جدار برلين و إختفت الشيوعية بشكل تراجيدي.
تأثر النخب السودانية بفلاسفة ما بعد الحداثة و مساوات فكرهم بين الشيوعية كنظام شمولي بغيض و الليبرالية جعل النخب السودانية غير مبالية و لم تلتقط إشارة معنى إنهيار جدار برلين عام 1989 المتزامن مع مرور قرنيين على ذكرى الثورة الفرنسية و إنتصارها لقيم الجمهورية و مواثيق حقوق الإنسان التي تعني نهاية الفكر الديني و للمفارقة العجيبة فاذا بإنقلاب الحركة الإسلامية يحدث في السودان 1989 في نفس عام سقوط جدار برلين.
و هذا مؤشر يؤشر بأن النخب السودانية خارج النموذج لأن إنهيار جدار برلين للشعوب المتقدمة يعني نهاية الشيوعية و نهاية الفكر الديني و عندنا في السودان كان بداية للحركة الإسلامية لكي تمارس جهلها لثلاثة عقود و النتيجة معروفة للكل تدني حاد في مستوى وعي النخب السودانية إسلاميين و معارضة فاشلة أضاعت فرصة إنجاح ثورة ديسمبر ثورة شعب متقدم على نخبه.
ما أود أن أنبه له في هذا المقال يجب على النخب السودانية أن تعرف بأن هناك فرق شاسع بين الشيوعية كنظام شمولي لا يؤمن بفكرة الدولة من الأساس و يعتبر الدولة أداة في يد الطبقة المهيمنة لكي تزداد هيمنة على بقية الطبقات و هذا فهم غير صحيح مع المقارنة بالتحول في المفاهيم مع تطور فكر فلسفة التاريخ الحديثة و الليبرالية الحديثة حيث أصبحت الليبرالية أقرب الطرق لتحقيق معادلة الحرية و العدالة و هدفها تحقيق المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد. و نجده الآن في فكرة الضمان الإجتماعي في الدول الاوروبية و نجد أن الأحزاب الشيوعية في الغرب و كذلك الأحزاب الإشتراكية قد أيقنت من صحة نظم الإنتاج الرأسمالي و في مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم نجد فرانسوا ميتران أدخل فكرة الحد الأدنى للدخل مستفيد من المعادلات السلوكية في النظرية الكينزية و هي تتحدث عن الإستهلاك المستقل عن الدخل. هذا ما فات على أتباع النسخة الشيوعية السودانية المتكلسة في تأثّرها بأزمة النخب العربية كما تحدث عنه هشام شرابي عن عداءهم الدائم للفكر الغربي.
عليه تصبح الديمقراطية الليبرالية ليست نظام حكم فحسب بل فلسفة لتحقيق فكرة المساواة بين أفراد المجتمع و قد أصبحت بديلا للفكر الديني وفقا لفكر توكفيل في ديمقراطيته حيث يصبح الدين شأن فردي و يجرد الدين من أي قوة سياسية و من أي قوة اقتصادية و يصبح أفق الرجاء للفرد في مواجهة مصيره فيما يتعلق بايمانه و شأنه كفرد و ليس كما هو سائد الآن في خطاب أتباع المرشد و الامام و الختم في السودان حيث نجد قوة الدين السياسية في طرح وحل فكر الخطاب الديني و كذلك في نشاط اقتصادي تمارسه البنوك الإسلامية في ظل عجز النخب السودانية عن تحدي تراث إسلامي عن الربا في مقابله نجد أن جون كالفن تحدى تراث يهودي مسيحي متراكم لمدى ثلاثة ألاف من السنيين عندما أصبح الأب الشرعي لفكرة سعر الفائدة متخطيا فكر رجال الدين عن الربا. و هنا تظهر فكرة عقلانية الرأسمالية.
في ختام هذا المقال نقول للقارئ أن فشل النخب السودانية في ثورة اكتوبر 1964 و فشلهم في تحقيق أهداف ثورة أبريل عام 1985 و فشلهم في تحقيق شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة يؤكد فشلهم السياسي و يطل سؤال مهم لماذا هذا الفشل السياسي الدائم للنخب السودانية؟ و للأسف لا تجد الإجابة في جهود النخب السودانية الفكرية من أقصى اليسار السوداني الرث الى أقصى يمينه الغائص في وحل الفكر الديني و لكن يمكن أن تجد الإجابة في كتاب هشام شرابي النقد الحضاري للمجتمع العربي و فيه يتحدث عن أن الفشل السياسي للنخب في العالم العربي التقليدي كامن في أزمة الحضارة الإسلامية العربية التقليدية و كذلك في أزمة الثقافة العربية التقليدية و كامن في عداءها الدائم للحداثة إلا أنه يظل يؤكد على أن الإنسان محكوم بالحرية و مسألة الحرية في المجتمعات التقليدية آتية كما تؤكد نظريات النمو الإقتصادي أن مسألة إنعتاق العالم العربي مسألة وقت لا غير و حينها لا يمكن أن تفشل الثورات كما فشلت ثورة اكتوبر في السودان و ثورة ابريل عام 1985 و نقول للنخب السودانية ينتظركم الكثير لإنجاح ثورة ديسمبر و إنزال شعارها حرية سلام و عدالة و أوله الإنتباه لأزمة الحضارة العربية الإسلامية التقليدية و أزمة الثقافة التي يتبعها أتباع الختم و المرشد والامام و يفرضونها كخطاب يجسد وحل الفكر الديني في السودان و لا يجيد إلا إفشال الثورات و يأبد الفشل السياسي.

taheromer86@yahoo.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: النخب السودانیة التدخل الحکومی ما بعد الحداثة الفکر الدینی مفهوم الدولة فی المفاهیم جدار برلین فیما یتعلق فی السودان فی فکر

إقرأ أيضاً:

لماذا تكون هنالك حروب في السودان؟

إبراهيم سليمان
هذا العنوان (بتصرف)، عبارة عن تساؤل عريض طرحته إحدى شخوص رواية (ذهب مع الريح) للكاتبة الأمريكية مارغريت متشيل على أحد أصدقائها خلال الحرب الأهلية الأمريكية قائلة:

"آه، يا بتلر، لماذا تكون هنالك حروب؟ كان الأفضل للشماليين أن يدفعوا لنا ثمن الزنوج بدلاً من أن يحدث هذا"

فأجابها: "ليس هذا سبباً يا سكارلت. إنه مجرد عذر، ستكون هناك دائماً حروب ما دام الرجال يحبون الحروب".

في بلادنا، الرجال هم النخبة المركزية وتجار الحرب من جنرالات العسكر، وقادة الكفاح المسلح، أما بالنسبة للأعذار، يمكننا القول، لماذا لم تعيد الحكومات المركزية المتعاقبة، تقسيم الثروة والسلطة بين مكونات البلاد بصورة عادلة، بدلاً من شن الحرب على حركات الكفاح المسلح المطلبية؟

هناك ناشط سوشل ميديا لخص أسباب انهيار الدولة السودانية في محتوى مدته أقل من ثلاث دقائق، مضمناً وسائل إمكانية نهوضها مرة أخرى، حصر أسباب الانهيار في أربعة محاور، هي الجهل والفساد، الحروب الأهلية، العنصرية وسوء الإدارة.

نكاد نجزم، أن الأخيرة، هي الشاملة لكافة الشرور الأخرى، وتحديداً سوء إدارة التنوع في البلاد، فالإدارة الجيدة للتنوع الإثني والديني والتباين الثقافي الأيدلوجي، كفيلة بتبديد كافة مظاهر العنصرية، وإخماد نيران الحروب، والإدارة العامة الجيدة بالبلاد، قمينة بمحاصرة الجهل، تربوياً وتعليمياً وثقافيا.

الفشل في إدارة التنوع، بدافع الغطرسة، ووهم الانتماء، وتعمد تزيف هوية البلاد، من النخب المركزية، هو إرث تاريخي أثقل كاهل الدولة السودانية، وساهم في انهيارها وبدخولها في حرب شاملة، لا تبقى ولا تذر.

يرى أستاذ العلوم السياسية عوض أحمد سليمان "أن تلازم سمتي السيطرة والعجز التي تمثلت في سيطرة الوسط النيلي ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعجزها عن استيعاب حاجات الأطراف الأخرى في الاقتصاد والسلطة والتنمية.

وأضاف، إن الحكومات السودانية عززت -بدون وعي- نموذج المركز القابض بدكتاتورية سياسية واقتصادية غير مبررة، مشيرا إلى أن العدالة ظلت النقطة المحورية في فشل إدارة التنوع، وإلى تخلي الدولة عن وظيفتها الأساسية في حماية التنوع ورعايته لتتحول إلى دولة تسعى للتربح وتحقيق الذات."

سوء الإدارة العامة لشؤون الدولة السودانية، أفرزت المحسوبية، والتمكين الجهوي والأيدلوجي، وغياب سيادة القانون، والتهرب الضريبي، والأموال المجنبة، وتهريب الصادر، وغيال ولاية وزارة المالية على المال العام.

ومما لا شك فيه أن حب الرجال "النخبة المركزية" للحروب، بدافع الكراهية، وحب الذات، مستفيدين من قلة الوعي بين المكونات، بحقائق التاريخ السياسي للبلاد، والسيطرة على الأجهزة الإعلامية، واحتكار منابر الاستنارة والتوعية.

يمكننا الخلاصة، أن فشل النخب المركزية، في إدارة التنوع في البلاد، عن عجز أو عن قصد، عزز خطاب الكراهية، وساهم في تفشي العنصرية البغيضة، وهو السبب المباشر في إشعال الحروب في كافة ربوع البلاد. ولإخمادها إلى الأبد، لابد من بناء دولة جديدة على أسس جديدة، تنطلق من إعادة النظر في الهوية العرقية والثقافية للبلاد، وتقسيم الثروة والسلطة بصورة فدرالية عادلة، ووضع أسس واضحة لإدارة التنوع بشكل تفصيلي.

قال الشاعر الجاهلي أوس بن حجر

إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت

عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ

ebraheemsu@gamailc.om

//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 153//  

مقالات مشابهة

  • الوطنية العابرة للحدود من الأسفل بعد الحرب العالمية الأولى: ثورة 1924م في السودان الإنجليزي-المصري (2 /2)
  • التحول الديمقراطي منصور خالد و عمانويل تود
  • الرابر السوداني دافنشي يغني باللهجة المصرية لأول مرة
  • أبو الغيط: استمرار الحرب السودانية يعني تآكل قدرات الدولة على أداء مسؤولياتها
  • اجتماع بين روسيا ومصر يؤكد على إنهاء الحرب في السودان
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر اول امتحان امام تقدم!
  • لماذا تكون هنالك حروب في السودان؟
  • الحياد الروسي في حرب السودان
  • الحروب في السودان تؤكد هشاشة التكوين القومي وعجز الحكومات عن الحسم
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!