صحيفة صدى:
2024-06-14@09:53:41 GMT

غزوة حُنين

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

غزوة حُنين

هي إحدى غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام والتي وقعت في شهر شوال للسنة الثامنة من الهجرة وسُمِّيت غزوة حُنين نسبة إلى منطقة حُنين التي تبعد عن مكة المكرمة قرابة السبعة وعشرون كيلو متراً من جهة عرفات، وتقع هذه المنطقة في وادٍ تحيط به جبال شاهقة بين مكة والطائف وتسكنها قبائل هوازن وثقيف ومن حولهم، الذين لم يدخلوا في الإسلام وامتنعوا بعد فتح مكة بل وأظهروا العداء بعد رسائل الدعوة التي بعثها لهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام للدخول في الإسلام.

ذكر الله هذه الغزوة في القرآن الكريم وبالتحديد في سورة التوبة، حيث وقعت في بعد فتح مكة الذي أعزَّ الله به الإسلام والمسلمين برضوخ بعض القبائل وإسلامها وولائها للرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن البعض الآخر من قبائل العرب كنصر وجُشَم وسعد بن بكر وغيرهم رفضوا ذلك وأصروا على مُعاداتهم للإسلام والمسلمين، وكان لسيد قبيلة هوازن مالك بن عوف النضري “وهو من فرسان العرب” موقفا ضِدَّ النبي عليه الصلاة والسلام دعمته فيه قبيلة ثقيف من الطائف فخرج بالقبيلتين سائقا معه الأموال والنساء والأطفال ليقاتل الرجال منهم بقوة عن أهاليهم وأموالهم وقيل أن عدد جيش المشركين كان يُقدّر بثلاثين ألفاً، وأنهم وصلوا إلى حُنين قبل جيش المسلمين، فعلم الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك وخطط لِلقاء المشركين في حنين قبل وصولهم لمكة خوفا من انضمام أهل مكة لهم خاصة وأنهم حديثي عهد بالجاهلية، فأستعد النبي بجيش يُقدَّر باثنا عشر ألفاً، منهم عشرة آلاف من أصحابه الذين شاركوا في فتح مكة، وألفان ممن أسلموا بعد فتح مكة فأعجبتهم كثرة الجيش وعُدَّته وعَتَاده إلى حَدّ الغرور وضمان النصر بل وقال بعضهم “لن نُغلَبُ اليَومُ مِنْ قِلِّة” ووصل الجيش إلى منطقة حنين قبل طلوع الشمس حيث تفرَّق المشركون على شكل كمائن في جبالها وشعابها استعدادا للمعركة وهاجموا المسلمين بوابل من السهام غير المتوقعة فارتبك المسلمون وأختل تنظيمهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وتراجعوا للخلف، وكان لثبات النبي عليه الصلاة والسلام في مكانه مع عددٍ قليل من الصحابة الأثر الكبير في تهدئة الجيش وإعادة تنظيم صفوفه وبث حماس الجهاد فيهم ومن هؤلاء الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمه العباس وغيرهم، وأمر العباس أن ينادي معشر الأنصار والمهاجرين، بقوله “أي عباس ناد أصحاب السمرة”، فلبوا النداء جميعا واجتمعوا مرة أخرى فقال لهم “الآن حَمِي الوَطِيس” وأخذ عليه الصلاة والسلام حفنة من التراب وقذفها على المشركين ودعا الله “اللَّهُمَّ أنْزِل نَصْرَك” فأشتد القتال وتسيَّد المسلمون أرض المعركة وسيطروا على كافة جوانبها ومضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى صاحب راية هوازن فقتله، وولى المشركين الأدبار فارين من الميدان تاركين خلفهم النساء والأطفال والغنائم، والمسلمون يقتلون ويأسرون منهم ما كتبه الله لهم، وقال الله تعالى في ذلك الموقف {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} (التوبة/25-26)، وأرسل النبي عليه الصلاة والسلام بعض الفرسان لمطاردة الفارين لمنعهم من التجمع ومعاودة الهجوم مرة أخرى على المسلمين وبالفعل تم القضاء عليهم، وكانت هي الغزوة الخاتمة لقتال الوثنية في الجزيرة العربية وتحطيم الأوثان.

وأختم بالدروس المُستفادة من هذه الغزوة التي شرَّفها الله بذكرها في القرآن الكريم، ومنها التوكل على الله في القتال مع الأخذ بالأسباب، وعدم الاغترار والإعجاب بكثرة العدة والعتاد وأن النصر بيد الله وحده، وأنه قادر على ابتلاء وتمحيص عباده في مواقف معينة لمصلحتهم، وكرم الله بنزول سكينته على رسوله والمؤمنين وإمدادهم بجنود لم يروها، وبرزت في هذه الغزوة شجاعة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وحُسن قيادته وثباته وتصرُّفه في المواقف الحاسمة ودعائه لله بالنصر، وأوبة الصحابة عليهم رضوان الله وحرصهم ورجوعهم وصمودهم لنصرة الحق بفضل الله عليهم، وبينت الغزوة أهمية القائد في المعركة ودوره المؤثر والكبير في تحويل الهزيمة إلى نصر بإذن الله، ودوره بعد انتهاء المعركة في إسلام مالك بن عوف سيد قبيلة هوازن بعد أن ردَّ عليه أهله وماله وزاده مئة من الإبل فحَسُن إسلامه وأستعمله الرسول عليه الصلاة والسلام على قومه.

 

 

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: علیه الصلاة والسلام النبی علیه فتح مکة

إقرأ أيضاً:

نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ السيد الشريف، نقيب الأشراف، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، والشعوب العربية والإسلامية بمناسبة حلول "عيد الأضحى المبارك"، أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات والأمان والاستقرار.

وأكد نقيب الأشراف، أن عيد الأضحى المبارك مناسبة كريمة ستظل رمزًا للتضحية والفداء وطاعة الله عز وجل، داعيا إلى ضرورة إحياء قيم التسامح والأخوة وتجديد أواصر الحب، واستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام، ونبذ أسباب الفرقة والشقاق، وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن أمتنا واستقرارها.

ودعا نقيب الأشراف، المولى عز وجل أن يجعل عيد الأضحى المبارك أيامَ فرح وبركة على المصريين، وأن يعيد علينا هذه الأيام المباركة بالرحمة والمغفرة، وأن يجعلنا من عتقائه من النار في يوم عرفة، وأن تعم الأعياد والمحبة والخير والاستقرار على مصرنا الحبيبة، وأن يديم على بلادنا نعمتي الأمن والأمان، أن يتحقق لشعب مصر العظيم كل ما يصبو إليه من تقدم ورفعة وازدهار، وأن يعم السلام على العالم أجمع.

مقالات مشابهة

  • حجاج بيت الله الحرام يتوجهون الى منى لقضاء يوم التروية
  • أزهري يوضح موعد ذبح الأضحية (فيديو)
  • ضيوف الرحمن يتوافدون إلى منى لقضاء يوم التروية
  • يوم التروية أول محطات مناسك الحج ومجمع أفئدة الحجاج
  • نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام
  • صيام يوم عرفة وأفضل الأعمال المستحبة به
  • كم مرة حج الرسول؟.. وماذا فعل في حجه الأخير؟
  • يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟
  • رئاسة الشؤون الدينية تطلق مبادرة " بالتي هي أحسن " لتكريس التسامح والاعتدال في موسم الحج
  • تعرف على فضل الدعاء في يوم عرفة