أمستردام تطبق حظر بناء الفنادق لمكافحة السياحة المفرطة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه أمستردام، المشهورة بقنواتها الخلابة وتراثها الثقافي، تحديات السياحة المفرطة، مما دفع مسؤولي المدينة إلى اتخاذ تدابير لإدارة أعداد الزوار. وفي خطوة حديثة، فرضت المدينة حظرا على بناء فنادق جديدة، بهدف الحد من عدد الإقامة الفندقية من قبل السياح إلى أقل من 20 مليون سنويا، كما ذكرت كلير موسى لصحيفة نيويورك تايمز.
وقالت نيويورك تايمز، يعكس القرار كفاح أمستردام المستمر لتحقيق التوازن بين استيعاب السياح والحفاظ على قابلية العيش في المدينة للمقيمين. ومع وصول السياحة إلى مستويات قياسية قبل الوباء، أدى تدفق الزوار إلى فرض ضغط كبير على البنية التحتية والمجتمعات المحلية.
وأوضحت أنه على الرغم من التدابير الحالية للسيطرة على السياحة، مثل تقييد السفن السياحية من الرسو في وسط المدينة وتنفيذ لوائح أكثر صرامة في منطقة الضوء الأحمر، تواصل أمستردام جذب عدد كبير من الزوار كل عام. مؤكدة ان الحظر المفروض على الفنادق الجديدة، رغم أنه رمزي بطبيعته، يبعث برسالة واضحة حول التزام المدينة بإدارة النمو السياحي.
ويحذر الخبراء من أن تأثير حظر الفنادق قد يكون محدودًا. ويشير كو كوينز، أستاذ السياحة الحضرية الجديدة في جامعة إنهولاند، إلى أن الحظر وحده قد لا يقلل بشكل كبير من أعداد الزوار. وبدلاً من ذلك، يعتقد أن مجموعة من المبادرات ستكون ضرورية لجعل أمستردام وجهة أقل جاذبية مع مرور الوقت.
تمتد جهود أمستردام لكبح جماح السياحة إلى ما هو أبعد من حظر الفنادق. وتخطط المدينة أيضًا لتقليل عدد الرحلات النهرية المسموح لها بالرسو في مياهها، بهدف خفض هذا الرقم إلى النصف بحلول عام 2028. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين نوعية الحياة للسكان وتخفيف الضغط على البنية التحتية.
وتواجه الوجهات الأوروبية الكبرى الأخرى تحديات مماثلة، مثل البندقية، التي أعلنت مؤخرا عن تدابير لتنظيم زوار الرحلات اليومية. ومع استمرار نمو السياحة، تستكشف المدن في جميع أنحاء أوروبا حلولاً مبتكرة لإدارة أعداد الزوار وتحقيق التوازن بين عائدات السياحة والتنمية الحضرية المستدامة.
وبينما تعيش أمستردام موسمها السياحي المزدحم، والذي يتميز بزهور التوليب الشهيرة، يبقى أن نرى مدى فعالية حظر الفنادق والتدابير الأخرى في مواجهة تحديات السياحة المفرطة. ومع سمعة المدينة كمركز ثقافي ومغناطيس سياحي، فإن إيجاد حلول مستدامة لإدارة أعداد الزوار سيكون أمرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على سحر وتراث أمستردام الفريد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إمستردام الإقامة الفندقية السياح أعداد الزوار
إقرأ أيضاً:
كنوز الجزائر تكشف أسرارها..ما الذي ينتظر الزوار في الصحراء الغامضة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "هل أنتِ بخير؟" يسأل المرشد السياحي الجزائري بابا أتانوف سائحة أثناء محاولتها جاهدةً أن تتجاوز صخرة كبيرة خلال رحلة صعود شديدة الانحدار في الصحراء الكبرى بالجزائر.
تُشكِّل هذه الصحراء 83% من مساحة أكبر دولةٍ في إفريقيا. وهي محور خطةٍ حكوميةٍ طموحة لتطوير السياحة بحلول عام 2030، تهدف إلى جعل الجزائر وجهةً سياحيةً رئيسيةً بعد عقودٍ من الاعتماد الذاتي عقب انتهاء الاستعمار الفرنسي في عام 1962.
حمل أتانوف حقيبة الكاميرا الخاصة بالسائحة، مع أنّه كان يحمل بالفعل حقيبة ظهرها الصغيرة. بمجرد أن تخلّت عن كل ما يثقلها، استعادت المرأة ثباتها.
في هذه الأثناء، يحمل 20 حمارًا معداتٍ وإمداداتٍ شاملة للتخييم تكفي لعشرات الأشخاص. هناك أربعة سياح وثمانية موظفين، بمن فيهم مرشدون، وطهاة، ورعاة.
ساهم أتانوف في تثبيت السائحة، مرتديًا حذاءً رياضيًا باليًا، وشاشًا يلفّ رأسه ووجهه كما يفعل رجال الطوارق، وثوبًا فضفاضًا طويلاً، بالإضافة إلى حقيبة ظهره الخاصة، وشاحن شمسي كبير.
خاض هذا الأب لسبعة أطفال، البالغ من العمر 57 عامًا، هذه الرحلة الشاقة مرات عديدة بحكم عمله كمرشد سياحي لـ 30 عامًا.
بصفته من الطوارق، ومن أصول أمازيغية، وانتمائه إلى شعب رعوي اعتاد الترحال في الصحراء، يعرف أتانوف كيفية التنقل عبر هذه المساحة الواسعة.
يعمل الجزائري لدى شركة "Touareg Voyages" المعتمَدة للسفر، والتي تُسهّل عملية الحصول على التأشيرات للزوار الدوليين إلى الصحراء الجزائرية.
في يناير/كانون الثاني 2023، أطلقت الحكومة برنامج التأشيرة عند الوصول لجميع السيّاح الأجانب غير المُعفيين المتوجهين إلى الصحراء، أي جميع الجنسيات تقريبًا باستثناء مواطني دول المغرب العربي الخمس، وماليزيا، وسيشل.
شهد شهر ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام إطلاق رحلة جوية للخطوط الجوية الجزائرية بين العاصمة الفرنسية باريس وبلدة جانت في الجزائر.
في عام 2023، حققت الجزائر رقمًا قياسيًا مع وصول عدد السياح إلى حوالي 3.3 مليون شخص، من ضمنهم 2.2 مليون أجنبي تقريبًا، بزيادة سنوية قدرها ما بين 44% و65% على التوالي، وفقًا لوزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية.
غابات صخريةيقود أتانوف السياح إلى قمة منتزه "طاسيلي ناجر" الوطني، وهو موقع مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويزخر بمنحوتات عملاقة من الحجر الرملي نحتتها الطبيعة الأم، و"غابات صخرية" تشكّلت بفعل التآكل على مدى 7 ملايين عام.
تضم هذه التكوينات الصخرية ما يقارب الـ15 ألف من النقوشات الصخرية التي يعود تاريخها إلى ما بين عامي 10,000 و750 قبل الميلاد. يُعد أتانوف من بين القلائل الذين يعرفون مواقعها بدقة.
تتضمن رحلة مشاهدة هذا الفن القديم مغامرة استثنائية، إذ يحتاج المرء لخوض رحلة تمتدُّ لحوالي 120 كيلومترًا عبر هضبةٍ وعرةٍ فارغة من أي شيء.
بمعنى آخر، سيقضي السائح أسبوعًا بلا استحمام، أو مرحاض، أو كهرباء، ومن دون غالبية وسائل الراحة التي اعتدنا عليها في القرن الـ21.
يعتبر هؤلاء السياح التجربة "منتجعًا صحراويًا"، على حدّ تعبيرهم، حيث يمارسون الرياضة بشكلٍ يومي، ويتناولون طعامًا صحيًا، ويستغنون عن شرب الكحول وسط الهواءٍ النقي والسكينةٍ.
أفاد مرشد آخر يُدعى سيدي بايكا أنّ "سكان الصحراء يتمتعون بصحةٍ جيدة".
نشأ بايكا في خيمةٍ كأحد أفراد الطوارق، ولكنه يعيش الآن بمنزلٍ في بلدةٍ صحراوية، ويعمل مهندساً للأرصاد الجوية في محطةٍ عالميةٍ لمراقبة الغلاف الجوي.
أهمية الشاي