راشد عبد الرحيم: الجيش جحيمان
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
الجحيمان هو النهم للاكل ومتربص لينال من فريسته .
( الجيش جحيمان ) عبارة أطلقها واحد من جنود الدعم السريع في الكدرو يحذر فيها زملائه الموجودين حول مصفاة الجيلي ويقول لهم ( رسالتي ليكم لعيال المسيرية والماهريا في الميصفا امرقا ببقي الليل دي أسمعها مني عيشان الديش المحيصركوا دي جيحمان عديل ) .
عبارات في لهجة عامية بسيطة تعني ان الجيش الذي يحاصركم في المصفاة جحمان وعليكم ان تخرجوا فورا .
غابت عن الجنجويد اصوات القيادات هذه الأيام واختفي صوت حميدتي وعثمان عمليات والنقيب المتمرد بريمة والفريق المقدم بقال وكيكل وأبو شوتال وأصبح الناصح جندي مغمور لا يسمع له صوت .
جنود هائمون علي وجوههم يقابلون الموت لا مرشد و لا موجه او ناصح .
القوات المسلحة تتقدم في مسارح عمليات تمتد من نيالا إلي الفاشر ومن المصفاة إلي الجزيرة وسنار .
تحقق الإنتصارات ويوميا يهلك المئات من الجنجويد ولا قائد في الميدان ولا نصير سياسي .
قياداتهم السياسية أصبحت رهين الترويج للأفعال الضعيفة غير المفيدة ينفخون في أمل زائف يتحدثون فيه عن عودة مفاوضات جدة .
حليفهم السياسي تقدم عكف علي النفخ في ( قربة ) مؤتمر باريس الجافة .
لم يعد من نصير ينقذ الجنجويد من النهاية التي تنتظرهم .
حزب الأمة الذي أكل وشرب وإنتفخ من ضرع قبائل عرب دارفور من الرزيقات والمسيرية تحول اليوم من حزب سوداني عتيق وصاحب شعبية إلي تابع للجنجويد يعينون منتمون له في وظائف زائفة في الولايات وقياداته في الخارج اصبحت توابع لشذاذ السياسة وعيالها من قحت .
تحولت قيادات الحزب إلي توابع يستهزأ برموزها من قبل ابناء الشعب السوداني وهي خارجة من المؤتمرات الخارجية والسمنارات والزيارات العقيمة .
الحرب في خواتيمها وستأخذ في طريقها كل الهوام والهوان من عسكر الجنجويد وحياري قحت وأحزابها .
راشد عبد الرحيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عزيزتي صمود، نصفك يراقص الجنجويد
عزيزتي صمود، نصفك يراقص الجنجويد:
كم أفتقدك. أما بعد. موقفك في الصورة أدناه واضح، ولك كل الحق في تبني ما ترينه من آراء سياسية – وافقك الناس أم خالفوك. لكن ليس من حقك، يا عزيزتي، أن تتنصلي من التبعات المنطقية لموقفك ثم تدَّعي عكسها. لنكن صريحين:
موقفك يعني بوضوح أن أولويتك ليست إيقاف الحرب “بأي ثمن”، بل القضاء على المؤتمر الوطني الذي تزعمين أنه يسيطر على الجيش ويُدير الحرب. فكيف تُدَّعين السلمية بينما الأولوية لهدفك المعلن تصفية طرفٍ من المعادلة العكسرية-السياسية؟ أسمعك تقولين تبا للمؤتمر الوطني ولترق كل الدماء.
لا يجوز لكِ التلون بين صورة “الحمامة” واتهام الآخرين بالدموية – خاصةً حين يكون موقفك مطابقًا لموقف من تُهاجمينهم! والأدهى أنكِ تتجرئين على اتهام من لا يعترضون مبدئيا علي حلول سلمية – وإن اختلفوا معك في التفاصيل – بأنهم “دعاة حرب”. أليس هذا تناقضًا صارخًا؟
أنتِ أولى بلقب “بلابسة الحرب” ممن تهاجمينهم:
ترفضين التفاوض مع من تقولين إنه يتحكم بالجيش (أي المؤتمر الوطني)، بينماينضم نصفك “القحتي” لحكومة الجنجويد رسميًا وعمليًا – وهي قواتٌ عصابة ثبت ارتكابها جرائم حرب، وتطهيرًا عرقيًا، وعنفًا جنسيًا ممنهجًا. إن لم يكن نصفك الذي تجنجو دعاة حرب فان المصطلح لا معني له.
فكيف تصفين مثقفين لا يحملون سلاحًا بـ”الدمويين”، بينما تصمتين عن شريكك الذي يتعاون مع أسوأ جلادي الشعب؟ إن كان هذا ليس نفاقًا، فما هو؟
اتهاماتك المُبطَّنة بالخيانة تُفضح تناقضك:
تُهددين مُعارضيك الفكريين – الذين لم يحملوا سلاحًا قط – بالشكوى للخواجات، بينما يُشارك نصفك في القتال مع الجنجويد! أليس موقفك هذا هو الأقرب إلى “دعوة للحرب”؟. بل وتقولين أن نصفك المنضم للجنجويد زملاء تتفقين معهم في الغاية وان أختلفت الوسيلة. هل المشاركة مع ميليشيا أرتكبت مجازرا وجرائما ضد الإنسانية مجرد وسيلة حلال؟ هل تنفصم الغاية عن الوسيلة بهذه الدرجة؟
لو كنتِ حقًا “حمامة سلام”، لكان نقدك شملَ كل المُتحاربين، لا خصومك السياسيين فحسب.
ختامًا:
لا يُمكنكِ الهروب من حقيقة أن موقفك يُكافئ – بل ويتجاوز – مواقف من تُسمينهم “دعاة حرب”. فإن كنتِ جادةً في السلام، ابدئي بنقد نصفك الجنجويدي. واعترفي بأن هدفك ليس إنهاء الحرب، بل هزيمة المؤتمر الوطني، خصمك الذي أوشكت أن تدخلي معه في شراكة تحت غطاء إنتخابات ٢٠٢٠ لو لا أن فاجأتك الثورة التي نشلتيها بخفة يد ثورية تحسدين علي مهارتها.. أما أن تستمري في ادعاء السلمية وأنتِ تُشرعنين للجنجويد وتُهاجمين السلميين – فهذا لا يُخدش مصداقيتك فحسب، بل يطعن في ذكاء من يصدقون أكاذيبك الضحلة.
مع حبي – الذي تعرفين عمقه.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب