أطلق محامون وقضاة نقاشا حول ضمانات استقلال القاضي والمحامي عن أي تدخلات أو تأثيرات من شأنها أن تؤثر على العدالة. يأتي ذلك بعد تنصيص الدستور المغربي على استقلالية السلطة القضائية وإرساء قواعد هذا الاستقلال قانونيا ومؤسساتيا.

هذا الموضوع  شكل محور يوم دراسي حول الضمانات القانونية والمؤسساتية لاستقلال القضاة والمحامين، نظم اليوم السبت 20 أبريل، بنادي المحامين السويسي بالرباط، من طرف هيئة المحامين بالرباط، بشراكة مع نادي القضاة، وترانسبرانسي المغرب، والجمعية المغربية لاستقلال القضاء.

نقيب هيئة المحامين بالرباط، عزيز رويبح، قال إن المطلوب بعد استقلال السلطة القضائية هو الانخراط في دينامية الإصلاح والتخليق، معتبرا أن ما تحقق من استقلال السلطة القضائية والنيابة العامة، يفرض مواكبة وتقييما للتطورات التي عرفها  القضاء، والتحولات النوعية التي وقعت، لأنه حسب قوله « كل شيء نسبي والتطوير أساسي ».

واعتبر نقيب المحامين بالرباط، أن استقلال المحامي والقاضي معا يهم الجميع، ولن  يكون هناك حياد فيه، لأن استقلال القضاء ليس فقط واجهة دستورية بل قاعدة لتأمين دولة الحقوق والحريات.

واعتبر رويبح، أن المحاماة شأن سياسي بامتياز في كل الدول التي تعلي من شأن حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه لا يمكن اتخاذ إجراءات تشريعية تقزم حق الدفاع مثل ما جاء في مشروع قانون المسطرة المدنية.

من جهته تحدث رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، عن استقلال القضاء والمحاماة باعتبارهما حجر الأساس لبناء دولة الحق والقانون، وقال إن جمعية هيئات المحامين بالمغرب كانت دائما تدافع عن استقلال القضاء واستقلال المحامين. معبرا عن سعادته لكون اللقاء يجمع قضاة ومحامين، يدافعون عن استقلالهم.

أما عبد الرزاق الجباري، رئيس نادي القضاة، فاعتبر أن استقلال القضاء مكرس في الدستور، ولكن المطروح هو استقلال القاضي واستقلال المحامي.

كما اعتبر أن هناك ترابطا بين المحامي والقاضي، لأن هدفهما هو تحقيق العدل، لأن ما يلزم القاضي يلزم أيضا المحامي. فاستقلال القاضي هو حق للمحامي وحق للقاضي وحق للمتقاضي. كما أنه استقلال واجب على القاضي والمحامي، والدولة.

وتحدث الجباري عن أهمية حرية التعبير في ضمان استقلال القاضي والمحامي، وأشار إلى أنه من واجب القاضي والمحامي التشبث بالاستقلالية، أولا، من خلال التشبع بثقافة النزاهة، وثانيا من خلال التكوين، لأن ضعف التكوين  يمس باستقلاليته. وثالثا، من خلال الاحترام المتبادل بين القاضي والمحامي، والوعي الدستوري والحقوقي بدور القاضي والمحامي في حماية الحقوق.

وفي نهاية مداخلته طرح الجباري، إشكالية تتعلق بالمحامين وحقهم في الانخراط في العمل السياسي، وقال إن « القاضي ممنوع عليه الانخراط في الأحزاب السياسية »، وتساءل « هل يمكن أن يشكل انخراط المحامي في حزب سياسي تأثيرا على استقلاليته »، وقال إنه من الصعب المس بحق المحامي في الانتماء الحزبي، ولكن بالنسبة لمن يترشحون لمنصب النقيب لتمثيل المحامين فعليهم ألا يكونوا منتمين سياسيا حتى لا يقع تأثير على مصالح المحامين، في حالة تعارض تلاقي نقيب متحزب مع توجهات حزبه في الحكومة.

وذكر بأن المقرر الأممي الخاص باستقلال القضاة والمحامين قال في تقرير سنة 1995، إنه لا يجب على جمعيات المحامين أن تتورط في السياسات الحزبية..

من جهته اعتبر عبد العزيز النويضي رئيس ترانسبرانسي المغرب، أن هيئات  المحامين لها دور في النهوض باستقلال المحامين من خلال تلقين المحامين  الجدد مبادئ الاستقلالية.

وأوضح أن استقلال السلطة القضائية وضمان استقلال القاضي نص عليه دستور 2011، بقواعد متقدمة، ولكن يبقى النقاش حول كيف تمت ترجمة هذه النصوص. وأشار إلى أن استقلال القاضي يتم حين يشعر بالأمن المهني، وحين يكون تطور مساره المهني مرتبطا بنزاهته وجودة أحكامه وليس بولائه لهذه الجهة أو تلك.

وأثار النويضي موضوع تأخر إصدار القانون التنظيمي المتعلق بالدفع بعدم دستورية القوانين، والذي يضمن حق المتقاضين في الدفع بعدم دستورية القانون، وهو إجراء نص عليه الدستور، وحمل المسؤولية للمحكمة الدستورية التي قررت بعدم دستورية هذا القانون بذريعة أن المجلس الوزاري لم يصادق على المشروع، في حين أن المنصوص عليه هو التداول وليس المصادقة في المجلس الوزاري. وقال « لحسن الحظ، أحد رجال القانون وهو محمد أمين بن عبد الله، انتقد هذا القرار والذي عينه جلالة الملك رئيسا للمحكمة ».

وتحدث عبد اللطيف الحاتمي، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء، عن أهمية تلاقي المحامين والقضاة للدفاع عن استقلالهم، واقترح إنشاء مجلس استشاري يجمع بين المحامين والقضاة، كما حيا نادي القضاة على الانفتاح على المحامين والدفاع عن استقلال القضاء والمحاماة، وقال إن العلاقة بين القضاة والمحامين لم تكن جيدة، لدرجة أنه كان يقال بأن القضاة كان يتم تكوينهم على أساس الحذر من المحامين وكأنهم أعداء.

 

 

 

كلمات دلالية استقلال السلطة القضائية استقلال القاضي استقلال المحامي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: استقلال القاضي استقلال القاضی من خلال وقال إن

إقرأ أيضاً:

تخفيضات في الاستهلاكية المدنية حتى 3 حزيران

#سواليف

أعلنت #المؤسسة_الاستهلاكية_المدنية عن إطلاق حملة #تخفيضات و #عروض_ترويجية على أكثر من 350 سلعة غذائية وغير غذائية، تبدأ اعتبارًا من اليوم الخميس وتستمر حتى مساء الثلاثاء الموافق 3 حزيران 2025، بنسب خصم تتراوح بين 5% و39%.

وقال المدير العام للمؤسسة، سلمان القضاة، في بيان صحفي الثلاثاء، إن العروض تشمل سلعًا أساسية مثل الأرز، السكر، الزيوت النباتية، الشاي، حليب البودرة، البقوليات، والطحينية، وهي متوفرة بكميات كبيرة في جميع فروع المؤسسة البالغ عددها 69 سوقًا في مختلف محافظات وألوية المملكة.

ودعا القضاة المواطنين الراغبين بالاطلاع على تفاصيل التخفيضات إلى زيارة الصفحة الرسمية للمؤسسة على “فيسبوك”، مؤكدًا أنه بإمكان سكان العاصمة عمّان الشراء إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي:
[ www.jcsccshop.gov.jo ] أو من خلال تطبيق “متجر المؤسسة المدنية”.

مقالات ذات صلة مشاجرة عنيفة في محيط جامعة اليرموك والأجهزة الأمنية تتدخل 2025/05/22

وأشار إلى أن المؤسسة تسعى من خلال هذه العروض إلى التخفيف عن كاهل المواطنين، لا سيما ذوي الدخل المحدود والمتوسط، موضحًا أن جميع السلع المخفضة خضعت للفحوصات المخبرية والاشتراطات الصحية قبل طرحها في الأسواق.

وفيما يخص التواصل مع المؤسسة، أوضح القضاة أنه يمكن تقديم الاقتراحات والملاحظات من خلال الخط الساخن (4885843)، صفحة “فيسبوك”، الموقع الإلكتروني للمؤسسة [www.jcscc.gov.jo]، أو صناديق الاقتراحات في الأسواق.

مقالات مشابهة

  • القاضي يتابع بودريقة في حالة اعتقال ويحيله للمحاكمة
  • تخفيضات في الاستهلاكية المدنية حتى 3 حزيران
  • اورتاغوس نقلت ضمانات اسرائيلية وهذا هو الشرط
  • مرشح منصب نقيب المحامين المحامي أشرف الزعبي يوجه دعوة لحضور اللقاء العام
  • الوكيل العام الجديد للملك يؤكد على استقلال القضاء ويعلن عن تحديث النيابة العامة لتعزيز العدالة
  • تشكيل الدوائر القضائية بمحاكم محافظة ظفار
  • دوغة: الهدنة في طرابلس هشة.. ولا ضمانات تمنع تجدد الاشتباكات
  • وهبي يكشف لأول مرة عن خلافات مع السلطة القضائية و"مفاوضات" حول حدود اختصاصات كل منهما
  • نقيب المحامين يصدر تنويها مهما بشأن أزمة الرسوم القضائية
  • نقيب المحامين يصدر تنويها هاما بشأن أزمة الرسوم القضائية