- «الموساد» يعترف بأن «نتنياهو» قدم دعماً لـ«حماس» لكى يمنع إقامة دولة فلسطينية

- تقرير البيانات السنوى للجيش الإسرائيلى لعام ٢٠٢٢ يؤكد: «لا يتم تهريب أى أسلحة من مصر لإسرائيل»

- «نتنياهو» تجاهل تقريراً سرياً لوزارة الدفاع يدعوه للتوقف عن دعم «حماس» ويحذر من هجوم قادم

- تقرير عسكرى إسرائيلى صدر فى أوائل العام الماضى: «نحن نغذى أعداءنا بأسلحتنا»

- مركز مكافحة الإرهاب الأمريكى: الحدود المصرية الإسرائيلية لا تشهد فى المجمل تهريب أى أسلحة

-بعنوان (القاهرة تجاهلت التحذيرات الإسرائيلية بشأن تهريب الأسلحة إلى غزة.

لا مبالاة مصر أدت إلى ٧ أكتوبر) نشرت صحيفة هآرتس بتاريخ ١٨ أبريل ٢٠٢٤ مقالاً لكاتب اختار عدم الكشف عن اسمه، ولكن يتضح من سطور التحليل أنه ضابط سابق فى المخابرات الإسرائيلية.يُحمّل المقال مصر مسئولية أحداث السابع من أكتوبر.ليس من الصعب الرد على هذا الاتهام إذا ألقينا نظرة سريعة على الوثائق والتقارير الرسمية الإسرائيلية التى تفند هذه الاتهامات.

ويبدو أن ضابط المخابرات الإسرائيلية فى حاجة لمراجعة تقارير جهاز الموساد، ووزارة الدفاع الإسرائيلية، بل وكذلك التقارير الأمريكية لكى يعرف أنه لا يحتاج لتوجيه أصابع الاتهام لأى طرف، فالمتهم الحقيقى هو «تل أبيب».

دعم إسرائيل لـ«حماس»على مدى سنوات، اتبعت الحكومات المختلفة، بقيادة بنيامين نتنياهو، نهجاً يقوم على حصار السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية من جهة ودعم حركة «حماس» فى غزة من جهة أخرى. هذه الحقيقة تتجاهلها اليوم الحكومة الإسرائيلية وهى تحارب «حماس» وتتساءل: من كان يدعم الحركة ويمدها بالأسلحة؟ سؤال ليس من الصعب الإجابة عنه، كل ما تحتاج إليه حكومة تل أبيب هو النظر فى المرآة.كانت الفكرة الرئيسية التى تسيطر على الحكومات الإسرائيلية هى منع عباس «أبومازن» -أو أى شخص آخر فى حكومة السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية- من التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.ووفقاً لتقارير مختلفة، أشار «نتنياهو» إلى ذلك على نحو صريح فى اجتماع لكتلة الليكود فى أوائل عام ٢٠١٩، عندما نُقل عنه قوله إن على من يعارضون قيام دولة فلسطينية أن يدعموا تحويل الأموال إلى غزة، لأن الحفاظ على الفصل بين السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية و«حماس» فى غزة سيمنع قيام دولة فلسطينية.

وفى ديسمبر ٢٠١٢، أخبر «نتنياهو» الصحفى الإسرائيلى البارز دان مارجاليت أنه من المهم الحفاظ على قوة «حماس»، كثقل موازن للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية.

وقال «مارجاليت»، فى مقابلة أجريت معه، إن «نتنياهو» أخبره أن وجود خصمين قويين، بما فى ذلك «حماس»، من شأنه أن يقلل الضغط عليه للتفاوض من أجل إقامة دولة فلسطينية.وبتعزيز من هذه السياسة، ازدادت قوة «حماس» أكثر فأكثر حتى يوم السبت السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، «بيرل هاربور» الإسرائيلى، على حد وصف صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».فى الوقت الذى ضغط فيه «نتنياهو» على السلطة الفلسطينية وحاصرها، كانت «حماس» تتلقى دعماً إسرائيلياً يثير الكثير من علامات الاستفهام.لقد سمحت إسرائيل بدخول حقائب تحمل الملايين من الأموال إلى غزة عبر معابرها منذ عام ٢٠١٨، من أجل الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش مع حكام «حماس» فى القطاع. وفى إطار هذه السياسة تدفق ما يقرب من ٣٥ مليون دولار شهرياً لقادة «حماس».وصفت تال شنايدر، الكاتبة الإسرائيلية، هذا المشهد بشكل دقيق فى مقال يعود تاريخه إلى الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣، أى بعد يوم واحد من أحداث السابع من أكتوبر. كتبت «شنايدر»: «فى معظم الأحيان، كانت السياسة الإسرائيلية تقوم على التعامل مع السلطة الفلسطينية كعبء وحماس كرصيد». هذا ما عبر عنه صراحة بتسلئيل سموتريش، السياسى اليمينى المتطرف الذى يشغل الآن منصب وزير مالية «نتنياهو»، فى عام ٢٠١٥، وهو العام الذى تم فيه انتخابه لعضوية البرلمان. قال «سموتريش»: «إن السلطة الفلسطينية تشكل عبئاً بينما تشكل حماس رصيداً».لسنوات، كان يتم إرسال ملايين الدولارات شهرياً إلى قطاع غزة، وهى أموال ساعدت فى دعم حكومة «حماس» هناك. ولم يتسامح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مع هذه المدفوعات فحسب، بل شجعها، على حد وصف صحيفة نيويورك تايمز فى مقال بعنوان «داخل الخطة الإسرائيلية التى دعمت حماس».حسب المقال، راهن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن وجود «حماس» قوية (لكن ليست قوية للغاية) من شأنه أن يحافظ على السلام ويقلل الضغوط المفروضة على إقامة دولة فلسطينية.خلال اجتماعاته فى سبتمبر لمناقشة تمويل «حماس»، وفقاً لعدد من الأشخاص المطلعين على المناقشات السرية، سُئل رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، سؤالاً لم يكن مدرجاً على جدول الأعمال: هل تريد إسرائيل أن تستمر المدفوعات؟ وكانت حكومة «نتنياهو» قد قررت مؤخراً مواصلة هذه السياسة، لذلك قال «بارنيا»: نعم.وفى مقابلات مع أكثر من عشرين مسئولاً إسرائيلياً وأمريكياً حاليين وسابقين، ومسئولين من حكومات شرق أوسطية أخرى، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل جديدة حول أصول هذه السياسة.كانت هذه المدفوعات جزءاً من سلسلة من القرارات التى اتخذها القادة السياسيون الإسرائيليون، وضباط الجيش ومسئولو المخابرات، وكلها تستند إلى تقييم خاطئ بشكل أساسى مفاده أن «حماس» لم تكن مهتمة أو قادرة على شن هجوم واسع النطاق.وحتى عندما حصل الجيش الإسرائيلى على خطط قتالية لغزو «حماس»، ولاحظ المحللون تدريبات كبيرة على الحدود فى غزة، استمرت المدفوعات.لسنوات، شارك ضباط المخابرات الإسرائيلية فى توزيع الأموال من حقائب مليئة بملايين الدولارات، كما تؤكد «نيويورك تايمز».كتب أفيجدور ليبرمان، بعد أشهر من توليه منصب وزير الدفاع فى عام ٢٠١٦، مذكرة سرية إلى «نتنياهو» ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى. وقال إن «حماس» تعمل ببطء على بناء قدراتها العسكرية لمهاجمة إسرائيل، وقال إن إسرائيل يجب أن تضرب أولاً. وكتب فى المذكرة المؤرخة بتاريخ ٢١ ديسمبر ٢٠١٦، التى اطلعت صحيفة التايمز على نسخة منها، أن هدف إسرائيل هو «التأكد من أن المواجهة القادمة بين إسرائيل وحماس ستكون المواجهة النهائية». وقال إن ضربة استباقية يمكن أن تزيل معظم «قيادة الجناح العسكرى حماس». وقد رفض «نتنياهو» الخطة، مفضلاً دعم «حماس».يوسى كوهين، الذى أدار ملف تمويل «حماس» لسنوات عديدة كرئيس للموساد، جاء ليشكك فى سياسة إسرائيل تجاه أموال غزة. خلال سنته الأخيرة فى إدارة جهاز التجسس، كان يعتقد أن هناك القليل من الرقابة على أين تذهب الأموال. وفى يونيو ٢٠٢١، ألقى «كوهين» أول خطاب علنى له بعد تقاعده من جهاز التجسس. وقال إن الأموال الموجهة إلى قطاع غزة «خرجت عن السيطرة».تهريب الأسلحةإذا كانت الحكومة الإسرائيلية غضت الطرف عن الدعم المالى المقدم لـ«حماس» كوسيلة لمنع إقامة دولة فلسطينية، فالسؤال الصعب هو: هل كانت إسرائيل مسئولة عن تسليح «حماس»؟ إجابة هذا السؤال لا تحتاج سوى إلقاء نظرة خاطفة على تقرير صحيفة نيويورك تايمز بعنوان: (من أين تحصل «حماس» على أسلحتها؟ على نحو متزايد، من إسرائيل) بتاريخ ٢٩ يناير ٢٠٢٤.حسب تقرير «التايمز»، خلص مسئولون عسكريون واستخباراتيون إسرائيليون إلى أن عدداً كبيراً من الأسلحة التى استخدمتها «حماس» فى هجمات ٧ أكتوبر وفى الحرب فى غزة جاءت من مصدر غير متوقع: الجيش الإسرائيلى نفسه.لسنوات، أشار المحللون إلى طرق التهريب السرية لتفسير كيف بقيت «حماس» مدججة بالسلاح على الرغم من الحصار العسكرى الإسرائيلى لقطاع غزة، إلا أن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أظهرت مدى قدرة «حماس» على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التى لم تنفجر عندما قامت إسرائيل بقذفها على غزة، وذلك وفقاً لخبراء الأسلحة ومسئولى الاستخبارات الإسرائيلية والغربية. كما تسلح «حماس» مقاتليها بأسلحة مسروقة من القواعد العسكرية الإسرائيلية.وكشفت المعلومات الاستخبارية التى تم جمعها خلال أشهر من القتال أنه مثلما أساءت السلطات الإسرائيلية تقدير نوايا «حماس» قبل السابع من أكتوبر، فقد أساءت أيضاً تقدير قدرتها على الحصول على الأسلحة.ما هو واضح الآن هو أن الأسلحة ذاتها التى استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى السنوات الـ١٧ الماضية تستخدم الآن ضدها. لقد مكّنت المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية «حماس» من إمطار إسرائيل بالصواريخ، ولأول مرة غزو البلدات الإسرائيلية من غزة.وقال مايكل كاردش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال المتفجرات فى الشرطة الوطنية الإسرائيلية ومستشار الشرطة الإسرائيلية: «الذخائر غير المنفجرة هى المصدر الرئيسى للمتفجرات بالنسبة لـ«حماس». إنهم يقومون بتقطيع القنابل من إسرائيل، وقنابل المدفعية من إسرائيل، ويتم استخدام الكثير منها بالطبع، وإعادة استخدامها فى متفجراتهم وصواريخهم».يتباهى الجناح العسكرى لحركة «حماس»، كتائب القسام، بقدراته التصنيعية منذ سنوات. فبعد حرب عام ٢٠١٤ مع إسرائيل، أنشأت فرقاً هندسية لجمع الذخائر غير المنفجرة مثل قذائف الهاوتزر الأمريكية الصنع.وقال أحد قادة كتائب القسام لقناة الجزيرة فى عام ٢٠٢٠: «تهدف استراتيجيتنا إلى إعادة استخدام هذه القطع، وتحويل هذه الأزمة إلى فرصة».كما أضاف تقرير «التايمز» أن السلطات الإسرائيلية اعترفت أيضاً أن مستودعات أسلحتها كانت عرضة للسرقة. فقد أشار تقرير عسكرى صدر فى أوائل العام الماضى إلى أن آلاف الرصاصات ومئات البنادق والقنابل اليدوية قد سُرقت من قواعد ضعيفة الحراسة. جاء فى أحد سطور التقرير الذى اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز: «نحن نغذى أعداءنا بأسلحتنا».ولكن المعلومة الأكثر أهمية يقدمها بحث بعنوان (الأسلحة والمخدرات والمهربون: التحدى المتزايد الأخير على حدود إسرائيل مع الأردن ومصر) من إعداد مركز مكافحة الإرهاب فى واشنطن بالولايات المتحدة، المنشور بتاريخ يوليو ٢٠٢٣. يؤكد البحث الأمريكى أن الحدود المصرية الإسرائيلية لا تشهد عمليات تهريب واسعة للأسلحة.عن مجمل عمليات التهريب، أشار البحث: «من بين ٥٢ محاولة تهريب تم الإبلاغ عنها عبر الحدود المصرية الإسرائيلية، كان هناك ٤٩ محاولة تهريب مخدرات، بينما شملت الحالات المتبقية أسلحة».قد تتفهم مصر غضب إسرائيل من تدفق المخدرات عبر الحدود، وقد تحاول السلطات المصرية مساعدة «تل أبيب» فى حل مشكلة المخدرات التى يبدو أنها منتشرة على نطاق واسع هناك، ولكن من غير المفهوم الحديث عن تهريب الأسلحة، بينما يؤكد تقرير أمريكى حديث أن الأسلحة المهربة عبر الحدود المصرية مع إسرائيل لا تمثل نسبة تذكر.كما تحتاج إسرائيل إلى مراجعة تقاريرها الرسمية التى أشارت إليها الورقة البحثية الأمريكية. وفقاً للبيانات الموجزة الواردة فى تقرير البيانات السنوى للجيش الإسرائيلى لعام ٢٠٢٢، أى قبل عام واحد من أحداث السابع من أكتوبر، قفز عدد الأسلحة المهربة التى تم ضبطها على الحدود الأردنية أو بالقرب منها إلى نحو ٥٧٠ قطعة سلاح، وهى كمية كبيرة مقارنة بـ٢٣٩ قطعة سلاح تم ضبطها على حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا، وما يقدر بصفر قطعة سلاح تم تهريبها من مصر فى العام نفسه. قد يحتاج المسئولون فى «تل أبيب» لقراءة الرقم مرة أخرى لكى يتأكدوا من تقييمات الجيش الإسرائيلى نفسه الذى قال نصاً: «صفر قطعة سلاح تم تهريبها من مصر».الأمن المصرىفى مقابل هذه الإخفاقات الإسرائيلية، سواء الأمنية أو العسكرية، نجحت مصر فى استعادة الاستقرار فى شبه جزيرة سيناء فى وقت كانت تعانى فيه المنطقة بأكملها من تصاعد التهديد الإرهابى.ومن جديد على ضابط المخابرات الإسرائيلى أن يلقى نظرة سريعة على الشهادات الغربية، وليست المصرية، التى تثنى على نجاح مصر فى القضاء الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء واستعادة الاستقرار والأمن.كتبت سيمون ليدين، المسئولة السابقة فى البنتاجون والزميلة الزائرة فى معهد الأمن القومى بجامعة جورج ماسون، أن «الدولة المصرية والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يمثلان حصناً حاسماً ضد الجماعات المتطرفة».وفى شهادة بالكونجرس الأمريكى عام ٢٠١٨، أشار النائب الأمريكى تيد دوتش: «فى عالم الإرهاب، كانت مصر قوة قتالية مكرسة ضد خلايا داعش فى جميع أنحاء البلاد، خاصة فى سيناء».وأضاف: «يعكس تفانى مصر فى محاربة هذه المجموعة الإرهابية الخطيرة أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة ونحن فى غاية الامتنان لذلك».وفى الجهة الأخرى من المحيط الأطلسى، قالت فلورنس بارلى، وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة، فى حوار مع محطة فرانس إنفو: «لدينا أيضاً علاقة خاصة مع مصر، فهى دولة شاركت لفترة طويلة جداً فى مكافحة الإرهاب إلى جانبنا، وهى دولة التى تلعب دوراً مهماً فى منطقة غير مستقرة للغاية، وهى الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط».هذه الأمثلة هى غيض من فيض للعديد من التقارير الدولية التى ترد على ادعاءات إسرائيل، والتى تحاول إخفاء الحقيقة الواضحة وضوح الشمس وهى أن هجوم 7 أكتوبر هو تجسيد لفشل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.يبقى فى النهاية الإشارة إلى أن «نتنياهو» بتعنته الواضح فى مفاوضات وقف إطلاق النار لا يسعى سوى لتحقيق هدفه الأسمى: البقاء فى الحكومة حتى نهاية عام 2026 ومن ثم الفوز فى الانتخابات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مي سمير إسرائيل إقامة دولة فلسطینیة صحیفة نیویورک تایمز السلطة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلى السابع من أکتوبر الحدود المصریة هذه السیاسة قطعة سلاح وقال إن لـ حماس تل أبیب مصر فى فى غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة للشهر التاسع

«تل أبيب» تستغل سلاح الجوع لإعدام آلاف الأطفال.. وتحتل المعابر وتفجر المستشفيات

الاحتلال يوسع عدوانه على سوريا وجنوب لبنان.. وخطة أمريكية لنزع فتيل المواجهة مع حزب الله

 

دخلت امس حرب الإبادة الجماعية التدميرية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، شهرها الـ9 على التوالى (اليوم الـ241)، تزامناً مع ارتكاب قوات الاحتلال مجازر جديدة بحق العائلات الفلسطينية والنازحين واللاجئين فى مختلف أنحاء القطاع. واصلت قوات الاحتلال، لليوم الـ241 على التوالى، عمليات القصف المدفعى والجوى على القطاع خاصة مدن رفح وخان يونس وغزة تزامناً مع تقدم محدود لآليات الاحتلال شرق حى الشجاعية شرق مدينة غزة، مع قصف مدفعى وإطلاق نار من طائرات الكواد كابتر شرق حيى الشجاعية والتفاح. استشهد وأصيب عدد كبير من الفلسطينيين فى غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة. فيما استهدف قصف إسرائيلى شقة سكنية فى حى الصبرة جنوباً ما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين تم نقلهم إلى المستشفى الأهلى العربى (المعمدانى). وقصف الاحتلال محيط مسجد الأبرار بحى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. كما سجل ارتقاء وإصابة عدد الضحايا فى قصف الاحتلال لمحيط وادى غزة شمال المحافظة الوسطى. وواصلت المدفعية استهداف حى الزيتون وحى الشجاعية بمدينة غزة. ونسفت قوات الاحتلال مربعاً سكنياً فى محيط الكلية الجامعية بحى الزيتون جنوباً، وتعرضت المناطق الشمالية الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع لإطلاق نار من قبل آليات الاحتلال التى نفذت توغلاً محدوداً تخللته اشتباكات مع رجال المقاومة التى تصدت لهذا التقدم. وكثفت طائرات العدو الصهيونى غاراتها لمحيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. وأدى العدوان المستمر للشهر التاسع على غزة، إلى ارتقاء أكثر من 36 ألفاً و439 شهيداً، وإصابة 82 ألفاً و627 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1,7 مليون شخص من سكان القطاع وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى القطاع أن أكثر من 3,500 طفل معرضون لخطر الموت بسبب اتباع الاحتلال سياسات التجويع ونقص الغذاء وانعدام المكملات الغذائية. وحرمانهم من التطعيمات، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للأسبوع الرابع على التوالى وسط صمت دولى فظيع، وأشار المكتب فى بيان له إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون سوء التغذية بدرجة متقدمة أثرت على بنية أجسادهم، وهو ما يعرضهم إلى خطر الإصابة بالأمراض المعدية التى تفتك بحياتهم، وتؤخر نموهم، وتهدد بقاءهم على قيد الحياة، وأشار إلى استشهاد 15,438 طفلاً كما أصيب منهم عشرات الآلاف، واصبح أكثر من (17,000) منهم يعيشون دون أحد والديهم أو كليهما. وأدان المكتب الإعلامى الحكومى بأشد العبارات استمرار حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأمريكية وفى مقدمة ذلك استهداف الأطفال بالقتل والبتر والإصابة والتجويع وحرمانهم من حق العلاج والرعاية الصحية وحرمانهم من الغذاء، ودعا كل دول العالم الحر إلى إدانة هذه الجرائم المركبة التى تأتى فى إطار حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين فى قطاع غزة. ودعا المحكمة الجنائية الدولية وكل المحاكم الدولية الأخرى وكل القضاة الأحرار فى العالم، إلى ملاحقة مجرمى الحرب الإسرائيليين والأمريكيان الذين يستهدفون الأطفال بشكل ممنهج ومقصود ويزجون بهم فى محرقة تاريخية لم يشهد لها العالم مثيلاً، كما طالبهم بتقديم هؤلاء المجرمين إلى محكمة عادلة كمجرمى حرب ومحاسبتهم على جرائمهم. كما دعا كل دول العالم الحر وكل المنظمات الدولية والأممية لفتح معبر رفح البرى ومعبر كرم أبوسالم وكل المعابر البرية والسماح لإدخال غذاء الأطفال بأنواعه المختلفة واستشهد 17 وأصيب 15 آخرون على الأقل فى عدوان إسرائيلى على ريف حلب فى شمال سوريا استهدف بعض المواقع فى محيط المدينة. وأكد مصدر عسكرى سورى أن العدوان أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، ووقوع بعض الخسائر المادية، التى لم يحددها، ولم يشر إلى طبيعتها، فيما أشارت تقارير إلى أن أحد الموقع المستهدفة بالهجوم الإسرائيلى، هو مصنع للنحاس. وأكد شهود عيان دوى انفجارات قوية متتالية مجهولة فى بلدة حيان بريف حلب الشمالى، ناجمة عن استهداف صاروخى مجهول لمعمل النحاس، فى حين هرعت سيارات الإسعاف وفرق الإطفاء إلى المنطقة لإخماد الحرائق ونقل المصابين. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الولايات المتحدة تسعى لإبرام اتفاق تهدئة بين لبنان وإسرائيل إذا نجحت فى التوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل فى القطاع. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسئولين قولهم إن جهود الوساطة الأمريكية التى يقودها مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز تنصب باتجاه تهدئة طويلة الأمد فى غزة ولبنان. يأتى ذلك فى ظل تصاعد الاشتباكات بين المقاومة فى لبنان وقوات الاحتلال، حيث دوت صفارات الإنذار فى عكا ونهاريا مجدداً.. بعد هجوم بسرب من الطيران المسير التابع لحزب الله. فيما دخل أكثر من 100 ألف مستوطن موجودون داخل الملاجئ بفعل هجمات الحزب اللبنانى. أعلن «حزب الله» اللبنانى أنه قصف موقع زبدين فى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وحقق إصابة مباشرة وأضاف فى بيان له «استهدفنا موقعى الرمثا والسماقة فى تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وحققنا إصابات مباشرة، فى أعقاب إعلانه قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا». وأعلن الاحتلال فشل محاولات اعتراض مسيرة فى نهاريا بالجليل الغربى ما تسبب باندلاع حريق فى المنطقة، وقال رئيس بلدية نهاريا «لا يمكن العيش هكذا، وعلينا مناقشة الخروج من قطاع غزة بشكل أحادى».
 

إعلام عبرى: إسرائيل تحولت من قوة إقليمية ذات ردع إلى كيس ملاكمة


اعتبرت أمس وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل التى تتلقى ضربات بلا توقف على الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان منذ أكثر من 8 أشهر، تحولت من قوة عظمى إقليمية ذات ردع إلى كيس ملاكمة، بينما الرد الإسرائيلى لا يزال رخواً وخجولاً وتحدث الإعلام الإسرائيلى عن سقوط أربع مسيرات تابعة الاحتلال فى لبنان، مشيرةً إلى أنه لو حدث هذا قبل سنة لقامت الحرب، ولما تبقى شىء من لبنان، بينما اليوم لبنان يزدهر ونحن فى حرب ونهرب مثل الأرانب»، متسائلة أين الأبطال من اليمين؟. كما أشارت إلى أن مستوطنات الشمال ومدنه الكبرى، مثل عكا وكريات شمونة ونهاريا، تتعرض لعشرات الصواريخ والمسيرات وصفارات الإنذار، وليس فقط المستوطنات الحدودية، لتتساءل: «هل رأى أحد الخط الأحمر لوزير فقدان الأمن غالانت»؟. ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من أكتوبر الماضى تبادلا شبه يومى لإطلاق النيران، بين «حزب الله» اللبنانى، بالتعاون مع «كتائب القسام - لبنان» الجناح العسكرى لحركة «حماس»، و«سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة «الجهاد»، و«قوات الفجر» الجناح العسكرى «الجماعة الإسلامية» فى لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد الاحتلال الإسرائيلى، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.

 

935 من النساء والأطفال من بين آلاف المعتقلين منذ أكتوبر الماضى



اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى منذ الـ7 من أكتوبر الماضى أكثر من 300 سيدة فلسطينية من مختلف الأراضى الفلسطينية بالضفة والقدس والداخل المحتل وقطاع غزة. وكشفت إحصائيات نشرتها مؤسسات الأسرى، فى بيان مشترك أن عدد حالات الاعتقال بين الأطفال بلغت 635 حالة. وأضافت أن عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد السابع من أكتوبر بلغ نحو 80 صحفيًا، تبقى منهم رهن الاعتقال 50، و12 صحفيًا من غزة رهن الإخفاء القسرى وبلغت أوامر الاعتقال الإدارى بعد السابع من أكتوبر أكثر من 5900 أمر، ما بين أوامر جديدة وتجديد، منها أوامر بحق أطفال ونساء. وقالت المؤسسات: «إلى جانب حملات الاعتقال هذه، فإن قوات الاحتلال نفذت إعدامات ميدانية، منهم أفراد من عائلات المعتقلين».
واُستشهد فى سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر ما لا يقل عن 18 أسيرًا ممن تم الكشف عن هوياتهم، بينهم 16 أسيرًا ممن استشهدوا وجثامينهم محتجزة، وهم من بين 27 أسيرًا من الشهداء يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم. وكشف إعلام الاحتلال مؤخرا عن معطيات تشير إلى استشهاد عشرات المعتقلين من غزة فى المعسكرات، ويرفض الاحتلال حتى اليوم الكشف عن أى معطى واضح وكافة هوياتهم. وأشارت المؤسسات الحقوقية إلى أن الـ9 آلاف حالة اعتقال منذ الـ7 من أكتوبر، «لا تشمل أعداد حالات الاعتقال من غزة، علمًا بأن الاحتلال اعترف مؤخرًا بأنه اعتقل ما لا يقل عن 4000 من غزة، أفرج عن 1500 منهم. وشاركت هيئة شئون الأسرى والمحررين، نادى الأسير الفلسطينى، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان فى جمع ونشر المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال خلال 241 يومًا من الإبادة الجماعية فى غزة.
 

مقالات مشابهة

  • تراجع الثقة بينهم.. كيف يتلاعب نتنياهو ببايدن؟
  • حماس لمجلة "تايم": نفذنا هجوم 7 أكتوبر لوقف مساعي التطبيع
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو لمساءلة إسرائيل على سفك دماء سكان الضفة الغربية
  • إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة للشهر التاسع
  • قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الإصابات فى نابلس
  • نتنياهو: الادعاء أننا وافقنا على وقف الحرب دون تحقيق شروطنا ليس صحيحا
  • نتنياهو: اتفقنا في حكومة الحرب على تدمير حماس
  • نتنياهو: يمكننا وقف الحرب لمدة 42 يوما لكن لن نتنازل عن النصر
  • الرئاسة الفلسطينية ردا على خامنئي: لسنا بحاجة إلى الحروب
  • اعتقدوا أنه بين الرهائن.. العثور على جثة رجل مفقود منذ 7 أكتوبر في غلاف غزة