لا تستطيع أن تتيقن لما اختيرت طرابلس عاصمة للثقافة العربية إلا بعد أن تتشبع من مواقعها وطرقاتها وكلّ زاوية فيها.. هذه الزوايا التي تفوح بعبق التاريخ الإستثنائيّ الذي يميز هذه المدينة عن غيرها من المدن.. ليس فقط في لبنان إنما في العالم العربي والعالم أجمع. هكذا استفردت عروسة البحر المتوسط بمكانتها التاريخية، وتُوّجت بعاصمة الثقافة نظرًا إلى غناها الثقافي والفكري والتاريخي، الذي يتلخّص بأكثر من 200 موقع كشفت بلدية طرابلس عنه، بالاضافة إلى ثلة من المفكرين والأدباء الذين ارتقوا بهذه البقعة "المنسية".
. إلا أنّ طرابلس، تحارب واقعها المؤلم حاليا ، كما مختلف المناطق، بالثقافة، وتُثابر على استرجاع رونقها تمامًا كما كان يراها الرحّال والباحث الأوكراني فاسيل بارسكي، الذي وصفها آنذاك في كتابه "رحلة إلى الديار المقدسة" بأنها أجمل المدن. اليوم، تشهد عاصمة لبنان الثانية حدثًا ثقافيًا بامتياز، مع إطلاق "الرابطة الثقافية" في المدينة معرض الكتاب السنوي على الرغم من التحديات والحرب التي أثقلت كاهل لبنان، ليخلع هذا الصرح عباءة الخوف ويمضي قدمًا في مواجهة الحرب بالحرف والثقافة، معلنًا انطلاق
المعرض بنسخته الخمسين، والتي ستمتد حتّى 28 نيسان. المعرض هذا يأتي نتيجة كفاح ومثابرة انخرطت بها مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يريدون إعادة الرونق الثقافي إلى عاصمة الشمال، حيث يؤكّد القيّمون أن "الحرب لم تتمكن من أن تقف حجر عثرة أمامنا، بل على العكس تمامًا، أصرينا على المضي قدمًا بهذا الحدث الثقافي الذي يعبر عن خلفية لبنان ككل قبل أن يعبر عن ثقافة طرابلس". ويصرّ القائمون على أن هذا الحدث هو جزء لا يتجزأ أبدًا من تاريخ هذه المدينة، خاصة وأن علاقات أساسية تجمع المعرض مع كتّاب وجامعات، ومؤسسات تربوية وثقافية واجتماعية، هذا عدا عن الندوات التي تكون منتظرة ، كما والمشاركة بأهمّ الأمسيات، وتواقيع الكتب، بالاضافة إلى اللقاءات والمناقشات التي تفتح على مصراعيها. ورصد "لبنان24" برامج المعرض المتنوعة التي تتشعب بين سياسية، واجتماعية، وتربوية، ودينية، وغيرها الكثير، إلا أنّ الحاضر الأبرز إلى جانب لبنان هي القضية الفلسطينية، التي خصّص لها مساحة خاصة داخل المعرض هذا العام، خاصةً وأن ما يعانيه قطاع غزة مرتبط بشكل مباشر بهواجس لبنانية، تحديدًا في الجنوب اللبناني الذي يشهد وبشكل يومي مجازر إسرائيلية تطال البشر والشجر والحجر. هذا الأمر دفع بالعديد من الكتاب والمحللين والمشاركين إلى عقد ندوات سياسية مهمة تختص بتسليط الضوء على ما يحصل في غزة من خلال إعادة إحياء القضية الفلسطينية التي تندثر على ما يبدو سنة تلو الأخرى، وقد تجاوب الزائرون مع هذه الندوات، حيث تم عقد حلقات حوار ومناقشة أبدى خلالها كل طرف وجهة نظره مما يحصل في لبنان والمنطقة بطريقة ديمقراطية. وعلى هامش المعرض، علم "لبنان24" أن الرابطة الثقافية في طرابلس ستطرح قرابة الـ90 نشاطا متنوعًا بين ندوات ومحاضرات وأمسيات أدبية وشعرية، ومن ضمنها معالجة مواضيع سياسية، واجتماعية، وثقافية، من خلال إطلاق ما يقارب 50 مؤلفًا جديدًا. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رتيبة النتشة: إسرائيل لا تعلن حقيقة الأهداف التي يتم إصابتها
قالت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، إنّ جميع الأهداف من الحرب بين إيران وإسرائيل عسكرية، موضحة أنّ إسرائيل لا تعلن حقيقة الأهداف التي يتم إصابتها، لكن يتبين لاحقا أنّها أهداف عسكرية استخبراتية أو مخازن استراتيجية للأسلحة.

تصعيد متبادل وتحركات عسكرية.. هل يشتعل فتيل الحرب بين إيران وأمريكا؟

الكرملين: التدخل الأمريكي في صراع إيران وإسرائيل دوامة تصعيد رهيبة
وأضافت «النتشة»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ إيران لم تضرب بورصة تل أبيب، إذ أن الموقع الذي جرى ضربه هو بورصة الألماس وهو مصنع لتصنيع الألماس بشكل أساسي، حيث يختص بصناعة المواد الدقيقة، مشيرا إلى أنّ إسرائيل تضع قوانين لمنع النشر والتحدث عن هذه الأهداف، لكنها ليست أهداف اقتصادية، وذلك سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتابعت: «إيران تستخدم دقة عالية جدا خلال ضربها لإسرائيل، كما أن إيران لم تطلب أي دعم خارجي حتى هذه اللحظة، لكن وفق خريطة التوازن العالمي في الشرق الأوسط، روسيا لديها مصالح كبيرة جدا في الشرق الأوسط لم تتخلى عنها بسهولة، إذ شاهدنا ذلك في الحرب على سوريا لفترة طويلة من خلال تمسك روسيا بمصالحها في المنطقة».

طباعة شارك هيئة العمل الوطني إيران إسرائيل