عاصمة الألبان تسقط” …والجيش يلوح براية الاستقلال!
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
تزامن سقوط الفرقة العسكرية 22 في بابنوسة مع طرح تغيير علم السودان إلى علم الاستقلال يفتح بابا للتساؤل حول دلالات التوقيت في لحظة ميدانية وسياسية شديدة الحساسية.
إبراهيم هباني
سقطت الفرقة 22 في بابنوسة بصمت ثقيل. وفي اللحظة ذاتها تقريبا، انشغل الخطاب السياسي براية جديدة قديمة هي علم الاستقلال. هذا التزامن بين الميدان والرمز لم يكن تفصيلا عابرا، بل لحظة مكتظة بالدلالات في سياق حرب مفتوحة وضغوط داخلية وخارجية متصاعدة.
بابنوسة ليست مجرد موقع عسكري، بل مدينة ذات وزن اقتصادي واجتماعي خاص في غرب السودان.
عندما تسقط “عاصمة الألبان” لا يسقط موقع عسكري فحسب، بل يسقط اقتصاد يومي وحياة كاملة.
ففي عام 1960 أنشئ مصنع ألبان بابنوسة كأحد أوائل مشاريع التصنيع الغذائي في الإقليم، مستندا إلى حزام رعوي واسع وإنتاج وفير للحليب. ومنها كانت الألبان تسير مع الفجر إلى مدن بعيدة، وعلى أطرافها عاشت آلاف الأسر مع القطيع والعمل اليومي البسيط.
بابنوسة التي أطعمت غيرها بالحليب، صارت اليوم تطعم نشرات الأخبار بالدم والخسارة.
سقوط الفرقة 22 يحمل أبعادا تتجاوز الخسارة التكتيكية، لما تمثله من ثقل عملياتي ولوجستي في غرب كردفان. وفي مثل هذه اللحظات تقرأ الخطابات السياسية بقدر ما تقرأ من زاوية توقيتها لا مضمونها فقط.
فطرح تغيير العلم في ذروة هذا التطور الميداني، أعاد طرح سؤال العلاقة بين الرمز والواقع، وبين إدارة اللحظة إعلاميا وإدارتها فعليا على الأرض.
اقتراح العودة إلى علم الاستقلال يحمل شحنة رمزية تستدعي لحظة تأسيسية سبقت عهود الاستقطاب والانقلابات. غير أن طرحه في قلب مرحلة الحرب يثير بطبيعته تساؤلات حول أولويات الخطاب في زمن تتقدم فيه الأسئلة الصلبة: الأمن، والمعيشة، ومستقبل الدولة.
خارجيا، يمكن قراءة الخطاب بوصفه محاولة لإعادة تقديم سلطة الأمر الواقع في صورة غير مؤدلجة. وداخليا، يخاطب وجدان مجتمع أثقلته الحرب. غير أن المواطن البسيط، الذي لا تعنيه كثيرا تفاصيل الألوان والخطوط، لا يزال يسأل السؤال الأكثر مباشرة:
هل يتوقف الرصاص إذا تغير العلم؟
الخلاصة:
التزامن بين سقوط بابنوسة وطرح علم الاستقلال ليس مجرد تقاطع زمني، بل لحظة مفتوحة على قراءات متعددة، تبقى مرهونة بما سيتبعها من خطوات عملية على الأرض.
فالرموز لا تصنع وحدها تحولا حقيقيا ما لم تواكبها سياسات واضحة توقف الحرب وتعيد ترتيب العلاقة بين الدولة والمجتمع.
الوسومإبراهيم هبانيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: علم الاستقلال
إقرأ أيضاً:
المنوفي: على جميع المنافذ الالتزام بتوعية المستهلك بخطورة الألبان الحيوانية
شدّد حازم المنوفي، رئيس جمعية عين لحماية التاجر والمستهلك وعضو شعبة المواد الغذائية، على أهمية الالتزام الكامل بتحذيرات وزارة الصحة والسكان التي تؤكد عدم منح الأطفال اللبن البقري أو الجاموسي خلال السنة الأولى من العمر، لما يمثله ذلك من مخاطر على صحة الرضع واحتمالية إصابتهم بالحساسية ومضاعفات صحية أخرى.
وقال المنوفي إن هذه التعليمات ليست مجرد توصيات طبية، بل إرشادات إلزامية لحماية صحة الأطفال، مشيرًا إلى أن الأجهزة الهضمية والمناعية للرضيع لا تكون مكتملة بما يسمح له بالتعامل مع البروتينات الثقيلة الموجودة في الألبان الحيوانية.
تحذيرات
وأضاف أن تجاهل هذه التحذيرات قد يؤدي إلى تفاعلات تحسسية حادة، واضطرابات هضمية، ونقص في العناصر الضرورية للنمو السليم.
وأكد المنوفي أن جميع المنافذ التجارية والصيدليات ومحال بيع المواد الغذائية ومراكز توزيع الألبان البديلة تقع على عاتقها مسؤولية مباشرة في توعية المستهلكين بهذه الإرشادات، ونشر التحذيرات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، سواء عبر الملصقات الإرشادية أو من خلال العاملين القادرين على توجيه الأمهات بشكل صحيح.
ودعا المنوفي جميع المنافذ إلى التعاون الجاد مع جمعية عين لحماية التاجر والمستهلك في نشر ثقافة الاستخدام الآمن لمنتجات الألبان، والتأكيد على شراء بدائل الألبان المخصّصة للرضع فقط، مشيرًا إلى أن «توعية المستهلك هي خط الدفاع الأول لحماية صحة أطفالنا».
كما شدّد على أهمية دعم الرضاعة الطبيعية باعتبارها الخيار الأمثل لصحة الطفل، وفي حال التعذر، يجب الاعتماد فقط على بدائل الألبان المعتمدة طبيًا والتي تتوافق مع الإرشادات الصحية.
واختتم المنوفي تصريحه قائلًا إن جمعية عين ستواصل دورها في متابعة الأسواق والتعاون مع الجهات المعنية لضمان وصول الوعي الصحيح إلى كل أسرة مصرية، مؤكّدًا أن الحفاظ على صحة الأطفال هو مسؤولية جماعية لا تحتمل التهاون.