الأسبوع:
2025-06-27@16:47:53 GMT

عباس العقاد والإخوان

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

عباس العقاد والإخوان

نشر المفكر الكبير عملاق الأدب العربي، أعظم مفكر إسلامي وأغورهم بحر مقال عن جماعة الإخوان المسلمين في مجلة الأساس في الثاني من يناير عام 1942 حمل عنوان الفتنة الإسرائيلية وأعادت مجلة الأزهر الغراء نشره في عددها الصادر في شوال 1436 هجريا - يوليو 2015 ميلاديا.

العقاد رحمه الله كما هو معروف عنه، لم يتراجع عن معركة فكرية خاضها، ولم يثبت عنه تمسكه بخطأ وقع فيه، بل لم يكن يأنف من الاعتراف بخطئه.

. ولم يعتذر عن مقاله عن الإخوان مما يجعلنا نقول بثقة أن ما كتبه العقاد عن الإخوان يقينه فيهم وأنه مات رحمه الله وهو على هذا اليقين.. وإلى نص المقال كاملا كما كتبه العقاد رحمه الله دون تدخل منا أو تعقيب:

عباس محمود العقاد - الفتنة الإسرائيلية..

الفتنة التي ابتليت بها مصر على يد العصابة التي كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هي أقرب الفتن في نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة في التنظيم هي التي توحي إلى الذهن ان يسأل لمصلحة من تثار الفتن في مصر وهي تحارب الصهيونيين؟!

السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح، ويزداد تأملنا في موضع النظر هذا عندما نرجع إلى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟، ان احداً في مصر لا يعرف من هو جده؟ على التحديد، وكما يقال عنه إنه من المغرب، وأن والده كان((ساعاتي))، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وأننا هنا في مصر لا نكاد نعرف ((ساعاتي)) كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود، ونظرة إلى ملامح الرجل تعيد النظر طويلاً في هذا الموضوع، ونظرة إلى أعماله وأعمال جماعته تغني عن النظر إلى ملامحه وتدعو إلى العجب من الاتفاق في هذه الخطة بين الحركات الإسرائيلية الهدامة وأعمال هذه الجماعة.

ويكفي من ذلك كله أن نسجل حقائق لاشك فيها، وهي أننا أمام رجل مجهول الأصل مهيب النشأة، يثير الفتنة في بلد إسلامي والبلد مشغولة بحرب الصهيونيين ويجد الرجل في حركته على النهج الذي اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين، وليس مما يحجب الشبهة قليلاً أو كثيراً أن هناك من أعضاء جماعته يحاربون في ميدان فلسطين.

فليس من المفروض أن الاتباع جميعاً يطلعون على حقائق النيات، ويكفي لمقابلة تلك الشبهة أن نذكر أن مشاركة أولئك في الطلائع الفلسطينية يفيد في كسب الثقة، وفي الحصول على السلاح والتدرب على استخدامه وفي أمور أخرى قد تؤجل إلى يوم الوقت المعلوم هنا او هناك، فاغلب الظن اننا امام فتنة إسرائيلية في نهجها واسلوبها، ان لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة في صميم نيتها.

أمة مصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك وحريق يشعل في هذه المدرسة ومؤامرات في الخفاء وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزودها بالذخيرة والسلاح، هل هذه هي محاربة الصهيونية والغيرة على الإسلام، إن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم ورصدوا أموالهم وأحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم، في تدبير أنفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا، وإلا فكيف يكون التدبير الذي ينفع الصهيونية في مصر في هذا الموقف الحرج؟.

إن العقول إذا ران عليها الغباء كانت كتلك العقول التي وصفها القرآن لأصحاب الهاوية (( الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ))، هؤلاء الغافلون يمكن أن يقال لهم أنها هي الفرصة السانحة للانقلاب أولئك هم الغافلون، فرصة لمن؟، فرصة للصهيونية نعم، أما فرصة لمصر، فمتى وقع في التاريخ انقلاب ودفاع في وقت واحد، ما استطاع أناس أن يوطدوا انقلابا ويهيئوا أسباب الدفاع في أسبوع واحد أو شهر واحد أو سنة واحدة، أبت الرؤوس الآدمية أن تنفتح لضلالة لمثل هذه الضلالة لو كان الأمر أمر عبث ومجون وإنما هي مطالع خبيثة تتطلع وغرور صبياني يهاجم وشر كمين في الخفاء يستثار. عباس محمود العقاد 2يناير 1949.

اقرأ أيضاًاعترافات القيادي محمد منتصر تؤكد.. جماعة الإخوان الإرهابية تتلاشى للأبد

محمد الباز عن «اعترافات القتلة»: جماعة الإخوان «عصابة» حكمت مصر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإخوان جماعة الإخوان عباس العقاد مصر فی مصر

إقرأ أيضاً:

عودة الإخوان غدا!!

ليس العنوان تعبيرا عن رغبة الإخوان المسلمين في مصر، ولا حلما يداعب خيالهم، بل هو منطوق الهوس الذي أصاب السلطة المصرية وأبواقها، فمن ينظر لهذه الوسائل المتعددة، سواء كانت مواقع كانت سابقا صحف، أو الفضائيات المملوكة للمخابرات، وإن كانت واجهتها شركة المتحدة، من يتابع على مدار يومين فائتين، ثم زادت المساحة يوم أمس، من يجمع هذه المواد الإعلامية، يشعر وكأن حدثا جللا سيحدث في مصر، وأن الإخوان رقم صعب فيه، وعامل كبير لحدوثه، وأنهم قادمون لا محالة إما لحكم مصر، أو لتقرير مصيرها، ولذا يتخوف النظام وأدواته من ذلك، فيعلن النفير العام عليهم.

كم الأكاذيب التي تحاك عن الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان، يجعلك تتساءل باستغراب: ماذا يجري في مصر يخيف هذا النظام، من شخص مات، منذ سنوات، وليس له عائلة تبحث عن إرثه الرئاسي، ولا جماعة تسعى لاسترداد ما فقدوه من الحكم.

كان الشعب المصري والناس خارج مصر مشغولين بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، والمواقع والقنوات المصرية المملوكة للسلطة، لا حديث لها سوى الإخوان، وكم المؤامرات التي يحيكونها لتدخل مصر الحرب، أو لتجر لمعركة، من قافلة الصمود، حتى حرب إيران، وانتهت الحرب، وتم وقف إطلاق النار، ولا يزال الحديث مستمرا عن الإخوان وخطورتهم، رغم أنهم يرددون ليل نهار، أنهم قضوا على الإخوان في 30 يونيو، وأن الشعب طردهم بلا رجعة، فمال القوم وقد أصابهم وسواس قهري اسمه: الإخوان.في يوم واحد، تجد هذه الأكاذيب، الأولى: أن مرسي رفض أن يعزي في البابا شنودة حين توفي، وقد كان رئيسا لمصر، دلالة على أن مرسي وجماعته ضد الوحدة الوطنية، وهو ما جعل المسيحيين يحتشدون ضد حكم الإخوان، لتكتشف أن شنودة توفي قبل تولي مرسي بشهور، وأن مرسي نفسه قدم العزاء فيه بوصفه رئيسا لحزب الحرية والعدالة!!

وبجانب الخبر، خبر آخر، عن إهانة مرسي لشيخ الأزهر يوم تنصيب مرسي، وأن الطيب دخل فلم يجد له مكانا، ووجد مرشد الإخوان في أول صف، وبجواره القرضاوي، والتقى مرسي بالجماعة فرحا مسرورا بذلك، حتى يتربى، كما كتب الموقع الذي تديره المخابرات، وأن ذلك كان بهدف إجبار شيخ الأزهر على الاستقالة، ولكنه أبى، والتقى بالبابا تواضروس، لإنقاذ البلد من الإخوان، ليشارك في 30 يونيو!!

وخبر ثالث: جامعة مصرية تقوم بعرض فيديوهات تهاجم مرسي خلال دورات التربية العسكرية للطلاب، بقصد إقناعهم بأنه كان متواطئا مع إسرائيل، وأن جماعة الإخوان، نهبت وسرقت وخربت البلد، والسيسي أنقذها من أيديهم!!

هذا جانب قليل جدا مما تقوم به أبواق النظام الإعلامية في يوم واحد، فضلا عن برامج بالساعات مخصصة لنفس الغرض، شيطنة مرسي والإخوان، لا تذكر فيه حقيقة واحدة، سوى شخص اسمه مرسي، وجماعة اسمها الإخوان، لكن ما يتعلق بهما فلا علاقة له بتاريخ عاشه الناس، ولا بواقع يئن منه المواطن المصري يلعن فيه ليل نهار هذه السلطة، التي خرج كثير ممن شارك في 30 يونيو يضرب نفسه بالحذاء علنا، ويعلن ندمه الشديد على ما قدمت يداه بالتأييد والمشاركة.

كان الشعب المصري والناس خارج مصر مشغولين بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، والمواقع والقنوات المصرية المملوكة للسلطة، لا حديث لها سوى الإخوان، وكم المؤامرات التي يحيكونها لتدخل مصر الحرب، أو لتجر لمعركة، من قافلة الصمود، حتى حرب إيران، وانتهت الحرب، وتم وقف إطلاق النار، ولا يزال الحديث مستمرا عن الإخوان وخطورتهم، رغم أنهم يرددون ليل نهار، أنهم قضوا على الإخوان في 30 يونيو، وأن الشعب طردهم بلا رجعة، فمال القوم وقد أصابهم وسواس قهري اسمه: الإخوان.

النظام أقام شرعيته محليا وإقليميا وعالميا على عداوة الإخوان، فأي تراخ أو تهاون أو مسالمة معهم، فهو يعتبر ذلك تآكلا لشرعيته، ونقصانا لها..لا يصلح معه علاج كيميائي، ولا قارئ يرقيهم بالقرآن عسى أن يخرج هذا الجني الإخواني الذي تلبس بالنظام وأدواته، ولا زار عند من يعتقدون فيه، فقد أصبح مرضا عضالا لا فكاك منه للسلطة أو أدواتها.

لو أن شخصا لا يعيش الأحداث التي عاشتها مصر والعالم العربي، ويدرك حقيقة وواقع جماعة الإخوان الحالي، من ضعف وانقسامات، ثم ترجمت له المواد الإعلامية للغته، لظن أن الإخوان حزب سياسي ينافس على السلطة، وأن وصوله إليها ليس وشيكا، بل بات محققا ومؤكدا، وأن الإخوان لا هم لها الآن سوى إعداد قوائم بمن يتولون المواقع والمناصب الرفيعة في مصر.

هذا الوسواس لدى النظام وأدواته، له سببان: الأول: ارتزاق، لأن النظام أقام شرعيته محليا وإقليميا وعالميا على عداوة الإخوان، فأي تراخ أو تهاون أو مسالمة معهم، فهو يعتبر ذلك تآكلا لشرعيته، ونقصانا لها، كما أن الأجهزة العاملة بهذا النظام بكل دوائرها، أصبح أيضا أكل عيشها، هو الحفاظ على هذا النظام، وبالتالي، دوام استمرار الحديث عن الإخوان بالافتراء والكذب، والتفكير اليومي في كل جديد يزيد من رقعة شيطنة الجماعة لدى المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.

والسبب الثاني: هو أنه رغم غياب الإخوان وضعفهم، فلا يزالون هم الشريحة الباقية التي يمكن أن تنافس في غياب هذا النظام، أو عند حدوث أي انفراجة في المجال السياسي، والمجال العام، فالنظام بحماقة وهو يجرف السياسة في مصر، لم يترك فرصة لأي حزب يعارض ولو شكليا، على أي قاعدة من قواعد المعارضة، وبينما يجرف ويصحر الحياة السياسية، يظل الإخوان بكل ما فيهم من ضعف، هم الفئة الوحيدة التي يمكن أن تتحرك لو قررت، ويمكن أن يكون لها دور لو سمح، مهما كان حجم هذا الدور، وهو ما يجعل النظام لا يتعامل مع أي حدث يتعلق بأي حراك ولو في وسائل التواصل الاجتماعي، سوى أنه تهديد حقيقي، مهما كان حجم الدعوة، ومهما كان شكل الانتقاد والمعارضة، لأنه يرى حتى لو لم تكن الإخوان وراءها، ففي الغالب هي التيار المؤهل للاستفادة منها.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • رفع 147 طن مخلفات بمركز صدفا فى أسيوط
  • إطلاق سراح المحلل السياسي العراقي عباس العرداوي
  • حسام الغمري: الإخواني منصور عباس زعيم أحد الأحزاب في إسرائيل
  • من هو منصور عباس الإخواني العميل لإسرائيل؟.. حسام الغمري يكشف حقيقته
  • حسام الغمري: معتز مطر أداة استخباراتية.. والإخوان تنسق مع الموساد لاستهداف مصر
  • أبو علي يجتمع بمدير قطاع الناشئين في المصري
  • واحد بغداد يتوسع.. 8 زعماء يتنافسون على العاصمة
  • عودة الإخوان غدا!!
  • الدفاع العراقية تعلن اعتقال عباس العرداوي: مثير للفتنة
  • تقدمت الأخت صفية عباس بدوي إلى محكمة باجل الابتدائية بطلب إصدار حكم انحصار وراثة