شارك مجلس عُمان في المؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي عقدت أعماله بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة أمس تحت شعار «رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي»، وذلك برئاسة معالي عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، وبحضور رؤساء المجالس والبرلمانات العربية.

وبحث المؤتمر مشروع الوثيقة التي أعدها البرلمان العربي واللجان التحضيرية بشأن الرؤية البرلمانية العربية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي، وكذلك الفرص والتحديات المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، والدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمانيون العرب في حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء إطار قانوني وتنظيمي يضمن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل مسؤول وآمن في مختلف المجالات، وعلى نحو يراعي خصوصية وثقافة وأخلاق المجتمعات العربية؛ حيث تناولت الوثيقة ثلاثة محاور تضمن الأول المكاسب والمزايا التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية والعسكرية، والتحديات والتهديدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتناول المحور الثاني الجهود التي تقوم بها الدول العربية للحاق بالسباق العالمي في الاستفادة من مميزات الذكاء الاصطناعي، أما المحور الثالث من الوثيقة فركز على التوصيات التي يمكن أن تشكل عناصر لبلورة رؤية برلمانية عربية موحدة من أجل تحقيق التوظيف الآمن لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية.

وأكـد سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى خلال كلمة ألقاها ضمن أعمال المؤتمر على أهمية الذكاء الاصطناعي كونه أبرز مخرجات الثورة الرابعة في عصر مليء بالتغيّرات المتسارعة؛ لذلك تتطوّر أنظمته بسرعة هائلة، الأمر الذي يؤدي إلى تغيّر طريقة ممارساتنا اليومية، ويتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على تحليل كمية كبيرة من البيانات، وتوفير حلول مبتكرة للمشاكل التي يواجهها العالم الحديث، ويمكن استخدامه في مختلف المجالات مثل الطب، التعليم، الهندسة، الصناعة وغيرها؛ لذلك فمن الضروري بناء إطار تنظيمي يعزز الاستخدام الإيجابي والآمن لأنظمته في الدول العربية، ومن هذا المنطلق يثمن مجلس الشورى في سلطنة عُمان توجّه البرلمان العربي لإعداد مشروع وثيقة تحت عنوان (رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي)، ويأمل من خلال هذه الوثيقة أن يحقق الاستخدام الآمن والمفيد للذكاء الاصطناعي.

وأشار سعادته خلال كلمته إلى أن الذكاء الاصطناعي يأخذ دورا محوريا في الاقتصاد العالمي، حيث يعد محركا أساسيا للنمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية؛ ومع تطور التكنولوجيا والرغبة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي زادت براءات الاختراع في مختلف مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي؛ إذ كشف تقرير (WIPO) بأن معظم براءات الاختراع التي قدمت بشأن الذكاء الاصطناعي كانت في مجالات الاتصالات، النقل، العلوم الإنسانية والطبية، والخدمات المصرفية والمالية. كما كشفت العديد من الدراسات بأن استخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاقتصادي في مختلف القطاعات سيُحدثُ أثرا ملموسا في اقتصاد الدول مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل بنسبة تصل إلى 40%، وسيوفر قوة عاملة افتراضية قادرة على حل المشكلات، وسيستفيد الاقتصاد من ارتفاع معدل الابتكار مما سيزيد إيرادات الدول، كما تشير دراسه أجرتها (PwC) إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للعالم قد يرتفع إلى 14% بحلول عام 2030م نتيجةً لتطور استعمالات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (PECDI) بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستعمل على تحسين عملية صنع القرار، وخفض التكاليف، وزيادة الإنتاجية في مختلف القطاعات، إضافة إلى أن ظهور تقنيات عديدة للذكاء الاصطناعي تؤدي إلى تأسيس شركات ناشئة قادرة على إنجاز الأعمال التي تقوم بها الشركات الرائدة. وهو ما يؤدي إلى زيادة المنافسة وتقليص الفجوة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة، كما يؤدي إلى زيادة معدل التوظيف في الشركات والقطاعات التي تعمل على تصنيع وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما سيزداد الطلب على الوظائف التي تطلب مهارات عالية، وبالتالي ارتفاع أجور العاملين فيها، في المقابل قد يواجه العمال الذين ينجزون أعمالهم بمهارات روتينية إلى خطر البطالة بسبب قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على إنجاز مثل هذه المهام.

وأضاف سعادته: إن مجلس الشورى بسلطنة عُمان ومن خلال عمل اللجان الدائمة رصد العديد من التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي وتحد من استخداماته، ونأمل أن تكون هذه التحديات، منطلقا لرؤيتكم بتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال أخذها بعين الاعتبار ومراعاتها.

كما أوضح المعولي أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي باعتباره منطلقا نحو المستقبل لتنمية بشرية مستدامة، فإن الواجب يتطلب لفت الانتباه، والإشارة إلى أن له استخدامات قد تؤدي إلى زوال التنمية، والقضاء على البشرية. وليس أدل على هذا القول مما تقوم به قوى الاحتلال الغاشم في أرض غزة وفلسطين. أكثر من مائتي يوم من الدمار الشامل في إبادة جماعية، ومشاهد مروعة، تحار أمامها العقول والألباب. فأعداد الشهداء تجاوزت الثلاثين ألف شهيد بزيادة يومية مطردة، والجرحى يزيدون عن سبعين ألفا، ومما يندى له الجبين أن يكون أكثر هؤلاء الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة. جثث تكتظ بها الشوارع والطرقات، مقابر جماعية، منعٌ لدخول المساعدات، تشريد لما يزيد عن مليون ونصف المليون إنسان، هدم ودمار لما يزيد على 70% من القطاع. وأخيرا ذلك الفيتو المخيب للآمال الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية بعدم قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في هيئة الأمم المتحدة.

وفي ختام كلمته أكـد سعادة رئيس مجلس الشورى قائلا: إن ما يحدث في غزة والضفة وفلسطين عامة يحتاج منا إلى مواقف عربية واضحة تتسق مع عظم الأحداث والكوارث وتتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وفي إطار أعمال المؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية استقبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية رؤساء المجالس والبرلمانات العربية المشاركين في المؤتمر السادس للبرلمان العربي؛ مؤكدا فخامته على المسؤولية الكبيرة الواقعة على عاتق البرلمانات العربية للدفع قدما بمسيرة التكامل العربي.

وكان مجلس عُمان قد شارك في أعمال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر التي شهدت مراجعة الوثيقة الخاصة بالمؤتمر عبر مناقشات تتعلق بحوكمة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، منها إقرار بنية تشريعية متطورة لوضع ضوابط استخدامات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة استراتيجيات وخطط وطنية لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر للتقييم المستمر لمخاطر الذكاء الاصطناعي، كما ناقشت الاجتماعات التحضيرية ترشيد الوعي المجتمعي بشأن تحديات ومخاطر الذكاء الاصطناعي، ومراعاة خصوصية وثقافة وأخلاق المجتمعات العربية، وتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية وتوظيفه في العمل البرلماني العربي، والمشاركة الدولية للتوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وضم وفد مجلس عمان المشارك في أعمال المؤتمر والاجتماعات التحضيرية سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وبمشاركة كل من المكرم سالم بن مسلم قطن، نائب رئيس مجلس الدولة، والمكرمة الدكتورة سناء بنت سبيل البلوشية، والمكرم الدكتور محمد بن سليمان الراشدي، أعضاء مجلس الدولة، وسعادة حميد بن جمعة الشامسي، وسعادة سالم بن حمود الغماري، وسعادة سيف بن خالد الريسي، وسعادة عبدالله بن سرور الكعبي، وسعادة الدكتور علي بن ناصر الحراصي أعضاء مجلس الشورى.

من جانبه أكد سـالـم بن مسلم بن علي قطن نـائب رئيـس مـجـلس الـدولـة على أن نهج وسعي سلطنة عُمان يقوم على دعم ومساندة كافة أشكال التعاون والتضامن في مختلف القضايا العربية مما يعَد انعكاسا لرؤية قيادتنا في مساندة الجهود العربية للنهوض بالعمل المشترك خدمة لأمن واستقرار الدول العربية.

وأضاف: تسعى سلطنة عُمان إلى مد جسور التعاون وتطوير علاقاتها مع مختلف الدول والشعوب، بما يمكّن من تنسيق المواقف العربية ويعززها في المحافل الدولية لتوحيد الجهود الرامية لنصرة قضايا أمتنا العربية، وما هذا اللقاء الذي يحمل في مضمونة التوظيف الآمن لما يسمى بالذكاء الاصطناعي إلا عنصر مهم يصب في مصلحة أمن وطننا العربي. وذلك لما لهذا التقدم التقني التكنولوجي في العالم من انعكاسات مختلفة منها الإيجابي ومنها ما يتطلب منا الاستعداد لمواجهته بالأدوات ذاتها شريطة أن يكون من صناعاتنا وذلك للتقليل من سلبياته.

وأشار نائب رئيس مجلس الدولة إلى أن ما يدور في المنطقة من أحداث وحروب ألقت بظلالها على الشعوب العربية والعالم عموما بمثابة نتيجة لما أظهرته من ازدواجية في المعايير وتباين المواقف والسياسات، أكدت بما لا يقبل مجالا للشك أن ما يسمى بحقوق الإنسان والقانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، أصبحت تطبق وفقا لرغبة القوى النافذة فقط وعلى من ترغب تلك القوى وأن معيار الإنسانية ليس له مكان عندها.

وأوضح بأن سلطنة عمان ومن على هذا المنبر، تؤكد موقفها الراسخ في دعم الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الحياة، وبما يكفل له الحرية والكرامة وتقرير المصير.

إننا اليوم وكل يوم، نؤكد على الوقوف الصادق مع النفس، بل مع الضمير الإنساني الحر، في الدعوة إلى كبح العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني وفتح الممرات الإنسانية وتسهيلها، لدخول جميع الاحتياجات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه.

مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يواجه معاناة إنسانية شنيعة، ينفطر لها القلب حسرةً وألمًا، وعدم اتخاذ إجراء حاسم لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، بذريعة الدفاع عن النفس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الدول العربیة المجالس والبرلمانات العربیة استخدامات الذکاء الاصطناعی البرلمان العربی تقنیات الذکاء مجلس الشورى رئیس مجلس فی مختلف یؤدی إلى من خلال إلى أن مجلس ع

إقرأ أيضاً:

مجلس الشيوخ يطالب بتهيئة البيئة التشريعية وميثاق أخلاقى للذكاء الاصطناعي

دعا أعضاء مجلس الشيوخ إلي ضرورة تهيئة البيئة التشريعية وحوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال إعداد تشريع خاص وميثاق أخلاقي للذكاء الاصطناعي لضمان ألا يتعدى حدود العقل والإنسانية، فضلا عن توفير حوافز تشجيعية لدعم الابتكار في هذا المجال، لافتاً إلى أهمية التوعية المجتمعية والحماية من اختراق الملكية الفكرية، كما طالبوا بحوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي، وضرورة وجود بنية معلوماتية، والاعتماد علي الطاقة المتجددة ودراسة متطلبات سوق العمل وربطها بمخرجات التعليم. 

مجلس شيوخ البحر الأحمر يحضر الجلسة الأولي لنموذج محاكاة مجلس الشيوخ رئيس مجلس الشيوخ يلتقي رئيس النواب الكازاخي ييرلان كوشانوف

وأشار أعضاء المجلس إلي اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالذكاء الاصطناعي، وتذليل كافة العقبات في هذا الصدد، لاسيما ودوره المتزايد في مجال اقتصاد المستقبل ، وسيحقق ثورة في جميع المجالات. 

كان مجلس الشيوخ قد واصل خلال جلسته أمس برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشباب والرياضة ومكاتب لجان التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبيئة والقوى العاملة والصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حول الدراسة المقدمة من النائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ بعنوان (الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص.. التحديات) ، وأعلن رئيس المجلس في نهاية الجلسة موافقة المجلس علي تقرير وتوصيات اللجنة واحالته إلي رئيس الجمهورية.

وقد وجه المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، جميع لجان المجلس بدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على كل القطاعات ، كل في اختصاصه، والتعمق في هذا الأمر وتفنيده من كل الجوانب، نظرا لأهمية وخطورة هذا الموضوع خلال الفترة الحالية.

وأكد عبد الرازق في تعقيبه علي تخوفات النواب من الذكاء الاصطناعي، أن التخوف من الذكاء الاصطناعي أصبح لدي الكثيرين وهذا الامر سيحتاج إلي جهاز تشريعي في منتهي الذكاء للتفاعل وضبط  المنظومة، وأن يكون المشرع علي درجة كبيرة من العلم لضبط هذا التشريع ، قائلا: "في مصر ذكائنا لا يعلي عليه وقادرين علي التعامل مع هذا التطور الكبير في التكنولوجيا ومتفائل لدخولنا هذا المجال مبكرا". 

وشدد رئيس المجلس أن التخوفات لن نضبطها الا بتشريع واتفاقيات دولية للسيطرة علي الذكاء الصناعي ، مشيرا إلي أن هذا الموضوع من أخطر الموضوعات بل أخطر موضوع يطرح نفسه علي الساحة الأن.

وقد أكد المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون البنية التحتية، أن التشريع هو جزء هام جدا لنستطيع أن نتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي ، ولذلك هناك لجنة تعكف حاليا علي اعداد مشروع قانون للذكاء الاصطناعي ، كما تم وضع الذكاء الاصطناعي علي الخريطة الاستثمارية للدولة ، ونعمل علي خلق بنية تحتية كبيرة جدا للذكاء الاصطناعي. 

ولفت إلي أن لدينا استيراتيجية جديدة خاصة بالذكاء الاصطناعي ستطلق خلال اسابيع وتتضمن العمل علي جودة واتاحة البيانات مشيرا إلي أن وقود الذكاء الاصطناعي هو اتاحة البيانات ، وتم اعداد مشروع قانون لتصنيف وتداول وادارة البيانات يدرس حاليا في وزارة العدل.

وتابع هندي ، أنه تم اعداد خطة للذكاء الاصنطناعي منذ عام 2018 علي مرحلتين كل مرحلة 5 سنوات ومنها تنمية القدرات من خلال برامج توعوية وتدريبة وتخصصية ، فضلا عن تطوير الحلول الابتكارية من خلال انشاء مركز الابتكار التطبيقي ، مشيرا إلي أنه الذكاء الاصطناعي يحتاج إلي اطار مؤسسي لان لا يوجد وزارة لوحدها تستطيع أن تعمل بمفردها في هذا المجال.

ونوه هندي ، إلى أنه يوجد فى مصر حاليا مجموعة من الكليات والجامعات التى تركز على هذا التخصص، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية التى يتم من خلالها تدريس علوم الذكاء الاصطناعى.

وأضاف أنه تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقى الذى يستهدف بناء مجموعة من الحلول باستخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعى لتحقيق آثر تنموى ومجتمعى واقتصادى فى مختلف المجالات مثل الزرعة والرعاية الصحية.

وقد أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن الوزارة حرصت علي اقامة العديد من البرامج والمشروعات في مجال الذكاء الاصطناعي بهدف تنمية الوعي العلمي والثقافي واطلاق المهارات الابداعية لدي الشباب واستغلال طاقاتهم وافكارهم في التطوير والتنمية. 

وتعمل وزارة الشباب من خلال منهجية علمية في هذا الشأن من خلال ثلاث محاور الأول هو بناء وتنمية القدرات عن طريق التدريب والتثقيف ، والثاني هو نشر الوعي والمعرفة عن طريق الفعاليات والاحداث ، والثالث هو المساهمة في المنظومة القومية للذكاء الاصطناعي. 

وأوضح الدكتور أشرف صبحي أن الوزراة اقامت ملتقى الشباب الدولي للإبداع والابتكار في الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي برعاية الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للنسخة الثانية على التوالي، وهو ما يؤكد دعم الدولة المصرية في رؤيتها من أجل تقديم كل الدعم للشباب المصري للإبداع والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لانه هو المستقبل والذي يجب علي الجميع المنافسة فيه وبقوة، والذي يأتي حرصا من الدولة المصرية على النهوض بالشباب المصري وتدريبهم وتعليمهم على كل المستجدات حول العالم ليكونوا نواة لشباب قادرين علي المنافسة مع كل دول العالم.

وأضاف صبحي: "إنه ضمن خطة وزارة الشباب والرياضة من أجل توفير كل الدعم لمجال الإبتكار في الذكاء الاصطناعي، فقد قامت الوزارة بالعديد من الخطوات والتي تدعم مجال الإبتكار في الذكاء الاصطناعي ومجالات التكنولوجيا، حيث قامت الوزارة سابقا بتوقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة "تكني" لدعم المشروعات الابتكارية والتكنولوجية وريادة الأعمال، حيث يسعي البروتوكول إلى تأسيس مراكز ريادة أعمال داخل مراكز الشباب في دعم المشروعات الابتكارية والتكنولوجية وريادة الأعمال".

كما تم اطلاق مبادرة أندية التمكين الرقمي لتنمية مهارات المعرفة الرقمية عند الشباب ، ومبادرة الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا (التصدي للشائعات).

ولفت إلي أنه تم اشهار الاتحاد المصري للروبورتات والذي ينظم العاب وانشطة الروبورتات والبرمجة والذكاء الاصطناعي.

من جانبه قال النائب الوفدى المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تولى أهمية كبيرة لمجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، لذلك أنشأت في عام 2019 المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، ثم أعلنت عن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى استغلال تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى لدعم تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة، وقد ساهمت هذه الجهود فى تقدم ترتيب مصر مؤخراً 7 مراكز فى المؤشر العالمى للذكاء الاصطناعى.

وأضاف الجندي، خلال كلمته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، أثناء مناقشة دراسة حول "الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات"، أنه في ظل التطور التكنولوجي الهائل وعصر التحول الرقمي أصبح الذكاء الاصطناعي تحدى كبير أمام الأمم للحاق بركب التقدم والتطور التكنولوجي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يستخدم في كل المجالات ويساهم في إحداث التنمية الاقتصادية وتقديم الخدمات بل ويهدد العديد الوظائف البشرية، موضحاً أنه من المتوقع بحلول عام 2030 أن يضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي، وذلك يوجب علينا أن نسارع في تهيئة البيئة في مصر لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي واستغلالها في تحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادي، ومن المهم أن تستثمر الحكومة في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

ولفت إلى أن هناك تحديات تواجه تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي منها نقص المهارات والخبرات، والحاجة إلى تأهيل البنية التحتية الرقمية والتكنولوجية لتكون مهيئة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب بعض المخاوف الأخلاقية التي تتعلق بفقدان الوظائف، وحماية البيانات وحقوق الملكية الفكرية، وغيرها.

وأوصى الجندي بإصدار تشريع للذكاء الاصطناعي في مصر؛ ينظم إنتاج وتطوير واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ ومواجهة التحديات القانونية التي تفرضها هذه التطبيقات، بالإضافة إلى ضرورة توفير وتأهيل البنية التحتية الرقمية والقوى العاملة الماهرة اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، ووجود حوافز تشريعية وتنظيمية وتشجيعية لدعم الإبداع والابتكار، وتعزيز آليات الاقتصاد الرقمي، وتشجيع الاستثمار الرقمي، فضلا عن توفير برامج تعليميةٍ وتدريبيةٍ شاملةٍ للشباب في مجال الذكاء الاصطناعي، لتمكينهم من اكتساب المهارات والخبرات اللازمة.

ودعا عضو مجلس الشيوخ إلى تقديم الدعم المالي والفني للشباب لريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيعهم على تأسيس شركات ناشئة مبتكرة، وتهيئة بيئة داعمة للابتكار والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك تشجيع إنشاء الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مجال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما أوصى بتعديل قانون حماية الملكية الفكرية بإضافة نصوص تنظم الحقوق الأدبية والمالية؛ الخاصة بمخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، علاوة على تأهيل الكوادر البشرية وإنشاء قواعد للبيانات الخاصة بالمطورين والمستخدمين، ووضع ميثاق شرف أخلاقي للذكاء الاصطناعي يحدد المبادئ الأخلاقية لاستخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وشدد الجندي على ضرورة التوسع في إنشاء الكليات والمعاهد المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتشجيع الطلاب على الالتحاق بها لأنها المستقبل في سوق العمل، والتوعية المجتمعية بمميزات الذكاء الاصطناعي ومحاذيره، ونشر ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية، مؤكداً على أهمية جذب الاستثمارات فى الاقتصاد الرقمي ومجال مراكز البيانات، والاهتمام بدعم الصناعات الإبداعية والثقافية .

 

مقالات مشابهة

  • العلماء: دبي نتاج رؤية ممتدة للمستقبل أرساها محمد بن راشد
  • عمر العلماء: دبي نتاج رؤية ممتدة للمستقبل أرساها محمد بن راشد
  • خلال خلوة الذكاء الاصطناعي .. عمر سلطان العلماء: دبي نتاج رؤية ممتدة للمستقبل أرساها محمد بن راشد
  • مجلس الشيوخ يطالب بتهيئة البيئة التشريعية وميثاق أخلاقى للذكاء الاصطناعي
  • برعاية حمدان بن محمد.. خلوة الذكاء الاصطناعي تعقد في متحف المستقبل غداً
  • برعاية حمدان بن محمد.. “خلوة الذكاء الاصطناعي” تعقد غدا في “متحف المستقبل”
  • رئيس مجلس الشيوخ: الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى جهاز تشريعي للتعامل معه
  • «خلوة الذكاء الاصطناعي» تنعقد الثلاثاء في متحف المستقبل بدبي
  • فاروق الباز: الإمارات أصبحت من رواد الفضاء إقليمياً وعالمياً
  • رئيس البرلمان العربي: نسعى لدعم تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان ونشر ثقافتها