بلغت نسبة التأطير الطبي بالسجون المغربية، طبيبا واحد لكل حوالي 1100 سجينا وفقا لمعطيات كشفت عنها مندوبية السجون وإعادة الإدماج.

ووفقا للمعطيات ذاتها، تعمل المندوبية حاليا على استفادة جميع السجناء من التأمين الإجباري عن المرض، حيث كانوا يستفيدون سابقا من نظام المساعدة الطبية راميد.

ووفقا لجواب تقدم به مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، نيابة عن المندوبية بمجلس المستشارين، عن أسئلة شفوية تقدم بها فريقا الأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، حول « تعزيز العرض الصحي لفائدة النزلاء داخل الوسط السجني، وآليات المصاحبة الطبية والنفسية والاجتماعية »، فقد بلغت عدد الفحوصات الطبية داخل السجون 655 ألف و 910 فحوصات، في حين بلغت عدد الفحوصات الخارجية بالمستشفيات العمومية ما مجموعه 60 ألف و594 فحصا بنسبة تناهز 8 في المائة من مجموع الفحوصات.

وبخصوص الفحوصات التكميلية، فقد بلغت 65 ألف و377 فحصا.

وبخصوص البنية التحتية والتجهيزات والمعدات، فتعمل المندوبية العامة للسجون، وفقا لجواب بايتاس على إحداث الوحدات الصحية، بالمؤسسة السجنية وتزويدها بالأجهزة والمعدات التقنية.

وعملت المندوبية على تثمين الموارد البشرية في المجال الصحي، سواء عن طريق التكوين أو التكوين المستمر، والارتقاء بالمهارات الذاتية، حيث يبلغ عدد الأطر الطبية 91 طبيبا، و522 طاقم شبه طبي، و78 طبيبا متخصصا في جراحة الأسنان، وتتوفر المندوبية على 50 إخصائيا نفسيا، كما تضم أيضا 42 طبيبا متعاقدا.

 

 

كلمات دلالية بيتاس مجلس المستشارين مندوبية السجون واعادة الإدماج

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مجلس المستشارين مندوبية السجون واعادة الإدماج

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن تأهيل الناجين من السجون؟ وما مسؤولية المجتمع؟

وناقشت الحلقة مع ضيفها الدكتور عامر غضبان، الأخصائي النفسي المشارك في علاج الناجين من الاعتقال، سُبل التأهيل النفسي والاجتماعي لهؤلاء الضحايا، والمراحل العلاجية التي يمرون بها، إضافة إلى العوامل التي تسهم في تعقيد أو تخفيف معاناتهم بعد الخروج.

بدأت الحلقة باستعراض مشهد رمزي من سجن صيدنايا في صيف 2014، حيث قُتل العشرات من المعتقلين خلال دقائق في مشهد يتكرر يوميا في ذاكرة الناجين، وتطرقت إلى أن المعاناة لا تنتهي عند أبواب الزنازين، بل تستمر على شكل اضطرابات وأعراض نفسية ترافق الإنسان لسنوات.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4جراح لا تندمل.. كيف حطمت سجون الأسد أرواح معتقلين رغم الحرية؟list 2 of 4خبير نفسي: ضحايا سجون الأسد قد يحملون معهم قوقعة من الخوف والاكتئاب ترافقهم دائماlist 3 of 4الأنفاس المعدودة والحركات المرصودة.. كيف أحصى الأسد على السوريين أعمالهم؟list 4 of 4العفو الدولية: الناجون من سجون الأسد يعانون في ظل غياب شبه تام للدعمend of list

وأكد الدكتور غضبان أن المكان في تجربة السجن هو عنصر مركزي في تكوين الصدمة، حيث يُجبر المعتقل على التعايش القسري مع الخوف، وتُسلَب منه القدرة على التفاعل الطبيعي مع الزمان والمكان، مما ينتج ذاكرة مكانية مثقلة بالخوف والعجز.

وأوضح أن بعض الناجين يُصابون بردود فعل قوية عند التعرض لأصوات مرتفعة أو مشاهد مألوفة، حيث تكفي طرقات الباب أو صراخ الجيران لإعادة إحياء تجربة التعذيب في الذاكرة بصورة مؤلمة ومفاجئة.

وأشار إلى أن السجين يتأرجح بين الإحباط واليأس، وأن عجزه عن بناء إستراتيجيات للتأقلم يؤدي إلى اضطرابات أكثر تعقيدا، وإذا استمرت حلقات العنف دون توقف، يصبح التكيف نفسه جزءا من المرض، لا من الشفاء.

الفروقات الفردية

وبيّن أن بعض المعتقلين ينجحون في تجاوز محنتهم عبر التمسك بقيم شخصية أو دينية، وأن الفروقات الفردية تلعب دورا كبيرا في تحديد قدرة السجين على مقاومة الانهيار أو إعادة التوازن بعد الإفراج.

وتطرقت الحلقة إلى سيكولوجية السجّان، حيث أكد الضيف أن الجلاد لا يُمارس التعذيب فقط بأمرٍ سلطوي، بل يمرّ هو نفسه بعملية تحوّل قاسية تجعله يتماهى مع موقع القهر، مشيرا إلى أن بعض السجانين تم استبدالهم أو عانوا من اضطرابات لاحقة نتيجة انخراطهم في عمليات الإعدام والتعذيب.

إعلان

وأوضح أن العديد من السجانين يُختارون من فئات مهمشة أو من خلفيات عدائية تجاه المجتمع، ما يجعلهم أكثر تقبلا لممارسة العنف الممنهج دون مساءلة ضميرية، بل إن بعضهم يجد في التعذيب وسيلة لتعويض شعور بالنقص أو الكراهية الذاتية.

كما أشار الدكتور غضبان إلى أن أساليب التعذيب النفسي ليست أقل قسوة من التعذيب الجسدي، بل إن بعضها يترك آثارا أعمق، مثل استخدام الإيهام، أو حرمان السجين من رؤية الضوء، أو عزله لفترات طويلة، مما يؤدي إلى اضطرابات مستعصية.

ولفت إلى أن النساء والأطفال في المعتقلات يُعدّون من أكثر الفئات تعرضا للأذى النفسي المستمر، حيث تستهدف الأنظمة النساء بالتهديد والوصمة، ويخرج الأطفال من المعتقلات بقدرات معرفية وسلوكية مشوهة، نتيجة سنوات من العزلة والخوف وفقدان الأمان.

وأكد أن الخروج من السجن يمثل صدمة بحد ذاته، إذ يصطدم الناجي بعالم مختلف، وتواجهه تحديات اجتماعية واقتصادية معقدة. وقد يشعر بعضهم بأنه غير قادر على التعامل مع المحيط الجديد، ويُصاب بشعور بالغربة أو الذنب أو الرفض.

الجنائيون والسياسيون

وأضاف أن الفارق النفسي بين السجناء الجنائيين وسجناء الرأي واضح، فالأول غالبا ما يدرك ذنبه، بينما يعيش الثاني صراعا بين كونه ضحية من جهة، وشعوره بالفشل من جهة أخرى، خاصة إن اعتبر أن معاناته لم تُثمر نتيجة سياسية أو اجتماعية.

وشدد على ضرورة تجنّب الضغط على السجين فور خروجه للحديث عن تجربته، موضحا أن بعض الناجين لا يملكون القدرة على إعادة سرد ما جرى، وأن المطالبة بذلك قد تُفاقم الأعراض النفسية وتؤخر التعافي، لا سيما إن كانت البيئة المحيطة غير متفهمة.

ولفت إلى أهمية الإسعاف النفسي الأولي بعد الإفراج، بما يشمل التقييم البدني والنفسي، وتقديم الدعم الاجتماعي والأسري، وتوفير احتضان مجتمعي يبدد الشعور بالعزلة، ويسهم في إعادة بناء الثقة بالذات والآخرين.

وتحدث عن الجهود العلاجية، مشيرا إلى استخدام أساليب مثل العلاج السلوكي الجدلي، أو العلاج بالقبول والالتزام، إضافة إلى برامج الدعم الدوائي في حالات الضغط الجماعي، مع التأكيد على ضرورة تكييف البروتوكولات وفق فئات الضحايا وظروفهم.

وأشار الدكتور غضبان إلى أن بناء عدالة نفسية واجتماعية للضحايا لا يمر عبر البروتوكولات فقط، بل يتطلب تغييرا ثقافيا في المجتمعات العربية، حيث ما زالت بعض الفئات تنظر إلى التعذيب كأداة ردع مشروعة، في ظل ضعف الرقابة المجتمعية والمؤسسية.

ودعا إلى تحويل ملف السجناء الناجين إلى قضية مجتمعية، تشارك فيها المنظمات المدنية، والجهات المختصة، والأفراد، من أجل إعادة دمج الضحايا في المجتمع، واستعادة كرامتهم، وبناء منظومة عدالة شاملة تحمي المستقبل من تكرار الماضي.

9/7/2025-|آخر تحديث: 21:53 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • الأرجنتين تحافظ على تصدرها التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم
  • الباعور يزور مقر المندوبية الليبية في القاهرة ويطّلع على أوضاع البعثة والجالية
  • رسالة مفتوحة من الطواقم الطبية بمجمع ناصر الطبي
  • الإحصاء: إجمالي سكان المملكة يتجاوز 35 مليونًا والأجانب يقتربون من النصف
  •  35.3 مليون نسمة إجمالي عدد سكان المملكة لعام 2024
  • وزير التربية والتعليم تعتمد نتائج اختبارات الدور الأول للشهادة الثانوية للعام الأكاديمي 2024 / 2025
  • عودة ظاهرة البيزوطاج تثير مخاوف الطلبة داخل الجامعة المغربية
  • فوضى طرابلس: عشرات القتلى و461 سجيناً هارباً وآلاف الأضرار
  • حقوقي يكشف تفاصيل ما يحدث بالسجون المصرية.. إضراب ومحاولات انتحار في بدر3
  • كيف يمكن تأهيل الناجين من السجون؟ وما مسؤولية المجتمع؟