أعظم فشل لحميدتي، فلن يكون تمرده المهزوم الأحمق هو فشله الأبرز، بل (..)
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
حميدتي ظاهرة ناتجة عن مزيج من العوامل الشخصية والأسرية والاقتصادية والقبلية والعلاقات الخارجية القائمة على سوق الحرب، كل ذلك تزامن مع توقيت زيادة هشاشة الدولة، وتفكك حواضن اجتماعية كثيرة لمجتمعات بسبب الحرب والتغير المناخي والنزوح، كل ما سبق مكّن حميدتي من الوصول لهذه المرحلة، لكن الرجل كذلك بلا أي أفكار لمشروع وطني، والدافع الرئيس المحرك هو الطموح الشخصي، فقام من داخل الدولة وعلى الضد منها مستفيدا من علاقة براغماتية معها.
في ظروف أخرى وبتوجيه محدد كان من الممكن أن يكون حميدتي جزء من تسوية ضرورية وشاملة، لكن الرجل تحول لأداة تحارب الدولة، وتسعى لتنفيذ أجندة الغير، وربما يعلم ذلك أو لا يعلم لكنه وبعد هذا التمرد وبعد نكوصه التام وكشف وجهه المليشياتي الحقيقي؛ ليس له مستقبل سوى المحاسبة والمحاكمة والحسم، ولا يمكن لقائد مليشيا أن يتحدث عن الديمقراطية وحكم الدولة الحديثة، فحميدتي يستخدم أي شيء للوصول للسلطة، بما في ذلك الوقود البشري من جنود استغل ظروفهم لصالح عائلته وطموحه.
إذا فكرنا في أعظم فشل لحميدتي، فلن يكون تمرده المهزوم الأحمق هو فشله الأبرز، بل فشله أساسا يكمن في عجزه عن قيادة مجتمعات وتتويج ظروفها لتعزيز ما يجمع السودانيين مع بعضهم البعض ودعم فرص تحقيق التسوية الشاملة، إن القدر قد كتب عليه إذن أن يكون قائد مليشيا ثري، متحالف مع نخبة تفكيك السودان، ومع لوبي محدد شرير داخل المجتمع المدني، وأن يكون مركز لعلاقات اقتصادية تنهب ثروات الشعب وتستفيد من فائض قيمة عمل محرومين حشدهم بسبب ظروفهم ليمنحهم بعض الأمل الزائف، ثم يتحالف مع محور التدخل الخارجي الإقليمي الإماراتي الشرير. إن فشل الرجل الكبير إذن في عجزه عن فهم ضرورة تعزيز الدولة وتماسكها، وهذا الفشل يخصه فقط ومن معه، لكنه لا يشمل تلك المجتمعات والحواضن التي يكذب بأنه يمثلها، لأن فرصة تحقيق وتعزيز هذه التسوية ستكون قائمة وضرورية.
اليوم إخوتي يجب تعزيز وترسيخ ما يحمعنا كسودانيين، فلابد من إستئناف صحيح وجذري لمشروع الدولة، إستئناف يقوم على العدالة والحق والمسؤولية، وهذا المشروع ينطلق من المحافظة على الدولة الحالية أولا، ثم تعزيز شروط إصلاحها وترميمها. وهذه عملية تاريخية وفكرية حاسمة لمستقبل أمتنا، والجميع اليوم يعرف جيدا أن كل ذلك يبدأ بهزيمة هذا التمرد، ودحر قوى الخيانة، وتحقيق قواتنا الباسلة لنصرها الحاسم في معركة الكرامة الوطنية.
قبل عام من اليوم.
#جيش_واحد_شعب_واحد
هشام عثمان الشواني
الشواني
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بالنسبة للشعب السوداني فإن حميدتي مات وشبع موتاً
الخبر الذي تداولته بكثافة وسائل التواصل الإجتماعي منذ مساء الأمس نقلاً عن بعض الإعلاميين ـ الذين أحترمهم و أقدر إسنادهم الإعلامي القوي لمعركة الكرامة ـ بعد لقائهم القائد كيكل المتواجد هذه الأيام بالعاصمة الإدارية المؤقتة ليس بجديد فقد سبق أن تحدث به الأستاذ الإعلامي الطاهر ساتي بعد لقاء جمعه ضمن مجموعة من زملائه مع رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة و في الحالتين أعتقد أن تسريب الخبر لم يكن خياراً موفقاً !!
و هنا تبرز الأسئلة التالية :
ـ هل قصد البرهان و من بعده كيكل أن يتم تسريب خبر أن المجرم ما يزال حياً ؟ وما هي الفائدة المرجوة من التسريب ؟
ـ ما هو تأثير الخبر على سير المعركة التي لم تنته بعد ؟
ـ ما هو تأثيره على معنويات قوات المليشيا ؟
في رأي أن إعلان مثل هذا الخبر يعتبر جزء من إدارة الحرب و يجب أن يخضع لحسابات دقيقة تراعي تأثيره على المعركة ، و في تقديري أن ترك الأمر مبهماً و خاضعاً للتحليلات المتباينة كان هو الخيار الأفضل و الأكثر تأثيراً على معنويات قوات المليشيا الذين تسرب الشك إلى معظمهم بأن زعيمهم قد قتل منذ الأيام الأولى لإندلاع الحرب الأمر الذي كان له تأثير سالب على معنوياتهم و روحهم القتالية !!
على كل حال فإن حميدتي بالنسبة للشعب السوداني قد مات و شبع موتاً منذ أن أصبح دمية في يد المخابرات الإماراتية و مخابرات حليفتها دولة (ا ل ك ي ا ن) التي دفعته للتمرد على القوات المسلحة و محاولة الإستيلاء على السلطة بالقوة و بعد فشله في تحقيق ذلك حول معركته إلى حرب شاملة ضد الدولة السودانية ما تزال نيرانها مشتعلة على مدى أكثر من سنتين !!
(ما هكذا تورد الإبل يا سادة)
حاج ماجد سوار سوار
11 مايو 2025