صمت بايدن من حرب فيتنام إلى العدوان على غزة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
يبدو في حكم المؤكد أن يعلن الحزب الديمقراطي الأميركي في أغسطس/آب المقبل ترشح الرئيس جو بايدن رسميا للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة شيكاغو.
ومن المفارقات أن مدينة شيكاغو شهدت عام 1968، انعقاد مؤتمر ديمقراطي سادته الفوضى على خلفية المظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح.
حينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات. وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلابا يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز شمال شرق البلاد، وتعليقه "انظر إلى هؤلاء الحمقى"، مضيفا "إلى تلك الدرجة كنت بعيدا عن الحراك المناهض للحرب".
واليوم، وبعد 56 عاما يلتزم بايدن الصمت بشكل شبه كامل إزاء التعبئة الطلابية في العديد من الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، متجنبا حتى الآن الحديث عن هذا الموضوع الذي من شأنه أن يقوض حملته الانتخابية.
ولم يتحدث بايدن الديمقراطي البالغ (81 عاما) والذي سيواجه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل،علنا إلا مرة واحدة وباقتضاب عن هذه المظاهرات.
وفي 22 أبريل/نيسان الماضي قال بايدن ردا على سؤال طرحه أحد الصحفيين "أدين مظاهر معاداة السامية وأدين أيضا أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين". ومنذ ذلك الحين، التزم بايدن الصمت وسط صدامات بين الطلاب والشرطة التي أوقفت المئات في الجامعات في أنحاء البلاد، وهو ما لاحظه سلفه ومنافسه دونالد ترامب (77 عاما).
هو لا يقول شيئاوخلال تجمع أمس الأربعاء قال ترامب "هناك بلبلة كبيرة في بلادنا، وهو لا يقول شيئا". في إشارة إلى صمت جو بايدن، ودعا ترامب رؤساء الجامعات إلى "استرداد الحرم الجامعي" ووصف المتظاهرين في جامعة كولومبيا في نيويورك بأنهم "مجانين مسعورون ومتعاطفون مع حماس".
من جهتها، دانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير أمس ما وصفته بـ"النسبة الصغيرة من الطلاب الذين يسببون الفوضى" بعد ليلة من الاشتباكات والاعتقالات في بعض الجامعات.
وتابعت "للطلاب الحق في الذهاب إلى الفصل والشعور بالأمان"، مضيفة "يجب علينا إدانة معاداة السامية". لكنها أقرّت أن الحرب في غزة "لحظة مؤلمة"، مؤكدة أن جو بايدن يدعم الحق في الاحتجاج السلمي.
موقف حساسويرى أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي، أن "الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس؛ لأنه اعتمد كثيرا للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي".
لكن جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي ـمنظمة تمثل الأميركيين من أصول عربيةـ يرى أن البيت الأبيض "يبدو مقتنعا بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر، رغم كل شيء على دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهذا سوء تقدير خطير".
ومنذ بداية الحرب الأخيرة على غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان جو بايدن هدفا لانتقادات شديدة، بسبب دعمه غير المشروط لإسرائيل.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة هارفارد في منتصف أبريل/نيسان الماضي، أنه يحظى بأفضلية بين الأميركيين تحت سن الثلاثين، و45% من نوايا التصويت مقابل 37% لدونالد ترامب، بفارق 8% لكن هذه النسبة أدنى بكثير مما كانت عليه قبل 4 سنوات. ففي ربيع عام 2020 كان بايدن متقدما بـ23 نقطة على خصمه ترامب.
ويرى مراقبون أنه من الممكن أن يستعيد بايدن رضا بعض الناخبين الشباب بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إذا تم التوصل إلى اتفاق بين حماس والحكومة الإسرائيلية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين.
ويرى أليكس كينا أن ذلك "سيكون أمرا جللا" و"يسهم ربما في وضع حد لبعض الاحتجاجات واستعادة الاستقرار" في الجامعات.
وتضغط الإدارة الأميركية منذ أسابيع من أجل التوصل إلى اتفاق. ورأى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في إسرائيل الأربعاء أن حماس "يجب أن تقول نعم" لمقترح الهدنة الأخير المقدم لها.
وإذا فشل الاتفاق، واستمرت الاحتجاجات في الجامعات، فسوف يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في ظل توتر شديد للغاية هذا الصيف في أجواء يشبه تخلي جونسون عن الترشح للرئاسة عام 1968.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات نوفمبر تشرین الثانی المقبل جو بایدن
إقرأ أيضاً:
من تشرين إلى اليوم: تصريف الأعمال كسيف سياسي في العراق
21 مايو، 2025
بغداد/المسلة: يقترب موعد الانتخابات في العراق، ويبرز مصطلح “حكومة تصريف الأعمال” كسلاح سياسي تلوح به أطراف معارضة لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، وسط جدل حول صلاحياتها ومدى تأثيرها على المشهد السياسي.
وتكتسب هذه التسمية زخماً مع اقتراب استحقاقات انتخابية مرتقبة، حيث يرى البعض أنها أداة لتقييد الحكومة الحالية وإضعاف نفوذها في ظل تنافس سياسي محموم.
ويقتصر دور حكومة تصريف الأعمال، وفق الدستور العراقي، على إدارة الشؤون اليومية الضرورية خلال الفترات الانتقالية، كما بين الخبير القانوني علي التميمي، حيث لا تملك صلاحيات اتخاذ قرارات مصيرية مثل تعديل الدستور أو إبرام اتفاقيات دولية. ويحدد الدستور مدة عملها بثلاثين يوماً، وفق المادتين 61 و64، وهي مدة تتماشى مع دساتير دول مثل ألمانيا وجنوب إفريقيا، لضمان استمرارية المرافق العامة دون توقف. وتشير التجارب العالمية إلى أن هذه الحكومات تُشكل لضرورات إدارية، لكنها تبقى تحت رقابة قضائية صارمة.
وتابع اما الرقابة على حكومة تصريف الأعمال اليومية فيكون من القضاء الإداري او المحكمة الاتحادية من حيث يمكن الطعن بقراراتها امامهم .. ويسمى الطعن الضيق.
واكد انه لا يحق لحكومة تصريف الأعمال اليومية ان تقترح تعديل الدستور أو تشريع القوانين ولا عقد الاتفاقيات أو الدخول فيها ولا حتى العقود مع الدول أو التعيين للدرجات الخاصة أو.باختصار كل عمل يحتاج لرقابة البرلمان .فهي حكومة منتهية اصلا ..بانتهاء البرلمان الذي جاءت منه .
وبين:.مايحق لها من اعمال مثلا توقيع العقود بين الوزارات سحب مبلغ لصرف الرواتب ..لهذا مداها شهر واحد فقط .. او لحين تشكيل الحكومة الجديدة.
واستطرد: وقد تساءل حكومة تصريف الأعمال إذا تجاوزت حدود عملها من القضاء أو البرلمان الحالي وفق المواد ٣٢٩ و٢٤٠ من قانون العقوبات.
واختتم: .ويمكن للحكومة الجديدة الغاء قرارات حكومة تصريف الأمور اليومية ..كما حصل لحكومة عبد المهدي التي ألغت قرارات حكومة العبادي اثناء تصريف الأمور اليومية.
ويشهد العراق تاريخاً حافلاً بتجارب مشابهة، ففي عام 2019، اضطرت حكومة عادل عبد المهدي للاستقالة إثر احتجاجات “تشرين”، وتحولت إلى حكومة تصريف أعمال حتى تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي في مايو 2020. وأثارت قراراتها خلال تلك الفترة جدلاً، حيث ألغت الحكومة اللاحقة بعض قراراتها لتجاوزها الصلاحيات. وتكرر السيناريو عام 2014، عندما أدارت حكومة نوري المالكي شؤون البلاد انتقالياً، وسط انتقادات بتجاوز الخطوط الحمراء دستورياً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts