مشاركة واسعة في ملتقى مسندم الدولي للنحت البيئي
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
للنحــت أهمية بالغــة أسهمت فــي حفــظ التاريــخ الإنســاني وإثــراء العناصـر المدنيــة خـلال العصـور، ونقــل أخبار الســابقين وحضاراتــهم وأفكارهم وطرائــق حياتهــم عــن طريــق المنجــز النحتــي حيــث عبّــر به الإنســان عــن وجهات نظره وسجل به تاريخــه فقد وصلتنا الحضــارات القديمة عـن طريـق الأثـر النحتـي ومــا تشــهده المــدن المنظمــة مــن تأثيــر ثقافــي جمالــي للنصــب النحتيــة، وبعد نجاح ملتقى مسندم الدولي الأول للنحت في عام 2023، نفّذ فريق فن صحار ملتقــى مسندم الدولي الثاني بأسلوب النحت البيئي) والذي يتدخل فيه الفنان وتكون البيئة والمكان منطلقا للإبداع فيكون دوره مكملا لما بدأته الطبيعة يتداخل مع مكوناتها يحذف ويضيف ليستنطق الصامت ويكسر المألوف فيوجد حالة من الصدمة للمتلقي وبعدًا حيويًا للمكان يجعل منه مستدامًا من خلال الصور اللانهائية المتجددة مع الزمان حتى يصبح العمل والمكان متكاملين لا يمكن فصلهما ففن النحت البيئي هو القادر على تغيير خارطة المكان وجغرافيته.
فعاليات ثقافية
ففي هذا المجال استضافت محافظة مسندم ملتقى مسندم الدولي للنحت في نسخته الثانية الذي تم تنظيمه على شاطئ بصة بولاية خصب بمشاركة نحاتين من مختلف الدول العربية والأجنبية، وقد أشاد الدكتور علي بن سليمان الجابري المشرف على ملتقى مسندم الثاني للنحت بالملتقى الذي وصفه بأنه استمرارية للنسخة الأولى بأن هذه الاستمرارية دليل على إصرار المحافظة على أن تكون في واجهة مناطق الجذب لمختلف الفعاليات الثقافية المحلية والعالمية، كما أن الملتقى يعكس توجهات المحافظة في دعم الحضور الثقافي العالمي من خلال ملتقى النحت البيئي.
وحول النحت البيئي يقول الجابري: إن النحت البيئي يتميز بكبر حجم الأعمال النحتية، وثانيا تغير في جغرافية المكان، وتؤثث الفضاءات وأيضا تترك فرصة للمتلقي للتفاعل معها فتصير جزءا من بيئة المكان نفسه وأضاف الجابري: إنه تم تقديم (30) مشروعًا مختلفًا تم فرزها واختيار المشروعات التي تتناسب مع محافظة مسندم كثقافة وكحضارة وكتاريخ إلى جانب العادات والتقاليد وقد تم اختيار (4) مشروعات متنوعة تعكس البيئة والطبيعة في المحافظة، وهدفنا إلى تلامس هذه المنحوتات وقربها من المتلقي لدعم الحضور الحضري للمدينة والحضور الثقافي لتكون المدينة أكثر أنسنة وتقترب من الناس، لتصبح مسندم مسرحا للأعمال الفنية النحتية، وتصبح مزارا يقصده مرتادو ومحبو الفنون، ومن يحب توثيق اللحظة والاقتراب من الأعمال الفنية لتكون محافظة مسندم وجهة مهمة في الناحية الحضرية والثقافية.
وقد أعطى الدكتور علي بن سليمان الجابري المشرف على ملتقى مسندم الثاني للنحت نبذة مختصرة حول الأعمال الفنية النحتية المنفذة وهي:
الفراشة
يقول الجابري: من ضمن المشروعات المنفذة في الملتقى مشروع الفراشة للفنانة الأوكرانية تميليا مسكو. والمشروع عبارة عن شكل فراشة وبمجرد جلوسه على الكرسي يصبح جزءا من الفراشة فيكتمل الشكل النهائي للفراشة، وهذا طبعًا مناسب للأطفال والنساء، فكان اهتمام الملتقى اجتذاب جماهير من الأطفال والصغار ولا يكون فقط مخصصا للكبار- المنحوتة نفذت بطريقة جدا رائعة ومعروضة حاليا في حديقة الشاطئ بولاية بخاء بمنطقة حل على البحر مباشرة لتكون الخلفية لها الجبل من جهة ومن جهة أخرى البحر وبالتالي فإن مكان المنحوتة جدا مدروس وجدا مناسب وأعطى قيمة رائعة لحديقة الشاطئ بحل بولاية بخاء.
تواصل وتفاعل
أما المشروع الثاني المشارك في الملتقى فيقول الجابري هو مشروع لفنان من اليابان وهو الفنان هيرو وعمله هو عبارة عن هاتف يتكون من منحوتتين كل منحوتة تبتعد عن الثانية ويستطيع الأشخاص من خلاله التحدث مع بعضهم بصوت مسموع من الهاتفين حيث إن الموجات الصوتية تنعكس ما بين القطعتين بدراسة فيزيائية ورياضية جدا معقدة بحيث تصبح هذه المنحوتة تفاعلية وبالتالي تحقق متعة عند الناس إضافة إلى أن المنحوتة لها قيمة جمالية وموجودة حاليا في حديقة حل أيضا.
البوابة
ويضيف المشرف على ملتقى مسندم الدولي الثاني للنحت: إن المشروع الثالث الذي تم اختياره هو مشروع لفنان من جورجيا جون جبارشلدي وهو من أحد الفنانين الأكبر عمرا على مستوى العالم إلى جانب كونه صاحب أكبر عدد من المشاركات في الملتقيات وعمره 72 سنة وقد نفذ منحوتة عملاقة وهي الآن المنحوتة الأكبر حجما في سلطنة عمان والمنفذة على حجر وهي عبارة عن بوابة وزنها أكثر من 20 طنا، وارتفاعها 4 أمتار ونصف المتر وهو يريد أن يعبر من خلالها عن التنقل ما بين الأزمنة والأماكن وما إلى ذلك، وهذه البوابة بحجمها الضخم والعملاق ستنصب في شاطئ بصة بولاية خصب.
سرب الدلافين
وهو لنحات من تونس وقد شارك في النسخة الماضية وزار خور شم ورأى الدلافين فاستوقفته الدلافين ووجد أن الدلافين أكثر ما يمكن أن يتناسب مع بيئة مسندم فقدم أنموذجا لأربعة دلافين مشيرا إلى أنه لا يشترط ذهاب الناس إلى البحر لمشاهدة الدلافين وعليه نفذ أربعة دلافين عملاقة حجمها ضخم جدا، الدلافين نحتت على شكل سرب متتال وسيتم نصبها على الشاطئ بحيث تشكل مجموعة متكاملة لمجموعة دلافين تتراقص وتلعب على البحر تتيح للمتلقي أن يشاهد دلافين على الشاطئ وقد نُحتت الدلافين بطريقة الأورجامي القائمة على طي الورق بطريقة جدا مبتكرة ومعاصرة جدا.
قيمة فنية
ويضيف الدكتور علي بن سليمان الجابري المشرف على ملتقى مسندم الثاني للنحت: إن الملتقى صاحبته العديد من البرامج والفعاليات منها تنفيذ عدد من الزيارات والرحلات للمشاركين إلى كل من خور شم وخور نجد والخالدية والأماكن السياحية بالإضافة إلى القلاع والحصون بالمحافظة بهدف إيجاد جرعة مصاحبة للملتقى وقد زار عدد كبير من الزوار والسياح موقع الملتقى واقتربوا من النحاتين وتفاعل الكثير منهم مع الأعمال المقدمة إلى جانب عدد من المتدربين الجدد الذين قدموا لتعلم طريقة النحت وهذه هي القيمة الفنية والجمالية في النهاية التي ستصبح قيمة إضافية تضاف إلى مفردات الطبيعة الجميلة في محافظة مسندم- ويشير الجابري إلى أن كل هذه المشروعات نفذت خلال الملتقى الثاني بعد استضافة الفنانين، والجديد المختلف في هذا الملتقى أن هناك بعض الأعمال التفاعلية مناسبة لكل الأعمار وكل الفئات حيث تشكل نقطة جذب مهمة لمسندم حيث يقبل الزوار من مختلف الفئات العمرية والنوعية إلى التقاط الصور التذكارية مع هذه المنحوتات.
مشاركة عالمية
وفي ختام حديثه أثنى الدكتور علي بن سليمان الجابري على الجهود التي بذلت من أجل تنظيم الملتقى الثاني للنحاتين الذي أقيم على شاطئ بصة بمحافظة مسندم لاعتباره إضافة جميلة لفن النحت الذي استقى من جمال الطبيعة ومفرداتها في محافظة مسندم موضوعات للتنفيذ على شكل لوحات نحتت لتبرز جمال وتنوع هذه الطبيعة إلى جانب تسليط الضوء على هذه البقعة الجميلة من وطننا سلطنة عمان فالملتقى يحظى بمشاركة عالمية ويعد من أهم ملتقيات النحت وقد حاز على مستوى متميز من التنظيم والتنفيذ والإنتاج الذي تمخضت عنه أعمال منحوتة بطرق مختلفة تعكس وجهة نظر الفنانين وانطباعهم الجميل حول المحافظة خالص شكري لمكتب محافظ مسندم وأتمنى أن نكون قد حققنا هدفنا ونكون عند حسن ظن الجميع ونقدم نماذج وتجارب مختلفة بإذن الله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محافظة مسندم إلى جانب مشروع ا
إقرأ أيضاً:
استعراض نماذج ناجحة في التطوير الإداري والابتكار المؤسسي.. ملتقى لتبادل الخبرات والمبادرات التنموية في مناطق السعودية
البلاد (المدينة المنورة)
يرعى صاحبِ السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، الملتقى الخامس للمبادرات والتجارب التنموية في إمارات المناطق، الذي تنظّمه إمارة المنطقة يومي 16 – 17 يوليو الجاري، في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، بحضور أصحاب المعالي ومسؤولي الجهات الحكومية، والخبراء والمختصين في مجالات التنمية والإدارة والابتكار.
يأتي الملتقى في إطار دعم الجهود التنموية المتكاملة بين إمارات المناطق، وحرصًا على تبادل الخبرات واستعراض التجارب الناجحة، ومناقشة أفضل الممارسات والمبادرات التنموية، بما يُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز التنسيق المؤسسي، والتكامل الإداري، ورفع كفاءة الأداء، وتوحيد الجهود نحو تنمية محلية أكثر استدامة.
ويشهد الملتقى إقامة سلسلة من الجلسات الحوارية، التي تستعرض مجموعة متنوعة من المحاور التنموية، وتسُلّط الضوء على قضايا التنمية المستدامة، وإسهام إمارات المناطق في تنفيذ أهداف التنمية الإقليمية، واستعراض نماذج ناجحة في التطوير الإداري والابتكار المؤسسي، إلى جانب مناقشة دور الإعلام في دعم التنمية الشاملة، وتمكين القطاع غير الربحي، وتنمية الوجهات، وتعزيز جودة الحياة، وتفعيل المحتوى المحلي.
ويتضمّن الملتقى معرضًا مصاحبًا مخصصًا لعرض تجارب إمارات المناطق والمشاريع المميزة والمبادرات النوعية، التي تنعكس بشكل مباشر على تحسين جودة الحياة، وتعزيز فاعلية الأجهزة الإدارية في المناطق، إلى جانب استعراض أبرز الممارسات المؤسسية التي أسهمت في دعم التنمية المحلية، وتحقيق أثر إيجابي على مستوى الخدمات المقدّمة.
ويستهدف الملتقى الخامس للمبادرات والتجارب التنموية في إمارات المناطق- من خلال جلساته ومحاوره الرئيسة- جميع إمارات المناطق والجهات الحكومية، إلى جانب القطاع الخاص والقطاع غير الربحي.
وتشمل أعمال الملتقى إقامة (8) جلسات حوارية، تبدأ بجلسة رئيسة تحت عنوان”التنمية المحلية واستدامة المدن”، تُناقش سُبل مواءمة التنمية الإقليمية مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، تليها ثلاث جلسات متخصصة، تبحث دور الإعلام التنموي شريكًا إستراتيجيًا في بناء المستقبل، وتُسلّط الضوء على العمارة السعودية؛ بوصفها عنصرًا من الهوية الوطنية، وتستعرض تجارب جوائز المناطق؛ بوصفها أداة لتحفيز التميّز والإبداع المحلي.
وتُستأنف الجلسات في اليوم الثاني بسلسلة نوعية تبدأ بمناقشة تنمية الوجهات وإثراء تجربة الزائر، تليها جلسة تركّز على أنسنة المدن وجودة الحياة، ثم جلسة تستعرض إستراتيجيات تنمية المحتوى المحلي ومشاريعه النوعية، وتُختتم بجلسة تُسلّط الضوء على نماذج ناجحة في تعزيز التنمية المستدامة والتميّز المؤسسي في إمارات المناطق.
ويتضمّن الملتقى ضمن فعالياته المصاحبة إقامة”الملتقى الوطني الثاني للجمعيات والمؤسسات الأهلية”، الذي يناقش قضايا حيوية، تتعلق بتمكين القطاع غير الربحي، ويستعرض سُبل التكامل بين المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي والوحدات الإشرافية في الجهات الحكومية، ويبحث إجراءات تأسيس الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والدور التنموي الذي تؤديه إمارات المناطق في تعزيز حضور هذا القطاع.