نشرت صحيفة "صاندي تايمز" تقريرا، أعدّه أنشيل بيفر، حول مماطلة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومحاولته كسب الوقت وسط المفاوضات التي تجري في القاهرة وتفكير حماس في الموافقة على وقف إطلاق النار. 

وقال إن "مصدرا سياسيا بارزا" من مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، رد على تقارير في الإعلام العربي بأن حماس ردت بشكل إيجابي على المقترح المصري لوقف إطلاق النار والذي وافقت عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "لن تقبل إسرائيل وتحت أي ظرف من الظروف على وقف الحرب كجزء من اتفاقية للإفراج عن الأسرى، وأن القوات الإسرائيلية ستدخل رفح وتدمر ما تبقى من حماس هناك، سواء كانت هناك هدنة مؤقتة للإفراج عن الأسرى أم لا".

 

وبعد ساعات، علّق بيني غانتس، وهو وزير الحرب ومنافس نتنياهو قائلا: "أعتقد أن على المصادر السياسية، وكل صناع السياسة انتظار تحديث رسمي والتصرف بهدوء وبعيدا عن الحسابات السياسية". 

ومع انتظار الرد الرسمي من وفد حماس الذي وصل إلى القاهرة، السبت، فقد كان الشيء الواضح هو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقيادة حماس منقسمة داخليا حول الخطوة التالية. ويتوقع أن تؤدي الصفقة لوقف إطلاق النار لمدة شهر في غزة وتعبد الطريق أمام اتفاقيات وقف إطلاق جديدة، في وقت تفرج فيه حماس عن حوالي 200 أسير إسرائيلي مقابل سجناء فلسطينيين. 

ولم يتم تقديم الصفقة الحالية من حكومة نتنياهو ولا المكتب السياسي لحماس، بل إنها جاءت نتيجة جهود جوهرية لحكومات ثلاث، وهي الولايات المتحدة ومصر وقطر، وكل واحدة منها لها مصلحة في تحقيق الصفقة. 

ويدفع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ثمن دعمه من الجناح التقدمي في حزبه الذي شعر بالرعب من معاناة غزة ومقتل أكثر من 34,000 فلسطيني منذ بداية الحملة الإسرائيلية. 


ويريد بايدن التركيز على الحملة الانتخابية والانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وأرسل وزير خارجيته، أنطوني بلينكن، في الأسبوع الماضي للمنطقة، كي يدفع بصفقة وكذا مدير مخابراته، ويليام بيرنز، الذي وصل إلى القاهرة لمراقبة المفاوضات.

وتريد مصر الصفقة، فلها حدود مع غزة وتعتمد على العملة الأجنبية من موارد قناة السويس. إلا آن تضامن الحوثيين في اليمن مع غزة واستهدافهم السفن التجارية في البحر الأحمر، أجبر معظم السفن على تغيير مسارها بعيدا عن قناة السويس. 

أما قطر، التي تستضيف حماس، فهي راغبة بأن ثبت للغرب بأنها ليست راعية فقط لقادتها ولكنها تستطيع التأثير عليهم. فهذه هي صفقة صنعت في واشنطن والقاهرة والدوحة وليس في دولة الاحتلال الإسرائيلي أو غزة، وهي مفروضة على طرفين لا يرغب بعض قادتها الرئيسيين بتقديم تنازلات.

وتتضمن الخطة المصرية وقف إطلاق نار لشهر، فيما ينسحب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي من معظم غزة وتفرج فيها حماس عن 33 أسيرا. وسوف يتبع هذا المفاوضات على وقف دائم للنار وإفراج عن بقية الأسرى. وعبرت مصر والولايات المتحدة عن استعدادهما لتقديم ضمانات لحماس بمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي القيام بأي هجوم عسكري على رفح خلال فترة الهدنة.

وحتى لو وافق السنوار تحت ضغوط مصرية وأمريكية على هذا التنازل، فمن غير الواضح أن يفي نتنياهو الذي صادق مبدئيا خلال الأسبوع الماضي على الخطة، بالتزاماته من الخطة. ويتعرض لضغوط من بايدن الذي ألمح سرا أنه سوف يبطئ إمدادات السلاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي لو تم الهجوم على رفح. 

ويهدد الجناح البراغماتي من حكومة الحرب وبقيادة غانتس الخروج منها لو رفض نتنياهو الصفقة. وسيؤدي فشل المفاوضات إلى تظاهرات جماهيرية ضد الحكومة بقيادة عائلات الأسرى، ولو حدث هذا، فسيظل تحالف نتنياهو على حاله، بغالبية في الكنيست. 


ويظل أهم عامل في بقاء نتنياهو في السلطة ليس الرأي العام ولكن تحالفه مع اليمين المتطرف. وأعلن قادته إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريش أن القبول بوقف إطلاق النار وهدنة طويلة بدون "تدمير حماس في رفح" هو خط أحمر. 

إلى ذلك، ختم التقرير، بالقول إن الإحاطات القادمة من مكتب نتنياهو تعني واحدا من ثلاثة أشياء، أنه يريد الالتزام بالإتفاق الأصلي ولكنه يحاول إقناع حلفائه أن الصفقة ليست سيئة كما تبدو، أو أنه غير رأيه ويحاول الآن رفض وقف إطلاق النار لحماية تحالفه، وإما أنه لم يتخذ رأيه ويحاول الإنتظار وربما كان الأخير هو الصحيح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية نتنياهو حماس رفح غزة قطر حماس غزة قطر نتنياهو رفح المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

واشنطن تأمل موافقة حماس على صفقة التبادل وبن غفير يهدد بحل الحكومة

توقعت الولايات المتحدة الأميركية قبول إسرائيل باتفاق إنهاء الحرب في غزة إذا وافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه، وفي حين هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بحل الحكومة إذا وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الصفقة، قالت حماس إنها تتعامل بإيجابية مع أفكار الرئيس الأميركي.

وقال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة تتوقع أن توافق إسرائيل على المقترح الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن إذا وافقت عليه حركة حماس.

وأضاف كيربي -في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"- أن الاقتراح كان إسرائيليا، "ونتوقع أنه إذا وافقت حماس على الاقتراح -كما نقل إليهم- فإن إسرائيل ستقول نعم عليه".

وتابع بأن مسؤولي حماس رحبوا بالمقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، "ونحن في انتظار ردهم الرسمي"، معربا عن أمله أن توافق حماس على المقترح في أقرب وقت، ليبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

وفي السياق، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤول إسرائيلي ومصادر إسرائيلية مطلعة أن ما كشف عنه بايدن في خطابه بشأن الحرب في قطاع غزة، هو بالفعل الخطوط العريضة للمقترح الإسرائيلي الذي وافق عليه جميع أعضاء مجلس الحرب، بمن فيهم نتنياهو، وتم إرساله إلى الوسطاء في وقت سابق من الأسبوع.

وأضافت المصادر أن هناك ثغرات في التفسير شابت الطريقة التي قدم بها بايدن المقترح المذكور، في إشارة منها لمسألة وقف دائم للقتال بالقطاع الفلسطيني.

اجتماع لمجلس الحرب

من جهتها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الحرب سيجتمع مساء اليوم في تل أبيب لبحث صفقة تبادل الأسرى واستئناف المفاوضات.

وعلى صعيد متصل، أكد أوفير فولك كبير مستشاري نتنياهو للسياسة الخارجية أن اقتراح بايدن هو "صفقة وافقنا عليها.. إنها ليست اتفاقا جيدا، لكننا نريد بشدة إطلاق سراح الرهائن".

وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، قال فولك إن "هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين العمل عليها"، مضيفا أن الشروط الإسرائيلية، بما في ذلك "الإفراج عن الرهائن وتدمير حماس باعتبارها منظمة إرهابية (ترتكب) إبادة جماعية" لم تتغير، حسب تعبيره.

كما أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ -اليوم الأحد- أنه سيدعم نتنياهو إذا وافق على خطة بايدن لعقد صفقة بين إسرائيل وحماس تنهي الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هرتسوغ قوله "أخبرت رئيس الوزراء بأنني سأمنحه والحكومة الدعم للصفقة التي سيعقدونها لإطلاق سراح الرهائن".

وأضاف "عندما يتعلق الأمر بالمواطنين الإسرائيليين الذين لم تحرسهم الدولة وتحميهم، يجب إعادتهم إلى ديارهم في إطار صفقة من شأنها حماية المصالح الأمنية لدولة إسرائيل".

بن غفير انتقد مقترح الصفقة التي أعلنها بايدن (الأوروبية) بن غفير يهدد

في المقابل، نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قوله إنه إذا استمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الدفع نحو إبرام هذه الصفقة فسنحل الحكومة.

وأضاف أن الصفقة التي نشرت تفاصيلها تعني التخلي عن تدمير حماس والتخلي عن استمرار الحرب، واصفا إياها بالصفقة غير المسؤولة.

كما رفضت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك أن يتولى مجلس الحرب اتخاذ أي قرار سياسي بشأن مصير الحرب على غزة.

وقالت ستروك -في منشور لها- إن مجلس الحرب لا يتمتع بأي سلطة تتيح له توجيه القيادة السياسية، وإن أي مقترح ينبثق عنه ويعارض أهداف الحرب هو مقترح غير قانوني، مشددة على أن المجلس الوزاري وحده هو المخول لوضع هذه السياسات.

أما وزير الدفاع يوآف غالانت فشدد على أن إسرائيل لن تقبل استمرار حركة حماس في حكم غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وإنهم يدرسون بدائل للجماعة الفلسطينية، على حد قوله.

وأضاف غالانت -في بيان- "بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة بديل لحماس في حكم غزة".

وتابع "لن نقبل حكم حماس في غزة بأي مرحلة من أي عملية تهدف إلى إنهاء الحرب".

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال مكتب نتنياهو إن الأخير يصر على عدم إنهاء الحرب على قطاع غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.

ويصر نتنياهو على وقف مؤقت لإطلاق النار، دون إنهاء الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة.

حماس ترحب

أما على الصعيد الفلسطيني، فقال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان للجزيرة إن الحركة تتعامل بإيجابية مع أفكار الرئيس الأميركي، التي وصفها بأنها إطار عام، وترحب برغبة الوسطاء في الوصول لاتفاق. لكنه أكد ضرورة تحقيق ذلك عبر التوصل إلى ما سماه باتفاق كامل يتضمن وقفا لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا وإغاثة وإعمار القطاع.

وأضاف حمدان أن بيان الوسطاء يعكس محاولة جادة، لكنه أضاف أن الآمال وحدها لا تكفي وأن من يجب الضغط عليه هو الجانب الإسرائيلي الذي عرقل وتعنّت طيلة الأشهر الماضية.

وكان بيان قطري مصري أميركي قد دعا حركة حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس الأميركي.

وأعلن بايدن -يوم الجمعة- ما قال إنها خطة من 3 مراحل طرحتها حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب، وأوضح أن المرحلة الأولى تتضمن هدنة وإعادة بعض المحتجزين لدى حماس، وبعدها يتفاوض الجانبان على وقف الهجمات لفترة غير محددة في المرحلة الثانية التي يتم فيها إطلاق سراح المحتجزين المتبقين على قيد الحياة.

ويأتي حديث بايدن عن هذا المقترح رغم رفض إسرائيل في وقت سابق مقترحا آخر قدمته مصر وقطر، وأعلنت حماس موافقتها والفصائل الفلسطينية عليه في 6 مايو/أيار الماضي.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية تطالبها بوقف هجومها على مدينة رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تأمل موافقة حماس على صفقة التبادل وبن غفير يهدد بحل الحكومة
  • جيش الاحتلال: مستوطنة نيرعوز تطالب نتنياهو بالموافقة على صفقة التبادل
  • بن غفير: سنحل الحكومة إذا مضى نتنياهو باتجاه إبرام صفقة
  • ربط إسرائيلي مثير بين التطبيع مع السعودية واتفاق وقف حرب غزة
  • بن غفير يتوعد نتنياهو إذا وافق على إنهاء الحرب 
  • إسرائيل تقبل مناقشة إنهاء الحرب في غزة
  • عائلات الرهائن تطالب الإسرائيليين بالضغط علي نتنياهو لقبول صفقة المحتجزين
  • لماذا استشاط قادة تل أبيب غضباً بإعلان بايدن مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ محلل استراتيجي يجيب
  • تنافس الأجهزة المصرية.. ما الهدف من تسريب اسم الوسيط المصري في صفقة التبادل؟
  • ما الهدف من تسريب اسم الوسيط المصري في صفقة التبادل.. ضغط بهدف الإقصاء