الأراضي الفلسطينية «وكالات»: اختلفت إسرائيل وحركة حماس علنا مرة جديدة حول شروط التوصل إلى هدنة وتبادل للرهائن والمعتقلين في الحرب في قطاع غزة. وقال مسؤول في حماس: إن اجتماع اليوم في العاصمة المصرية انتهى وأن وفد الحركة سيغادر إلى الدوحة لاستكمال المشاورات. وأكدت الحركة في بيان منفصل على أنها تتعامل مع المناقشات «المعمقة والجادة» بـ«إيجابية ومسؤولية».

وشددت الحركة على «حرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية، وينهي العدوان بشكل كامل ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى».

ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها السابع، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن شمال قطاع غزة يعاني «مجاعة شاملة» تتمدد إلى الجنوب. وبموازاة المحادثات، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، موقعة 29 شهيدا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.

وبعد جولة أولى من المحادثات جرت السبت في القاهرة بحضور وفد من حماس برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية وممثلين عن دول الوساطة (قطر ومصر والولايات المتحدة)، تبادلت إسرائيل والحركة الاتهامات بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق هدنة. وأكّد مسؤول كبير في حماس مساء السبت لوكالة فرانس برس أنّ الحركة «لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب».

وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «يعرقل شخصيا» جهود التوصل لاتفاق وذلك لما اعتبره «حسابات شخصية»، مؤكدا أن «تعنت الاحتلال قد يعطّل المفاوضات ونتانياهو يتحمل كامل المسؤولية» عن فشلها. وأعلن نتانياهو اليوم أن إسرائيل «لا يمكن أن تقبل» بشرط حماس إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة.

وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء «لسنا مستعدين لقبول وضع تخرج فيه كتائب حماس من مخابئها وتسيطر على غزة مرة أخرى، وتعيد بناء بنيتها التحتية العسكرية، على ما أورد مكتبه. واعتبر أن «الاستسلام» لمطالب حماس سيكون بمثابة «هزيمة مروعة» لإسرائيل.

ورد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية متهما نتانياهو بـ«تخريب» الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة.

وقال هنيّة في بيان: إن «العالم بات رهينة لحكومة متطرفة ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».

ولم ترسل إسرائيل وفدا إلى القاهرة. وكان مسؤول إسرائيلي كبير شدد على أن إرسال وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى العاصمة المصرية رهن «تطور إيجابي» بشأن إطار صفقة الرهائن.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز موجود في القاهرة.

وذكر مصدر في حماس أن المفاوضات استؤنفت اليوم بين وفد الحركة والوسطاء القطريين والمصريين، غداة جولة أولى لم تحرز تقدما. وكان مسؤول إسرائيلي اتهم حماس بأنها «تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق» تهدئة بإصرارها على وقف الحرب المتواصلة منذ أكتوبر.

وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة الوساطة سعيا للتوصل إلى هدنة والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، لقاء إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى «استكمال» المفاوضات مع حماس للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن لدى الحركة الفلسطينية، حسبما أورد قصر الإليزيه في بيان.

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون «حثّ» نتانياهو «في اتصال هاتفي» على «استكمال المفاوضات التي قد تؤدي إلى تحرير الرهائن وحماية المدنيين من خلال وقف لإطلاق النار وخفض التصعيد الإقليمي».

وتابع «تدعم فرنسا بشكل كامل جهود الوساطة الجارية. لم يعد ممكنًا إخضاع مصير فلسطينيي غزة أكثر من ذلك للأنشطة التي تقوم بها حماس، ويجب أن تتوقف العمليات الإسرائيلية».

وذكر البيان أن ماكرون جدّد «معارضته الصارمة لهجوم إسرائيلي محتمل على رفح والحاجة الملحة لضمان دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر كل المعابر إلى قطاع غزة». وتظاهر مساء السبت آلاف الأشخاص بينهم أقارب رهائن في تل أبيب لمطالبة الحكومة بإبرام اتفاق يتيح الإفراج عنهم.

ودعا «منتدى عائلات الرهائن» في بيان نتانياهو إلى «عدم الرضوخ للضغوط السياسية» والقبول باتفاق يسمح بالإفراج عن المحتجزين، متوعدين بأن «التاريخ لن يغفر لك إن فوت هذه الفرصة».

وتلوّح إسرائيل وخصوصا رئيس وزرائها منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بحوالي 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك. وأبدت واشنطن مرارا معارضتها لمثل هذا الهجوم ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إن إسرائيل لم تقدم «خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين» في رفح، محذرا من أنه «في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول».

وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة.

وحذرت الأمم المتحدة بأن هجوما على المدينة سيسدد «ضربة قاسية» لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي في مقابلة أجرتها معها شبكة «إن بي سي» الأمريكية وبثّت مقتطفات منها الجمعة «عندما تكون هناك نزاعات من هذا النوع مع ما تثيره من مشاعر وما تشهده من أحداث، تحلّ المجاعة».

وأضافت سيندي ماكين أنه في قطاع غزة «المجاعة هنا، مجاعة حقيقية في الشمال تنتقل إلى الجنوب» مطالبة بـ«وقف لإطلاق النار والقدرة على الوصول من دون عوائق» إلى غزة لإدخال المساعدات.

وأعلنت إسرائيل اليوم إغلاق معبر كرم أبو سالم (إيريز) الحدودي بينها وبين غزة أمام شاحنات المساعدة الإنسانية إثر استهدافه بصواريخ.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم اغتيال أربعة عناصر من حماس بينهم ثلاثة من قوات النخبة اتهمهم بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر. كما أفاد عن استشهاد عدد من عناصر حماس خلال الأيام الماضية في غارات جوية على أهداف للحركة بما فيها بنى تحتية عسكرية ومخازن أسلحة.

وكان الجيش أعلن مساء السبت مقتل أحد قادة لواء رفح في حركة الجهاد الإسلامي أيمن زعرب وعنصرين من الحركة في غارة جوية في جنوب القطاع، مؤكدا أنه كان من قادة الهجوم على جنوب إسرائيل.

إلى ذلك، أفاد مراسل عن قصف مدفعي إسرائيلي على مدينة غزة بشمال القطاع، إضافة إلى سماع أصوات إطلاق نار كثيف إلى الجنوب منها. وأفاد شهود عن غارات جوية وقصف ليل السبت/ الأحد في مدينة غزة إضافة إلى وسط القطاع وجنوبه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة إلى هدنة

إقرأ أيضاً:

استطلاعات: نصف الإسرائيليين يشككون في إنهاء حكم حماس ويؤيدون ضرب إيران

أظهرت استطلاعات جديدة أن 50% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن الحرب في غزة ستنهي حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين يؤيد 55% شن هجوم عسكري على إيران، وكشف استطلاع ثالث أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة إن أُجريت انتخابات اليوم.

وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي بأن نصف الإسرائيليين اليهود لا يعتقدون أن العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة ستؤدي إلى إنهاء حكم حركة حماس، رغم مرور أكثر من 20 شهرا على اندلاع القتال.

كما بيّن الاستطلاع أن 48% من الإسرائيليين اليهود لا يرون أن العملية ستنجح في إعادة الأسرى من القطاع.

مهاجمة إيران

وفي استطلاع آخر أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أظهرت النتائج أن 55% من الإسرائيليين يؤيدون شن هجوم عسكري على إيران.

وهذا الاستطلاع أجراه معهد "لازار" (خاص)، لصالح صحيفة "معاريف"، وشمل عينة عشوائية من 506 إسرائيليين، بهامش خطأ 4.4%، وفق الصحيفة.

وذكرت "معاريف" أن 34% يقولون إنه يجب تنفيذ الهجوم الآن، حتى بدون موافقة الولايات المتحدة، و21% يعتقدون أنه يجب أن يتم بموافقة أميركية.

وأضافت الصحيفة أن نحو 24% من المستطلَعين يفضلون انتظار نتائج المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، في حين رأى 7% أن الوقت قد فات ولا جدوى من مهاجمة إيران، بينما قال 14% إنهم لا يملكون إجابة واضحة.

إعلان

وفي مايو/أيار الماضي كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يريد إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، وحذره من تقويض المفاوضات بشن هجوم عسكري عليها.

وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال فلسطين وأراضٍ عربية وسوريا ولبنان.

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب تعِد لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، رغم معارضة واشنطن.

استطلاع جديد يظهر أن نتنياهو لن ينجح في تشكيل حكومة حال إجراء الانتخابات (غيتي) تشكيل الحكومة

وعلى صعيد آخر، أظهرت نتائج الاستطلاع أن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة لو أُجريت انتخابات اليوم، وهي نتيجة أظهرتها استطلاعات الرأي كافة التي نشرتها "معاريف" منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

وحسب النتائج، إذا أُجريت انتخابات اليوم فإن المعسكر الداعم لنتنياهو سيحصل على 49 مقعدا (من أصل 120 بالكنيست) مقابل 61 مقعدا للمعسكر المعارض، و10 مقاعد للأحزاب العربية.

ويلزم على الأقل الحصول على ثقة 61 من أعضاء الكنيست لتشكيل حكومة.

وترى الصحيفة أن وضع معسكر نتنياهو سيكون أصعب في حال خاض رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الانتخابات. ففي هذه الحالة، سيحصل معسكر نتنياهو على 45 مقعدا والمعسكر المعارض على 65، و10 مقاعد للنواب العرب.

لكن نتنياهو هو المفضل إسرائيليًا لرئاسة الحكومة، إلا إذا كانت المواجهة مع اليميني بينيت. فقد فضل 46% بينيت رئيسًا للحكومة مقابل 39% لنتنياهو، و15% قالوا إنه لا إجابة محددة لديهم.

بيد أن 45% يفضلون نتنياهو إن كان التنافس مع زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس، الذي يحصل على 35%، فيما قال 20% إنهم لا يملكون إجابة محددة.

إعلان

أما إذا كانت المواجهة مع زعيم المعارضة يائير لبيد، فسيحصل على 32% مقابل 49% لنتنياهو، فيما قال 19% إنهم لا يملكون إجابة.

وفي مواجهة زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان، يحصل نتنياهو على 47% مقابل 33% لليبرمان، فيما قال 28% إنهم لا يملكون إجابة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العام المقبل 2026، ويرفض نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- دعوات المعارضة إلى تبكيرها، في ظل استمرار الحرب على غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي- إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟
  • ولي عهد السعودية: على المجتمع الدولي إنهاء عدوان إسرائيل على فلسطين
  • ولي العهد السعودي: على المجتمع الدولي إنهاء عدوان إسرائيل على فلسطين
  • الأمير محمد بن سلمان : معاناة فلسطين نتيجة العدوان الإسرائيلي... ويجب إنهاء تداعياته الكارثية
  • ولي العهد: يجب إنهاء تداعيات العدوان الإسرائيلي الكارثية.. وإيجاد واقع جديد تنعم فيه فلسطين بالسلام
  • كاتب اسرائيلي يدعو للتفاوض مع كتائب القسام .. مفتاح الحل في غزة لا الدوحة
  • استطلاعات: نصف الإسرائيليين يشككون في إنهاء حكم حماس ويؤيدون ضرب إيران
  • طبيبة أمريكية عائدة من غزة: ادعاء إسرائيل السماح بدخول المساعدات للقطاع غير صحيح
  • جيش الاحتلال: رئيس الأركان صدق على خطط عملياتية لمواصلة القتال في غزة
  • إسرائيل تؤكد تسليحها لمنافسي حماس في غزة.. والمعارضة تعتبره جنونا تاما وهكذا علقت الحركة