بينما أعلنت إسرائيل أنها تدرس الرد على مقترح مصري وقطري للهدنة وافقت عليه حركة حماس، بدأت في شن هجوم عسكري على مدينة رفح، ما أثار تساؤل بشأن مصير المحادثات ووقف إطلاق النار. 

وبعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان مدينة رفح التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني من مناطق الشمال ووسط قطاع غزة بسبب الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح يفضي لوقف إطلاق النار خلال وقت لاحق الاثنين.

 

ما هو المقترح؟ 

استنادا إلى التفاصيل التي أعلنها حتى الآن مسؤولو حماس ومسؤول مطلع على المحادثات، فإن الاتفاق الذي أعلنت الحركة الفلسطينية موافقتها عليه يشمل ما يلي، بحسب وكالة رويترز.

المرحلة الأولى

– وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما

- إطلاق حماس سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية

- سحب إسرائيل قواتها جزئيا من غزة والسماح للفلسطينيين بحرية الحركة من جنوب القطاع إلى شماله

وقال مدير تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية أشرف أبو الهول في حديث مع موقع "الحرة"، إن "إسرائيل أبدت موافقتها على إطلاق سراح 900 من الفلسطيينيين من المدنيين وبعضهم من أصحاب المحكوميات المرتفعة، مقابل إطلاق حماس 40 مدنيا في المرحلة الأولى لكن العدد تقلص إلى 32 رهينة إسرائيلية لأن حماس قالت إن هذا هو العدد الذي تحت يدها أحياء من النساء والأطفال". 

المرحلة الثانية

- فترة أخرى مدتها 42 يوما تتضمن اتفاقا لاستعادة "هدوء مستدام" في غزة، وهي عبارة قال مسؤول مطلع على المحادثات، وفقا لرويترز، إن حماس وإسرائيل اتفقتا عليها من أجل عدم مناقشة "وقف دائم لإطلاق النار".

- انسحاب كامل لمعظم القوات الإسرائيلية من غزة.

- إطلاق حماس سراح أفراد من قوات الاحتياط الإسرائيلية وبعض الجنود مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين. 

وقال أبو الهول لموقع "الحرة": "لم يحدد عدد الجنود ولا السجناء الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الثانية، لأن حماس لم تسلم الوسطاء كشفا بأسماء الأحياء والقتلى من الرهائن ولا عدد الجنود الأحياء، لكن من المفترض أن يكون التفاوض مستمرا بشأن المرحلة الثانية خلال تنفيذ المرحلة الأولى". 

المرحلة الثالثة

- الانتهاء من تبادل الجثامين والبدء في إعادة الإعمار وفقا لخطة تشرف عليها قطر ومصر والأمم المتحدة.

- إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة.

وقال أبو الهول إن "العرض تم تقديمه للحكومة الإسرائيلية عبر الهاتف وقالوا إنهم سيبحثونه ولكن فجأة بدأت إسرائيل هجوما مباشرا على شرق رفح حتى تقطع الطريق على أي شخص يمكنه أن يهرب باتجاه الحدود المصرية". 

واعتبر أبو الهول أن شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح يعني أن "إسرائيل ترفض المقترح أو أنها تقوي موقفها التفاوضي بحيث يمكنها أن تكتفي بقطع الطريق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وتحاصر مدينة رفح بدءا من الحدود المصرية وحتى خان يونس". 

"تغييرات جمة"

في المقابل قال المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان إن "هذا المقترح الذي وافقت عليه حماس غير مقبول لأنه يختلف عن العرض الذي قدمته إسرائيل حيث تم إدخال الكثير من التغييرات عليه". 

وأشار إلى أن "هذه التغييرات الجمة تتعلق بوقف إطلاق النار وبانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار عن قطاع غزة".

وقال إن الحكومة الإسرائيلية ترفض تماما وقف إطلاق النار قبل القضاء على حركة حماس كما ترفض رفع الحصار عن القطاع لأن هذا يزيد من الخطر على دولتنا في المستقبل من خلال إمكانية تشكيل خط مباشر بين إيران وقطاع غزة، ومع ذلك وافقت إسرائيل على إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المحادثات". 

"مواصلة الحرب"

واعتبر نيسان أن "كل ما وافقت عليه حماس هو نتيجة اجتياح الحي الشرقي من رفح وإمكانية الوصول إلى يحيى السنوار ولذلك إسرائيل ستواصل ضغطها ولا توافق على وقف إطلاق النار كما لا توافق على انسحاب القوات من قطاع غزة". 

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس بغية دفع الإفراج عن مخطوفينا وتحقيق أهداف الحرب قدما". 

وأضاف بيان مكتب نتانياهو أنه "على الرغم من أن مقترح حماس بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية، سترسل إسرائيل وفدا إلى الوسطاء من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط ستكون مقبولة على إسرائيل".

بايدن يضغط

وقال البيت الأبيض الاثنين إنه يدرس رد حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مضيفا أنه يواصل الضغط على إسرائيل لمنع شن هجوم عسكري واسع النطاق على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز موجود في المنطقة لإجراء مباحثات بخصوص رد حماس. 

وأضاف كيربي "نريد إخراج هؤلاء الرهائن، نريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، نريد زيادة المساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق سيكون "النتيجة الأفضل على الإطلاق".

وقال كيربي إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى نتانياهو لمدة 30 دقيقة تقريبا في اتصال هاتفي بحثا خلاله الوضع في رفح والاتفاق المقترح بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار، قبل تلقي رد حماس.

ووصف كيربي المباحثات بأنها كانت بناءة.

وأضاف كيربي "المكالمة لم تكن للضغط ولا للي ذراعه للموافقة على مجموعة معينة من الشروط".

وقال إن بيرنز يناقش مع إسرائيل رد حماس. وأضاف "نحن في مرحلة حرجة الآن".

وذكر كيربي أن بايدن أكد لنتانياهو مجددا موقفه الواضح بأن الولايات المتحدة "لا تدعم عمليات برية في رفح"، مضيفا أنه لا ينبغي لإسرائيل المضي قدما في خطة اجتياح المدينة ما لم تكشف عن سبل لحماية مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين هناك.

وقال مسؤول أميركي إن إسرائيل لا تتفاوض بنية صادقة. وأضاف لرويترز "لم يتعامل نتانياهو وحكومة الحرب مع أحدث مرحلة من المفاوضات (مع حماس) بنية صادقة على ما يبدو".

وجاءت مكالمة بايدن مع نتانياهو بعد ساعات من مطالبة إسرائيل الفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح.

وأثار أمر الإخلاء مخاوف من هجوم شامل على رفح تهدد به إسرائيل منذ فترة طويلة، بعد سبعة أشهر من هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل ردا على هجوم حماس أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وتدمير جزء كبير من غزة.

وقال البيت الأبيض إن "الرئيس بايدن أطلع رئيس الوزراء على الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، بما يشمل المحادثات الجارية اليوم في الدوحة بقطر. ووافق رئيس الوزراء على ضمان فتح معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات الإنسانية للمحتاجين".

ويقع معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة بالقرب من رفح. وأُغلق المعبر بعد مقتل أربعة جنود إسرائيليين بالقرب منه الأحد في هجوم صاروخي أعلنت حماس مسؤوليتها عنه.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حرکة حماس مدینة رفح أبو الهول قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس

قالت القناة "12" العبرية، الخميس، إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عرض على إسرائيل وحركة حماس في الساعات الماضية خطة جديدة لاتفاق من أجل وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

 

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 177 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

 

وحسب القناة، سيتم إطلاق 9 (أو 10) أسرى إسرائيليين أحياء و18 أموات على مرحلتين خلال أسبوع، وتلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار 60 يوما تجرى خلالها مفاوضات لإنهاء الحرب.

 

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

 

القناة تابعت: "وبموجب الخطة تلزم إسرائيل بسحب جيشها إلى المواقع التي تواجد فيها قبيل انهيار وقف إطلاق النار في مارس/ آذار الماضي".

 

كما تلتزم بإعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ليتم توزيعها من جانب مؤسسات الأمم المتحدة، كما كان الحال سابقا، إضافة إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

 

واستبعدت إسرائيل الأمم المتحدة، وكلفت قبل أيام "مؤسسة غزة الإنسانية" الإسرائيلية الأمريكية المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة، لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.

 

لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء مركز لتوزيع مساعدات، فقتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص 3 منهم وأصاب 46، وأوقفت المؤسسة نشاطها "مؤقتا".

 

وذكرت القناة الإسرائيلية أنه "في حال عدم التوصل إلى اتفاق (لإنهاء الحرب) حتى نهاية وقف إطلاق النار، فستستأنف إسرائيل الحرب أو تواصل المفاوضات لإطلاق مزيد من الأسرى"، دون أن توضح ما إذا كان هذا هو تحليلها أو بند بالخطة.

 

** ضمانة ثلاثية

لاحقا، نقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله: "سيتم إطلاق سراح عشرة (أسرى) إسرائيليين أحياء وليس تسعة".

 

وعن آلية التنفيذ قالت القناة: "في اليوم الأول، سيتم إطلاق سراح خمسة (أسرى) أحياء وتسعة قتلى، وفي اليوم السابع، يتم إطلاق مثلهم".

 

وزادت أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن وقف إطلاق النار، وسيكون ضامنا لاحترام الطرفين له".

 

و"مقابل الأسرى الأحياء ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا محكوما بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

 

وتابعت: "مقابل (الأسرى) الثمانية عشر القتلى، ستفرج إسرائيل عن 180 جثة لسكان غزة على دفعتين".

 

وأضافت: "في اليوم العاشر، ستُسلم حماس قائمة كاملة تتضمن تقريرا طبيا مفضلا عن حالة (بقية الأسرى الإسرائيليين) في غزة".

 

و"ستكون الولايات المتحدة ومصر وقطر ضامنة لوقف إطلاق النار، وسيصل ويتكوف إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق".

 

وسبق أن نشرت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية ما قالت آنذاك إنها تفاصيل مقترح (سابق) لويتكوف، مع اختلاف في بعض البنود.

 

** تصريحات إيجابية

وحتى الساعة 08:25 "ت.غ" لم يصدر تعقيب من الأطراف المعنية على ما ذكرته القناة الإسرائيلية بشأن الخطة الجديدة.

 

لكن الأربعاء أعلنت حماس، في بيان، التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف على إطار عام لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، بانتظار الرد النهائي من الوسطاء.

 

وأوضحت أن الإطار "يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق".

 

ويتضمن أيضا "إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء، وتنتظر الحركة الردّ النهائي على هذا الإطار"، وفق البيان.

 

كما صرح ويتكوف، الأربعاء، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيراجع وثيقة التفاهمات الجديدة بشأن غزة، وأعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار و"حل سلمي طويل الأمد".

 

وفي اليوم نفسه، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن مسؤولين إسرائيليين مشاركين بالمفاوضات غير المباشرة مع "حماس"، يتحدثون عن "تطور إيجابي" بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة.

 

وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

 

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

 

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

 

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


مقالات مشابهة

  • تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يوافق رسمياً على مبادرة ويتكوف وترامب سيكون الضامن لالتزام إسرائيل ببنوده
  • حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. ندرسه بمسؤولية
  • بضمان ترامب شخصيا.. تفاصيل وثيقة ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • حماس تتوصل إلى اتفاق مع ويتكوف وتنتظر الرد النهائي عليه
  • حماس: وافقنا على إطار مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار وننتظر الرد النهائي
  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة