أبوظبي (وام)
أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، أن دولة الإمارات تدرك أهمية العمل المشترك، وتوحيد الجهود العالمية لتحقيق التنمية والازدهار، وتؤمن بأنها قادرة وبالتعاون مع مختلف دول العالم، على صياغة مشهد استثماري جديد يتصف بالشمولية والاستدامة والعالمية.
جاء ذلك في الكلمة الرئيسة التي ألقاها سموه في افتتاح الدورة الـ 13 من قمة AIM للاستثمار، التي شارك فيها كضيف شرف وتستضيفها العاصمة أبوظبي حتى 9 مايو الجاري، تحت شعار «التكيف مع تحول المشهد الاستثماري: تسخير إمكانات جديدة لتطوير التنمية الاقتصادية عالمياً»، بحضور فخامة أندريه راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، والشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، نائب رئيس مجلس إدارة مكتب الاستثمار والتطوير في رأس الخيمة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي الدكتور أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية ومشاركة قادة ووزراء ومسؤولين حكوميين وصناع قرار من مختلف دول العالم، إضافة إلى نخبة من المستثمرين وكبريات شركات الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، والمنظمات الدولية، من أكثر من 175 دولة حول العالم.

وسلط سموه في كلمته الضوء على تطور وازدهار مسيرة التنمية والاستثمار في دولة الإمارات على مر الأعوام، وكيف أصبحت اليوم بفضل ذلك وجهة مفضلة ورئيسة للاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً. وتحدث سموه عن المسيرة التنموية المتواصلة لدولة الإمارات، والرؤية الطموحة والحكيمة لقيادتها الرشيدة التي أسهمت في تحقيق الإنجازات والنجاحات لشعب الإمارات وقال : أثبتت دولة الإمارات أنه عندما تجتمع الحكمة والشعور بالواجب مع الرؤية والعمل الجاد، يصبح كل شيء ممكناً.. مشيداً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تجاه شعب الإمارات ومستقبلها والذي شكل مصدراً حقيقياً للإلهام لأبناء الوطن، فقد أظهر سموه للجميع أنه مع هذه الرؤية الواضحة والخطة الصحيحة.. يصبح الحلم حقيقة. وأكد سموه أن النهضة الاقتصادية التي استطاعت دولة الإمارات تحقيقها اليوم كانت ستبقى مجرد حلم لولا الجهود المضنية التي تم بذلها مشيراً إلى أن الحلم يبقى حلماً ما لم يرتبط بالعمل الجاد لتحقيقه، ومن دون رؤية استشرافية وخطة عمل مدروسة واستراتيجية جيدة ذات هدف واضح، ربما سيفضي العمل إلى الفوضى وإهدار الموارد. وحول كيفية تحقيق النهضة الاقتصادية في الدولة، قال سموه: قمنا بدايةً بتوجيه مواردنا الاستراتيجية نحو تشييد البنية التحتية وإنشاء مؤسسات قوية، وركزنا في المرحلة الثانية على إرساء البنية التحتية الناعمة بمعنى إنشاء البيئة التنظيمية، والقانونية، والتجارية الكفيلة بكسب ثقة المستثمرين، وثالثاً، وربما الأهم، بذلنا قصارى جهدنا في بناء قدرات كوادرنا البشرية انطلاقاً من إدراكنا بأن تعليم أجيال وقادة المستقبل شرط أساسي لتحقيق الازدهار.

أخبار ذات صلة سعود بن صقر يلتقي عدداً من رؤساء الشركات العالمية مشاركون دوليون في القمة لـ «الاتحاد»: الإمارات وجهة ومركز رئيسي للاستثمار العالمي

وأضاف سموه: نراهن على كوادرنا الوطنية وعلى إنجازاتهم المستقبلية من خلال الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والمؤسسات التعليمية المتطورة، ونفعل ذلك مع إدراكنا التام بأن التعليم ليس سوى جزء من هذه الرؤية، حيث أثبتنا لأبناء شعبنا والعالم بأسره أننا نتحلى بالوعي والمسؤولية للتعلم من أخطائنا وتحدياتنا، وتصحيح الأخطاء بسرعة لمواصلة المضي قدماً على المسار الصحيح، ومن خلال إظهار المرونة والانفتاح والجرأة، تمكّنا من النهوض بسرعة واجتذبنا أفضل العقول في العالم لاستكمال قدرات مواهبنا المحلية.
واستعرض سموه أمام الحضور إنجازات دولة الإمارات بالأرقام، مؤكداً أن دولة الإمارات تستأثر اليوم بنحو ثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. وتبوأت المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في المجالات الجديدة في عام 2023، ما يؤكد مكانتنا وجهة رائدة لأكبر وأنجح المشاريع في العالم.
وقال سموه : لقد أتاح لنا ذلك الاستثمار إعادة تشكيل اقتصادنا، ونجحنا بخفض حصة النفط في الناتج المحلي الإجمالي الوطني إلى أقل من 30%، وعلاوة على ذلك، نتطلع إلى اجتذاب 150 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية بحلول عام 2031، وأن نكون ضمن أفضل 10 وجهات للاستثمار الأجنبي المباشر.
وتطرق سموه في كلمته للحديث عن إمارة رأس الخيمة، ونهضتها التنموية المتواصلة، وقال: أسهم التنوع البيئي للإمارة، من الجبال الرائعة إلى الشواطئ الخلابة، في توفير سبل إضافية لازدهار شعب الإمارات، حيث شهد قطاعنا السياحي في عام 2023 نمواً في أعداد الزوار كان الأكبر في تاريخ الإمارة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بمقدار ثلاث مرات بحلول عام 2030، علماً بأنه حافظ على الارتفاع بنسبة تزيد على 60% خلال السنوات الثماني الماضية.
وأضاف سموه: بالتوازي مع ازدهار سمعة الإمارة كمركز سياحي رائد على مستوى العالم، تضاعفت كذلك قيمة معاملاتنا العقارية السنوية عن مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.. كما تضاعف إجمالي عدد الشركات المسجلة في مناطقنا الحرة خلال السنوات العشر الماضية، كل ذلك نتيجة تضاعف حجم التجارة عبر موانئنا بمقدار خمس مرات خلال السنوات العشرين الماضية.
وقال سموه في ختام كلمته: الإماراتيون يدركون بالفطرة أن مستقبلنا يتمثل في مد جسور العلاقات عبر الحدود.. لقد ولدنا بهذه العقلية، فنحن دولة اعتمدت طوال تاريخها على التجارة وأدركنا مدى أهمية - بل وضرورة - أن تكون التنمية جهداً مشتركاً قبل كل شيء وأنا واثق تماماً بأننا نستطيع معاً صياغة مشهد استثماري جديد لتحقيق نمو شامل ومستدام وعالمي قدر الإمكان ويسعدني أن أؤكد لكم أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستضطلع بكامل مسؤوليتها وتواصل لعب دور محوري في هذا الإطار.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات سعود بن صقر الاستثمار الاستدامة دولة الإمارات سعود بن صقر رأس الخیمة آل نهیان سموه فی

إقرأ أيضاً:

زكي نسيبة: الإمارات حقّقت قفزات كبيرة في التعليم المستدام

أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة 50 فرصة عمل في القطاع الخاص للمواطنين انخفاض درجات الحرارة اليوم

أكد معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن الإمارات حقّقت في السنوات الأخيرة قفزات كبيرة في مجال التعليم العام والجامعي، بما يتماشى مع الرؤى الوطنية للقيادة الرشيدة نحو التعليم المستدام.
 وقال معاليه، في مداخلة أمام المؤتمر الدولي الثالث لجائزة خليفة التربوية، إن هذه الرؤى لاستشراف مستقبل التعليم تهدف لصناعة جيل واع بمتطلبات الحياة ومواكبة مستجداتها، باعتبارهم ركيزة رئيسية في بناء اقتصاد معرفي، من خلال مشاركتهم بفاعلية في مسارات الأبحاث وريادة الأعمال وسوق العمل.
 وأضاف معاليه، أمام المؤتمر الذي عقد في أبوظبي مؤخراً، أن القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، آمن بالتعليم ودوره الكبير في تنمية وتطوير وازدهار الوطن، وكانت رؤيته، ثاقبة واستشرافية تؤمن بتزويد رأس المال البشري بالمعرفة والعلوم من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشود.
 ونوه إلى أن القائد المؤسس «طيب الله ثراه»، سعى لتوفير كل متطلبات التعليم، حيث انتشرت المدارس، وتكللت الجهود بدعم التعليم الجامعي في بداية تأسيس الاتحاد عندما أنشئت جامعة الإمارات في فبراير 1976 لتكون منارة تعليمية تخرج الأجيال المتعلمة والمزودة بالمهارات المطلوبة لسوق العمل في تلك الفترة، كما اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بتعليم المرأة ووفر لها كل الممكنات لتصبح عضواً فاعلاً في مجتمعها، مشيراً معاليه إلى أن تلك الفترة تميزت بالطموح والإرادة والعزيمة، وهي ممكنات ضرورية ساعدت آنذاك في تأسيس قاعدة متينة من التعليم وحققت الطفرات التعليمية.
 وأوضح معالي زكي نسيبة أن التعليم في الإمارات كان منذ البدايات الأولى وفي مراحله المختلفة تعليماً ممتداً، حيث تتميز كل مرحلة بالتجديد، فكل مرحلة تالية مبنية على قراءة واقعية للمرحلة التي قبلها، ضمن توجهات استراتيجية ورؤية واضحة تسعى لتحقيق تنافسية عالمية في مؤشرات التعليم، حتى أصبح التعليم في الإمارات منافساً عالمياً ونوعياً في مخرجاته التعليمية.
 وأشار إلى أن كل مرحلة من مراحل التعليم بالدولة تميزت بصلتها الوثيقة بعناصر البيئة الإماراتية والهوية الوطنية المرتبطة بسمات القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وتميز التعليم بأصالته المنبثقة من عادات وتقاليد وتراث المجتمع والذي بدوره ساهم في بناء الشخصية الإماراتية المتزنة والمتسامحة.
 وأكد معاليه، أن هذه الرؤى لاتزال هي الاستراتيجية التي يسير عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للعمل على رفع مستوى التعليم في الإمارات، لإيمان سموه العميق بأن التعليم ركيزة تقدم ونهضة الأمم، ويأتي في إطار الاستثمار في الإنسان.
وأوضح أن صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، يرى أن التعليم يجب أن يشمل الجميع، وأن الانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى يجب أن يكرس اللغة العربية والهوية الوطنية والأصالة والتقاليد العريقة بشكل يحقق استدامة النمو.
سد الفجوة
وقال معاليه: إن مؤسسات التعليم العالي في الدولة تعمل حالياً على سد الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، ضمن رؤى وخطط استراتيجية تواكب المتغيرات المتسارعة وتساهم في تعزيز تكاملية التعليم بشكل عام في الدولة، لتحقيق منظومة تعليمية رائدة ومتكاملة، ويتوجب على مؤسسات التعليم، التعاون المشترك لضمان استمرار المواءمة المستمرة والدورية لاحتياجات سوق العمل وعكسها في المناهج والخطط الدراسية للطالب.
 وأكد نسيبة أن مؤسسات التعليم العالي تلعب دوراً مُهمّاً في تشكيل المشهد العلمي والعملي المُستدام في الإمارات، من خلال زيادة البحث العلمي والابتكار، والتركيز على المشاريع البحثية المتطوّرة، لمواجهة التحديات في سوق العمل المستقبلي والمُساهمة في تقدّم المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تتابع بقلق بالغ ما تتداوله وسائل الإعلام بشأن حادثة طائرة الرئيس الإيراني ومرافقيه
  • زكي نسيبة: الإمارات حقّقت قفزات كبيرة في التعليم المستدام
  • رئيس الدولة ورئيس الكونغو الديمقراطية يبحثان التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك
  • محمد بن زايد ورئيس الكونغو الديمقراطية يبحثان العلاقات التنموية والاقتصادية
  • رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الكونغو الديموقراطية ويبحثان علاقات التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك
  • حمدان بن زايد يزور حمد سعيد المزروعي بمنزله في جزيرة دلما
  • حمدان بن زايد يزور المواطن حمد سعيد المزروعي بمنزله في جزيرة دلما
  • منصور بن زايد: “مبادلة للاستثمار” تسهم بدور محوري في تعزيز مسيرة الإمارات واقتصادها الوطني
  • منصور بن زايد: مبادلة للاستثمار تسهم بدور محوري في تعزيز مسيرة الإمارات واقتصادها الوطني
  • رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي للجزيرة نت: إنشاء صندوق استثماري عالمي بـ100 مليون دولار