مدبولي: مصر والأردن يبذلان قصارى جهدهما لوقف الصراع غير المبرر في غزة
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إنّ مصر والأردن يبذلان قصارى جهدهما من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية في غزة، لتكون هناك بدايات حقيقية للتفاوض على إنهاء الصراع العسكري غير المبرر والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها الأشقاء في غزة، لتفعيل حل الدولتين في أقرب وقت.
وأضاف مدبولي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني بشر الخصاونة بعد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والذي نقلته قناة «إكسترا نيوز»، أنّ هذا الشق احتلّ جزءً كبيرا من النقاش بحكم الأزمة التي يواجهها العالم، ولكن دولتينا هما الاكثر تأثرا بالأزمة بحكم البعد الجغرافي.
وتابع رئيس الوزراء: «كان لدينا الفرصة للتطرق إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين بلدينا مثل العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، واتفقنا على أنّ هناك حاجة لزيادة التبادل التجاري خلال المرحلة المقبلة، فمتوسط التبادل التجاري على مدار الـ5 سنوات الماضية 600 مليون دولار أمريكي، وهذا رقم متواضع بالنسبة إلى إمكانيات بلدينا، وهناك رغبة أكيدة لزيادة هذه الأرقام بصورة كبيرة لتحقيق الاستفادة المشتركة للبلدين وتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين».
السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كاملجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي، أعلن أول أمس الثلاثاء، "السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كامل"، مؤكدا أن قواته تقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة.
وحسب وكالة سبوتنيك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه "قتل 20 مسلحا وعثر على 3 أنفاق خلال عملية السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح"، مؤكدا أن "معبر كرم أبو سالم مغلق وسيعاد فتحه عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك".
من جهتها، أعلنت هيئة المعابر في غزة، "توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم"، مؤكدة إغلاق معبر رفح بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية داخل المعبر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، مهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس شرقي مدينة رفح الفلسطينية. يأتي ذلك بعدما قرر "مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية العسكرية في رفح للضغط على حماس لتحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، مع إرسال وفد للقاء الوسطاء في القاهرة لبحث التوصل إلى صفقة مقبولة".
وكان اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي ورئيس حزب المصري، قال إن الطرف الثاني في حرب غزة هو شعب قُهر وطُرد من أرضه ومُحتل منذ 75 عامًا، ولديه رغبة أكيدة في التحرر.
وأضاف "الجابري" خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محمد الباز ببرنامج "الشاهد" المُذاع على قناة "إكسترا نيوز": "كل القرارات التي صدرت لصالح القضية الفلسطينية الطرف الآخر لا يحترمها".
وتابع: "لكي تتحرر الشعب تحتاج أن تدفع الثمن لأن مفيش حاجة هتتحرر ببلاش، في المنطقة العربية لدينا تجربة الجزائر التي ممكن أن يقتضي بها شعوب أخرى".
وأوضح أن تجربة الجزائر دفعت الثمن مليون شهيد، متابعًا: "اعتقد أن هذا هو الموجود والمترسخ اليوم في الإنسان الفلسطيني، رغم كل المآسي لكنه لديه رغبة دفينة قوية في تحرير نفسه، وهذه هي المرة هي الفرصة التاريخية للشعب الفلسطيني لتحرير نفسه والوصول إلى حل الدولتين ولكي يصل إلى ذلك يجب أن يقدم الفاتورة وتم تقديم الفاتورة بأرواح الشهداء والجرحى والأطفال والدمار البربري الذي نراه"، مؤكدًا أن الفاتورة غالية لكن يجب دفعها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدبولى بوابة الوفد الوفد الأردن غزة معبر رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو في واشنطن للمرة الثالثة خلال 6 أشهر| زيارة حاسمة لوقف نار غزة وسط ضغوط أمريكية.. وخبير يعلق
في مشهد لم يعد غريبًا على الساحة السياسية، حط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحاله مجددًا في العاصمة الأمريكية واشنطن، للقاء الرئيس دونالد ترامب. ما يجعل هذه الزيارة لافتة أنها الثالثة خلال ستة أشهر فقط، وهي مدة قصيرة وفق المقاييس الدبلوماسية، ما يعكس حجم الضغوط والرهانات التي تواجه الطرفين، في وقت تموج فيه المنطقة بتحولات غير مسبوقة، لعلّ أبرزها الحرب في غزة، والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، ومفاوضات التهدئة المتعثرة.
وبينما اختار ترامب أن يبتعد عن المظاهر الرسمية المعتادة ويستضيف نتنياهو على مائدة عشاء خاصة، كان العالم يراقب عن كثب ما ستسفر عنه هذه الزيارة من مخرجات، قد تُحدث اختراقًا في واحدة من أعقد أزمات الشرق الأوسط.
لقاء بعيد عن البروتوكول.. وقريب من الملفات الملتهبةفي البيت الأبيض، وتحديدًا في الجناح الرسمي، جرى لقاء العشاء الذي جمع دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وسط غياب كامل للبيانات الصحفية أو التصريحات الرسمية المصاحبة لمثل هذه اللقاءات. ورغم الطابع "الخاص" للقاء، إلا أن الملفات التي نوقشت كانت في غاية الحساسية، على رأسها الحرب في غزة، ومصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، إلى جانب التطورات الإيرانية.
هذا اللقاء يأتي في وقت تتكثف فيه الوساطات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، بينما أعلن ترامب تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق تهدئة قد يبدأ سريانه خلال أسبوع، مؤكدًا أن الرد الأولي لحماس كان "إيجابيًا".
أجواء الوصول.. هدوء دبلوماسي وصخب سياسينتنياهو وصل مساء الإثنين إلى واشنطن على متن طائرة "جناح صهيون"، دون أي مراسم استقبال أو تصريحات علنية، ما عكس طبيعة الزيارة التي تبدو موجهة لتحقيق نتائج أكثر من استعراض الخطاب السياسي. في المقابل، أفادت مصادر إسرائيلية بأن "المفاوضات مستمرة وهناك تقدم"، رغم إعلان مصادر فلسطينية عن جمود في محادثات الدوحة.
وكان لافتًا وصف الرد الحمساوي بـ"الأضعف من المتوقع"، وهو ما دفع نتنياهو لإرسال وفد جديد للدوحة لمحاولة تذليل العقبات المتبقية، وسط أجواء وُصفت بأنها "إيجابية نسبيًا"، بحسب مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي.
لقاءات تحضيرية ورسائل دبلوماسيةقبل العشاء الرئاسي، أجرى نتنياهو مشاورات مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. مصادر مطلعة أفادت بأن القضايا الجوهرية لا تزال مطروحة على الطاولة، لكن هناك تقدمًا تدريجيًا في تفكيك الخلافات، وسط رغبة أميركية واضحة في التوصل إلى اتفاق قبل أن تشتد سخونة المعركة الانتخابية.
"نوبل للسلام".. من نتنياهو إلى ترامبفي لفتة رمزية، قدّم نتنياهو رسالة رسمية للرئيس ترامب يرشحه فيها لجائزة نوبل للسلام، في خطوة تحمل أكثر من دلالة سياسية، خاصة في سياق التفاهمات الجارية حول غزة. ترامب وصف هذه المبادرة بأنها "مؤثرة"، فيما وصف زيارة نتنياهو بأنها "شرف كبير"، مؤكدًا "نحن نحقق نتائج رائعة سويًا".
غزة.. مفتاح تفاهم سياسي أم تهدئة مؤقتة؟ملف غزة كان في صلب اللقاء، إذ صرح المبعوث ويتكوف بأن المفاوضات باتت "قريبة جدًا من النجاح"، وأن خطة وقف إطلاق النار تحتاج فقط إلى "تعديلات طفيفة". ويبدو أن هناك اتفاقًا مبدئيًا على تهدئة لمدة شهرين قابلة للتمديد، تتضمن وقف العمليات العسكرية، وتبادل الأسرى، وتسهيلات إنسانية.
في المقابل، طرح نتنياهو رؤية إسرائيلية مشروطة لأي تسوية، مؤكدًا أن الفلسطينيين "يجب أن تكون لهم قدرة على الحكم الذاتي، لكن ليس على تهديدنا"، ما يعكس تمسكه بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة.
ترامب وإيران.. تفاؤل حذر بعد التصعيدلم تغب إيران عن أجندة اللقاء، خاصة بعد الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها. ترامب أكد أن واشنطن "لا تسعى للتصعيد"، لكنه أشار إلى تغير واضح في موقف طهران، قائلاً: "أصبحوا أكثر احترامًا لإسرائيل ولنا". في الوقت نفسه، كشف ويتكوف عن لقاء محتمل مع مسؤولين إيرانيين خلال أسبوع، ما قد يفتح نافذة حوار جديدة.
ضغوط أمريكية.. ورسائل غير معلنة
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن الزيارة تحمل أبعادًا تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة، معتبرًا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا واضحة على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو وقف العمليات العسكرية. ويؤكد أن الغضب الدولي المتزايد من الكارثة الإنسانية في غزة، إضافة إلى الانتقادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تضع إدارة ترامب في موقع حرج، ما يدفعها لمحاولة تحقيق اختراق سياسي قد يُحسب لها قبل الانتخابات القادمة.
مؤشرات على قرب التفاهمتصريحات ترامب الأخيرة بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أيام، وفق ما يشير إليه السيد، تعكس وجود تقدم فعلي في المفاوضات، خاصة ما يتعلق بملف تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار. وأضاف أن واشنطن تسعى لاستثمار هذا التقدم لتحقيق إنجاز سياسي يعزز من صورتها الدولية، ويمنح الرئيس ترامب ورقة رابحة في معركته الانتخابية.
تعقيدات الميدان واشتراطات إسرائيلرغم التفاؤل الحذر، يلفت اللواء نبيل السيد إلى أن أي اتفاق سيكون مشروطًا بتفاهمات أمنية تضمن لإسرائيل بعض مكاسبها العسكرية، إلى جانب التزامات أمريكية تتعلق بإعادة ترتيب الوضع في قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك مستقبل حركة حماس ودور السلطة الفلسطينية، وتحديد معالم المرحلة المقبلة بوضوح.
تحديات داخلية وخارجيةويحذر السيد من أن الطريق إلى التسوية لا يزال مليئًا بالعقبات، أبرزها الانقسام الحاد داخل الحكومة الإسرائيلية، وصعوبة إقناع الأطراف الفلسطينية بشروط قد تراها مجحفة، إلى جانب البيئة الإقليمية والدولية التي لا تزال تتسم بالتوتر والانقسام حيال ملف غزة.
زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن لا تبدو زيارة عادية، بل تأتي في لحظة مفصلية تعكس اشتباك الملفات الداخلية والخارجية، الإقليمية والدولية. فبين محاولة تهدئة غزة، واسترضاء الداخل الإسرائيلي، والحفاظ على الدعم الأمريكي، يقف نتنياهو في اختبار سياسي معقد.
أما ترامب، فيبدو أنه وجد في نتنياهو حليفًا يمكن المراهنة عليه لتحقيق إنجاز خارجي قد يعيد ترتيب أوراقه الانتخابية. لكن نجاح هذا الرهان يظل رهنًا بتوازنات شديدة الحساسية، وميدان سياسي تتغير معادلاته كل ساعة.