وزير الإعلام عن ملف التيكتوكرز: الحجب لا يحدّ من الاستعمال والأهم مراقبة المحتوى
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
أصدر وزير الإعلام زياد المكاري البيان الآتي: "بعد انفضاح امر استدراج قاصرين عبر تطبيق TikTok وكشف القوى الامنية عن عصابة " التيكتوكرز" التي استعانت بالتطبيق للترويج لأعمالها الإجرامية، وإثر المطالبة بحظر هذا التطبيق في لبنان، يهم وزارة الإعلام ان توضح النقاط الآتية:
أولا- إن حظر اي تطبيق، استناداً إلى بيان وزارة الاتصالات، يحتاج إلى قرار قضائي، علما ان الحجب لا يحد من الاستعمال، اذ ان هناك طرقا اخرى بديلة ممكنة ومتاحة، مثل تقنية vpn، مع الإشارة إلى انTikTok ليس إلا وسيلة تواصل، وإذا تم حجبه فتنتقل هذه الشبكات الى منصات اخرى، لذا الأجدى والاهم، هو مراقبة المحتوى والتبليغ بسرعة عن اي مضمون يمس بالآداب العامة او يحمل شبهات اجرامية ولا اخلاقية، بهدف الحذف وإقفال الحساب.
ثانيا- ان وزارة الاعلام ستتعاون مع مكتب TikTok في الشرق الأوسط وتركيا، والذي سيزور فريق عمله لبنان قريباً، بناء على دعوة الوزارة له وفي إطار التنسيق، بهدف وضع خطة عمل مشتركة مع وزارة الاتصالات، لمراقبة محتوى التطبيق والحد من مخاطر المضمون المسيء، بالإضافة إلى وضع الضوابط الأخلاقية، وسيتم الاتفاق على تنظيم دورات تثقيفية يقدمها خبراء، تكون متاحة لجميع الراغبين من إعلاميين ومؤسسات تربوية حول كيفية الاستفادة من هذه المنصة في شكل ايجابي، ومعرفة شروطها وقوانينها.
ثالثا- اما في ما يتعلق بالتحقيقات المستمرة في فضيحة "التيكتوكرز" وتناقلها عشوائيا عبر وسائل الإعلام ونشر معلومات غير دقيقة احياناً، ونظرا إلى ما ينطوي عليه ذلك من إضرار بمسار التحقيق، فإن وزارة الإعلام، انسجاما مع بيان النيابة العامة التمييزية في هذا الإطار، تأمل استقاء المعلومات عن التحقيقات من القضاء حصرا، باعتباره المصدر الرسمي الوحيد لذلك، علما ان هذا لا يلغي دور الصحافة الاستقصائية المسؤولة والحريصة على إظهار الحقائق بمهنية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صناعة المحتوى… كيف أصبحت مهنة العصر؟
لم تعد المهن التقليدية وحدها تتصدّر اهتمام الشباب في السنوات الأخيرة. التطوّر السريع للتكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية فتحا الباب أمام مهنة جديدة فرضت نفسها بقوة، وهي صناعة المحتوى. ما بدأ كتسلية بسيطة عبر تصوير يوميات أو تحديات أو تجارب سفر، تحوّل اليوم إلى قطاع اقتصادي واسع يتطوّر يوميًا، ويوفر فرص عمل حقيقية حول العالم، وأصبح مهنة العصر.في بدايات انتشار السوشيال ميديا، كان المحتوى يرتكز على الهواة الذين يشاركون لحظاتهم بهدف الترفيه لا أكثر. لكن التطوّر اللافت بين عامَي 2015 و2018 بدّل طبيعة الاستخدام بالكامل، بعدما أصبحت المنصّات مكانًا لعرض مهارات وأفكار وطريقة حياة. ومع اتّساع الجمهور، بدأت الشركات تلاحظ التأثير المباشر للمؤثرين، فحوّلت جزءًا كبيرًا من ميزانياتها من الإعلانات التقليدية نحو الإعلان عبر الأفراد.
التسارع الرقمي والمرحلة التي صنعت الفرق
عام 2020 شكّل نقطة تحوّل حقيقية. فمع فترة الإغلاق العالمي خلال كورونا، ارتفع استخدام المنصّات الرقمية بشكل غير مسبوق، ما وفّر حاجة ضخمة لمحتوى يومي ومتنوّع. ومع الوقت، تحوّل نشاط كان يُعتبر ترفيهيًا إلى مهنة كاملة تتطلّب التزامًا، تنظيمًا، واستراتيجية واضحة. وفي 2021 ظهر مصطلح “Creator Economy”، ليصف المنظومة الاقتصادية الجديدة المبنية حول المبدعين على الإنترنت، من أدوات إنتاج، إلى منصّات اشتراك، وصولًا إلى أسواق جديدة بالكامل.
اقتصاد قائم بحد ذاته
تُشير تقديرات شركات التحليل العالمية إلى أن اقتصاد صنّاع المحتوى يتّجه نحو نمو ضخم خلال السنوات المقبلة. وتشير أحدث التقارير إلى إمكانية وصول حجمه إلى نحو 480 مليار دولار بحلول عام 2027، ما يعكس قوّة هذا القطاع وقدرته على توفير وظائف جديدة من خارج الإطار التقليدي.
هذا النمو السريع يشمل صناع فيديو، مدونيّ السفر والطعام، المراجعين التقنيين، الصحفيين الرقميين، المعلّمين عبر الإنترنت، وغيرها من الفئات التي أصبحت جزءًا أساسياً من السوق.
لماذا نجحت صناعة المحتوى؟
التحوّل الكبير في سلوك الجمهور هو أحد أهم العوامل. فالمستخدم اليوم يفضّل المحتوى القريب منه، السريع، والتفاعلي، ويثق أكثر بأشخاص يعرفهم عبر الشاشة. وهذا ما جعل الصناعة أكثر تأثيرًا من الحملات الإعلانية التقليدية. كما أن الشركات أصبحت تفضّل الشراكات مع مؤثرين قادرين على الوصول إلى جمهور محدّد ومعروف، بدل إعلانات عامة لا يمكن قياس نتائجها بدقّة.
رغم النجاح الهائل لصناعة المحتوى، لا تزال الجامعات حول العالم غير قادرة على مواكبة هذا التحوّل. فالمهنة لا تُدرّس بشكل منهجي، بل تعتمد على خبرة شخصية، تعلّم ذاتي، ومزيج من مهارات السرد والاتصال والتصوير. ومع ذلك، أصبحت اليوم مهنة تعتمد عليها آلاف الأسر، وتفتح المجال أمام دخل ثابت أو إضافي، وفقًا لطبيعة العمل وأسلوب صانع المحتوى.
ما يميّز صناعة المحتوى أنّها أعادت تعريف القوة الإعلامية. فالفرد صار قادرًا على بناء منصّته الخاصة، والتأثير في الرأي العام، والوصول إلى جمهور كان يحتاج سابقًا إلى مؤسسات كاملة للوصول إليه. ومع تطوّر الأدوات والمنصّات، أصبح الطريق مفتوحًا أمام كل شخص قادر على تقديم فكرة، أو مهارة، أو قصة بأسلوب جذّاب.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة في عصر صناعة المحتوى: لماذا لا يجب أن نثق بالمؤثّرين بسهولة؟ Lebanon 24 في عصر صناعة المحتوى: لماذا لا يجب أن نثق بالمؤثّرين بسهولة؟