كيف حقّقت الكتب المؤلفة عبر تشات جي بي تي أرباحا لـأمازون؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
أثار نشر سيرة ذاتية مستندة على "تشات جي بي تي" عن ليون غوتييه، وهو فرنسي شارك بعملية الإنزال في نورماندي في السادس من حزيران/ يونيو 1944، جدلا كبيرا، حيث قالت عائلته إنّ "السيرة التي نُشرت بعد يومين من وفاته ليست سيئة فحسب، بل مليئة بالأخطاء".
وفتحت انتقادات السيرة الذاتية، الباب لنقاش أوسع، بخصوص إتاحة "أمازون" عبر إحدى منصاتها نشر كتب جرت الاستعانة بـ"تشات جي بي تي" في إنجازها، ما يخوّل أصحابها تحقيق مكاسب مالية.
وبات بإمكان أي شخص بيع كتابه عبر منصة "كيندل دايركت بابليشينغ" (KDP) للنشر الذاتي التابعة لـ"أمازون". إذ أن الرقابة على عمليات بيع مماثلة ضعيفة، بينما تُعدّ الأرباح المتوخاة عالية مع حصول المؤلفين على 70 في المئة من سعر بيع النسخة الإلكترونية.
إلى ذلك، سيظهر عدد كبير من السير الذاتية باللغة الإنجليزية، عند البحث في "أمازون" على اسم بول أوستر، وهو كاتب توفي مساء 30 نيسان/ أبريل، نُشرت في اليوم الذي أعقب وفاته.
.وتتألف هذه الكتب من عدد صفحات يراوح بين 30 و110، فيما تتكون من أفكار وصفت بـ"الخاطئة"، أنتجها على الأرجح برنامج "تشات جي بي تي". وعند الطلب من هذا البرنامج الذي ابتكرته شركة "اوبن ايه آي" كتابة نصوص طويلة حول مواضيع محددة، يولّد نتائج من نسج الخيال.
وفي السياق نفسه، يشير كتيّب "كيفية تأليف كتب باستخدام تشات جي بي تي" لمارتن أريلانو إلى أنّ "تشات جي بي تي يساعد في توليد تسلسل زمني مفصّل لحياة شخصية ما، والتطرق إلى أحداث مهمة أثّرت ربما على تطوّر هذه الشخصية، بالإضافة إلى عرض معلومات وخلفيات تعطي عمقاً وتماسكاً للنص".
إلى ذلك، يظهر أن الكتيّب المنشور عبر "كيندل دايركت بابليشينغ" عام 2023 اُنجز أيضاً بمساعدة الذكاء الاصطناعي. غير أنّ "أمازون" سحبت هذا العمل فيما لا يوجد أي تفصيل عن المؤلّف الذي نشر ستة كتب منذ عام.
ويقول المدير البحثي في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، الكسندر جيفين، في حديثه لوكالة "فرانس برس" إن "ثمة برامج تعليمية كثيرة تَعدُ الأشخاص بأنهم سيصبحون أثرياء من خلال نشر كتب مماثلة، وتعلّمهم كيف يطلبون من تشات جي بي تي أن يكتب سيناريو نمطياً، ثم أجزاء من كتب يرتّبها وراء بعضها".
ويتابع مؤلف كتاب "العيش مع تشات جي بي تي" بأنّ "الأفكار الخيالية للأطفال تتناسب مع ما يُدرك تشات جي بي تي القيام به، وهذا برنامج إيجابي جداً وينتج نصوصا قصيرة. لكنه لا يزال بعيداً جداً عن الابتكار اللازم لكتابة هاري بوتر جديد".
من جهته، يقول ناطق باسم الفرع الفرنسي لـ"أمازون"، في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، إنه قد "بدأنا في العام الفائت نطلب من جميع الناشرين الذين يستخدمون منصة كيندل دايركت بابليشينغ، الإشارة إلى أنّ عملهم مولّد باستخدام الذكاء الاصطناعي، وخفّضنا العدد الإجمالي للكتب المُتاح نشرها يومياً".
ورأى أنّ "برامج من أمثال "تشات جي بي تي" تعيد إنتاج ما تتلقاه فقط". فيما يبدي رئيس الاتحاد الوطني للنشر قلقا أكبر بشأن عدم دفع مبالغ للمؤلفين الفعليين الذين تُزَوَّد برامج "اوبن ايه آي" بنصوصهم، أكثر من قلقه بشأن المنافسة مع مؤلفين مزيفين.
وتقول أمازون إنها تتتبّع الأنواع التي يكون القسم الأكبر فيها مولّد بواسطة "تشات جي بي تي"، مثل ملخصات روايات أو "أعمال تستند إلى كتب منشورة"، بينما يرى ألكسندر جيفين أنه في الأدب، "هذه ليست بظاهرة كبير ومقلقة".
ويقول "في الوقت الراهن، يعجز تشات جي بي تي عن تنظيم قصة معقدة من شأنها أن تحظى بتعليقات إيجابية"، مردفا أن "هذا النمط من الكتابة ينجح في أعمال معيّنة كسيرة ذاتية يبلغ سعرها 50 سنتا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي تشات جي بي تي أمازون كيندل أمازون تشات جي بي تي كيندل المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي العربية والعالمية صورا للشمس، التقطت من مراصد فضائية خاصة مرصد الشمس وغلافها التابع لوكالتي الفضاء الأميركية والأوروبية، تبين جرما مجنحا كبيرا يقف إلى جوار الشمس، مما أثار الجدل حول الأمر.
في الصور الملتقطة من مرصد الشمس وغلافها، تظهر الشمس مغطاة تماما بأداة تسمى الإكليلوغراف، وهي مصممة خصيصا لحجب قرص الشمس الساطع حتى يتمكن العلماء من رؤية الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس.
وذلك يشبه أن تمد يديك أمامك لتحجب عن عينيك ضوء الشمس في يوم مشرق، كي تستطيع أن ترى أمامك، فقرص الشمس ساطع جدا، وإذا لم يُحجب، لن يستطيع التلسكوب رؤية الهالة الشمسية الرقيقة التي تحيط به، لأنها ستكون مغمورة في وهج الضوء.
على سبيل المثال في واحدة من أشهر صور مرصد الشمس وغلافها يُرى مذنبان يتحركان حول الشمس متجهين جنبا إلى جنب نحو هالة الشمس، وأحد هذين المذنبين بالأسفل قد تشوهت صورته ليصبح بشكل مجنح، هذه الظاهرة تتكرر كثيرا ويمكن لك بمتابعة صور المرصد أن ترى كثيرا منها.
لاحظ كذلك أن هناك عديدا من النقاط التي يظهر بعضها تشوها شبيها بسبب طبيعة الكاميرا.
ولكن كثيرا ما تظهر الصور الملتقطة بهذه الطريقة نقاطا غريبة الشكل، فقد تظهر مجنحة أو مشوهة، تعود هذه الأشكال إلى ظاهرة تُعرف باسم "تشبع جهاز اقتران الشحنة".
إعلانعندما يدخل جسم شديد السطوع، مثل كوكب الزهرة أو المشتري، مجال رؤية منظار التاج الخاص بمرصد سوهو، فإنه قد يُغرق مستشعر الكاميرا. يؤدي هذا إلى تسرب الشحنة الزائدة من البكسلات المشبعة إلى البكسلات المجاورة، مما يُشكل خطوطا أفقية أو "أجنحة" تمتد من المصدر الساطع. هذا أمر شائع في أجهزة استشعار التصوير الرقمي عند تصوير أجسام شديدة السطوع.
وتلتقط أجهزة المرصد صورا متكررة للكواكب والنجوم التي تمر عبر مجال رؤيتها. على سبيل المثال، غالبا ما يظهر كوكب الزهرة كجسم ساطع في هذه الصور، مما يؤدي إلى مظهره "المجنح" المميز بسبب تشبع جهاز اقتران الشحنات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك كثيرا من المؤثرات على حساسات كاميرا هذا النوع من المراصد، التي قد تظهر تشوهات أخرى في الصور، مثل اصطدامات الأشعة الكونية، حيث يمكن أن تصطدم الجسيمات عالية الطاقة بجهاز اقتران الشحنات، مما يُنتج بقعا أو خطوطا ساطعة لا علاقة لها بالأجرام السماوية الفعلية.
وقد تؤدي مشاكل نقل البيانات إلى فقدان أو تلف كتل الصور، مما يؤدي إلى أنماط أو أشكال غير عادية في الصور.
وكذلك يمكن أن تُنتج الانعكاسات الداخلية داخل الجهاز صورا شبحية أو شذوذا أخرى، خاصة عند إغلاق باب الحماية الخاص بالجهاز في أثناء إجراءات المعايرة.
ويجدر بنا في هذا السياق توضيح أن الأمر ليس جديدا، إذ لا تمر عدة أعوام إلا ويخرج أحدهم ليتحدث عن هذه الأجرام المجنحة ثم ينتقل للحديث عن نهاية العالم.
بدأ الأمر من جديد عام 2017، حينما ربط أحد منظري المؤامرة في الولايات المتحدة الأميركية، ويسمى ديفيد ميد بين نصوص دينية ونهاية العالم، وقال إنه تمكن من معرفة الموعد الدقيق لنهاية العالم، والذي سيكون في أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه راجع التاريخ لاحقا وقال إن التاريخ هو 23 سبتمبر/أيلول.
إعلانلم ينته العالم، ومن هنا تم ابتكار تبريرات إضافية، وفي هذا السياق، ادعى ميد أنه استخدم هندسة أهرامات الجيزة للتنبؤ بالموعد الدقيق لوصول كوكب مدمر إلى الأرض، الأمر الذي أدخل الحضارة المصرية القديمة في الحكاية.
في هذا السياق، ربط بعض منظري المؤامرة حول العالم بين الأجرام المجنحة في صور ناسا ورمز "الشمس المجنحة" في النقوش المصرية القديمة، والذي يظهر أجنحة حورس، الذي يمثل السلطة المطلقة لإله الشمس.
جاء ذلك كله في سياق خرافة علمية شهيرة تدعي اقتراب جرم أو كوكب ضخم من الأرض بغرض تدميرها، إذ قال زكريا سيتيشن، وهو كاتب أميركي من أصول روسية قبل نحو 20 سنة، إن الفضائيين زاروا الأرض قبل آلاف السنين، وأخبروا السومريين بأسرار علم الفلك، ومنها أن كوكبا يدعى "نيبيرو" يقترب من الأرض وقد يصطدم به قريبا، وفقا لتفسير سيتيشن للنصوص الدينية القديمة لبلاد ما بين النهرين، فإن نيبيرو يمر كل 3600 عام.
كان سيتيشن يرى أن الكائنات الفضائية هي من وضعت البشر على سطح الأرض، وأن آلهة بلاد ما بين النهرين القديمة كانوا رواد فضاء من كوكب "نيبيرو".
خرافة نيبرومع انتشار الإنترنت، انتقلت هذه الخرافات العلمية إلى العالم العربي، وتحول "كوكب نيبرو" إلى أسماء أخرى، مثل "النجم الطارق" و"كوكب سقر"، بغرض جمع اهتمام الناس.
ومن وجهة نظر فلكية، لا يمكن أن يقترب أحد الكواكب بهذا الشكل من الأرض من دون أن ندرك وجوده، حيث سيكون منيرا في السماء لعدة أشهر أو حتى سنوات قبل وصوله، مثلما تفعل كواكب مثل المشتري أو زحل طوال العام.
يعني ذلك أن كوكب نيبرو كان ليُرى في تلسكوبات هواة الفلك في العالم أجمع، وليس الوكالات الفضائية فقط، فأي شخص يمتلك تلسكوبا متوسطا، مثل كاتب هذا الكلام وآلاف مثله في الوطن العربي فقط، يمكن ببساطة أن يلاحظ وجوده.
من جانب آخر، فإن مرور كوكب كبير نسبيا بين الكواكب الأخرى كان ليؤثر بوضوح شديد في مداراتها، بحيث يتمكن الفلكيين وهواة الفلك في كل العالم من ملاحظة ذلك من مسافات بعيدة جدا، وبالتالي فإن "نيبيرو" من المؤكد أنه ليس حتّى ضمن الكواكب الثمانية للمجموعة الشمسية.
إعلان