الإدارة الأمريكية تقدم “عرضا مغريا” لإسرائيل مقابل التراجع عن اجتياح رفح
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
#سواليف
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الإدارة الأمريكية قدمت عرضا لإسرائيل يقضي بمساعدتها في تحديد مكان قادة “حماس” على أن تتخلى عن اقتحام مدينة رفح.
وبحسب الصحيفة، فإن إدارة بايدن، التي تعمل بشكل عاجل لدرء اجتياح إسرائيلي واسع النطاق لرفح، وعدت بتقديم مساعدة قيمة لإسرائيل إذا تراجعت، بما في ذلك معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الإسرائيلي على تحديد موقع قادة “حماس”، والعثور على أنفاق الجماعة المخفية.
وعرض المسؤولون الأمريكيون أيضا المساعدة في توفير آلاف الملاجئ حتى تتمكن إسرائيل من بناء مخيمات، والمساعدة في بناء أنظمة توصيل الغذاء والماء والدواء، حتى يتمكن الفلسطينيون الذين تم إجلاؤهم من رفح من الحصول على مكان صالح للعيش فيه.
مقالات ذات صلةوقدم بايدن وكبار مساعديه مثل هذه العروض على مدى الأسابيع القليلة الماضية، على أمل إقناع إسرائيل بتنفيذ عملية محدودة وموجهة بشكل أكبر في جنوب مدينة غزة، حيث يحتمي حوالي 1.3 مليون فلسطيني بعد أن فروا من أجزاء أخرى من القطاع.
وقد تعهدت إسرائيل بالدخول إلى رفح “بالقوة المفرطة”، واتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع عددا من الخطوات التي أثارت مخاوف في البيت الأبيض من إمكانية تنفيذ الاجتياح الموعود منذ فترة طويلة.
وقد أخبر مسؤولو الإدارة، بما في ذلك خبراء من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إسرائيل أن الأمر سيستغرق عدة أشهر لإعادة توطين مئات الآلاف من الفلسطينيين بأمان، الذين يعيشون الآن في ظروف متهالكة وغير صحية في رفح، لكن يختلف المسؤولون الإسرائيليون مع هذا التقييم.
ويشدد مساعدو بايدن لنظرائهم الإسرائيليين على أنه لا يمكن نقل الفلسطينيين ببساطة إلى أجزاء قاحلة أو تتعرض للقصف في غزة، ولكن يجب على إسرائيل توفير البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والدواء وغيرها من الضروريات، حتى يتمكن أولئك الذين يتم إجلاؤهم من الحصول على المساعدة.
ويقدم خبراء من جميع أنحاء الحكومة الأمريكية المشورة لنظرائهم الإسرائيليين بتفصيل كبير حول كيفية تطوير وتنفيذ مثل هذه الخطة الإنسانية، وصولا إلى مستوى عدد الخيام وكمية المياه اللازمة لمناطق محددة، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على الأمر.
وقالت جماعات الإغاثة إن إجلاء الناس بأمان من رفح يكاد يكون مستحيلا، نظرا للظروف السائدة في بقية أنحاء غزة.
وتسلط المحادثات المفصلة والحساسة بشكل غير عادي الضوء على المخاطر الهائلة التي تواجه كل من إسرائيل والولايات المتحدة بينما يستعد نتنياهو لاجتياح رفح، آخر مدينة في غزة لم تدمرها الهجمات الإسرائيلية.
وأصبحت إسرائيل معزولة بشكل متزايد خلال حرب غزة المستمرة منذ 7 أشهر، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة. وطالت بايدن أيضا انتقادات هائلة في الداخل والخارج لدعمه للحرب.
ويؤكد القادة الإسرائيليون أنهم يجب أن يذهبوا إلى رفح لإنهاء مهمة القضاء على “حماس”، التي هاجمت إسرائيل في 7 أكتوبر وقتلت حوالي 1200 شخص.
لكن تدمير شبكة الأنفاق الواسعة في المدينة، حيث يتمركز العديد من قادة “حماس” ومقاتليها، من شأنه أن يعرض عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين للخطر.
وقد دفع ذلك المسؤولين الأمريكيين إلى الحث على خطة إخلاء واسعة النطاق ومعقدة بشكل مفرط باعتبارها الخيار الأفضل، حتى أنهم يدفعون بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: “لدينا مخاوف جدية بشأن الطريقة التي اتبعت بها إسرائيل هذه الحملة، ويمكن أن يصل كل ذلك إلى ذروته في رفح”.
ويعمل المسؤولون الأمريكيون الآن بشكل وثيق مع مصر لإيجاد وقطع الأنفاق التي تعبر الحدود بين مصر وغزة في منطقة رفح، والتي استخدمتها “حماس” لتجديدها عسكريا، وفقا لشخصين مطلعين على المناقشات.
وجاءت العروض الأمريكية خلال المفاوضات التي جرت خلال الأسابيع السبعة الماضية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، حول حجم ونطاق العملية في رفح.
وليس من الواضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستستجيب للتحذيرات الأمريكية المتكررة بعدم شن عملية برية واسع النطاق، خاصة وأن بايدن ونتنياهو حصلا على أكبر استراحة علنية لهما هذا الأسبوع بعد أشهر من تصاعد التوترات والصراع المفتوح.
وفي الأيام الأخيرة، استولت إسرائيل على معبر حدودي بالقرب من رفح وأمرت أكثر من 100 ألف شخص بإخلاء المدينة، مما أحبط المسؤولين الأمريكيين لأن أولئك الذين أمروا بالمغادرة لم يحصلوا على وجهة آمنة وصالحة للعيش.
وينظر بعض المسؤولين الأمريكيين إلى هذه التصرفات باعتبارها محاولة من جانب إسرائيل لممارسة الضغط في مفاوضاتها الجارية مع “حماس”، بشأن وقف إطلاق النار الممتد مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
وغادر المفاوضون القاهرة هذا الأسبوع، مما أدى إلى تضاؤل الآمال في التوصل إلى اتفاق، لكن مساعدي بايدن يصرون على أنهم ما زالوا يعملون على التوصل إلى اتفاق، والذي يعتبرونه الطريقة الواعدة لإنهاء الحرب.
وأجرت إدارة بايدن تقييما داخليا مفاده أن “حماس” وزعيمها يحيى السنوار، سيرحبان بمعركة كبيرة وطويلة في رفح تكون مدمرة ومميتة، وفقا لمسؤول كبير في الإدارة، لأنها ستزيد من عزلة إسرائيل.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل لم تشن عملية برية واسعة النطاق في رفح في هذه المرحلة، على الرغم من سلسلة الغارات التي شنتها في الأيام الأخيرة.
وفي مناقشات خاصة، قالت إسرائيل إنها تأخذ التحذيرات الأمريكية على محمل الجد، وقدمت تأكيدات حتى يوم الجمعة بأن جنودها لن يتوغلوا في المدينة قبل إجلاء حوالي 800 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية مطلع على المناقشات.
وقال بايدن هذا الأسبوع إنه سيمنع نقل الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل إذا مضت البلاد قدما في قرارها الذي يستهدف المراكز السكانية، وهو تحول ملحوظ للرئيس الأمريكي، الذي فرض منذ فترة طويلة عواقب على إسرائيل بسبب سلوكها في غزة، مع تصاعد التوترات والضغط من زملائه الديمقراطيين. ورد نتنياهو بتحد بأن إسرائيل “ستقف بمفردها” إذا لزم الأمر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المسؤولین الأمریکیین الإدارة الأمریکیة هذا الأسبوع على أن فی رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
النواب الأمريكي يصدق مبدئيا على إلغاء “قانون قيصر”
أنقرة (زمان التركية) – اتخذت الإدارة الأمريكية خطوة مهمة لدعم الاقتصاد السوري، في إطار تطبيع العلاقات مع دمشق عقب عام من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وبدء حكم جديد في البلاد.
وصدق مجلس النواب الأمريكي على مسودة مشروع قانون يقترح إلغاء العقوبات الحادة المعروفة باسم “قانون قيصر” المفروضة على سوريا إبان حكم الأسد.
وستُحال المسود، التي مررها مجلس النواب الأمريكي، إلى مجلس الشيوخ للتصديق عليها من ثم ستُطرح لتوقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتشريعها.
وأعرب جو ويلسون، عضو مجلس النواب الأمريكي وأحد الشخصيات المتصدرة لإلغاء عقوبات قيصر، عن سعادته في تصريحات أدلى بها عقب القرار.
وذكر ويلسون خلال تغريدة نشرها بحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يترقب تصديق الكونغرس على المسودة خلال الأيام الماضية من قم طرحها لتوقيع ترامب لجعل سوريا عظيمة من جديد.
وأكد ويلسون أنهم يتابعون العملية عن كثب رفقة المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا، توم باراك.
آليات رقابيةمن جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن نص القانون يتضمن آليات رقابية محددة على الرغم من إعلان القرار “كإلغاء غير مشروط”.
وتنص المسودة على إعادة النظر بالوضع في سوريا كل 180 يوما على مدار 4 سنوات.
سيتم متابعة الإجراءات التي ستتخذها الإدارة السورية الجديدة في عدد من القضايا مثل التصدي لتنظيم داعش الإرهابي وإبعاد المقاتلين الأجانب عن المناصب الحكومية وحماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية.
وفي حال رصد الإدارة الأمريكية حيود الإدارة السورية عن هذه الأهداف فقد تعيد فرص عقوبات على المسؤولين المعنيين.
المرحلة الجديدة والزخم الدبلوماسيشهدت العلاقات الأمريكية السورية تحسسنا خلال المرحلة التي بدأت بإطاحة القوات المعارضة بنظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2024.
وعقب زيارة الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى واشنطن الشهر الماضي، علقت وزارتا التجارة والخزانة الأمريكيتين العقوبات المفروضة على سوريا في إطار قانون قيصري لمدة 180 يوما (باستثناء إجراءات محددة مع روسيا وإيران)
وخلال جولته الخليجية في مايو/ آيار الماضي، لمّح ترامب إلى رفع العقوبات المتبقية من حكم الأسد.
ما هو قانون قيصر؟قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين، الذي صدر في عام 2019، اكتسب اسمه من الشرطي السوري واسمه الحركي “قيصر” الذي قام بتسريب صور تظهر أعمال التعذيب داخل السجون السورية في عهد الأسد.
وتضمن القانون عقوبات حادة على شخصيات ومؤسسات تعاونت مع نظام الأسد بسبب تورطها في جرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية.
Tags: أحمد الشرعالعقوبات الأمريكية على سورياالعلاقات السورية الأمريكيةدونالد ترامبقانون قيصرمجلس النواب الأمريكي