استفحال أزمة الكهرباء يغرق عدن ومحافظات محررة بظلام دامس
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
عاشت العاصمة عدن ومحافظات يمنية محررة في ظلام دامس ليلة السبت/ الأحد، وسط انقطاع شبه كلي لخدمة الكهرباء جراء خروج محطات التوليد عن الخدمة بسبب انعدام الوقود.
وارتفعت ساعات الانطفاء بشكل لافت في عدن لتصل بمعدل 6 إلى 7 ساعات، مقابل ساعتي تشغيل. في حين شهدت محافظتا أبين ولحج مساء السبت، انقطاعا كليا للخدمة، بسبب توقف محطات الكهرباء عن العمل جراء نفاد مخزون الوقود وفق ما أفاد به مسؤولون في قطاع الكهرباء بالمحافظتين.
وبحسب البلاغات الصادرة من مكتب إعلام كهرباء عدن أن إجمالي التوليد الحالي يبلغ 140 ميجا فقط بعد توقف محطات التوليد التي تعتمد على وقود الديزل من يوم أمس السبت. ومن المتوقع أن تتوقف محطة الرئيس عن الخدمة بالكامل، الأحد، وذلك بسبب نفاد مخزون الوقود النفطي الخام.
وأكد البلاغات أن العاصمة عدن ستواجه ظلامًا دامسًا بانقطاع الكهرباء عن جميع المناطق في حال عدم توفير أو تأمين كميات عاجلة من الوقود والنفط الخام. موضحة أن شحنة الديزل المعلنة لا تزال في البحر، وتأجل ضخها حتى تسوية الإجراءات المالية بين الجهات المعنية والتاجر.
وشهدت مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، احتجاجات ليلية تنديداً بتدهور خدمة الكهرباء وارتفاع ساعات الانطفاء إلى نحو 5 ساعات مقابل ساعة إلى ساعتي تشغيل. وخرج العشرات من المواطنين الغاضبين من عدة أحياء سكنية إلى شوارع رئيسية بالمكلا للتعبير عن غضبهم جراء تردي الخدمة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم.
وقام المحتجون بإغلاق عدد من الطرقات في منطقة ديس وأحياء في الشرج وفوه والمدينة القديمة، إلى جانب إحراق الإطارات التألفة للتعبير عن غضبهم من استمرار معاناتهم بسبب تردي خدمة الكهرباء. وطالبوا بتحسين الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء، ومحاسبة المسؤولين عن تردي الأوضاع..
وخرجت خدمة الكهرباء بشكل كلي عن مناطق: زنجبار وخنفر وشقرة في محافظة أبين، جراء نفاد الوقود في محطات التوليد الرئيسية التي تغذي تلك المناطق. وعانى سكان تلك المناطق منذ صباح السبت، انطفاء كليا دون أي حلول قادمة، بسبب نفاد مخزون الوقود المخصص لمحطات أبين، وفق ما أفاد به مصدر مسؤول في كهرباء أبين لـ"نيوزيمن".
من جانبه قال الصحفي عبدالرحمن أنيس إنه تم التوصل لاتفاق بين السلطتين المحليتين في العاصمة عدن ومحافظة حضرموت من أجل التخفيف من حدة الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي خلال الفترة القادمة. مشيرا إلى أن الاتفاق ينص على قيام سلطة عدن بتخصيص نصف كمية المازوت الخاص بكهرباء عدن والمقرر وصولها قريبا، لصالح كهرباء حضرموت، مقابل إرسال براميل النفط الخام من ميناء الضبة لصالح محطة كهرباء بترومسيلة في عدن. لافتاً إلى أن هذا الاتفاق سيبدأ تنفيذه بعد وصول سفينة المازوت إلى عدن.
التحرك المحلي في عدن نحو توفير وقود لمحطة بترومسيلة في عدن جاء عقب تأكيدات بشأن جاهزية المحطة لتوليد 200 ميجا منذ شهر رمضان الماضي، وإمكانية إدخالها هذه الطاقة التي ستخفف من معاناة المواطنين في عدن في حال وصول كميات إضافية من النفط الخام إلى المحطة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی عدن
إقرأ أيضاً:
أزمة أدوية في أوروبا.. وغضب بسبب غياب الحلول
تتكرر في أوروبا حالات النقص في بعض الأدوية، وتُعَدّ بلجيكا من أكثر دولها معاناة من هذه المشكلة، مما يثير استياء الصيادلة وقلق المرضى الذين ينتقدون بطء الاتحاد الأوروبي في إيجاد حلول لهذه الظاهرة.
وقال الصيدلاني في بروكسل ديدييه رونسين: "بصراحة، يستهلك ذلك الكثير من طاقتنا، فأنا غالباً ما أمضي ساعة يومياً لإجراء مكالمات هاتفية والاستفسار عن أدوية، والاعتذار من المريض لعدم توافر دوائه، ثم معاودة الاتصال به لإبلاغه بوصوله، أو بأنه لن يستطيع الحصول عليه".
وأضاف: "لا بأس لو كان الأمر يقتصر على دواء واحد أو على اثنين، لكن غالباً ما تكون عشرات الأدوية مفقودة في وقت واحد، مما يعقّد علينا الأمر أكثر فأكثر"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأحصى تقرير نشره ديوان المحاسبة الأوروبي الشهر الماضي 136 حالة نقص حاد في الأدوية في الاتحاد الأوروبي بين يناير 2022 وأكتوبر 2024، من بينها مضادات حيوية وأدوية للنوبات القلبية.
وتطال هذه المشكلة بلجيكا أكثر من أية دولة أوروبية أخرى، إذ أُبلغت وكالة الأدوية الأوروبية عام 2024 بنحو 12 حالة نقص حاد في أدوية لا تتوافر منها بدائل.
وأوضح ديوان المحاسبة أن هذا "المرض المزمن" الذي تعانيه أوروبا يعود بالدرجة الأولى إلى مشاكل في سلسلة التوريد، وإلى أن إنتاج الكثير من الأدوية ومكوناتها الفعالة يتم في دول منخفضة التكلفة خارج القارة.
وتعتمد أوروبا على الموردين الآسيويين في 70% من مكوناتها الفعالة وفي 79% من سلائفها "المواد الكيميائية الحيوية المستخدمة في تصنيعها".
ويُسجّل قدر كبير من هذا الاعتماد في ما يتعلق بمسكنات الألم الشائعة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين وبعض المضادات الحيوية والسالبوتامول، لكنّ هذه الأزمة تُعزى جزئياً أيضاً إلى عدم توازن داخلي في صفوف الاتحاد الأوروبي.
فروق الأسعار والتغليف
وتختلف أسعار الأدوية من دولة عضو إلى أخرى، إذ تخضع للتفاوض من قِبل السلطات الصحية الوطنية، على ما شرح أوليفييه ديلير، مدير شركة التوزيع "فيبيلكو" التي تُوفّر الأدوية لنحو 40% من الصيدليات في بلجيكا.
وبالتالي، يفضّل المُصنّعون إعطاء الأولوية للتوريد إلى الدول التي تدفع لهم أكثر، ويدفعهم ذلك إلى توريد كميات محسوبة بدقة أكبر إلى الدول التي تكون أسعارها أقل، خشية أن يُثري الوسطاء على حسابهم من خلال إعادة بيع منتجاتهم في دول ذات أسعار بيع أعلى.
وأوضح ديوان المحاسبة الأوروبي أن معظم الأدوية تخضع لتصاريح وطنية، ويجب أن تكون عبواتها متوافقة مع اللوائح الخاصة بكل دولة، بحسب الاسواق العربية.
وأفاد ديلير بأن هذه القيود التنظيمية وقيود التعبئة والتغليف تُسبب أحياناً "نقصاً محلياً"، إذ قد لا يتوافر الدواء مثلاً إلا في دولة واحدة، بينما يتوافر تماماً في الدول المجاورة.
ولاحظ مدير شركة "فيبيلكو" أوليفييه ديلير أنها "مشكلة متنامية"، مشيراً إلى أن 70% من طلبات الزبائن التي تعالجها فرق عمله سنوياً، والبالغ عددها مليون طلب، تتعلق فقط بحالات نقص، مما يُسبب "عبء عمل هائلاً وإهداراً للطاقة".