إسقاط مسيّرات شرقي السودان و27 قتيلا بمعارك الفاشر
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
قال الجيش السوداني -اليوم الأحد- إن المضادات الأرضية التابعة لقواته تمكنت من إسقاط مسيّرات بمنطقة الشوك شرقي البلاد دون أن يوضح الجهة التي تتبع لها المسيّرات، بينما أعلنت الأمم المتحدة مقتل 27 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين بمعارك الفاشر التي وقعت الجمعة الماضي.
وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن طائرات الجيش السوداني قصفت صباح اليوم تجمعات لقوات الدعم السريع حول منطقة الكومة، شمال شرقي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تشهد اشتباكات.
بينما قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح -وهي حركات مسلحة تحارب مع الجيش- إن عددا من أفرادها ومن المدنيين أصيبوا خلال معارك مع قوات الدعم السريع أول أمس، داخل وحول مدينة الفاشر.
واتهمت القوة المشتركة -في بيان- قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين بقذائف عشوائية خلال المعارك.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 27 شخصا وإصابة 130 في المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي وقعت الجمعة بمدينة الفاشر، وشهدت قصفا بالطائرات وآخر متبادلا بالمدفعية.
يشار إلى أن المعارك التي شهدتها الفاشر -الجمعة- وصفت بالأعنف في المدينة منذ اندلاع الصراع، وتركزت شرق وشمال المدينة، كما يذكر أن فاشر المدينة الوحيدة من بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وتضم هذه المدينة عددا كبيرا من اللاجئين، وقد بقيت نسبيا حتى الآن بمنأى من المعارك. لكن القرى المحيطة بها تشهد معارك منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وكانت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة كليمنتين نكويتا سلامي قالت إنها تشعر بقلق بالغ إزاء اندلاع الاشتباكات في الفاشر، على الرغم من الدعوات المتكررة لأطراف النزاع بالامتناع عن مهاجمة المدينة.
وشددت سلامي -في بيان- على أن العنف يهدد حياة أكثر من 800 ألف مدني يقيمون في الفاشر.
قصف في الخرطوموفي الخرطوم، أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي، وسط العاصمة.
كما واصل الجيش السوداني قصفه المدفعي منذ الصباح لتجمعات تابعة قوات الدعم بمدينتي الخرطوم والخرطوم بحري.
على صعيد متصل، كشفت إحصائية لمستشفى الأطفال، في مدينة القضارف شرق السودان، أن عدد الوفيات من الأطفال النازحين بسبب سوء التغذية بلغ 70 طفلا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وذكرت مصادر حكومية في القضارف أن الولاية تؤوي 7 آلاف طفل نازح بمراكز النازحين.
وقبل أيام، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع بارتكاب "تطهير عرقي" وعمليات قتل "مما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث" ضد قبيلة المساليت في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
من أحاجي الحرب ( ٢١٣٠٧ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
لقد قمت بترجمة هذا الحوار إلى العربية، وهو لقاء أجرته قناة BFMTV في برنامج BFM Story مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار-هنري ليفي عقب عودته من السودان. وصف ليفي ما يجري بأنه «أشرس وأكثر الحروب نسيانًا في العالم اليوم»، مقدّمًا صورة لبلد ممزق بالانتهاكات والنزوح الجماعي، مشيرًا إلى وجود 12 مليون نازح من أصل 51 مليون نسمة، وهي أرقام قال إنها تكشف حجم المأساة التي تمر «تمامًا تحت رادار الإعلام العالمي».
???? ليفـي حسم الرواية التي يحاول البعض تبسيطها بجهل حينا وخبث أحيانا أخرى:
❌ هذه ليست حربًا بين جنرالين!
⚠️ ليست نزاعًا قبليًا أو عرقيًا كما يُروّج البعض.
✅ بل هي انقسام سياسي حقيقي بين مشروعين متناقضين لمستقبل البلاد.
???? وأوضح أن أحد هذين المشروعين يقوده حميدتي عبر مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، التي وصفها بأنها «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت» لا تعرف سوى الحرق ، النهب ، القتل ، الاغتصاب
???? وأضاف: «جمعت شهادات نساء تطاردك ليلًا ونهارًا»،
????مشددًا على أن هذه الأفعال تمثل إرهابًا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، على طريقة داعش والقاعدة.
???????? كما ربط ليفي بشكل مباشر بين هذه الجرائم والدعم الخارجي، مؤكدًا أن الإمارات هي الداعم الرئيسي لهذه المليشيا، واصفًا وقوفها إلى جانبها بـ «❌ الخطأ السياسي والأخلاقي الفادح».
وفي هذا السياق، نقل ليفي رسالة واضحة من الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي، حيث اعتبر أن الإماراتيين الذين وقفوا في محطات كثيرة في الجانب الصحيح من التاريخ، يرتكبون اليوم خطأً كبيرًا بدعمهم لهذه المليشيا، لكنه خطأ قابل للإصلاح إذا اختاروا التراجع عنه ووقف هذا المسار الذي يهدد السودان كله.
???? وأوضح ليفي أن البرهان يطالب بإنهاء ما وصفه بـ « حالة الخلط التي تساوي بين الجلاد والضحية في الخطاب الدولي»،
مشددًا على أنه لا يجوز خلق أي معادلة زائفة بين الطرفين. ✅ ليفـي أيّد هذا الموقف بشكل كامل وشرح أن الواقع واضح مهما كانت الظروف:
✔️ لدينا من جهة حكومة سودانية شرعية يقودها مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني، مهما كانت لها من عيوب،
❌ وفي الجهة الأخرى مليشيا إرهابية ترتكب جرائم ضد المدنيين وضد الإنسانية.
وأكد أن الاستمرار في مساواة الطرفين هو خيانة للواقع ويمنح المليشيا غطاءً للاستمرار في جرائمها.
????️ ليفي وصف ما يجري بأنه ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مشروع سياسي لتدمير السودان وتحويله إلى «دولة تهريب» تبيع نفسها لأعلى المزايدين على حساب حضارة السودان العريقة التي تضاهي حضارة الفراعنة.
وأوضح أن البرهان، الذي كان أحد الموقّعين على اتفاقات أبراهام، «يقدم الكثير» للمجتمع الدولي، معتبرًا أن وقف الدعم الخارجي، خصوصًا من الإمارات، يمكن أن يغيّر مسار الحرب ويمنح السودان فرصة للنجاة.
واختتم ليفي حديثه بينما تُعرض صور الخرطوم وطريق الأبيض والفاشر، قائلاً: «لا أحد يعرف، لا أحد يهتم. وهذه، بالنسبة لي، أكبر مظلمة في العالم».
————————-
برنار-هنري ليفي فيلسوف وكاتب وصانع أفلام فرنسي، وُلد في 5 نوفمبر 1948 في مدينة بني صاف بالجزائر، ويُعد من أبرز الوجوه الفكرية والسياسية في فرنسا منذ السبعينيات. برز كأحد أعضاء مجموعة “الفلاسفة الجدد” التي انتقدت الماركسية والأيديولوجيات الشمولية. عُرف بمشاركته في قضايا حقوق الإنسان ونشاطه في مناطق النزاعات مثل البوسنة وليبيا والسودان. يُعتبر ليفي من المؤيدين البارزين للكيان الصهيوني، حيث يرى في دعمها دفاعًا عن الديمقراطية ورفضًا لمعاداة السامية، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في انتقاد بعض سياساتها، خاصة ما يتعلق بالاحتلال ومعاملة الفلسطينيين، مؤكدًا أن بقاء الكيان يعتمد على التمسك بالقيم الأخلاقية والديمقراطية..
#من_أحاجي_الحرب