أحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الإخبارات المقدمة ضد الممثلة شادن فقيه بجرم تحقير الديانتين الإسلامية والمسيحية والإساءة إلى النبي محمد، على قسم المباحث الجنائية المركزية للتحقيق معها واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها.
.المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لبنان
إقرأ أيضاً:
إدريس مثل الصحفي عثمان ميرغني؛ هما ليسا بذئيان كالقحاتة
كامل إدريس ممكن يكون مدير جامعة؛ -مدير جامعة خاصة كمان-. بروف لطيف ونضيف ومهذّب، يجيدُ التحدّث بالإنجليزية بجانب لغةٍ أجنبيةٍ أخرى، يتعاملُ مع عددٍ محدود من البشر داخل نطاقٍ محدود، تواجهه كذلك مشكلات محدودة ذات طبيعة معهودة. ما عليه سوى ترؤُّس اجتماع سنوي أو نصف سنوي لمجلس الأساتذة، بجانب متابعة سير العمل الأكاديمي مع عمداء الكليات على نحوٍ من إيقاعٍ رتيب، وبالطبع استقبال بعض المشكلات العابرة عبر عميد شؤون الطلاب.
إدريس مثل الصحفي عثمان ميرغني؛ هما ليسا بذئيان كالقحاتة مثلًا، وربما لا تنطوي دخيلتهما على نوايا سيئة.. لكن كلاهما يعتقدان أنّ أزمة الدولة يمكن استعراضها في ملف (باوربوينت)، ويكون في خاتمة الملف slide يحوي تلخيصًا للأزمة في شكل مخطط هيكلي اسفله نقاط مقْتضبة مدرجة على قالب توصيات واجبة النفاذ للخروج من الأزمة! لكن حتى مشهد ما بعد الخروج من الأزمة في أذهانهما لا يحوي خيالًا لأمة سودانية قوية مترابطة يتمتع أفرادها بخدماتٍ جيّدة، وبتعدادٍ معقولٍ من الفقراءِ والأميين. إنما خيال يحوي شذرات من صور براقة للسودان.. أي سودان بمدن تحوي شبكات مترو أنفاق وناطحات سحاب زجاجية. أي مبلغ مبتغاهما -ومبتغى أشباههما- لذروة المجد الحضاري أنْ تكون الخرطوم مشابهة لسنغافورة أو كيغالي!
ليس بالضرورة أنْ يكون قائد الأمة -في مثل هذه المرحلة- في صورة الأب المقدّس الحاني الذي يأخذ السودانيين من الأجواء المُوحشة المشبعة بالكآبة والشعور باليتم إلى النعيم والعيش الرغيد. ولا بالضرورة أنْ يكون فيلسوفًا مصابًا مثلًا بنوعٍ عميقٍ من أنواعِ القلق الوجودي؛ كالأحزان الناجمة عن استحالة العودة إلى الموطن الأصلي مجددًا.. ولو أنّ إدريس أحقّ الناس بهذا النوع من الأحزان، إذ هو في غربة لأكثر من ثلاثة عقود.. وهي ليست غربة مكانية وجدانية الطابع فقط؛ بل هو “مغترب” بالمعنى المُمتلئ للمفردة. أنا على ثقة أنّ إدريس -وبرغم حماسته الزائدة- كان يشكو من رعب العودة إلى موطنه!
الآن ليس المأزق في إدارة الدولة؛ إنما كيف سيتسع عقل (مدير الجامعة) ليفهم كيف سيُديرُ واقعًا يعجُ بالفوضى؛ والفسدة، وأمراء حرب، وقطاع طرق، وقادة كيانات قبائلية وأخرى عرقية، وجوقة من المرابين والسماسرة، وعدد لا نهائي من جواسيس ومخبرين.. بينما أوصال الدولة ممزّقة، والجوع ينهش أجساد الملايين، وجيوش الغزاة من حولها تتربص. أم أنّ السيد (مدير الجامعة) يعتقدُ أنّ المشكلات تُحلُّ من تلقاء نفسها بمجرد اصداره فرمانات من مكتبه تقضي بحلها.. بالعبارة السحرية: “وضع قرار موضع التنفيذ”!
محمد أحمد عبد السلام
محمد أحمد عبد السلام