وفاة سيدة فن الأقصوصة المعاصر الكندية أليس مونرو
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
توفيت عن 92 عاما الكاتبة الكندية الكبيرة أليس مونرو التي برزت في فن الأقصوصة الأدبي وفازت بجائزة نوبل للآداب عام 2013.
وأوضحت الدار الناشرة لمؤلفات مونرو أن الكاتبة فارقت الحياة مساء الاثنين في مقاطعة أونتاريو بوسط كندا، حيث كانت تدور أحداث معظم أقاصيصها.
وساهمت مونرو في الارتقاء بالأقصوصة إلى مستوى الفن الأدبي، ووصفتها أكاديمية نوبل السويدية في تعليلها لمنحها الجائزة بأنها "سيدة فن الأقصوصة الأدبي المعاصر"، ملاحِظة أن نصوصها "تتضمن وصفا متداخلا لأحداث يومية لكنها تُبرز القضايا الوجودية"، وأنها بارعة في "التعبير في بضع صفحات قصيرة عن كل التعقيد الملحمي للرواية".
لكن حضور أليس مونرو لم يكن صاخبا، رغم النجاح الذي حققته وحصدها مجموعة من الجوائز الأدبية خلال أكثر من 4 عقود، بل آثرت حياة الكتمان والبُعد عن الأضواء، على غرار شخصيات أقاصيصها ومعظمها من النساء اللواتي لم تكن في نصوصها تُركز إطلاقا على جمالهنّ الجسدي.
وقالت في مقابلة بعد نيلها جائزة نوبل "أعتقد أن كل حياة يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام".
الكندية الفائزة بنوبل للآدابونشر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عبر منصة "إكس" صورة له مع الراحلة، واعتبر في تعليقه أن "العالم فقد إحدى أعظم كاتباته. سنفتقدها بشدة".
The world has lost one of its greatest storytellers.
Alice Munro was captivated with everyday life in small-town Canada. Her many, many readers are, too. She will be dearly missed. pic.twitter.com/sOCfx6M3AL
— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) May 14, 2024
أما وزيرة الثقافة باسكال سانت أونج، فرأت أنها كانت "مبدعة كتابة". وذكّرت بأن "قصصها أسرت القراء في كندا وفي كل أنحاء العالم طوال 6 عقود"، وبأنها "الكندية الوحيدة التي فازت بجائزة نوبل للآداب".
وروت أليس مونرو في حديث صحفي أنها كانت تحلم مذ كانت مراهقة في منتصف أربعينيات القرن الـ20 بأن تصبح كاتبة، "لكنّ الإعلان عن هذا النوع من الأمور لم يكن ممكنا في ذلك الزمن. لم يكن من المستحَب أن يلفت المرء الانتباه. ربما كان للأمر علاقة بكوني كندية، أو بكوني امرأة، وربما بكليهما".
وصدرت أقصوصة مونرو الأولى وهي بعنوان "أبعاد الظل" عام 1950 عندما كانت بعدُ طالبة في جامعة ويسترن أونتاريو.
وبين عامي 1968 و2012 كتبت الأديبة 14 مجموعة أقاصيص (من بينها "هروب" و"سعادة مفرطة" و"حياتهم"). وتناولت هذه الأقاصيص شتّى المواضيع، كالطلاق، والزواج مجددا، والعودة إلى الوطن. وفي ما بين 20 و30 صفحة، تتكثف فيها شخصيات تبدو عادية ظاهريا.
"تشيخوف الغرب"واعتبر أستاذ الأدب والصديق القديم للراحلة ديفيد ستينز في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أنها "كانت أعظم كاتبة أقاصيص في هذا العصر"، مشيرا إلى أنها كانت "مميزة ككاتبة وكإنسانة".
وكانت قصصها الراسخة في الحياة البسيطة في منطقة هورون في أونتاريو تنشر في مجلات عريقة مثل "ذي نيويوركر" و"ذي أتلانتيك مانثلي".
وكانت مونرو -وهي ربة منزل- تقول "بدأت بكتابة الأقاصيص، لأن الحياة لم تترك لي وقتا للرواية".
من أجمل أعمال أليس مونرو pic.twitter.com/DpUvCejXkx
— فواز عبدالمحسن (@fawaz_a_s_a) May 15, 2024
وقارنتها الأديبة والناقدة الأميركية سينتيا أوزيك بالكاتب الروسي أنطون تشيخوف، إذ قالت عنها إنها "تشيخوف الخاص بنا وستبقى حاضرة أكثر من معظم الكتّاب المعاصرين".
أما الكاتبة الكندية المهمة الأخرى مارغريت آتوود، فلاحظت قبل سنوات أن مونرو رائدة، "فالطريق إلى جائزة نوبل لم يكن سهلا لها، إذ إن فرص ظهور نجمة أدبية في عصرها ومن ريف أونتاريو كانت شبه معدومة".
ونشـأت مونرو في كنف والد وصفته بالعنيف وكان يعمل مربّي دواجن وثعالب، في حين أن أمّها التي كانت مُدرّسة توفيت باكرا لإصابتها بمرض باركنسون.
وفي عام 2009، أعلنت أليس مونرو أنها خضعت لعملية جراحية لتغيير شرايين القلب، وعولجت من السرطان، بعدما كانت حازت في السنة نفسها جائزة "مان بوكر الدولية" العريقة، بالإضافة إلى فوزها مرتين بجائزة "غيلر"، أبرز الجوائز الأدبية في كندا.
واقتُبسَت أقصوصتها "الدب يعبر الجبل" فيلما سينمائيا بعنوان "بعيدا عنها" عام 2007، من إخراج سارة بولي وبطولة جولي كريستي في دور مريضة مصابة بألزهايمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات لم یکن
إقرأ أيضاً:
إيران تعتقل نرجس محمدي الحائزة على نوبل السلام خلال تأبين محامٍ
أظهرت مقاطع مصورة، نشرتها وكالة "هرانا" ومقرها الولايات المتحدة، محمدي وهي تناشد الحشد في مشهد بترديد هتافات مناهضة للسلطة، منها "الموت للديكتاتور" و"نقاتل، نموت، لا نقبل الإهانة"، بينما كانت تقف على سطح سيارة حاملة مكبّراً للصوت.
أعادت السلطات الإيرانية اعتقال الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، نرجس محمدي، الجمعة، في مدينة مشهد، بعدما شاركت في مراسم إحياء الذكرى الأسبوعية لوفاة المحامي خسرو علي كردي، وذلك وفق ما أفادت به المؤسسة المدافعة عنها، مشيرة إلى استخدام "العنف" أثناء توقيفها.
وكان لمحمدي، التي كانت تتمتع بإفراجٍ مؤقت منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، أن تُرى للمرة الأخيرة في مقطع فيديو توثّق حضورها مراسم التأبين دون ارتداء الحجاب، قبل أن تعلن مصادر قريبة من عائلتها اعتقالها.
وأكد زوجها، الناشط السياسي تقي رحماني، المقيم في باريس، عبر منشور على موقع "إكس"، أن الأمن اعتقلها إلى جانب الناشطة سيبيده غوليان وعدد من المشاركين الآخرين.
Related إيران تحكم على نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بالسجن لمدة عامإيران: "الحرية حقنا.. عاشت الحرية" إفراج مؤقت عن الناشطة نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلاممسجونة في طهران.. الإيرانية نرجس محمدي تتلقى الأحد جائزة نوبل للسلاموتوفي كردي (45 عاماً) في 5 كانون الأول/ديسمبر، عقب اكتشاف جثته داخل مكتبه. وكان المحامي معروفاً بدفاعه عن معتقلين في قضايا مرتبطة باحتجاجات 2022، ما جعل وفاته موضع شكٍّ واسع.
ودعت منظمات حقوقية، أبرزها "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (مقرها النرويج)، إلى فتح تحقيق مستقل، مُشيرة إلى "شبهات جدية بأن الوفاة ناجمة عن جريمة قتل تورّطت فيها الدولة".
وأظهرت مقاطع مصورة، نشرتها وكالة "هرانا" ومقرها الولايات المتحدة، محمدي وهي تناشد الحشد في مشهد بترديد هتافات مناهضة للسلطة، منها "الموت للديكتاتور" و"نقاتل، نموت، لا نقبل الإهانة"، بينما كانت تقف على سطح سيارة حاملة مكبّراً للصوت.
وانضمّ الحشد إلى شعار "تحيا إيران"، في تجمّع لم تُبلغ عنه وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
نضال محمدي: من السجن إلى الشارع ومناهضة الإعدامولم تقتصر معركة محمدي على دعم المعتقلين السياسيين، بل امتدّت إلى حملات منظمة لإلغاء عقوبة الإعدام في إيران، وهو نشاط موثّق منذ سنوات.
وعلى الرغم من سجنها المتكرر منذ 2010، نجحت في تسريب شهادات وتفاصيل عن انتهاكات داخل السجون، حتى إنها ظلّت تُنتج محتوى حقوقياً من زنزانتها.
وحُكم عليها في قضايا متعددة، أحدثها تهمة "نشر دعاية مناهضة للدولة" التي تُبقيها رهن الاعتقال.
في أكثر من مناسبة، وبصراحة نادرة، توقعت محمدي "سقوط النظام الديني" الذي يحكم إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وتأتي تصريحاتها الحالية — خارج السجن ودون حجاب، وسط تجمّع علني — لتُضفي ثقلاً سياسياً استثنائياً على مواقفها، خاصةً مع امتلاكها منبراً دولياً كحائزة على نوبل للسلام.
المركز الحقوقي: تأسيس في زمن القمع وتشريد المؤسسةكانت محمدي تشغل منصب نائبة رئيس "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان"، الذي أُسّس عام 2001 على يد المحامية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003.
وغادرت عبادي إيران بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009، في انتخابات أثارت جدلاً واسعاً أدّى إلى مظاهرات شعبية عارمة، قمعتها السلطات الإيرانية بوحشية، ما دفع عشرات النشطاء، ومنهم عبادي، إلى مغادرة البلاد. واليوم، يُصنَّف المركز كـ"كيان محظور" من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
ومنذ اعتقالها الأخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لم ترَ محمدي توأميْها، اللذين تسلّما جائزتها من أوسلو قبل عامين نيابةً عنها.
مُنحت نرجس محمدي جائزة نوبل للسلام عام 2023 "لشجاعتها في مواجهة قمع النساء ولدفاعها عن حقوق الإنسان".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة