القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول: رفض زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، الانضمام إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. وقال لابيد، وهو أيضا زعيم حزب “هناك مستقبل”، على تويتر: “لن تكون هذه حكومة وحدة، بل حكومة استسلام”. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أن موقف لابيد جاء “مع ورود تقارير عن ضغوط أمريكية على المعارضة الإسرائيلية للانضمام إلى حكومة نتنياهو لدفع التطبيع قدما بين إسرائيل والسعودية”.

وأشار لابيد، إلى أن “ما يطرح هو حكومة ينضم إليها هو وزعيم حزب (الوحدة الوطنية) المعارض بيني غانتس، مكان وزير المالية وزعيم (الصهيونية الدينية) اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي وزعيم (القوة اليهودية) اليميني المتطرف إيتمار بن غفير”. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية بينها هيئة البث، إن “السعودية تطلب تقدما ملحوظا في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي وهو ما يعارضه سموتريتش وبن غفير الوزيران في حكومة نتنياهو”. وقال لابيد، في تغريدته: “حتى الأشخاص الطيبون والأخلاقيون يتجولون هذه الأيام ويقولون: حكومة الوحدة أفضل، سيحل لابيد وغانتس محل سموتريتش وبن غفير، وسننهيها”. وأضاف: “بدافع اليأس الشديد، بدا الأمر وكأنه حل لهم، نحن ندخل الحكومة، وستنتهي الفوضى المرهقة في النهاية”. واستدرك: “ثم ماذا؟ لأنه في اليوم التالي، لتشكيل هذه الحكومة سيرى مواطنو إسرائيل أن هذه ليست وحدة بل استسلام، فبعد كل شيء، لن تكون هذه حكومة وحدة وطنية، بل حكومة نتنياهو أخرى”. وأردف: “كل الوطنيين الرائعين الذين يسيرون الآن في الشوارع ملفوفين بالعلم الإسرائيلي سوف يروننا ممثليهم في الكنيست، نقف ونقسم الولاء لنتنياهو، سنصبح وزراءه الذين يقدمون تقارير له، ويطيعون السياسة التي يمليها”. وتابع لابيد: “سوف يفهم العالم كله أنه لم تعد هناك معارضة لنتنياهو في إسرائيل، سيفهمون أننا جميعًا نعتقد أن نتنياهو زعيم جدير ويقبلون قيمه الفاسدة، لن تكون هناك طريقة أخرى لفهم هذه الحكومة”. واعتبر أنه “ستختفي كلمة الوحدة من المعجم بعد خمس دقائق، عندها سنكون في حكومة يرأسها متهم فاسد يفضل مصالحه الشخصية على مصلحة الوطن” في إشارة الى اتهامات الفساد الموجهة إلى نتنياهو والتي تنظر فيها المحكمة. وقال: “سنحني رؤوسنا أمام رئيس وزراء نعلم جميعا أنه ضاق ذرعا بالديمقراطية، وليس لديه مشكلة في التحريض والانقسام”. وأشار لابيد إلى أن ذلك “هو سبب عدم انضمام (هناك مستقبل) إلى حكومة نتنياهو: لأننا في السياسة بسبب القيم، لأننا نؤمن بالعدالة، لأن الحل لحكومة تدمر البلاد ليس الانضمام إليها، بل محاربتها”. وزاد: “مهمتنا هي أن نكون بديلا أفضل وأكثر صدقا يناضل من أجل القيم الليبرالية والطبقة الوسطى الإسرائيلية والديمقراطية”. وأضاف لابيد: “صحيح أنها معركة صعبة، لكن الاستسلام ليس السبيل للفوز بها”. ولم يعلق غانتس فورا على مسألة الانضمام إلى الحكومة. وفي حال انضمام لابيد وغانتس إلى الحكومة فإنه سيكون بإمكان نتنياهو طرد سموتريتش وبن غفير منها. كما لم يعلق نتنياهو فورا على انضمام لابيد وغانتس إلى حكومته مقابل طرد سموتريتش وبن غفير منها.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: حکومة نتنیاهو إلى حکومة لن تکون

إقرأ أيضاً:

معاريف: نتنياهو قلق من تمرد حريدي قد يفكك الحكومة

تواجه الحكومة الإسرائيلية -بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– عديدا من التهديدات الخارجية والداخلية، في ظل استمرار حربها على قطاع غزة ولبنان وسوريا وصولا إلى إيران، فضلا عن تهديدات الصواريخ بعيدة المدى من اليمن.

ونشرت صحيفة معاريف، اليوم السبت، تقريرا يتحدث عن تصاعد التهديدات داخل إسرائيل، وبالأخص من القطاع الديني، وسط حراك من اليهود الأرثوذكس لتوحيد موقف الحريديم من البقاء في حكومة نتنياهو في ظل الخلاف معها حول قانون التجنيد، وهو ما قد يمزق الائتلاف من الداخل.

محاولات توحيد الموقف الحريدي

ويناقش التقرير الموسع للمراسلة السياسية آنا براسكي مدى فاعلية تحركات يقودها الحاخام يعقوب أرييه ألتر، زعيم طائفة "غور" الحسيدية القوية، في إقناع الحاخام دوف لانداو، زعيم الطائفة الليتوانية الأرثوذكسية المتشددة، بدفع ممثليهم السياسيين إلى الانسحاب من الحكومة.

وتعد طائفة غور الحسيدية إحدى أكبر الطوائف الحسيدية في إسرائيل وأكثرها نفوذا داخل المجتمع الحريدي، وتعود جذورها إلى بولندا في القرن الـ19، وتتسم بانضباط داخلي صارم.

وتتمتع الطائفة بثقل سياسي كبير من خلال هيمنتها على حزب "أغودات يسرائيل"، أحد جناحي تحالف "يهدوت هاتوراه" الحريدي، إلى جانب حزب "ديغل هاتوراه" الذي يمثل التيار الليتواني.

إعلان

وتشكل غور قوة حاسمة داخل المعسكر الحريدي، وتؤثر بعمق على مواقف التحالف الحريدي تجاه القضايا الدينية والسياسية، كما أن مواقفها قد تحدد مصير حكومات اليمين التي تعتمد على دعم الأحزاب الحريدية.

ومنذ سنوات، تحاول الحكومات الإسرائيلية التوصل إلى صيغة قانونية تنظم إعفاء الشبان الأرثوذكس المتشددين من الخدمة العسكرية. غير أن قرار المحكمة العليا -في وقت سابق من هذا العام- بإلغاء أي إعفاء غير قانوني فتح الباب أمام أزمة حادة، إذ بدأ الجيش بإرسال أوامر تجنيد إلى آلاف طلاب المدارس الدينية، في ظل غياب قانون ينظم وضعهم.

ولا يمتثل هؤلاء لاستدعاءات التجنيد ويقومون بتمزيقها بإيعاز من الحاخامات، مما يضعهم في خانة المتهربين من الخدمة، ويحرمهم من المخصصات والدعم الاقتصادي المشروط بقانون.

وفي خطوة تكشف حجم التوتر داخل معسكر الحريديم، أوفد الحاخام ألتر، زعيم طائفة غور، ابنه إلى بني براك (مدينة إسرائيلية تقع شرق تل أبيب، وتُعد أحد المراكز الدينية الأكثر أهمية في إسرائيل) للقاء الحاخام دوف لانداو، في ما وصف بأنه اجتماع حاسم تمحور حول مسألة واحدة: هل ينبغي إسقاط حكومة نتنياهو احتجاجا على فشلها في تمرير قانون يرضي المتدينين بشأن التجنيد الإجباري؟

وتأتي هذه الخطوة ضمن تصعيد تقوده طائفة غور ضد الحكومة، رغم أنها ممثلة بوزير الإسكان يتسحاق غولدنوف، التابع لها. ويبدو أن غولدنوف يجد نفسه الآن في معضلة: فمن جهة، هو يستفيد من منصبه وميزانياته وبرامجه، ومن جهة أخرى، فإن مرجعيته الحقيقية ليست نتنياهو بل الحاخام ألتر، الذي قد يطالبه بالاستقالة قريبا.

وحسب براسكي، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تدفع فيها اعتبارات أيديولوجية دينية الأحزاب الحريدية إلى اتخاذ قرارات سياسية تبدو غير منطقية بالمعايير السياسية التقليدية. ففي الخمسينيات، طالب الحاخام ألتر بانسحاب حزبه من الحكومة بسبب قيام شركة الطيران "إلعال" بتسيير رحلاتها أيام السبت، رغم أن البديل كان سفر الإسرائيليين مع شركات أجنبية.

إعلان

وفي خضم الأزمة الحالية، يُطرح السؤال: ما الجدوى من الانسحاب من حكومة، رغم عجزها، لا تزال توفر للحريديم امتيازات غير مسبوقة؟

وتشير مراسلة معاريف إلى جدل يدور في الأوساط الحريدية حول إسقاط الحكومة، إذ يرى كثير منهم أن ذلك لا يعني بالضرورة تحسين أوضاعهم، بل على العكس، فإن دخول البلاد في انتخابات قد يضعهم أمام واقع أسوأ، مع احتمال تشكيل حكومة علمانية تُقصي الحريديم من الحكم وتفرض عليهم تجنيدا إجباريا لا يتناسب مع رؤيتهم الدينية.

وتسلط براسكي الضوء على وجهة نظر الحاخام ألتر التي تقول إن هذا الحساب الواقعي لا يبدو حاسما في ذهنه، لأنه يصر على أن "عدم القدرة على منع جريمة لا يبرر المشاركة فيها".

وتخلص من ذلك إلى أن "هذا هو لبّ الصراع في الحريديم: فبينما يرى السياسيون في البقاء داخل الحكومة فرصة للتأثير وتخفيف الأضرار، يصر القادة الدينيون في ’معسكر التمرد‘ على أن مجرد الوجود في حكومة لا تمنع التجنيد الإجباري هو نوع من التواطؤ".

موقف نتنياهو والانتخابات

وينقل تقرير الصحيفة كيفية تعامل نتنياهو مع تصاعد التهديدات الحريدية، إذ بعد يوم من لقاء بني براك، عقد اجتماعا مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، والوزير السابق أريئيل أتياس من حزب شاس، وسكرتير الحكومة يوسي فوكس.

ووفقا للتقارير، كان نتنياهو هادئا وطلب فقط "الإسراع بالتقدم لتجنب الفوضى". لكن خلف هذا الهدوء، هناك حسابات معقدة. نتنياهو يعلم أن تمرير قانون تجنيد يُرضي الحريديم دون إغضاب المحكمة العليا والمجتمع العلماني هو أمر شبه مستحيل. كما أن تمرير قانون لا يرضي الحريديم يعني انهيار الحكومة. وفي الحالتين، قد يخسر.

وبين هذين الخيارين، يبحث نتنياهو عن حل وسط يبدو مفقودا، فحتى لو أقال إدلشتاين من رئاسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، وحتى لو مارس ضغوطا على أعضاء الكنيست المترددين، فإن تمرير قانون وسط يُرضي الجميع يبدو مستحيلا.

إعلان

البديل المطروح -حسب براسكي- هو الذهاب إلى انتخابات مبكرة بشعار: "رفضنا فرض التجنيد على الحريديم، لم نستسلم للضغط". وقد يجذب هذا الخطاب أصوات قاعدة اليمين الديني، ويحوّل المعركة إلى كسب سياسي. لكن توقيت الانتخابات مسألة حساسة، ونتنياهو يتردد في اتخاذ الخطوة الآن.

وترى المراسلة السياسية أن الورقة الأقوى بيد نتنياهو، حتى اللحظة، هي الانقسام داخل المجتمع الحريدي نفسه، إذ لا يزال الحاخام لانداو يفضل التريث، وهذا الانقسام يمنع تحركا موحدا للحريديم ضد الحكومة.

ومع ذلك، فإن الجميع، من غور إلى ديغل هاتوراه، بالإضافة إلى شاس، التي تشكل معسكر اليهود الشرقيين ضمن تيار الحريديم، يرفضون المسودة الحالية لقانون التجنيد، لأنها تتضمن عقوبات فردية ومؤسسية، وأهداف تجنيد ملزمة، يراها الحريديم تهديدا مباشرا "لعالم التوراة". وبالتالي، حتى التكتلات التي لم تنضم بعد لـ"معسكر التمرد" تقترب يومًا بعد يوم من تبني موقفه.

ويُضعف هذا الانقسام الداخلي موقف الحريديم في مواجهة نتنياهو، ويخلق حالة من عدم اليقين السياسية، حيث لا يوجد موقف موحد يُجسد ردا حريديا قويا على قانون التجنيد.

وفي الوقت ذاته، تحافظ الأحزاب الحريدية الأخرى مثل "شاس" و"ديغل هاتوراه" على رفضها القانون، لكنها لم تنضم بعد بشكل كامل إلى تحرك غور التصعيدي.

وتشير براسكي إلى أن غولدنوف، المنتمي لطائفة غور، يعيش مأزقا بين ولائه السياسي للحكومة وولائه الديني للحاخام ألتر، مما يعكس عمق الأزمة بين "المنطق السياسي" و"المنطق الحاخامي".

انتخابات مبكرة

وسط هذه الأزمة الداخلية، لا ينبغي نسيان الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، خاصة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي لم تخفِ استياءها من سلوك الحكومة تجاه الحرب في غزة والمفاوضات النووية مع إيران.

ويُضاف إلى ذلك تصاعد حملة المقاطعة العالمية، وتصاعد التوتر مع الأمم المتحدة، وازدياد عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

إعلان

وفي هذا السياق، يرى التقرير أن انهيار الحكومة والدخول في معركة انتخابية سيكون مكلفا سياسيا واقتصاديا، وقد يسرّع من أزمة ثقة داخلية وخارجية بنظام الحكم في إسرائيل.

ويلفت التقرير إلى حقيقة أن أزمة التجنيد الإجباري للحريديم تبدو أزمة وجودية، لأنها تضرب صميم الائتلاف الذي يبقي نتنياهو في الحكم، وتعكس التناقض العميق بين الدولة الحديثة ومؤسساتها، وبين تيار ديني يعيش وفق قواعد مختلفة.

وترى براسكي أن السؤال المطروح اليوم في الأوساط السياسية الإسرائيلية هو ليس إذا ما كانت حكومة نتنياهو ستصمد، بل متى وكيف ستنهار. وهل سيكون الحاخام ألتر هو الرجل الذي يدفع بـ"الحكومة الأكثر تدينا في تاريخ إسرائيل" إلى حافة الهاوية؟

وتخلص في نهاية تقريرها إلى القول إنه "من السابق لأوانه فتح اليوميات، ولكن إذا لم تحدث معجزة في المستقبل القريب، فمن المحتمل أن تجرى الانتخابات في وقت مبكر من عام 2026، في الشتاء وليس في الخريف".

مقالات مشابهة

  • معاريف: نتنياهو قلق من تمرد حريدي قد يفكك الحكومة
  • وسائل إعلام إسرائيلية: حكومة نتنياهو ترفض أي التزام بإنهاء حرب غزة
  • أولمرت يصف حكومة نتنياهو بأنها "عصابة بلطجية" ويتهمها بارتكاب جرائم حربٍ في غزة
  • وزارة المالية: حكومة الإقليم لم تلتزم بإرسال إيراداتها النفطية وغير النفطية إلى الحكومة الاتحادية
  • بيدرسون: هناك إجماع دولي على دعم الحكومة السورية
  • إعلام عبري: أحزاب دينية يهودية تهدد بإسقاط حكومة نتنياهو
  • حكومة نتنياهو على المحك بعد تهديد شاس بالانسحاب
  • بن غفير: سأنسحب من الحكومة إذا تجاوزت خطي الأحمر
  • إيران تخترق حكومة إسرائيل ومقربين من نتنياهو عبر واتساب .. تفاصيل
  • قرار مرتقب لاعتقالهما: سموتريتش وبن غفير على طاولة الجنائية الدولية