في ظلال #طوفان_الأقصى “67”

إبرام #الصفقة بعِزةٍ وكرامةٍ شرطٌ عند أهلِ غَزة والمقاومة

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

يتطلع #الفلسطينيون جميعاً في الوطن والشتات عموماً، وفي قطاع #غزة على وجه الخصوص، ومعهم شعوب الأمة العربية والإسلامية الصادقة، وأحرار العالم وإنسانيوه، وطلابه الغيارى الثائرون، الذين انتفضوا ضد العدوان الإسرائيلي وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ونصرةً وتأييداً له، إلى اليوم الذي تتوقف فيه الحرب الهمجية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وينتهي العدوان المستمر على سكانه، الذي تجاوز اليوم يومه ألــــــ 223، وتسبب في استشهاد وإصابة أكثر من مائة وخمسين ألف فلسطيني، وتدمير ما يزيد عن 75% من بيوت الفلسطينيين ومنازلهم، ومدارسهم ومساجدهم، وأسواقهم ومحالهم التجارية، ومخابزهم وخزاناتهم، ومستشفياتهم ومراكزهم الصحية والطبية، وصيدلياتهم ومستودعاتهم الدوائية، وحصارهم الخانق وحرمانهم التام من الغذاء والماء والدواء والكهرباء ومن كل مستلزمات الحياة البسيطة والحاجات الإنسانية الطبيعية.

مقالات ذات صلة العقل زينة 2024/05/15

ربما لا يوجد شعبٌ مثل الشعب الفلسطيني في تاريخ البشرية، تعرض لمثل هذا العدوان المتواصل، وأصابه القتل من كل مكان، ولحق به الحيف من كل الجهات، وتخلى عنه الأشقاء والجيران، وصمتت عما يتعرض له حكوماتٌ عربيةٌ وأخرى إسلامية، وساهم في العدوان عليه تحالفٌ دوليٌ متآمر، أمد العدو بالسلاح والمال، وزوده بالذخائر والمعدات، وأيده في السياسة وسانده من أعلى المنصات الدولية، واشتركت في قتله وتسببت في نكبته الجديدة دولٌ وحكومات، وما زال صابراً محتسباً، ثابتاً باقياً، مقاوماً مقاتلاً، لا ينحني ولا يركع، ولا يستسلم ولا يخضع، ويصر على التحدي، ويعاند في المواجهة، وينال من العدو ويصيبه، ويطال جنوده وضابطه ويؤلمهم.

العالم كله يرى أهل قطاع غزة يتضورون جوعاً ويموتون من العطش، ويلفظون أنفاسهم بسبب الإصابة والمرض، ونتيجة نقص الدواء وانعدام العلاج، ويقتلون من كل جانبٍ وتدك أرضهم بكل الوسائل، وتسقط البيوت فوق رؤوسهم، ويستخرج من نجا من القتل منهم جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، ويزيحون بأيديهم الركام بحثاً عن أحياء يستنقذونهم، أو شهداء يستخرجونهم ليواروهم الثرى في مقابر جماعية، بعد أن ضاقت الأرض بهم وعجز جوفها عن استيعاب الآلاف من شهدائهم، ويعلم من يقوم بهذه المهام اليوم، أنه قد يسقط غداً شهيداً، وسيأتي غيره من يحل مكانه وينتشل من تحت الركام جثمانه، ليدفن إلى جانب إخوانه ومن سبقوه، وكأن الشهيد يودع الشهيد، ومن بقي ينتظر بلا خوفٍ دوره، ويتوقع بلا جزعٍ مصيره.

أما المرأة الفلسطينية، الأم والأخت والابنة، فقد تهيأن للشهادة وصبرن على المصاب، وودعن فلذات القلوب والأحباب، وقبلن جباههم والوجنات، وقلن لهم مع السلامة وسلامنا لمن سبقوكم أجمعين، اللهم ارض عنهم فإنهم سابقون وإنا عنهم راضون، وقد تسترن بالثياب فلا يكشفن، وسترن أجسادهن فلا يعرين، ولبسن جيداً فلا ينزع إذا استشهدن حجابهن، ولا تكشف عوراتهن، وكأنهن من الموت لا يخافون، أما عن الستر فهم يحرصون، وعلى ألا يكشفن يصرون.

كل من في غزة اليوم مصابٌ ومبتلى، شهيدٌ أو جريحٌ، نازحٌ أو بلا مأوى، مشردٌ أو بلا خيمة، جائعٌ أو بلا طعام، ومريضٌ أو بلا علاج، ووحيدٌ أو بلا أهل، ومن بقي في منطقته فهو لم يعد يعرفها، إذ غير العدوان معالمها، وبدل مشاهدها، بعد دمر بنيانها وجرف شوراعها، وحرق كل شاهدٍ عليها، ودمر كل شارةٍ تدل عليها أو تميزها، وكأن حياةً لم تكن فيها، وأهلاً ما كانوا يسكنون فيها، إذ قضى العدو على كل مظاهر الحياة فيها، وسعى إلى منع كل وسيلةٍ تعيد إعمارها أو تبقي على ما بقي من عمرانها.

يتمنى الفلسطينيون أن تنتهي كل المظاهر السابقة، وتتوقف الحرب وينسحب الاحتلال ويفشل العدوان، ليعودوا إلى حياتهم الأولى التي كانوا عليها، والبيوت التي كانوا يسكنون فيها، ولا يهمهم أبداً أن يعودوا إلى مناطقهم المدمرة التي سويت بيوتها وهدمت مبانيها، وأصبحت خراباً بلا خدماتٍ، ويباباً بلا مظاهر حياة، بل يهمهم أن يعودوا إلى حيث كانت بيوتهم، يزيحون بعض ركامها، ويبنون مما بقي من حجارتها غرفةً تسترهم، أو زاويةً تجمعهم، أو ينصبون فوق ركام بيوتهم خياماً فيها يجلسون وتحتها ينامون، فهذا حلمهم ومُنَى حياتهم، رغم غصة الفقد ومرارة الحرمان، وحزن الشهادة ولوعة الثكل.

رغم كل هذا الذي ذكرت والكثير مما يراه المراقبون ويتابعه المهتمون وتسجله وتوثقه وسائل الإعلام، فإن أهل غزة جميعاً، وأقصد سكانها الذين ما زالوا فيها، ممن اكتوا بنار الحرب وذاوقوا ويلاتها، وأصابهم ما أصابهم من تداعياتها، وما زالوا ينتظرون مصيرهم ويترقبون مستقبلهم، فإنهم وإن كانوا يتطلعون إلى انتهاء المحنة ورفع الغمة وكشف البلاء، فإنهم لن يقبلوا في سبيل هذا الهدف المشروع والمطلوب، تقديم تنازلٍ، أو التفريط في حقوق، أو القبول بالاحتلال والسكوت عن التقسيم، أو التعايش مع الحصار والموافقة على الحرمان، بل يريدون نصراً عزيزاً وهدنةً كريمةً، تحقق أهدافهم، وتلبي طموحاتهم، وتحقن دماءهم، وتعيدهم أعزةً أحراراً إلى بيوتهم، وتبقي رؤوسهم مرفوعة، وقاماتهم شامخة وجباههم عالية، فلا حياةً يريدونها بهوان، ولا هدنةً يتطلعون إليها بِضِعَةٍ، وإنما صفقةً تذل العدو وترفعهم، وتطرده من غزة وتحفظهم.

بيروت في 16/5/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الصفقة الفلسطينيون غزة أو بلا

إقرأ أيضاً:

استعلام بالرقم القومي تكافل وكرامة 2025.. رابط مباشر

معاش تكافل وكرامة.. تزامنا مع بداية العد التنازلي لانتهاء شهر يونيو 2025، تزايدت التساؤلات من قبل الكثير من المواطنين عن خطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025، الذي يأتي ضمن البرنامج الاجتماعي الذي تُقدمه وزارة التضامن، والذي يهدف إلى دعم الأسر الفقيرة، وإليك شروط التقديم على معاش تكافل وكرامة.

معاش تكافل وكرامة

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها كل ما يخص الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة، وذلك من خلال خدمة متقدمة تتيحها لمتابعيها في جميع المجالات، ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنـــــــــــــــــا.

رابط الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة

وعلى المستحقين لـ معاش تكافل وكرامة الدخول على الموقع الرسمي لوزارة التضامن الاجتماعي، للاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لـ شهر نوفمبر 2024، ويمكن الدخول على الموقع مباشرة من خلال الضغط هنــــــــا.

ما هي خطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2024؟

- الدخول على موقع وزارة التضامن الاجتماعي، من هنــــــا.

- اختر خدمة «استعلم عن نتيجتك».

- أدخل الرقم القومي المكون من 14 رقمًا.

- تأكد من صحة الرقم القومي.

- حدّد الشهر المراد الاستعلام عنه.

- أدخل رقم الهاتف.

- اضغط على استعلام، وستظهر النتائج المتعلقة بالاستعلام.

من هم المستحقون لمعاش تكافل وكرامة؟

برنامج تكافل وكرامة يستهدف الفئات التالية:

- الأسر الفقيرة التي لديها أطفال في مراحل التعليم المختلفة.

- المسنون فوق سن 65 عامًا دون دخل ثابت.

- ذوو الإعاقات بشرط تقديم شهادة كومسيون طبي.

- الأرامل والمطلقات دون مصدر دخل.

- العمالة غير المنتظمة بشرط عدم وجود تأمين اجتماعي أو دخل ثابت.

ما هي شروط التقديم على معاش تكافل وكرامة؟

أن يكون المتقدم:

- مصري الجنسية ومقيم في مصر.

- لا يمتلك هو أو أسرته أي أملاك أو أراضي زراعية تتجاوز نصف فدان.

- عدم وجود سيارة خاصة أو مشروع تجاري مسجل باسم المتقدم.

- ألا يكون موظفًا في القطاع الحكومي أو الخاص بأجر ثابت.

- إجمالي دخل الأسرة لا يزيد عن 1500 جنيه شهريًا للأسر المتقدمة لبرنامج تكافل، و900 جنيه للفرد في برنامج كرامة.

ما هي الأوراق المطلوبة للتقديم على معاش تكافل وكرامة؟

- صورة من بطاقة الرقم القومي.

- صورة من بطاقة العائلة.

- صورة من شهادة الميلاد.

- صورة من شهادة الزواج «إن وجدت».

- صورة من شهادة الوفاة «إن وجدت».

- صورة من شهادة العجز الجسدي أو المرض المزمن «إن وجدت».

- صورة من فاتورة الدخل «إن وجدت».

بالرقم القومي.. رابط وخطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025

«التضامن» تستعرض إنجازات برنامج «تكافل وكرامة» أمام بعثة البنك الدولي

تعرف على أماكن صرف معاش تكافل وكرامة وطريقة الاستعلام الإلكتروني

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: 5 ملايين مستفيد من مبادرة تكافل وكرامة
  • مدبولي: أكثر من 5 ملايين عائلة يستفيدون من تكافل وكرامة
  • الشيخ دعموش: إيران أفشلت أهداف العدوان الصهيوني والمقاومة في لبنان باقية ولن تُسحق
  • الكابينت الإسرائيلي يناقش إبرام صفقة جزئية ومؤقتة لوقف إطلاق النار بغزة
  • الكابينيت يجتمع الليلة لبحث إبرام صفقة تبادل جزئية مع غزة
  • ترمب يطالب بـ"إبرام الصفقة في غزة"
  • استعلام بالرقم القومي تكافل وكرامة 2025.. رابط مباشر
  • آخر الرجال على الأرض: المثقف بين الصمت والمقاومة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الوقت يدهمنا ويجب إبرام صفقة شاملة
  • بالرقم القومي.. رابط وخطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025