أشاد وزير التجارة التركي عمر بولات بالتقدم الكبير الذي أحرزته العلاقات التجارية بين تركيا والولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وفق ما أوردت صحيفة ديلي صباح التركية.

وأكد بولات –خلال كلمة ألقاها في منتدى "رياح التجارة – تريد ويندز" في إسطنبول قبل أيام- رغبة البلدين في تحقيق حجم تجارة بقيمة 100 مليار دولار بين الحليفين في الناتو.

ومنتدى "الرياح التجارية – تريد ويندز"، هو أكبر بعثة تجارية تقودها الحكومة الأميركية لتطوير الأعمال، وسجل عودته إلى تركيا بعد 16 عامًا من الانعقاد الأول في إسطنبول، ما يؤكد على الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية التي تتطور بين البلدين، وفق ما قالت ديلي صباح.

وفي كلمته أمام جمع من قادة الأعمال، أكد بولات على المسار التصاعدي للتجارة الثنائية، التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، وقال "علاقاتنا التجارية كانت تسير بشكل جيد للغاية خلال السنوات العشر الماضية".

نمو كبير في حجم التجارة

وشهد حجم التجارة بين تركيا والولايات المتحدة زيادة ملحوظة خلال العقد الماضي، حيث انتقلت من 16 مليار دولار في 2008 إلى 33.5 مليارا عام 2023، بارتفاع 110%.

وقال بولات إن "صادراتنا إلى الولايات المتحدة، التي كانت تبلغ 4.3 مليارات دولار في ذلك الوقت، ارتفعت إلى 14.8 مليار دولار اليوم. واليوم، أصبحت الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق لصادرات تركيا".

حجم التجارة بين تركيا وأميركا بلغ 33.5 مليار دولار في 2023 (غيتي) التدفقات الاستثمارية والعلاقات الاقتصادية

ويقول تقرير الصحيفة التركية إنه بالإضافة إلى التجارة، أصبحت التدفقات الاستثمارية بين البلدين جانبا مهما في علاقاتهما الاقتصادية.

وفي هذا الصدد شدد بولات على أن السياسات الاستباقية على مدى السنوات العشرين الماضية جذبت استثمارات أجنبية كبيرة إلى تركيا، بلغ مجموعها 265 مليار دولار بين عامي 2002 و2024، تمثل الاستثمارات الأميركية منها 15 مليار دولار، مما يجعل الولايات المتحدة ثاني أكبر مستثمر أجنبي في تركيا.

وقال بولات: "خلال هذه الفترة، استثمرت أكثر من 2000 شركة أميركية في تركيا، إيمانًا منها بقوة وإمكانات الاقتصاد التركي. وتسهم هذه الشركات بأكثر من 60 مليار دولار في الاقتصاد التركي وتوفر فرص عمل لأكثر من 110 آلاف شخص".

استثمارات متبادلة وتعاون إستراتيجي

وأشار بولات أيضًا إلى الاتجاه المتزايد للشركات التركية للاستثمار في الولايات المتحدة، حيث وصلت استثماراتها إلى 11 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023. ووصلت حصة الولايات المتحدة في الاستثمارات الخارجية للشركات التركية إلى 16%.

وأضاف بولات: "على الرغم من المستويات الكبيرة للتجارة والاستثمارات التي تم التوصل إليها في السنوات القليلة الماضية، فإنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه لتحقيق رؤية حجم التجارة البالغ 100 مليار دولار التي حددها رؤساؤنا"، بحسب الصحيفة التركية.

العلاقات الدفاعية والشراكة الإستراتيجية

من جهته، أشاد السفير الأميركي لدى أنقرة جيفري فليك بالزخم الإيجابي في العلاقات التجارية، مشيرًا إلى أن التجارة في السلع والخدمات بين الولايات المتحدة وتركيا تقترب من 40 مليار دولار.

فليك: الموافقة الأخيرة على بيع طائرات إف 16 بقيمة 23 مليار دولار من قبل الكونغرس الأميركي لتركيا تؤكد قوة التعاون الدفاعي بين البلدين (رويترز)

وسلّط فليك الضوء على الاستثمارات الأميركية المباشرة في تركيا والتي وصلت إلى 15 مليار دولار. وفي حديثه في المنتدى، أكد فليك أهمية الأمن في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الموافقة الأخيرة على بيع طائرات إف 16 بقيمة 23 مليار دولار من قبل الكونغرس الأميركي لتركيا تؤكد قوة التعاون الدفاعي بينهما.

وأشار فليك إلى أن تركيا، باعتبارها ثاني أكبر جيش وقوة جوية في الناتو بعد الولايات المتحدة، تلعب دورًا حاسمًا في التحالف.

وذكر أن الاتفاقيات المبرمة بين شركات الصناعات الدفاعية الأميركية والتركية تعني أن ما يقرب من ثلث قذائف المدفعية الموجودة في المخزون الأميركي ستكون من أصل تركي.

وأشار فليك إلى أنه من المتوقع أن يزور 1.5 مليون مواطن أميركي تركيا هذا العام، مع استهداف دخول مليونين العام المقبل، بحسب ما أوردت ديلي صباح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة حجم التجارة ملیار دولار بین ترکیا دولار فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقارير: تركيا تغيّر استراتيجيتها في ليبيا وتراهن على شراكات مع الشرق وحلفائه

الفارسي: تركيا تغيّر نهجها في ليبيا وتنفتح على الشرق لتعزيز مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية

ليبيا – أكد محلل أسواق الطاقة والاقتصاد الليبي، علي الفارسي، أن تركيا اختارت توقيتًا مناسبًا لتغيير نهجها في الملف الليبي، عبر تقليص دعمها للجماعات المسلحة في الغرب، والانفتاح على القيادة العامة في الشرق، التي نجحت في فرض الاستقرار الأمني وتهيئة البيئة المناسبة لإعادة الإعمار وتمكين المؤسسات الاقتصادية.

التقارب مع الشرق الليبي مدفوع بالثروات النفطية ومشاريع البنية التحتية

وأوضح الفارسي، في تصريحات خاصة لموقع “العين الإخبارية”، أن هذا التقارب يعكس إدراكًا متزايدًا من جانب أنقرة لأهمية الشرق الليبي، الذي يضم نحو 80% من الثروات النفطية والغازية المكتشفة وغير المكتشفة في البلاد، بالإضافة إلى احتضانه لمشاريع بنى تحتية ضخمة ومبادرات استثمارية تقدر بمليارات الدولارات.

عقود قديمة وجديدة لتعزيز الحضور التركي

وأضاف الفارسي أن تركيا تسعى حاليًا إلى تفعيل عقود قديمة كانت موقعة مع النظام السابق، إلى جانب التوقيع على عقود جديدة، لا سيما في مجالات الإسكان والري والزراعة.

وأشار إلى أن صندوق الإعمار والتنمية الليبي، الذي يتمتع بعلاقات مع الجانب التركي، ينفذ مشاريع في عدة مدن ليبية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وهو ما أسهم في تعزيز الثقة بين أنقرة والمنطقة الشرقية.

تحركات لتعزيز دور تركيا في شرق المتوسط

وأكد الفارسي أن أنقرة تدرك أهمية ترسيخ علاقاتها مع الشرق الليبي وحلفائه الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، لضمان دور محوري في إعادة رسم ترتيبات شرق المتوسط، خصوصًا في ما يتعلق بملفات الطاقة والنقل البحري.

خطط تركية طويلة الأمد لشراكات استراتيجية في المنطقة

وأشار إلى أن تركيا تخطط على المدى الطويل للحصول على موطئ قدم دائم في المنطقة، من خلال إقامة شراكات استراتيجية تعكس موازين القوى الجديدة في الإقليم، وتساهم في تخفيف حدة الاستقطاب السياسي الذي شهدته السنوات الماضية.

مقالات مشابهة

  • دمشق بين أنقرة وتل أبيب.. هل تخسر تركيا ورقتها السورية؟
  • مسؤولة أممية تدعو لقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بسبب غزة
  • حماس في أنقرة.. تحركات دبلوماسية مكثفة مع تركيا لوقف العدوان على غزة
  • تقارير: تركيا تغيّر استراتيجيتها في ليبيا وتراهن على شراكات مع الشرق وحلفائه
  • الأونروا في تركيا: تحرك دبلوماسي لمحاولة إعادة التوازن لقضية اللاجئين
  • أكد دعمها لـ 54 دولة.. نائب وزير الخارجية: المملكة تتطلع لاستثمار 25 مليار دولار في أفريقيا
  • سمو وزير الخارجية يجري اتصالًا هاتفيًا بوزير خارجية الولايات المتحدة
  • دروس تركيا من حرب إيران وإسرائيل
  • الخارجية التركية: رفع جزء كبير من العقوبات الأمريكية عن سوريا تطور إيجابي
  • وزير الخارجية العماني يؤكد ضرورة تقديم تنازلات لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران