بوتين: إنشاء منطقة عازلة لحماية روسيا من الهجمات
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن القوات الروسية التي تتقدم في شمال شرق أوكرانيا، تنشئ منطقة عازلة بهدف حماية روسيا من الهجمات، وأضاف أن الغرب سيكون «مختلاً» إذا اعتقد أن بإمكانه إملاء شروط على روسيا.
وقال بوتين عند سؤاله عما إذا كانت القوات الروسية تعتزم السيطرة على مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، «بالنسبة لخاركيف، لا توجد مثل هذه الخطط في الوقت الحالي».
وسط أجواء الترقب التي تسود مؤسسات صنع القرار في كييف انتظاراً لبدء تسلم المساعدات العسكرية الأميركية التي أقرتها إدارة جو بايدن مؤخراً بعد تأخير استمر أشهر عدة، يحذر محللون من أن القوات التابعة لحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بصدد مواجهة الكثير من التحديات، على الصعيد الميداني في الفترة المقبلة.
فمنذ فشل هجومها واسع النطاق العام الماضي الذي كُرِسَت له كثير من الموارد وعُلِقَت عليه آمال عريضة، تقف هذه القوات في وضع دفاعي على طول خطوط المواجهة، أمام الجيش الروسي المدعوم في الوقت الحاضر، باقتصاد استعاد عافيته إلى حد كبير، على مدار العام الثاني من الأزمة، التي وصلت إلى حد الصدام المسلح في فبراير 2022.
وفي وقت يواصل فيه المسؤولون الأوكرانيون الشكوى، مما يعتبرونه تأخراً في إيصال حلفائهم الغربيين الدعم العسكري لهم؛ أكد المتابعون لسير المعارك، أن الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، كانت من بين الفترات الأكثر صعوبة في ما يتعلق بمسار المواجهات، ومن أشدها توتراً كذلك في العلاقات بين كييف وموسكو بوجه عام، منذ عقد كامل تقريباً من الزمان.
وبحسب المحللين، يُتوقع أن تسعى القوات الروسية خلال الشهور القليلة المقبلة، لمواصلة اندفاعها نحو الغرب على طول الجبهة الشرقية، بهدف السيطرة على مزيد من الأراضي، في مناطق استراتيجية مثل دونيتسك ولوهانسك وخاركيف وزاباروجيا، مهما كانت التكاليف المترتبة على ذلك.
وأشار المحللون، إلى أن التحركات العسكرية الروسية الحالية، ربما تمهد لهجوم أوسع نطاقاً خلال الصيف، يستهدف في المقام الأول، دخول مدن مثل تشاسيف يار الواقعة على بعد ستة أميال لا أكثر (9.6 من الكيلومترات) إلى الشرق من مدينة باخموت، التي شكلت لفترة طويلة، نقطة محورية للقتال على جبهة دونيتسك، قبل أن تسيطر عليها موسكو، في مايو من العام الماضي.
كما يمكن أن يستهدف أي هجوم روسي محتمل، مدينة كوبيانسك التي تُوصف بالبوابة الرئيسة لـ «خاركيف»؛ ثاني أكبر المدن الأوكرانية. وسبق أن سيطرت موسكو على كوبيانسك، خلال الأسابيع الأولى للمواجهات في ربيع 2022، قبل أن تستعيدها كييف في سبتمبر من العام نفسه.
ولكن خبراء عسكريين، بعضهم روس، يقولون إنه من المبكر الجزم بما إذا كانت موسكو، في سبيلها لتوسيع نطاق تحركاتها الراهنة على الأرض، لتتحول إلى هجوم أكبر خلال الصيف، مشيرين في هذا الشأن، إلى أن الموارد اللازمة لذلك، ربما تكون غير كافية في الفترة الحالية.
ورجح هؤلاء، أن تكتفي القوات الروسية بالعمل على تطويق نظيرتها الأوكرانية، في بعض المناطق مثل محيط مدينة أفدييفكا الصناعية، التي سيطرت عليها موسكو في فبراير الماضي، وذلك من أجل تعزيز مواقعها، والسماح لجنودها بنيل قسط من الراحة.
على الجانب الآخر، يُنتظر أن تسعى كييف خلال الشهور القادمة، إلى تكثيف ضرباتها بعيدة المدى، باستخدام الطائرات من دون طيار، لاستهداف شبكات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والمنشآت الصناعية في الداخل الروسي، رغم إبداء الولايات المتحدة من قبل، استياءها إزاء مثل هذه الهجمات.
في انتظار الأسلحة
يترقب المخططون العسكريون الأوكرانيون، تسلم الطراز الأطول مدى من منظومة «إم جي إم - 140 أتاكمز» أميركية الصنع للصواريخ التكتيكية، والذي سيفتح الباب أمام ضرب أهداف، تقع على بعد يقارب 186 ميلاً (نحو 300 كيلومتر)، وهو ما يصل إلى نحو ضعف مدى النسخة الحالية من تلك الصواريخ، والتي كانت حكومة زيلينسكي قد تلقتها أواخر عام 2023.
فضلاً عن ذلك، ينتظر الجيش الأوكراني وصول عشرات المقاتلات الأميركية من طراز (إف - 16)، أملاً في أن توفر الدعم للقوات المرابطة على الخطوط الأمامية، بالإضافة إلى تعزيز دفاعات كييف، في مواجهة الهجمات التي تُشن بصواريخ كروز والطائرات من دون طيار.
غير أن المحللين أشاروا، في تصريحات نشرتها مجلة «نيوزويك» الأميركية على موقعها الإلكتروني، إلى أنه لن يكون أمام القوات الأوكرانية سوى فترة زمنية محدودة، قد لا تتعدى الشهرين، للاستفادة من الأسلحة الجديدة التي ستتسلمها، قبل أن يتكيف معها الجيش الروسي، ويقلص خسائره الناجمة عن استخدامها، على غرار ما كان قد حدث من قبل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين خاركيف روسيا أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا القوات الروسية الرئيس الروسي القوات الروسیة التی ت
إقرأ أيضاً:
بوتين وترامب في محادثة تاريخية.. أمريكا توقف فرض عقوبات جديدة على روسيا
ذكرت الخدمة الصحفية للكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مركز “سيريوس” التعليمي في موسكو، وأجريا محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين تناولت عدة ملفات مهمة تتعلق بالصراع في أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، أن المحادثة الهاتفية استمرت أكثر من ساعتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ووصفها بأنها كانت ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية.
وأعرب بوتين عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد بوتين أن روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، مشددًا على ضرورة تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام.
وأضاف أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لفترة زمنية معينة ممكن إذا تم التوصل إلى الاتفاقات ذات الصلة، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف.
وقال بوتين: “اتفقنا مع الرئيس الأمريكي على أن روسيا ستقترح وهي مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني بشأن مذكرة حول معاهدة سلام مستقبلية، تشمل مبادئ التسوية وتوقيت اتفاق السلام المحتمل، وكذلك وقف إطلاق النار المحتمل لفترة معينة إذا تم التوصل إلى الاتفاقات ذات الصلة”.
وأشار بوتين إلى أن الاتصالات بين المشاركين في الاجتماع والمفاوضات في إسطنبول قد استؤنفت، مما يعطي سببا للاعتقاد بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح، مؤكدًا أن موقف روسيا واضح ويركز على القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا.
من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن محادثته مع بوتين سارت بشكل جيد للغاية، وقال في تغريدة على منصة “تروث سوشيال”: “انتهيت للتو من محادثة استمرت ساعتين مع الرئيس الروسي بوتين، وأعتقد أنها سارت بشكل جيد للغاية”.
وأكد ترامب أن موسكو وكييف ستبدآن على الفور مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وأضاف ترامب: “ستبدأ روسيا وأوكرانيا على الفور مفاوضات لإنهاء إطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب”.
وأوضح أن شروط تثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع سيتم الاتفاق عليها بشكل مباشر بين الطرفين، لأن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.
وفي تصريح هام، أكد ترامب أنه لن يفرض عقوبات جديدة على روسيا، معتبراً أن هناك فرصة حقيقية لتسوية الصراع في أوكرانيا، وقال في حديثه للصحفيين في البيت الأبيض: “لأنني أعتقد أن هناك فرصة لتحقيق شيء ما”. كما أعرب عن ثقته بحدوث تغيرات بشأن التسوية، مضيفًا: “أعتقد أن شيئًا ما سيحدث، وإذا لم يحدث.. سأنسحب”.
وعن الجهود الأوكرانية لوقف إطلاق النار، قال ترامب: “أفضل أن أجيب على هذا السؤال خلال أسبوعين.. لا أستطيع أن أقول نعم أو لا”.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا مترددة في حل الصراع، قال: “أعتقد أن الرئيس بوتين قد سئم، فهذا الوضع مستمر منذ ثلاث سنوات”.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ”الرجل اللطيف” بعد محادثة هاتفية تناولت حل الصراع في أوكرانيا.
وقال ترامب خلال حفل عشاء لمجلس أمناء مركز جون كينيدي للفنون المسرحية إن المحادثة كانت قصيرة وجيدة، وأحرزوا تقدمًا في النقاش.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن بوتين وترامب ناقشا خلال المكالمة الهاتفية موضوع استمرار الاتصالات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك على أعلى المستويات.
وأضاف بيسكوف: “لم يتم اتخاذ قرارات محددة بشأن مكان استمرار الاتصالات حتى الآن”، مشيرًا إلى أنه “لا يوجد موعد نهائي لإعداد مذكرة تفاهم بين روسيا وأوكرانيا ولا يمكن أن يكون هناك موعد نهائي في هذه المسألة”.
وأكد بيسكوف أن “القضاء على الأسباب الجذرية للصراع الأوكراني هو النقطة الأساسية التي ستصيغها روسيا في جميع مشاريعها”، مشيرًا إلى أن “جهود الوساطة الأمريكية لتسوية الصراع الأوكراني فعالة”.
كما أشار إلى أن “مبادرة الفاتيكان للمشاركة في التسوية الأوكرانية معروفة، لكنها لم تُناقش بالتفصيل خلال المحادثة بين بوتين وترامب”.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن تسوية الأزمة الأوكرانية عملية معقدة تتطلب عملاً مضنيًا ووقتًا طويلًا لدراسة ومناقشة عدد كبير من التفاصيل الدقيقة.
وأكد بيسكوف في تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، أن موسكو مستعدة للعمل على هذه التفاصيل من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأشار بيسكوف إلى أن صياغة مذكرة تفاهم بين موسكو وكييف بشأن وقف إطلاق النار وعملية السلام لن تكون سهلة، مشددًا على عدم وجود مواعيد نهائية محددة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال: “لا توجد مواعيد نهائية ولا يمكن أن يكون هناك أي مواعيد نهائية… الشيطان يكمن في التفاصيل”.
وأوضح أن الجانبين الروسي والأوكراني سيعملان على صياغة مسودات الوثائق المتبادلة، تليها سلسلة من الاتصالات المعقدة بهدف التوصل إلى نص موحد يعكس توافقًا بين الطرفين.
يذكر أنه في 12 فبراير الفائت، أجرى الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي اتصالاً هاتفياً بحثا خلاله القضية الأوكرانية والمشاكل المتراكمة في العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك تنظيم لقاءات شخصية.
كما جرى اتصال هاتفي آخر في 18 مارس الفائت، حيث ناقشا قضايا التسوية في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.