مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
دعا مختصون حجاج بيت الله الحرام المتجهين للمشاعر المقدسة بمراعاة الجوانب الصحية التي تمكنهم من أداء جميع نسك الحج بكل يسر وسهولة، مؤكدين أن أهم النصائح تتمثل في الحرص على تناول السوائل تزامنًا مع فصل الصيف وتعويض الجسم بما يفقده نتيجة المشي لمسافات طويلة في المشاعر، بجانب تجنب ارتداء النظارة الشمسية المقلدة، بالإضافة إلى لبس الكمامة لتفادي التعرض للفيروسات مع الحرص على تغييرها يوميًا.
بداية يحذر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي، حجاج بيت الله الحرام من ارتداء النظارات الشمسية المقلدة لحماية العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي تكون ضارة في أكثر الأوقات عند الظهيرة في فصل الصيف حيث تقوم بخداع حدقة العين مسببة دخول هذه الأشعة للعين.
وأشار إلى النظارات المقلدة تسبب حدوث جفاف العين، نتيجة لدخول أشعة الشمس التي تعمل على التقليل من إفراز الغدد المسؤولة عن الدموع، بالإضافة إلى أن النظارات المقلدة تستخدم مواد رخيصة في صناعتها، وبالتالي فإنها لا تعطي أي حماية من المؤثرات الضوئية القوية وأغلب هذه النظارات لا تتحلى بالمعايير العالمية، إذ تصنع من مواد تحتوي الكثير من التموجات والشوائب وهذا يسبب التعب والتشوش للعين، مما يؤدي في النهاية لإصابة العين بالأمراض.
وخلص المزروعي إلى القول: النظارات المقلدة تؤذي العينين، فعند المشي في شمس الظهيرة، يصبح بؤبؤ العين أضيق للتحكم بكمية الضوء التي تدخل إلى العين، ويعود السبب لوجود الأشعة فوق البنفسجية المؤذية في ضوء الشمس، فالنظارات المقلدة لا تحمي العينين من الأشعة الضارة، مما يعمل على تجمع الأشعة فوق البنفسجية التي تدخل على بؤبؤ العين الموسع بمعدل أعلى من الشخص الذي لم يرتدي النظارة الشمسية مسببًا إعتام عدسة العين وهي حالة طبية تصبح فيها عدسة عين غير شفافة تدريجيًا، مما يؤدي إلى حالة عدم وضوح الرؤية.
وفي السياق ذاته، يشدد طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي على ضرورة حرص ضيوف الرحمن على ارتداء الكمامة داخل المشاعر المقدسة وفي جميع تنقلاتهم، فالحج يعتبر من أكبر مواقع التجمعات الذي يفد إليه ضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم. وقال إن أهمية الكمامة تكمن في الحماية من الفيروسات وعدم التعرض لأي عدوى مكتسبة من الآخرين، وبذلك يستطيع الحاج حماية نفسه من أي عوارض صحية يتعرض لها الآخرون.
ودعا شاولي ضيوف الرحمن بضرورة الاهتمام بارتداء الإحرام بالطريقة الصحيحة التي تمكن الحاج من المشي لمسافات دون متاعب، وذلك تفاديًا للإصابة بالتسلخات الجلدية التي تحدث بسبب الاحتكاك المتكرر للجلد، وتعّرق منطقة الفخذين نتيجة المشي الطويل والمستمر في أجواء ترتفع فيها درجات الحرارة، وضرورة العناية اليومية بتلك المنطقة لكونها أكثر المناطق تعرضاً للرطوبة الشديدة ومن ثم الإصابة بالالتهابات، إذ إن التسلخات الجلدية تظهر على شكل احمرار بين الفخذين، وإذا أهمله الفرد دون علاج فإنه يأخذ شكل الحروق نتيجة الاحتكاك المستمر، ومن الأعراض أيضاً الحكة المستمرة نتيجة الشعور بالحرقة، فلا يتحمل المصاب هذه الالتهابات ويشعر بآلام تجعله يلجأ إلى حكّها بصورة دائمة، كما قد تظهر قشور في الجلد فمع الحكة المستمرة، يمكن أن تظهر بعض التقشيرات في منطقة الالتهابات.
من جانبه، أكد استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، أن موسم الحج يتزامن مع فصل الصيف وبالتالي تزداد أهمية تناول الماء وخصوصًا الأطفال الذين كثيرًا ما يهملون تناول السوائل وتحديدًا الماء، فللماء دور حيوي في العمليات جميعها داخل جسم الإنسان، فهو يساعد في عملية الهضم، ويعمل على نقل العناصر الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا الدور مهم للغاية، ويعمل على توازن الجسم، وذلك بتنظيم عمل الإلكترولايت وهي عبارة عن مادة سائلة تدخل في تركيبة الخلية العصبية، ومن مهامها نقل الأوامر العصبية من وإلى أعضاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى أن الماء يعمل على إعطاء السيولة للدم، فبذلك يساعد القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
وأكد د. الشريف أن تناول الماء يعمل على منع وإزالة السموم بالجسم، ويساعد على حماية الجهاز الهضمي من الاضطرابات، والأطفال بحاجة إلى الماء لحمايتهم، إذ تكمن أهميته للأطفال في الوقاية من حالات الجفاف، التي تكون ناتجة عن النقص في الماء والسوائل بالجسم، وتجديد خلايا الجسم، كما أنه مهم لحماية كلى الأطفال، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، والتخلص من السموم التي توجد في جسم الطفل.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مصر تحافظ على خلوها الكامل من الحصبة والحصبة الألمانية للعام الثالث على التوالي
في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل المنظومة الصحية المصرية، أعلنت لجنة التحقق الإقليمية بمنظمة الصحة العالمية، خلال اجتماعها بمقر المكتب الإقليمي لشرق المتوسط يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، بالإجماع نجاح مصر الكامل في القضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية طوال الأعوام 2022 و2023 و2024، لتصبح بذلك خالية من هذه الأمراض للعام الثالث على التوالي.
يأتي هذا الإعلان تتويجًا لجهود البرنامج الموسع للتطعيمات بقطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، الذي يُعدّ أحد أقوى برامج التطعيم في الإقليم، حيث نجح في تثبيت مكانة مصر كدولة خالية من هذه الأمراض الثلاثة، مؤكدًا كفاءة المنظومة الوقائية المصرية وقدرتها على حماية المجتمع بشكل مستدام.
وتوجه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية تهنئة رسمية لحكومة وشعب مصر على هذا الإنجاز الاستثنائي، مشيدًا بالتزام الدولة الراسخ بأعلى معايير الوقاية والترصد الوبائي، ومؤكدًا أن البرنامج المصري أصبح نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.
وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن هذا النجاح يستند إلى عدة ركائز أساسية، أبرزها استمرار تقديم التطعيمات الروتينية مجانًا لكل طفل على أرض مصر دون استثناء، مع تكثيف الحملات في المناطق النائية والحدودية، وتنفيذ برامج توعية مجتمعية واسعة النطاق، كما يدعم ذلك منظومة ترصد وبائي متطورة تراقب 55 مرضًا معديًا، مدعومة بمعامل مركزية عالية الكفاءة تضمن سرعة ودقة التشخيص والاستجابة.
وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن هذا الإنجاز يُعد حلقة جديدة في سلسلة النجاحات الصحية المصرية المتتالية، التي شملت سابقًا القضاء على شلل الأطفال والتيتانوس الوليدي، وحصول مصر على الشهادة الذهبية كأول دولة في الإقليم تقضي على فيروس الالتهاب الكبدي «ب» لدى الأطفال.
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن هذا الإنجاز يعكس التزام الدولة الكامل بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، مشددًا على أن الصحة العامة تمثل ركيزة أساسية لتقدم الأمم.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان ، أن مبدأ «الوقاية خير من العلاج» يظل في صدارة أولويات الوزارة، وأن قياس تقدم الأمم الحديثة يتم اليوم من خلال مدى قدرتها على حماية مواطنيها من الأمراض قبل حدوثها.
بدوره، أشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن البرنامج الموسع للتطعيمات كان العامل الرئيسي وراء كل الإنجازات التاريخية التي حققتها مصر في مجال القضاء على الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم.
وتؤكد وزارة الصحة والسكان أن هذا الإنجاز ليس مجرد رقم أو شهادة، وإنما دليل حي على قوة التحول الرقمي والأنظمة الوقائية التي تشهدها المنظومة الصحية المصرية، وتتعهد بالاستمرار في تعزيز الريادة الصحية لمصر على المستويين الإقليمي والعالمي في السنوات القادمة.