الجزيرة:
2024-06-02@10:57:33 GMT

من أجل الماء.. نازحو غزة يحفرون الأرض بأيديهم

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

من أجل الماء.. نازحو غزة يحفرون الأرض بأيديهم

غزة- باءت جهود محمد شَمَلّخ في حفر بئر امتصاصية للتخلص من مياه الصرف الصحي بالفشل بعد أن فوجئ بها تمتلئ بالمياه الجوفية التي تترشح عبر الرمال. بيد أن هذا الفشل ألهمه بفكرة نجحت في حل معضلة شُح المياه التي يعاني منها النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة.

ويعيش شَمَلّخ في مخيم إيواء غربي مدينة دير البلح، وسط القطاع بالقرب من شاطئ البحر.

ويقول للجزيرة نت إنه -برفقة الشباب- حفروا حفرة بعمق مترين لامتصاص مياه المجاري، لكنهم فوجئوا بالماء يخرج منها، ومن هنا جاءت الفكرة، وحوّلوا البئر لاستخراج الماء النقي.

محمد شملّخ اكتشف صدفة إمكانية استخراج المياه الجوفية فحفر بئرا بدائية (الجزيرة) متاعب

وكان سكان المخيم يلجؤون لتعبئة المياه المالحة من شاطئ البحر لأغراض التنظيف، وهو ما كان يزيد من متاعبهم، حيث يضطرون للسير مئات الأمتار حاملين الأواني والدِلاء.

وتُحفر هذه الآبار بشكل يدوي، بواسطة الفؤوس، ويتم تبطينها ببراميل بلاستيكية. ويوجد في المخيم حاليا، 5 آبار، ويأمل السكان في حفر مزيد منها لسد احتياجاتهم بشكل كامل.

العدوان الإسرائيلي دفع سكان غزة إلى أساليب بدائية للحصول على المياه (الجزيرة)

ويفتتح النازحون البئر فجر كل يوم، ويصطفون في طوابير أمامها، ويستمرون في إلقاء الدلاء داخلها وينتظرون امتلاءها بالماء الذي يترشح داخلها، ثم يسحبونها معبئة بالمياه بواسطة الحبال على مدار الساعة.

وحسب الأهالي، فإن الآبار حلّت مشكلة المياه المُستخدمة لأغراض التنظيف والاستحمام بشكل كبير. أما الماء الصالح للشرب، فيشتريه النازحون من عربات تجارية خاصة.

ويقول شَمَلّخ "عُدنا إلى العصر البدائي كما كان أجدادنا، نسحب الماء من البئر بواسطة الحبال، ونخزنها في أوعية داخل الخيمة".

الشيخ يقول إن جزءا من تكاليف حفر البئر من تبرعات أهل الخير (الجزيرة) تكاليف باهظة

وكان سكان مخيم الإيواء يخططون لحفر آبار كثيرة لتغطية احتياجات جميع الأسر، لكن ارتفاع أسعار البراميل البلاستيكية المستخدمة في تجهيزه، أعاق هذا الأمر.

وبحسب شَمَلّخ، كان سعر البرميل 30 شيكلا (الدولار: 3.7 شواكل) وصار الآن 270 شيكلا، كما أن تجهيز البئر كان يكلف 200 شيكل، والآن حوالي 1500 شيكل. ويؤكد "لو كانت البراميل متوفرة لحفرنا بئرا لكل 3 خيام".

ويعمل محمد وعدد كبير من أقاربه المقيمين في المخيم في مجال الزراعة، ولديهم خبرة سابقة في حفر الآبار العميقة، وهو ما ساعدهم في حفر البئر بشكل سليم.

المياه المتوفرة حاليا في غزة تقدّر بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان (الجزيرة)

وعلى بعد عشرات الأمتار، حفر محمود الشيخ، قبل نحو 10 أيام بئرا مشابهة، بتكلفة تصل إلى نحو 1500 شيكل، موضحا أن ارتفاع السعر يعود إلى ارتفاع سعر البراميل بشكل كبير بسبب شُحّها في السوق.

وذكر الشيخ أن جزءا من تكاليف حفر البئر، كانت من تبرعات "أهل الخير"، الراغبين في الحصول على "الأجر والثواب من الله". ويرى في حديثه مع الجزيرة نت أن الآبار حلّت مشكلة نقص المياه في المخيم بنحو 60%.

ويتابع أنهم كانوا يجدون صعوبة في إحضار الماء، ويمشون عدة كيلومترات للحصول عليه، فحفروا هذه البئر بواسطة الفؤوس والأدوات البدائية. ويقدّر الشيخ كمية المياه التي تنتجها البئر عبر الترشيح من الرمال بنحو 250 لترا في الساعة. ورغم قلة الكمية، فإنها تكفي السكان، إلى حد ما، مضيفا أنها تخدم حوالي 70 أسرة.

يشكو مئات الآلاف من النازحين في مدينة رفح من عدم توفر المياه في المناطق التي وصلوا إليها، وهو ما دفعهم إلى التنقل من مكان إلى آخر.

نضال العدوي نازح من رفح يوضح أن وجود البئر البدائية هو سبب إقامته في المخيم (الجزيرة) حاجة ماسة

وفي هذا الصدد، يقول نضال العدوي إن وجود البئر "البدائية" هو الذي دفعه للإقامة في هذا المخيم. وذكر للجزيرة نت أنه نزح من رفح، بعد بدء الاحتلال عدوانه عليها بداية الشهر الجاري، ووجد صعوبة كبيرة في توفير مكان للإقامة بسبب الازدحام الشديد وعدم توفر المياه في كثير من مخيمات الإيواء.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس الجمعة، أن أكثر من 630 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، منذ بدء إسرائيل في السادس من مايو/أيار الجاري عدوانها على المدينة.

ويوضح العدوي أنهم وجدوا هذه البئر وهي غير صالحة للشرب، لكنها تحل أزمة النظافة. وباعتقاده، فإن فكرة حفر الآبار البدائية، ستنتشر بشكل كبير بسبب حاجة النازحين الكبيرة للمياه. وأكد "من فكّر في حفر هذه البئر، حل أزمة كبيرة".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعاني سكانها الأمرّين في توفير المياه الصالحة للشرب، والمستخدمة لأغراض التنظيف، جراء قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، واستهداف مرافق البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي.

وبسبب العدوان الإسرائيلي، تراجعت حصة الفرد في القطاع من المياه بنسبة 97%، حسب تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بمناسبة يوم المياه العالمي، بنهاية مارس/آذار الماضي.

وذكر التقرير أن الحرب على القطاع أدت إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3 و15 لترا يوميا، مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال العام 2022.

ويقدّر إجمالي المياه المتوفرة حاليا في غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، حسب التقرير ذاته. ويعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی المخیم المیاه فی فی حفر

إقرأ أيضاً:

جباليا ربت الصهاينة رغم مرارة الفقد

جباليا ربت الصهاينة رغم مرارة الفقد
#ليندا_حمدود
سياسة الدمار الممنهج، وٱساليب الموت النووية، و قوانين الغاب
وٱهداف دموية كان عنوانها (ٱطفال ونساء وشيوخ غزّة).
مواجهة للرجال معدومة، إستراتيجية حرب لجيش منظم لم تكن،
خطوط حمراء للحفاظ على قوانين العالم في ما تنص عليه الإنسانية والمبادئ لم تطبق.
هذه هي عقلية الكيان الصهيوني الفاشي النازي.
جباليا خرج منها مهزوما ،مذلولا ،منبطح الرأس ٱمام العالم فبعدما سجلت المقاومة الفلسطينية هدف ٱخر في نفق ٱسراها ، وغنيمة ٱخرى في صندوق ذخائرها كبلت المجرم الصهيوني خسائر وٱرسلت كتائبه القذرة في توابيت الموت.
لم يكن انسحاب كما روج له الإعلام ولكنها كانت هزيمة من ٱشجع كتيبة في صفوف المقاومة الفلسطينية ،كتيبة ٱمضت على ثورة التحرير بمعركة طوفان الأقصى يوم السابع ٱكتوبر.
فشل وخسارة وموت سجله الكيان الصهيوني بعدما كان يقذف قنابله على طول رصيف المخيم ولم يتوغل قط.
دمر كل المخيم ولم يترك بيت للإيواء ، هرس البنية التحتية ولم يترك موقع للحياة، قتل كل الفئات العمرية ولم يبقى سوى صامد سيعيش على الذكريات.
هذه حصيلة جباليا،قهر وخسارة بعد مشاهدة دمار حرب كاملة وكٱنها مضت سنوات وليس ٱيام على المخيم.
قابلها هزيمة مدوية وفشل ذريع وجثث متعفنة في سجل الكيان الصهيوني المحتل لعسكر النازية الجديد.

مقالات مشابهة

  • أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار.. البيتكوين تصعد والإيثريوم تلاحقها
  • عاجل - عتحديثات أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024
  • عناية إلهية تحول دون تكرار مجزرة رفح.. كواليس مرعبة عاشها نازحو مخيم البريج (فيديو)
  • «شركة الواحة للنفط» تعلن رفع إنتاجها إلى 40 ألف برميل
  • مؤسسة النفط تعلن نجاح شركة الواحة برفع إنتاجها بـ40 ألف برميل منذ أكتوبر 2022
  • “صامدون كالجبال الراسيات”.. رسالة قوية من مسن بمخيم جباليا (فيديو)
  • جباليا ربت الصهاينة رغم مرارة الفقد
  • وزارة النفط السورية تعلن بدء الانتاج في حقل "جحار-101" الغازي (صور)
  • الزُبيدي: الحديث عن السلام يناقض الحقائق الماثلة على الأرض
  • وضع بئر “جحار 101” الغازية بريف حمص في طور الإنتاج