الجزيرة:
2025-05-22@18:17:20 GMT

من أجل الماء.. نازحو غزة يحفرون الأرض بأيديهم

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

من أجل الماء.. نازحو غزة يحفرون الأرض بأيديهم

غزة- باءت جهود محمد شَمَلّخ في حفر بئر امتصاصية للتخلص من مياه الصرف الصحي بالفشل بعد أن فوجئ بها تمتلئ بالمياه الجوفية التي تترشح عبر الرمال. بيد أن هذا الفشل ألهمه بفكرة نجحت في حل معضلة شُح المياه التي يعاني منها النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة.

ويعيش شَمَلّخ في مخيم إيواء غربي مدينة دير البلح، وسط القطاع بالقرب من شاطئ البحر.

ويقول للجزيرة نت إنه -برفقة الشباب- حفروا حفرة بعمق مترين لامتصاص مياه المجاري، لكنهم فوجئوا بالماء يخرج منها، ومن هنا جاءت الفكرة، وحوّلوا البئر لاستخراج الماء النقي.

محمد شملّخ اكتشف صدفة إمكانية استخراج المياه الجوفية فحفر بئرا بدائية (الجزيرة) متاعب

وكان سكان المخيم يلجؤون لتعبئة المياه المالحة من شاطئ البحر لأغراض التنظيف، وهو ما كان يزيد من متاعبهم، حيث يضطرون للسير مئات الأمتار حاملين الأواني والدِلاء.

وتُحفر هذه الآبار بشكل يدوي، بواسطة الفؤوس، ويتم تبطينها ببراميل بلاستيكية. ويوجد في المخيم حاليا، 5 آبار، ويأمل السكان في حفر مزيد منها لسد احتياجاتهم بشكل كامل.

العدوان الإسرائيلي دفع سكان غزة إلى أساليب بدائية للحصول على المياه (الجزيرة)

ويفتتح النازحون البئر فجر كل يوم، ويصطفون في طوابير أمامها، ويستمرون في إلقاء الدلاء داخلها وينتظرون امتلاءها بالماء الذي يترشح داخلها، ثم يسحبونها معبئة بالمياه بواسطة الحبال على مدار الساعة.

وحسب الأهالي، فإن الآبار حلّت مشكلة المياه المُستخدمة لأغراض التنظيف والاستحمام بشكل كبير. أما الماء الصالح للشرب، فيشتريه النازحون من عربات تجارية خاصة.

ويقول شَمَلّخ "عُدنا إلى العصر البدائي كما كان أجدادنا، نسحب الماء من البئر بواسطة الحبال، ونخزنها في أوعية داخل الخيمة".

الشيخ يقول إن جزءا من تكاليف حفر البئر من تبرعات أهل الخير (الجزيرة) تكاليف باهظة

وكان سكان مخيم الإيواء يخططون لحفر آبار كثيرة لتغطية احتياجات جميع الأسر، لكن ارتفاع أسعار البراميل البلاستيكية المستخدمة في تجهيزه، أعاق هذا الأمر.

وبحسب شَمَلّخ، كان سعر البرميل 30 شيكلا (الدولار: 3.7 شواكل) وصار الآن 270 شيكلا، كما أن تجهيز البئر كان يكلف 200 شيكل، والآن حوالي 1500 شيكل. ويؤكد "لو كانت البراميل متوفرة لحفرنا بئرا لكل 3 خيام".

ويعمل محمد وعدد كبير من أقاربه المقيمين في المخيم في مجال الزراعة، ولديهم خبرة سابقة في حفر الآبار العميقة، وهو ما ساعدهم في حفر البئر بشكل سليم.

المياه المتوفرة حاليا في غزة تقدّر بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان (الجزيرة)

وعلى بعد عشرات الأمتار، حفر محمود الشيخ، قبل نحو 10 أيام بئرا مشابهة، بتكلفة تصل إلى نحو 1500 شيكل، موضحا أن ارتفاع السعر يعود إلى ارتفاع سعر البراميل بشكل كبير بسبب شُحّها في السوق.

وذكر الشيخ أن جزءا من تكاليف حفر البئر، كانت من تبرعات "أهل الخير"، الراغبين في الحصول على "الأجر والثواب من الله". ويرى في حديثه مع الجزيرة نت أن الآبار حلّت مشكلة نقص المياه في المخيم بنحو 60%.

ويتابع أنهم كانوا يجدون صعوبة في إحضار الماء، ويمشون عدة كيلومترات للحصول عليه، فحفروا هذه البئر بواسطة الفؤوس والأدوات البدائية. ويقدّر الشيخ كمية المياه التي تنتجها البئر عبر الترشيح من الرمال بنحو 250 لترا في الساعة. ورغم قلة الكمية، فإنها تكفي السكان، إلى حد ما، مضيفا أنها تخدم حوالي 70 أسرة.

يشكو مئات الآلاف من النازحين في مدينة رفح من عدم توفر المياه في المناطق التي وصلوا إليها، وهو ما دفعهم إلى التنقل من مكان إلى آخر.

نضال العدوي نازح من رفح يوضح أن وجود البئر البدائية هو سبب إقامته في المخيم (الجزيرة) حاجة ماسة

وفي هذا الصدد، يقول نضال العدوي إن وجود البئر "البدائية" هو الذي دفعه للإقامة في هذا المخيم. وذكر للجزيرة نت أنه نزح من رفح، بعد بدء الاحتلال عدوانه عليها بداية الشهر الجاري، ووجد صعوبة كبيرة في توفير مكان للإقامة بسبب الازدحام الشديد وعدم توفر المياه في كثير من مخيمات الإيواء.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس الجمعة، أن أكثر من 630 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، منذ بدء إسرائيل في السادس من مايو/أيار الجاري عدوانها على المدينة.

ويوضح العدوي أنهم وجدوا هذه البئر وهي غير صالحة للشرب، لكنها تحل أزمة النظافة. وباعتقاده، فإن فكرة حفر الآبار البدائية، ستنتشر بشكل كبير بسبب حاجة النازحين الكبيرة للمياه. وأكد "من فكّر في حفر هذه البئر، حل أزمة كبيرة".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعاني سكانها الأمرّين في توفير المياه الصالحة للشرب، والمستخدمة لأغراض التنظيف، جراء قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، واستهداف مرافق البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي.

وبسبب العدوان الإسرائيلي، تراجعت حصة الفرد في القطاع من المياه بنسبة 97%، حسب تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بمناسبة يوم المياه العالمي، بنهاية مارس/آذار الماضي.

وذكر التقرير أن الحرب على القطاع أدت إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3 و15 لترا يوميا، مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال العام 2022.

ويقدّر إجمالي المياه المتوفرة حاليا في غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، حسب التقرير ذاته. ويعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی المخیم المیاه فی فی حفر

إقرأ أيضاً:

انخفاض أسعار النفط عالميًا بعد زيادة المخزونات الأمريكية وتصاعد التوترات الإيرانية

تراجعت أسعار النفط عند التسوية، بعد ما كشفت بيانات حكومية في الولايات المتحدة عن زيادة مخزونات النفط الخام والوقود الأمريكية قبل فترة تشهد عادةً ارتفاعًا في معدل قيادة السيارات خلال فصل الصيف، مما يرفع الطلب الأمريكي.

ويأتي هذا الانخفاض بعد ارتفاع أسعار النفط بنحو 1% خلال وقت سابق من اليوم، إثر تقرير لشبكة CNN عن استعدادات إسرائيلية لضربة محتملة لمنشآت نووية إيرانية، وهو ما أثار القلق بشأن الإمدادات من الشرق الأوسط.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 47 سنتًا (0.72%) إلى 64.91 دولارًا للبرميل عند التسوية.
كما هبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 46 سنتًا (0.74%) عند التسوية لتسجل 61.57 دولارًا للبرميل، بحسب وكالة رويترز.

يأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية شهدت زيادةً بلغت 1.3 مليون برميل، لتبلغ 443.2 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
كما زادت مخزونات الولايات المتحدة من البنزين بنحو 800 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو/أيار، وارتفعت مخزونات البلاد من نواتج التقطير بنحو 600 ألف برميل في الفترة نفسها.

وقال المحلل في بنك UBS، جيوفاني ستونوفو: "أشار تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير، وهو ما لم يلقَ إعجابًا في السوق."

وتسببت البيانات في تحول أسعار النفط إلى التراجع بعد ارتفاعها إثر ما نقلته شبكة CNN يوم الثلاثاء عن مسؤولين مطلعين من الولايات المتحدة، والذين ذكروا أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها أمريكا تشير إلى استعدادات إسرائيل لتوجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية.
وأشار تقرير الشبكة - بحسب ما نقله عن المسؤولين - إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قرارًا نهائيًا بشأن العملية أم لا.

وقال خبراء استراتيجيات السلع في ING: "مثل هذا التصعيد لن يعرّض الإمدادات الإيرانية للخطر فحسب، بل سيعرّض أجزاءً كبيرةً من المنطقة للخطر أيضًا."

وذكر جيوفاني ستونوفو أن المخاوف من تعطل الإمدادات تسببت في ارتفاع الأسعار اليوم، نظرًا لأن صادرات النفط الإيرانية تتجاوز 1.5 مليون برميل يوميًا.
كما يُثار قلقٌ من احتمال اتخاذ إيران إجراءات ردية في حال تعرضها لهجوم، قد تشمل حظر عبور ناقلات النفط عبر مضيق هرمز في الخليج العربي، الذي يمر عبره صادرات نفطية من السعودية والكويت والعراق والإمارات.

وقالت المحللة في شركة Rystad Energy، بريا واليا: “إذا تصاعدت حدة التوتر، فمن المرجح أن نشهد تحولات تجارية مؤقتة أو تراجعًا في الإمدادات بنحو 500 ألف برميل يوميًا، وهو أمر قد تعوّضه أوبك+ سريعًا.”

ومن المقرر عقد الجولة الخامسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم الجمعة المقبل في مدينة روما الإيطالية، تزامنًا مع فرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة على صادرات النفط الخام الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة للضغط على موقف طهران في المحادثات.

في غضون ذلك، قال مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الثلاثاء إن إنتاج النفط الكازاخستاني ارتفع 2% خلال شهر مايو، في تحديٍ لضغوط مجموعة أوبك+ على الدولة العضو لخفض إنتاجها.

طباعة شارك النفط سعر النفط اسعار النفط

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار النفط عالميًا بعد زيادة المخزونات الأمريكية وتصاعد التوترات الإيرانية
  • مياه ملوثة وحر قاتل.. نازحو غزة يواجهون العطش وأوضاعا حياتية مستحيلة
  • ارتفاع احتياطي المركزي التركي 1.3 مليار دولار خلال أسبوع
  • ارتفاع الذهب والنفط عقب أنباء حول ضربة إسرائيلية محتملة لإيران
  • الجزيرة ترصد معاناة النزوح القسري للعائلات الفلسطينية في غزة
  • ابتكار طريقة تحسن عملية التنبؤ باستخراج النفط
  • أزمة المياه في تعز ترفع أسعار وايتات الماء إلى رقم قياسي
  • المياه الوطنية تدعم عملياتها لخدمة ضيوف الرحمن بــ 18 مشروعًا بنحو 400 مليون ريال
  • تحقيقات سرقة منزل نوال الدجوي: المسروقات تقدر بنحو 300 مليون جنيه
  • مدير منظمة الصحة: نواجه عجزا مقداره 1.7 مليار دولار