لبنان ٢٤:
2024-06-02@22:41:52 GMT

اختصار جلجلة الشغور: تشاور ثم انتخاب؟

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

اختصار جلجلة الشغور: تشاور ثم انتخاب؟

كتب صلاح سلام في" اللواء": في زمن الإفلاس السياسي، والقحط في طرح مبادرات الحلول الخلاّقة، والتي أدت إلى هذا الشغور المتمادي في رئاسة الجمهورية، وإبقاء الدولة بلا رأس، وإنعكاسات ذلك على حالة الشلل والتسيُّب والضياع في السلطة، وتعطيل المؤسسات الدستورية عن القيام بمهماتها في حفظ الإنتظام العام، وتسيير شؤون هذا الشعب المغلوب على أمره، برزت جلستان نيابيّتان، شكلتا مخرجاً لحالة الجمود القاتلة، والقطيعة المستحكمة في علاقات الأطراف الحزبية والسياسية.


الجلسة الأولى في كانون الأول الماضي،  والتي تم فيها التمديد لقائد الجيش ومديرعام قوى الأمن الداخلي، بعد حلقات تشاور بين الكتل النيابية، وإتصالات بين القيادات السياسية، حيث تم التفاهم على تلك الخطوة، بعد جولات من المزايدات والخطابات الشعبوية، كادت تطيح بتماسك المؤسسات الأمنية الرئيسية، في حال حصول فراغ في منصب قائد الجيش بالذات. وهذا يعني أن التشاور بين الأطراف السياسية أعطى ثماره، وأنقذ البلد من ورطة إضافية. 
الجلسة الثانية في الشهر الحالي، حيث أجمعت الكتل النيابية والأطراف الحزبية، على إقرار التوصيَّتين بخصوص تنظيم الوجود السوري في لبنان، والحد من إقامة النازحين غير الشرعيين، وضرورة البحث مع الحكومة السورية ومفوضية اللاجئين في سبل تسهيل عودة العائلات السورية النازحة في لبنان إلى بلدها، وتوفير المساعدات الممكنة لتيسير هذه العودة، فضلاً عن الإجراءات الأمنية التي بدأت وزارة الداخلية تنفيذها على أرض الواقع، لإبعاد المتسللين غير الشرعيين، وقمع المخالفات في الأسواق والأحياء. 
«الإنجازان» تحققا بإجماع داخلي نادر، نتيجة حلقات تشاور ونقاش بين الأطراف النيابية والسياسية مباشرة، متجاوزين بذلك خنادق القطيعة بين القيادات السياسية والحزبية، وواضعين الخلافات التقليدية جانباً. 
والسؤال الذي من حق كل لبناني أن يوجهه إلى زعمائه ونوابه وأهل الحل والربط، في بيئته: لماذا لا نكرر تجارب التشاور الناجحة، والتي أسفرت عن قرارات إنقاذية واضحة في ملفات معقدة وحساسة، ما كان لها أن تُبصر النور، لولا تلك المشاورات التي سبقتها، وأدت إلى تدوير الزوايا، والتوصل إلى صِيغ تحظى بإجماع المتناقضين. 
لم يعد خافياً أن الخماسية تُشجع التواصل المباشر بين الأطراف السياسية، بمعزل عن خلافاتهم المُزمنة والمُعقدة، بهدف التشاور وبذل الجهود اللازمة لإخراج الإستحقاق الرئاسي من حلقة التعطيل الخانقة، والتوافق على آلية الإنتخابات، وخاصة إلتزام الجميع بعدم تطيير النصاب في الجلسات الإنتخابية. 
وربط الإنتخابات الرئاسية بانتهاء الحرب في غزة لا يراعي المصالح اللبنانية العليا، وفي مقدمتها إنقاذ ما تبقى من مقومات الدولة، والعودة إلى الحياة الدستورية الصحيحة والصحيّة. بل قد يخدم هذا الربط من يحاول توظيف حرب غزة وتداعياتها الجنوبية في المعادلة الداخلية، وعدم مراعاة ضرورات إصلاح الخلل الحاصل نتيجة القطيعة الحالية، وما تقتضيه التفاهمات الداخلية من تواصل وتشاور، بعيداً عن التحديات والتشجنات الراهنة. 
لقد أعاد بيان السفيرين السعودي والمصري الإعتبار لمبادرة الرئيس نبيه برّي، والقاضية بإجراء حوار بين الكتل النيابية والقيادات السياسية لإسبوع كحد أقصى، ثم الذهاب إلى جلسات متتالية ومفتوحة لإنتخاب الرئيس العتيد. 
بيان السفيرين البخاري وموسى دعا النواب إلى الذهاب لإنتخاب رئيس، بعد التشاور للتفاهم على مرشح إجماع، وإلا تجري الإنتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح، في أجواء من التنافس الديموقراطي.
فهل من يسمع..، ويختصر جلجلة الشغور الرئاسي، ويعمل على الحد من معاناة البلاد، وتخفيف آلام العباد؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

البعريني: للضغط على النواب حتى انتخاب رئيس للجمهورية

توقّف عضو تكتّل "الاعتدال الوطنيّ" النّائب وليد البعريني عند "مؤشّرات الانهيار التي تزداد يومًا بعد يوم لتشمل كل القطاعات والمجالات، فيما القوى السياسية لا تدرك هذا الواقع وتستمر بالتمترس خلف مواقفها غير آبهة لواقع البلد والناس". 

واعتبر "أنّنا أمام خطر وجوديّ يهدّد لبنان"، داعيًا الناس الى "محاسبة النواب الذين انتخبوهم والضّغط عليهم لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت". 

وفد من مشمش

وكان مكتب النائب البعريني في المحمرة قد غصّ منذ الصباح بالوفود الشعبية والشخصيات المتضامنة، التي جاءت تستنكر الحملة الإعلامية التي تعرّض لها.

واستقبل البعريني لهذا الخصوص وفدًا موسّعًا من بلدة مشمش تقدّمه رئيس البلدية محمد بري الذي قال: "نحن في بلدة مشمش اجتمعنا بالأمس، واستنكرنا التعدّي على كرامة الحاج وليد البعريني، وهو بالنسبة إلينا رجل مكتبه مفتوح وقلبه مفتوح لسماع شكاوى الناس وتحقيق مطالبهم، وعندما نسميه "أبو الفقراء" فنعني ذلك لأنه إلى جانب الكبير والصغير من أهله وناسه". 

وردّ البعريني بكلمة قال فيها: "أنا مدين لكل من وقف معي ولو بكلمة أو موقف أو اتصال، وأشكر هذه الغيرة من أهلي تجاهي، ولا نربّح أحدًا أي جميل فخدمة الناس غايتنا".

وشدد على عدم الإنجرار وراء الفتنة، قائلاً: "أدعو كل المحبّين والأنصار إلى عدم الرد بأي طريقة غير مسؤولة، وأعتبر بلدة مشمش بلدتي ولا أتخلى عنها، ففيها أهلنا وأحبابنا علينا أن نكون متيقّظين لعدم الإنجرار خلف أي فتنة".

وتطرّق البعريني إلى الوضع الأمني، فاعتبر أن "الاجراءات الأمنية التي شهدناها في الأيام الماضية أعطت ارتياحًا كبيرًا لدى الناس وأرست حالاً من الطمأنينة من خلال نتائج المداهمات والملاحقات والتوقيفات التي تمّت". 

وإذ أسف "للانزلاق الذي شهدته بعض المحطّات الإعلاميّة العربيّة التي من المفترض أنها تملك باعًا إعلاميًا لا يُستهان به"، تمنى عليها "توخي الدقّة والحذر في نشر معلوماتها وعدم اتباع المصادر الملتوية حرصًا على مصداقيّتها".

عشائر خلدة والبقاع والجبل

كذلك استقبل البعريني وفدًا من عشائر خلدة والبقاع والجبل، تقدّمهم الشيخ أبو زيدان والشيخ علي الحسين الذي ألقى كلمة قال فيها: "إنّ الحاج وليد البعريني قامة يحترمها كل اللبنانيين، وقد جئناكم من خلدة والبقاع والجبل، نزولاً عند خاطركم وعند مواقفكم ودعمًا لكم."

وأضاف: "أعرف عنك الكثير حاج وليد، فأنت ابن بيت وإبن دين بارككم الله. الإنسان الذي يدافع عن الحق يتعرّض وبشكل دائم للحملات المسعورة وأنت مثمر بعطائك وخدماتك لا يأتي إليك الا كل خيّر وكل محب. فسرّ على بركة الله ونحن معك ويكفيك أن الله معك ومن كان الله معه فمن عليه؟".

وختم: "يا جبل ما يهزك ريح". 

بدوره، رحب  البعريني بالوفد في دارهم وقال: "أتوقف عند كلمة ختم بها الشيخ حديثه يا جبل ما يهزك ريح.. نعم يا سادة، ما يهزّنا فقط الفتنة، التي هي خط أحمر، ولا ينفعنا أو ينقذنا إلا مشروع الدولة، ونترفّع عن كل كلمة تسيء إلى المنطقة، وأنا إبن هذا الوطن وأي موقف سأتّخذه سيكون من تعاط إيجابي لصالح كل الناس، وسيبقى موقفنا إلى جانب كل ما يطفئ نار الفتنة ويبني الوطن، وأنا أعتبر نفسي خادمًا لهؤلاء الناس، وهذا الأمر يرفعني ولا يضعني."

كذلك أعرب رئيس بلدية وادي الجاموس الشيخ خضر عكاري عن دعمه للبعريني، مؤكدًا أن "هذا الزحف البشري إلى مكتبه اليوم كشف الأحباب من الأعداء، وهو يؤكد محبة الناس للحاج وليد ونحن نشدّ على يده ليبقى كما نعرفه، ابن عكار وكل لبنان".

من جهته اعتبر رئيس بلدية المحمرة عبدالمنعم عثمان أن "جمهور المحبين اليوم هو ما يزكي إسم الحاج وليد البعريني وشهادة كبيرة على أهمية هذا الإنسان لدى أهل منطقته". 

كما كانت كلمات أكّدت "دعمها المطلق للنائب البعريني الذي يتعرّض لحملة شعواء هدفها الحد من عزيمته وهمّته".

 

مقالات مشابهة

  • خبير: مصر تواجه تحديات صعبة ويتعين على الجبهة الداخلية مساندة ودعم القيادة السياسية
  • الأمن النيابية تشكل لجنة للتحقيق في أحداث ذي قار وتشدد على محاسبة المعتدين
  • البعريني: للضغط على النواب حتى انتخاب رئيس للجمهورية
  • وزير الخارجية يتوجه لإسبانيا في زيارة تستهدف التشاور حول مستجدات القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يتفقان على مواصلة التشاور لإنهاء الحرب في غزة
  • توقعات بوصول مودى لفترة رئاسية ثالثة على جثث مسلمي الهند
  • ستولتنبرج: عازمون على اختصار طريق أوكرانيا نحو عضوية الحلف
  • «الناتو»: روسيا فشلت في تخويفنا.. وعازمون على اختصار طريق أوكرانيا لعضوية الحلف
  • ستولتنبرغ: عازمون على اختصار طريق أوكرانيا نحو عضوية الحلف
  • لودريان غادر خالي الوفاض والخماسية قالت كلمتها ومشت واللبنانيون متروكون لمصيرهم