برشم يقود آمال قطر في باريس 2024 في مشاركته الرابعة بالأولمبياد
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
سيحمل معتز برشم، الذي توج بكل شيء تقريبا في الوثب العالي وخلد اسمه في التاريخ الأولمبي بأشهر لقطة في ألعاب طوكيو، آمال الفريق القطري في أولمبياد باريس 2024 يحدوه الأمل في حصد المزيد من الألقاب.
ويتصدر برشم، الذي قال مؤخرا إنه يتعمد إخفاء الميداليات والكؤوس التي حصل عليها ليحافظ على شغفه والفوز بالمزيد من الألقاب، قائمة مبدئية من 8 رياضيين قطريين تأهلوا بالفعل لألعاب باريس تضم أيضا الرباع فارس إبراهيم حسونة الفائز بذهبية في رفع الأثقال في طوكيو وبطل العالم في اللعبة.
ومن المتوقع أيضا أن يتأهل فريق الكرة الطائرة الشاطئية للرجال الفائز بالبرونزية في طوكيو بقيادة شريف يونس وأحمد تيجان إلى ألعاب باريس.
ويتألف الفريق الأولمبي القطري أيضا من العداء أبو بكر حيدر في سباق 800 متر والثلاثي إسماعيل داوود وباسم حميدة وعبد الرحمن صامبا في سباق 400 متر حواجز إضافة إلى ثنائي الرماية سعيد أبو شارب في مسابقة الأطباق من الحفرة وراشد صالح العذبة في مسابقة السكيت.
وكانت قطر قد شاركت في 7 رياضات في أولمبياد طوكيو عبر 15 لاعبا ولاعبة، وحققت 3 ميداليات، منها ذهبيتان لبرشم وإبراهيم إضافة لبرونزية الكرة الطائرة الشاطئية.
وفي مشهد مؤثر خطف الأنظار في ألعاب طوكيو تقاسم برشم وجيانماركو تامبيري ذهبية الوثب العالي بعدما نجح المتسابق القطري ونظيره الإيطالي في تجاوز ارتفاع 3.37 أمتار وبعد 3 محاولات فاشلة لكل منهما لعبور ارتفاع 2.39 متر دخل الثنائي في نقاش مع مسؤول أولمبي عرض عليهما خوض جولة فاصلة.
وسأل برشم المسؤول "هل نستطيع الفوز بذهبيتين؟" وأومأ المسؤول الأولمبي برأسه ليحتفل برشم وتامبيري سويا.
وبعد حديث قصير مع الحكم وافق برشم وتامبيري على عدم خوض جولة فاصلة ليتقاسما الذهبية.
لكن برشم الذي دخل تاريخ الأولمبياد بهذه اللقطة شكك في مقابلة مع يوروسبورت مؤخرا في إمكانية تكرار هذا الأمر في ألعاب باريس.
وقال "الرياضيون أنانيون بطبيعتهم ونريد دائما أن نكون الأفضل. أريد أن أكون الأفضل. وهو كذلك. الجميع هكذا. لذلك لن يحدث هذا مرة أخرى أبدا. كانت لحظة لا تنسى، وأعتقد أنها كانت تاريخية، لكنها لن تتكرر مرة أخرى. الآن علينا أن نقاتل لآخر رمق".
ومن المقرر أن يدافع برشم عن لقبه الأولمبي في الوثب العالي في باريس بعد أن حقق معايير التأهل بعبور 2.33 متر.
وحصد المتسابق القطري (32 عاما) 3 ميداليات أولمبية إجمالا. وقبل ذهبية طوكيو حصل على الفضية في أولمبياد لندن 2012 وكذلك في ألعاب ريو 2016.
كما نال برشم 3 ألقاب عالمية إضافة لمجموعة كبيرة أخرى من الميداليات على المستوى القاري.
ولم يُظهر برشم أي علامات على الاعتماد على أمجاده حتى بعد مرور عقد من قفزته البالغة 2.43 متر والتي تظل ثاني أعلى قفزة في التاريخ. وحقق ثاني أعلى علامة في العالم العام الماضي (2.36 متر).
وعن سبب احتفاظه بهذا النهم للفوز بألقاب رغم أنه حقق كل شيء تقريبا في عالم الوثب العالي، قال برشم الذي ينتمي لعائلة رياضية ويحرس شقيقه مشعل مرمى منتخب قطر ونادي السد لكرة القدم "يسألني الناس دائما كيف لا تزال تحافظ على دافعيتك واستمرارك نظر لأني فزت بكل شيء. بالنسبة لي أنظر إلى الرياضة من أكثر من جانب ولا يوجد هدف واحد. كنت أريد أن أصبح بطلا للعالم. حققت ذلك. ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من ذلك. أريد الفوز باللقب مرتين أو 3 وهكذا".
ولتحقيق هذا الهدف قال برشم إنه لا يعرض أي ميداليات أو كؤوس حصل عليها في منزله حتى لا يصاب بالتشبع والرضا الزائد عن النفس.
وقال "إذا أتيت إلى منزلي، فلن تشاهد أي ميداليات. لا توجد ميداليات ولا كؤوس ولا أي شيء. أخفي كل شيء، لأنني لا أريد أن أشعر بهذا الرضا. آمل أنه في يوم من الأيام، عندما اعتزل أعرض كل شيء حصلت عليه وأنظر إليه وأستمتع به. لكن في الوقت الحالي، أريد أن أفعل أكثر".
وأضاف برشم "أريد أن يتذكرني الناس ضمن عظماء الوثب العالي. أريد أن يذكر الناس اسمي كلما ذكرت مسابقة الوثب العالي. أريد أن أجعل الأمر صعبا للغاية على كل من يأتون بعدي لتحطيم أرقامي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الوثب العالی فی أولمبیاد فی ألعاب أرید أن کل شیء
إقرأ أيضاً:
تونسية تحوّل حليب الناقة إلى ذهب أبيض في مناطق مهمشة
تقترب النوق الواحدة تلو الأخرى بهدوء من آلات الحلب في مركز تديره نساء، في وقت يؤمل فيه أن يسهم حليبها المعروف بمزاياه "العلاجية" في تنمية مناطق صحراوية مهمشة في جنوبي تونس.
لطيفة فريفيطة (32 عاما) أطلقت بالقرب من محافظة مدنين في جنوبي شرقي تونس مركزا فريدا من نوعه في البلاد لبسترة حليب الإبل.
واعتمدت في مشروعها على أبحاث آمال السبوعي البالغة 45 عاما والباحثة في "معهد المناطق القاحلة"، وهو مؤسسة حكومية مقرّها في هذه المنطقة المهمشة سجلت براءة اختراع لتقنيات جديدة للبسترة تضمن "الحفاظ على الخصائص الغذائية والعلاجية" لهذا الحليب.
ويحوي حليب الإبل نسبة حديد أعلى بخمس مرات من حليب البقر، وهو غير مسبب للحساسية وقادر على تحفيز الجهاز المناعي، كما يملك خصائص مضادة للأكسدة والبكتيريا والالتهابات.
وتحمل آمال شهادة دكتوراه في الكيمياء الحيوية التي درستها لمدة 20 عاما، وأثبتت أيضا مع فريقها المكون من 10 أشخاص، 80% منهم باحثات، تأثيره المضاد لمرض السكري الذي يسمح بتقليل جرعات الأدوية بالنصف أحيانا.
وخلال المراحل الأولى من إطلاق المشروع، واجهت لطيفة فريفيطة "صعوبات كبيرة"، أولها إقناع المربين ببيعها الحليب لأنهم يهتمون أكثر بلحم الناقة ولا يثمنون حليبها.
إعلانوتقول في هذا السياق "إنهم معتادون على استهلاكه أو إعطائه مجانا" من دون أن يقدِّروا قيمته.
تعكف مع العاملين معها على اختبار عينات قبل عملية البسترة اللازمة التي تسمح بالحفاظ على الحليب طازجا لمدة تصل إلى 15 يوما عند 4 درجات مئوية.
اليوم وبعدما نجحت في إرساء "علاقة ثقة"، تعمل لطيفة فريفيطة على توقيع اتفاقيات مع المربين.
واحتاجت لطيفة، الحاصلة على ماجستير في تقنيات الأغذية، لسبع سنوات من التحضير قبل إطلاق شركتها الناشئة "شامليه" (حليب الناقة) في العام 2023 بدعم من "معهد المناطق القاحلة"، الذي يستضيفها في حاضنة الشركات على بعد بضعة أمتار فقط من مختبر آمال السبوعي.
تفخر لطيفة بـ"تثمين منتج محلي يمثل الجنوب التونسي" حيث تشكل الجمال عنصرا مهما من بيئة العيش الصحراوية.
فضلت هذه الأم لابنة تبلغ من العمر عامين "البقاء والاستثمار في منطقتها" بدلا من اللحاق بزوجها الذي يعمل خارج البلاد.
وتمثل المحطة التجريبية للحلب التابعة للمعهد في شانشو، مركزا لتدريب ولتعليم المزارعين ومربي الإبل على تقنية الحلب الآلية في هذه المنطقة الفقيرة.
يمكن من خلال الحلب الميكاني در 6 إلى 7 لترات يوميا لكل ناقة مقارنة بلتر واحد إلى لترين من خلال الحلب اليدوي.
بعد عامين على إطلاق المشروع، تنتج لطيفة "500 لتر أسبوعيا، والهدف الوصول إلى ضعف الكمية خلال عامين".
وتقوم "شامليه" التي توظف امرأتين أخريين، ببيع الحليب بحسب الطلب، وفي 12 متجرا بسعر 12 دينارا (4 يورو) للتر الواحد.
ويتزايد الطلب على منتوجها بشكل تدريجي.
وتقول آمال السبوعي "يدرك الناس فوائد هذا الحليب للصحة من خلال كلامهم بالتواتر".
إعلانوإلى جانب منتوجها "شامليه" ثمرة أعمال المختبر، تفكر الباحثة في استعمالات أخرى لهذا المنتج، إذ يمكن من خلال التجفيف بالتجميد -الذي تحتاج إلى براءة اختراع أخرى -أن "يباع كدواء ومكمّل غذائي أو غذاء ذي وظيفة علاجية" إذا توافرت المزيد من الأبحاث.
وبالنسبة للمعهد، يمثل مصنع لطيفة تجسيدا ناجحا لفلسفته القائمة على نقل تجاربه إلى المناطق القاحلة والمهمشة.
وتواجه منطقة مدنين البالغ عدد سكانها 525 ألف نسمة مشاكل اجتماعية كالفقر (22% مقابل 15% على المستوى الوطني) والبطالة (19% مقابل 16% وفقا للأرقام الرسمية)، مما يدفع آلاف الشباب إلى الهجرة.
ويقول المسؤول عن التثمين في المعهد معز الوحيشي "هدفا الرئيسي بوصفنا مركز أبحاث هو خلق قيمة مضافة وفرص عمل" وذلك بدعم "حاملي المشاريع بما في ذلك الخريجون الشباب لتعزيز ثروات المنطقة وخلق فرص للبقاء في تونس".
ومنذ العام 2010، ساهم المعهد في إنشاء 80 شركة، مما أدى إلى استحداث "600 إلى ألف وظيفة"، حسب الوحيشي.
بالنسبة لقطاع حليب الإبل، من شأن إنشاء أول مركز تجميع للحليب بحلول نهاية 2025 وإرساء تقنية الحلب الآلي في عدة مزارع أن يؤديا أيضا إلى توفير وظائف، بحسب الوحيشي، مما يجعل هذا المنتج المهمش "ذهبا أبيض" للمنطقة.