أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، أن قرار دول أوروبية الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، يمثل خطوة مهمة وقوية نحو تحقيق العدالة الدولية وإنصاف الشعب الفلسطيني.

فرنسا: الوقت ليس مناسبا للاعتراف بدولة فلسطين

وأوضح مهران في تصريحات خاصة لـRT، أن الاعتراف بدولة فلسطين ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لاسيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 الصادر في نوفمبر 2012، والذي منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.

كما بين أن هذا الاعتراف يعزز من الوجود القانوني لدولة فلسطين على الساحة الدولية، ويمهد الطريق أمام انضمامها الكامل للمنظمات والاتفاقيات الدولية، لافتا إلى أن تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، والذي وصل إلى حوالي 144 دولة حتى الآن، يعكس تناميا في الوعي الدولي بعدالة القضية الفلسطينية، ويشكل ضغطا متصاعدا على إسرائيل لإنهاء احتلالها وقبول حل الدولتين وفق حدود 1967.

وأشار مهران إلى أن اعتراف النرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، وهما من الدول الأوروبية المؤثرة، قد يشجع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي على حذو حذوهما، خاصة في ظل تصاعد المطالبات الشعبية والبرلمانية في العديد من هذه الدول بالاعتراف بفلسطين وإدانة السياسات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حدث بالفعل في البرلمانين الإسباني والبريطاني مؤخرا.

وتوقع أستاذ القانون الدولي أن يؤدي اعتراف المزيد من الدول الأوروبية بفلسطين إلى تغيير في موازين القوى السياسية والقانونية لصالح الجانب الفلسطيني، ما قد يدفع مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لإنفاذ قراراته بشأن قبول العضوية الكاملة وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وحذر في الوقت ذاته من محاولات إسرائيل وحلفائها عرقلة هذا المسار عبر الضغط على الدول التي تدرس الاعتراف بفلسطين، أو عبر استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرارات ملزمة بهذا الشأن، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتوسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبار ذلك حقا ثابتا للشعب الفلسطيني وركيزة أساسية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

كما طالب الدول العربية بتنسيق جهودها والاستفادة من علاقاتها مع الدول التي لم تعترف بفلسطين بعد، لحثها على اتخاذ هذه الخطوة وفق المرجعيات القانونية الدولية، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات والإدانات اللفظية، مشددا على أن الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين، رغم أهميته، لن يكون كافيًا وحده لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ما لم يقترن بآليات فعالة لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، وإلزامها بوقف سياساتها الاستيطانية والعدوانية، وهو ما يتطلب تظافر جهود كل محبي العدل والسلام في العالم.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم أوروبا القاهرة القضية الفلسطينية تل أبيب ناصر حاتم بدولة فلسطین

إقرأ أيضاً:

موقع أميركي: التورط في دعم إسرائيل يعمق عزلة الولايات المتحدة

أكد موقع كاونتر بانش الأميركي أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على حفظ التوازن ما بين حماية مصالحها ومصالح الغرب، والاحترام المطلوب للمؤسسات الدولية.

وأضاف الموقع في تقرير أن هذا الوضع دفع عددا من الدول الغربية لتبني مواقف سياسية مستقلة عن المنطق الأميركي، يفترض أن تكون نتائجها السياسية مؤثرة مستقبلا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحفي إسرائيلي: هكذا تسببت الحرب على غزة في تصدع المشهد السياسيlist 2 of 2صحيفة روسية: أميركا تستعد بالقانون والتجنيد لحرب كبيرةend of list

وذكر التقرير أن انضمام عدد من الدول -بعضها غربي- لدعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، كشف تباينا في الآراء داخل المنظومة الغربية في التعامل مع هذه القضية الحساسة.

انقسام زاد بعد تقديم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، طلبات إلى المحكمة لاستصدار أوامر اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

عقوبات غربية

ويوضح التقرير أن واشنطن سارعت للتنديد بالقرار، كما أن مجلس النواب الأميركي أقرّ فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب موقفها من قادة إسرائيل.

وتابع الكاتب أنه نظرا للنفوذ الهائل الذي تمارسه إسرائيل وحلفاؤها في الكونغرس، وفي وسائل الإعلام، من الواضح أن تل أبيب أكثر تأثيرا في السياسات الداخلية الأميركية من الكونغرس. وبالتالي يستمر الدعم العسكري والسياسي الأميركي لبلد يُتهم بالقتل الجماعي والإبادة.

وذكر أن رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون تحدثت باسم "مجموعة الحكماء"، وحذرت من "انهيار النظام الدولي"، وقالت: "نحن نعارض أي محاولات لنزع الشرعية" عن عمل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، من خلال "التهديدات باتخاذ تدابير عقابية وعقوبات".

وبحسب التقرير، فقد صدرت إشارات إلى انهيار شرعية النظام الدولي الذي أنشأه الغرب من قبل العديد من الأطراف الأخرى في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وذكر الكاتب أن كريم خان نفسه أشار إلى ذلك في بيانه بشأن طلب إصدار مذكرات توقيف بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وأبرز التقرير أن هذه التطورات وضعت أوروبا أمام معضلة سياسية كبيرة وهي التي لطالما اتبعت خطوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبشكل أعمى.

وتابع أن الحرب على غزة شكلت نقطة انكسار رئيسية إذ قسمت الوحدة الغربية التي برزت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث استمرت الولايات المتحدة -ومعها ألمانيا- في دعم إسرائيل بشكل واضح، فيما تململت مواقف العديد من الدول الأوروبية، التي بدأت تتحد مع دول الجنوب بهدف محاسبة إسرائيل.

وعلق التقرير على ذلك بالقول "إنه تحول كبير لم نشهده منذ سنوات عديدة، مما يدل على أن حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة تجاوز الحد الأخلاقي الذي يمكن أن تتحمله بعض الدول الأوروبية".

مقالات مشابهة

  • هل يعترف حزب العمال البريطاني بفلسطين إذا فاز بالانتخابات؟
  • 93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة إسرائيل
  • الرئيس التركي: اعتراف مجلس الأمن بدولة فلسطين سيغير الأجواء في المنطقة إلى الأفضل
  • موقع أميركي: التورط في دعم إسرائيل يعمق عزلة الولايات المتحدة
  • أستاذ بـ«القومي للبحوث»: تناول لحوم الضأن يعزز المناعة ويؤخر الشيخوخة
  •  سانشيز: ندعو الدول الأوروبية إلى الاعتراف بفلسطين
  • إسبانيا وتركيا تحثان الدول الأوروبية على الاعتراف بدولة فلسطين
  • إسبانيا تدعو الدول الأوروبية للاعتراف بفلسطين
  • سانشيز: ندعو الدول الأوروبية إلى الاعتراف بفلسطين
  • إسبانيا تدعو جميع الدول الأوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطين