التدخل العسكري القادم في النيجر يفضح نوايا مصالح القوي الاستعمارية
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
علاء الدين محمد ابكر واهم من يظن ان القارة الافريقية قد تحررت من ربقة الاستعمار فلا تزال العديد من الدول تعيش تحت وطأة الاحتلال الغير مباشر ترزخ تحت الاستعمار الخفي خاصة الدول الناطقة باللغة الفرنسية حيث تحتفظ فرنسا بقوات عسكرية في معظم تلك البلدان الواقعة جنوب الصحراء ولم تعرف تلك الدول منذ استقلالها طرق الممارسة الديمقراطية بشكلها الصحيح فكانت عندما تريد فرنسا منح دولة ما استقلالها تقوم باختيار من تريد من النخب الوطنية المحلية لتولى السلطة فيها و عندما يحاول حاكم افريقي شق عصا الطاعة علي فرنسا تقوم باريس بتحرك الجيش فيها ليحدث انقلاب عسكري ليحمي مصالحها وهكذا منذ ستينات القرن الماضي تاريخ بداية فرنسا الاستعمارية منح الاستقلال للدول الافريقية تستمر لعبة القط والفأر ما بين فرنسا والدول الفرنكفونية ولكن في الاونة الأخيرة ظهرت الصين و روسيا كمنافس تجاري وعسكري قوي في القارة الافريقية ونجحت روسيا في حث الافارقة علي طرد فرنسا من عدد من الدول الافريقية مثل مالي التي شهدت انقلاب عسكري وكذلك دول بوركينا فاسو وغينيا ولم تخفي تلك الدول الاتصال بروسيا بالمقابل انسحبت القوات الفرنسية منها ولكن انقلاب النيجر الاخير اغضب فرنسا بشكل كبير فالنيجر بالنسبة لفرنسا تمثل عمق استراتيجي فكل مخزون اليورانيوم الذي يدخل في صناعة الاسلحة النووية يجلب منها والتي تعتبر المصدر الرئيسي لمادة (لليورانيوم) في العالم ورغم ذلك تعد النيجر من افقر الدول في افريقيا في سبعينيات القرن الماضي ظهرت منظمة (الاياكوس) وهي رابطة اقتصادية لدول غرب أفريقيا والتي تضم في عضويتها دولة النيجر حيث منحت رابطة دولة غرب افريقيا المجلس العسكري الانقلابي في النيجر فترة اسبوع واحد لتسليم السلطة الي الرئيس المعزول محمد بازوم او مجابهة تدخل عسكري مسنود بتحالف غربي تقوده فرنسا تحت مظلة دول غرب افريقيا ونطرح سوال لماذا لم تتدخل مجموعة (الاياكوس) في دول شهدت انقلابات عسكرية سابقة في كلا من مالي وبوركينا فاسو وغينيا بالرغم من انهم اعضاء ضمن رابطة دول غرب افريقيا ؟ الاجابة هي ان اي تدخل اذا لم يبارك من طرف فرنسا فلن يحقق النجاح المطلوب كانت باريس تعتقد ان طموح روسيا لن يتمدد الي مستوي مس كنزها الغالي (اليورانيوم) الذي تزخر به النيجر و ربما ظنت فرنسا ان انسحابها من مالي وبوركينا فاسو قد يورط روسيا في صراع مباشر مع التنظيمات الارهابية التي تنشط في منطقة الساحل الافريقي و جنوب الصحراء ولكن حدث العكس حيث تمكنت روسيا من تفكيك تلك الجماعات استناد إلى خبراتها في التعامل مع الجماعات الإسلامية التي كانت تنشط في السابق بافغانستان ووسط اسيا بالتالي انتهت من هاجسها بخصوص ذلك الملف واصبحت بعدها تفكر في ثروات النيجر ، اذا بالتالي سوف يكون التدخل العسكري القادم في النيجر في حقيقة الأمر هو سيناريو لحرب ما بين روسيا وفرنسا وقد يشعل النار في دول افريقية اخري مثل غينيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد التي تشهد عدم قبول لوجود القوات الفرنسية هناك وفي الجانب الشرقي من القارة الأفريقيه وبالتحديد في السودان الذي شهد انقلاب عسكري ضد الحكومة المدنية في العام 2021م اكتفي حينها الاتحاد الافريقي بتجميد عضويته في المنظمة الافريقية الي حين رجوع الحكم الديمقراطي فيه والسودان المستعمرة السابقة لكل من بريطانيا ومصر لم يشكل انقلاب قائد الجيش الجنرال البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م خطر علي مصالحهم خاصة مصر التي رأت أن انقلاب السودان شبيه بانقلاب يوليو 2013 بقيادة الجنرال انذاك عبد الفتاح السيسي ضد حكومة الرئيس الراحل محمد مرسي ، مصر تعتمد من ناحية اقتصادية علي السوق السوداني في عمليات الاستيراد والتصدير لذلك هي تريد نظام سياسي ينقاد لها خاصة في ملفات مثل سد النهضة مع اثيوبيا لذلك سارعت مصر عقب اندلاع الحرب الحالية في السودان ما بين الجيش وقوات الدعم السريع الي احباط محاولة تدخل دول منظمة (الايقاد) وهي رابطة تنموية لدول شرق و وسط افريقيا فبعد موتمرها الذي انعقد في اديس ابابا سارع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي عقد قمة خاصة لدول جوار السودان بالقاهرة لمنع اي تدخل عسكري في السودان وقد كان ذلك المقترح قد تقدمت به كل من كينيا واثيوبيا بهدف حماية المدنيين وايقاف الحرب و الفصل بين الطرفين المتنازعين في السودان بواسطة قوات شرق ووسط افريقيا اذا بالتالي فان المصالح الشخصية للدول الاستعمارية هي التي تلعب دورا كبيرا في تحديد مستقبل الدول التي تشعر انها قد تخرج عن نطاق سيطرتها حيث نجد في غرب افريقيا فرنسا تقود التحضير للتدخل العسكري القادم في النيجر تحت مظلة رابطة دول غرب افريقيا الاقتصادية (الايكواس) وذلك لحماية المصالح الفرنسية خاصة (اليورانيوم) ، و في شرق افريقيا وتحديد بالسودان سوف تصارع مصر لمنع اي تدخل عسكري يهدف لحماية المدنيين واقامة دولة ديمقراطية فمصالح القاهرة في السودان تتعارض مع ممارسة السودانيين لتجربة ديمقراطية حقيقية والتي اذا حدثت فانها سوف تفتح ملفات حساسة جدا مثل تحديد مستقبل مثلث حلايب وشلاتين وابي رماد واتفاقية مياه النيل و ترسيم الحدود شمال مدينة وادي حلفا ومراجعة اتفاقية الحريات الاربعة التي استفادت منها مصر اكثر من السودان وقد ظهر ذلك جليا في تعاملها الغير كريم مع السودانيين الذين تدفقوا نحو مصر ظن منهم انها جنة الله على الارض وفات عليهم ان العزة والكرامة في البقاء في داخل الوطن والموت علي ترابه فلا هروب من الموت والذي هو مصير كل انسان افريقيا لاتزال تعيش في ربقة الاستعمار وتحريرها لن يكون ممكن الا عندما ينتشر الوعي بين شعوبها وذلك لن يكون الا بممارسة الديمقراطية الحقيقية وليست عبر نسخة مستوحاه من الدول الاستعمارية والتي تفتقر نفسها الي الديقراطية وفاقد الشيء لا يعطيه ????????????????????9770@????????????????????.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: غرب افریقیا فی السودان فی النیجر دول غرب
إقرأ أيضاً:
"الفن يفضح العنف الزوجي: «فات الميعاد» ينضم لقائمة درامية جريئة تصرخ بلسان النساء"
اتجهت الدراما العربية مؤخرًا إلى تسليط الضوء على واحدة من أخطر القضايا المسكوت عنها داخل البيوت، وهي العنف الزوجي، في محاولة لفضح القهر الذي تتعرض له بعض النساء خلف الأبواب المغلقة، وتقديمه على الشاشة بصراحة غير مسبوقة.
أحدث هذه الأعمال كان مسلسل «فات الميعاد»، الذي أثار تفاعلًا كبيرًا بعد عرضه، حيث تناول حياة امرأة تتعرض للتهديد والتعنيف النفسي والجسدي من زوجها، في حبكة مشوقة تجمع بين المعاناة والتمرد.
قدّم المسلسل نموذجًا حيًا لمعاناة كثير من النساء اللاتي يُجبرن على الصمت خوفًا من المجتمع أو تشتت الأسرة.
ويُعد هذا المسلسل امتدادًا لسلسلة من الأعمال الفنية التي ناقشت هذه القضية بعمق، ومن بينها:
«إلا أنا – حكاية دون ضمان»
من أبرز الحكايات التي عرضت ضمن سلسلة «إلا أنا»، وتناولت قصة فتاة تتزوج عن حب لتكتشف وجهًا آخر لزوجها بعد الزواج، حيث تتعرض للضرب والإهانة، لتدخل في صراع نفسي وجسدي يحرك تعاطف المشاهدين بقوة.
«ليه لأ؟» – الجزء الثاني
تناول المسلسل قصة امرأة مطلقة تحاول بناء حياة جديدة بعيدًا عن زواج سابق كان مليئًا بالتحكم والسيطرة، وطرح فكرة حق المرأة في الطلاق والاستقلال كخطوة شجاعة للهروب من علاقة مؤذية.
«لعبة نيوتن»
أحد أبرز المسلسلات التي ناقشت العنف النفسي بشكل غير مباشر، من خلال شخصية "هنا" التي تعاني من تحكم زوجها وتخبطها بين الرغبة في التمرد والخوف من الانفصال، في معالجة نفسية عميقة للعلاقات السامة.
«ستهم»
رغم أن تركيز المسلسل الأساسي كان على تمكين المرأة، إلا أن بعض مشاهد العمل أظهرت بوضوح نماذج من القهر الأسري والعنف الذي قد تتعرض له المرأة في محيطها العائلي والزواجي.
«ضرب نار»
تناول المسلسل جانبًا من العنف اللفظي والنفسي داخل العلاقات، وسط أجواء اجتماعية شعبية تسلط الضوء على نظرة المجتمع الدونية للمرأة التي ترفض الإهانة أو تحاول المطالبة بحقها.
تؤكد هذه الأعمال أن الدراما لم تعد تكتفي برواية القصص العاطفية أو الاجتماعية فقط، بل أصبحت مرآة لقضايا حقيقية تعاني منها النساء في الواقع، محاولة دق ناقوس الخطر، وتحفيز الحديث المجتمعي عن حق المرأة في الحياة الكريمة والأمان داخل الزواج.
والسؤال المطروح: هل تستطيع هذه الأعمال تحريك المياه الراكدة؟ وهل تتحول قصص الشاشة إلى دعم فعلي وتشريعات حقيقية تحمي النساء من العنف؟
الأمل معقود على استمرار الفن في أداء هذا الدور بجرأة وصدق.