علاء الدين محمد ابكر واهم من يظن ان القارة الافريقية قد تحررت من ربقة الاستعمار  فلا تزال العديد من الدول تعيش تحت وطأة الاحتلال الغير مباشر ترزخ تحت الاستعمار الخفي خاصة  الدول الناطقة باللغة الفرنسية حيث تحتفظ فرنسا بقوات عسكرية في معظم تلك البلدان الواقعة جنوب الصحراء ولم تعرف تلك الدول منذ استقلالها طرق الممارسة  الديمقراطية بشكلها الصحيح فكانت عندما تريد فرنسا منح دولة ما  استقلالها تقوم باختيار من تريد من النخب الوطنية المحلية لتولى السلطة فيها و عندما يحاول حاكم افريقي شق عصا الطاعة علي فرنسا تقوم باريس بتحرك الجيش فيها  ليحدث انقلاب عسكري ليحمي مصالحها  وهكذا منذ ستينات القرن الماضي تاريخ بداية  فرنسا الاستعمارية منح الاستقلال للدول الافريقية تستمر لعبة القط والفأر ما بين فرنسا والدول الفرنكفونية ولكن في الاونة الأخيرة ظهرت الصين و روسيا كمنافس تجاري وعسكري قوي في القارة الافريقية ونجحت روسيا في حث الافارقة علي  طرد فرنسا من عدد من الدول الافريقية مثل مالي التي شهدت انقلاب عسكري وكذلك دول بوركينا فاسو وغينيا ولم تخفي تلك الدول الاتصال بروسيا بالمقابل انسحبت القوات الفرنسية منها ولكن انقلاب النيجر الاخير اغضب فرنسا بشكل كبير فالنيجر بالنسبة لفرنسا تمثل عمق استراتيجي فكل مخزون اليورانيوم الذي يدخل في صناعة الاسلحة النووية يجلب منها والتي تعتبر المصدر الرئيسي لمادة (لليورانيوم)  في العالم ورغم ذلك تعد النيجر من افقر الدول في افريقيا في سبعينيات القرن الماضي ظهرت منظمة (الاياكوس) وهي رابطة اقتصادية لدول غرب أفريقيا والتي تضم في  عضويتها دولة النيجر حيث منحت رابطة دولة غرب افريقيا المجلس العسكري الانقلابي في النيجر فترة اسبوع واحد لتسليم السلطة الي الرئيس المعزول محمد بازوم او مجابهة تدخل عسكري مسنود بتحالف غربي تقوده فرنسا تحت مظلة دول غرب افريقيا ونطرح  سوال لماذا لم تتدخل مجموعة (الاياكوس) في دول شهدت انقلابات عسكرية سابقة في كلا من مالي وبوركينا فاسو وغينيا بالرغم من انهم اعضاء ضمن رابطة دول غرب افريقيا  ؟  الاجابة هي ان اي تدخل اذا لم يبارك من طرف فرنسا فلن يحقق النجاح المطلوب كانت باريس تعتقد ان طموح روسيا لن يتمدد الي مستوي مس كنزها الغالي  (اليورانيوم) الذي تزخر به النيجر و ربما ظنت فرنسا ان انسحابها من مالي وبوركينا فاسو قد يورط روسيا في صراع مباشر مع التنظيمات الارهابية التي تنشط في  منطقة الساحل الافريقي و جنوب الصحراء ولكن حدث العكس حيث تمكنت روسيا من تفكيك تلك الجماعات استناد إلى خبراتها في التعامل مع الجماعات الإسلامية التي كانت تنشط في السابق بافغانستان ووسط اسيا بالتالي انتهت من هاجسها بخصوص ذلك الملف واصبحت بعدها تفكر في ثروات النيجر ، اذا بالتالي سوف يكون التدخل العسكري القادم في النيجر في حقيقة الأمر هو سيناريو لحرب ما بين روسيا وفرنسا وقد يشعل النار في  دول افريقية اخري مثل غينيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد التي تشهد عدم قبول لوجود القوات الفرنسية هناك وفي الجانب الشرقي من القارة الأفريقيه وبالتحديد في السودان الذي شهد انقلاب عسكري ضد الحكومة المدنية في العام 2021م اكتفي حينها الاتحاد الافريقي بتجميد عضويته في المنظمة الافريقية الي حين رجوع الحكم الديمقراطي فيه والسودان المستعمرة السابقة لكل من بريطانيا ومصر لم يشكل انقلاب قائد الجيش الجنرال البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م خطر علي مصالحهم خاصة مصر التي رأت أن انقلاب السودان شبيه بانقلاب يوليو 2013 بقيادة الجنرال انذاك عبد الفتاح السيسي ضد حكومة الرئيس الراحل محمد مرسي ، مصر تعتمد من ناحية اقتصادية علي السوق السوداني في عمليات الاستيراد والتصدير لذلك هي تريد نظام سياسي ينقاد لها خاصة في ملفات  مثل سد النهضة مع اثيوبيا  لذلك سارعت مصر عقب اندلاع الحرب الحالية في السودان ما بين الجيش وقوات الدعم السريع الي احباط محاولة تدخل دول منظمة (الايقاد) وهي رابطة تنموية لدول شرق و وسط افريقيا فبعد موتمرها الذي انعقد في اديس ابابا سارع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي عقد قمة خاصة لدول جوار السودان بالقاهرة لمنع اي تدخل عسكري في السودان وقد كان ذلك المقترح قد  تقدمت به كل من كينيا واثيوبيا بهدف حماية المدنيين وايقاف الحرب و الفصل بين الطرفين المتنازعين في السودان بواسطة قوات شرق ووسط افريقيا اذا بالتالي فان المصالح الشخصية للدول الاستعمارية هي التي تلعب دورا كبيرا في تحديد مستقبل الدول التي تشعر انها قد تخرج عن نطاق سيطرتها حيث نجد في غرب افريقيا فرنسا تقود التحضير للتدخل العسكري القادم في النيجر تحت مظلة رابطة دول غرب افريقيا الاقتصادية (الايكواس) وذلك لحماية المصالح الفرنسية خاصة (اليورانيوم) ، و في شرق افريقيا وتحديد بالسودان سوف تصارع مصر  لمنع اي تدخل عسكري يهدف لحماية المدنيين واقامة دولة ديمقراطية فمصالح القاهرة في السودان تتعارض مع ممارسة السودانيين لتجربة ديمقراطية حقيقية والتي اذا حدثت فانها سوف تفتح ملفات حساسة جدا مثل  تحديد مستقبل مثلث حلايب وشلاتين وابي رماد واتفاقية مياه النيل و ترسيم الحدود شمال مدينة وادي حلفا ومراجعة اتفاقية الحريات الاربعة التي استفادت منها مصر اكثر من السودان وقد ظهر ذلك جليا في تعاملها الغير كريم مع السودانيين الذين تدفقوا نحو مصر ظن منهم انها جنة الله على الارض وفات عليهم ان العزة والكرامة في البقاء في داخل الوطن والموت علي ترابه فلا هروب من الموت والذي هو مصير كل انسان افريقيا لاتزال تعيش في ربقة الاستعمار وتحريرها لن يكون ممكن الا عندما ينتشر الوعي بين شعوبها وذلك لن يكون الا بممارسة الديمقراطية الحقيقية وليست عبر  نسخة مستوحاه من الدول الاستعمارية والتي تفتقر نفسها الي الديقراطية وفاقد الشيء لا يعطيه ????????????????????9770@????????????????????.

???????????? جمهورية السودان

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: غرب افریقیا فی السودان فی النیجر دول غرب

إقرأ أيضاً:

شرعية بلامنصب!!

صباح محمد الحسن طيف أول: ثمة خطوة تقضي على كل ارتباك فاض على كل شيء دون أن ترتخي له أهداب الحياة !! ولا قيمة لتمثيل دبلوماسي لايساعد في عملية السعي للسلام والإستقرار الدوليين ولايعمل لأجل خلق ارضية للحوار والتفاوض، و كذلك لا يسهم حتى في تطوير العلاقات الخارجية للدولة مع الدول الأخرى عليه تكون الجهود الوطنية للأفراد والجماعات والكيانات من أجل تحقيق هذه الأهداف عمل يؤكد أن أواصر الصلات بين الدول قد تفشل في وصلها الحكومات ، لكن تظل ترجمتها ممكنة، كلما علت وسمت قيمة هذه المعاني عند غير الناطقين بإسم الحكومة. وجنوب أفريقا كشفت صراحة عن ميولها السياسي في دعم عملية الإنتقال الديمقراطي في السودان وعدم إعترافها بشرعية الحكومة الإنقلابية ، لم يأت ذلك لأن رئيسها سيريل رامافوزا إلتقى بالأمس الدكتور عبد الله حمدوك الذي قاد وفد من تحالف القوى المدنية الديمقراطية “صمود” وكان اللقاء بحضور زير خارجيته رونالد لامولا، في القصر الرئاسي في بريتوريا، ولكن لأن جنوب افريقيا من قبل تعاملت بحالة من “البرود” السياسي والدبلوماسي ، وعبرت عن تباعد المسافات بينها والسلطة الإنقلابية، الأمر الذي كشف أنها غير معترفة بحكومة البرهان. فعندما رشحت حكومة الإنقلاب سفيرها الي جنوب أفريقيا لبناء جسور للتواصل بين الدولتين لم ترد الأخيرة على ترشيح السفير وتجاهلته ، ومعلوم في العرف الدبلوماسي انه وبعد مرور ثلاثة أشهر علي إرسال ترشيح سفير إن لم ترد الدولة المعنية فهذا يعني أنه مرفوض !! و لعبت بالأمس “صمود” ، الدور الدبلوماسي المفقود بين الدولتين وتخطته الي دور اكبر اذ قالت إن وفدها استعرض تطورات الأوضاع في السودان، وسلط الضوء على الحرب وما تسببت فيه من كارثة إنسانية تُعد الأكبر في العالم ودعا الوفد رئيس جنوب أفريقيا إلى لعب دور فاعل في جهود إحلال السلام، واستثمار ثقل بلاده لدعم مسار إنهاء الحرب في السودان واستعادة المسار الديمقراطي وعبّر الرئيس رامافوزا، خلال اللقاء، عن اهتمام بلاده بتطورات الوضع في السودان، مؤكّدًا “التزامه بالتواصل مع الأطراف الفاعلة في الإقليم لدراسة السبل الممكنة لبلاده في الإسهام في دعم جهود وقف الحرب، والمشاركة في عمليات إعادة الإعمار،اسوة بالتجربة الجنوب أفريقية في بناء السلام والتنمية بعد النزاعات) وهذا جهد مقدرلصمود ولرئيسها الدكتور عبد الله حمدوك بإعتباره شخصية وطنية استقالت عن منصبها في الحكومة وظلت تحظى بإحترام كبير في كل زياراتها من رؤساء الدول، في الوقت الذي تعيش فيه حكومة الإنقلاب عزلة سياسية جعلت زياراتها احيانا تخيم عليها السرية التامة. وبالوقوف على الحصاد السياسي والدبلوماسي بالخارج نجد أن القوى المدنية الثورية أصبح لها تأثير أكبر من الحكومة وسفاراتها بالخارج مما يعني أن الثورة خارجيا تفرض نفسها بقوة دبلوماسيا وسياسيا أكبر من قوة الانقلاب وسفاراته التي تعاني الآن من حصار التهميش وعدم التقيم الذي جعل دورها يتلاشى !! كما أن دبلوماسية الإنقلاب تعاني من وضع خطير يجعل اغلب السفراء الذين من المفترض أن يلعبوا دور تحسين صورة الإنقلاب بالخارج ، فشلوا في مهمتهم ليس لأنهم لم يقوموا بمهاهم على أكمل وجه ، ولكن لأن أغلبهم وبعد قرار تعيينهم وجدوا أنفسهم بلا مهام، وذلك لأن عدد من الدول حتى التي قبلت ببعضهم لم تعرهم اهتماما واصبحت سفاراتهم عبارة عن مكاتب تفتح ابوابها بلا عمل الأمر الذي ادركته السلطة الإنقلابية موخرا ً، والتي رأت أنها تهدر امولاً طائلة على السفارات بالخارج في الوقت الذي تعاني فيه من نفور الدول منها ، هذا بجانب زيادة الخطر بسبب غسق العزلة و الشعور بالوحدة المفرطة، لذلك قامت بإنهاء فترة عمل السفراء الذين فشلوا في تسويق الإنقلاب منذ ٣١ مارس الماضي ، و لكن لكي تتجلى الفوضى في صورة أوضح فالسفراء منذ ذلك التاريخ لم يعودوا الي بورتسودان حتى الآن ولا ادري ما السبب الذي يجعلهم في مواقعهم بعد إنتهاء التكليف، ومنهم سفير السودان في باريس والسفير في روما وسفيرة السودان في مدريد وبالأمس أنهت الحكومة فترة عمل سفيرة السودان بالجزائر!!! والدليل على فشل السفراء أنهم لم يكملوا فترة عملهم المقررة ب ٤ سنوات حتى أن قرار الإنهاء جاء بحجة ضعف الأداء اما سفير السودان لدي الإتحاد الأوروبي فإنجازه طيلة ثلاث سنوات في بروكسيل انه فقط رافق مبعوث البرهان الخاص في السعودية، فترة منبر جدةً وبإنهاء الحكومة الإنقلابية لعمل عدد من السفراء “القرار الذي جاء قبل تعيين رئيس مجلس الوزراء” لذلك هو ليست حالة “إنهاء وتكليف” خاصة بحكومة ادريس الجديدة،مايعني أن السلطة الإنقلابية تعود مرغمة الي ماتحدثنا عنه من قبل أن الدبلوماسية السودانية لن تنجح في عملها لأنها تمثل حكومة غير شرعية وغير معترف!! لذلك أن تحالف القوى السياسية والثورية يلعب دورا دبلوماسيا جيداً بالرغم من نزع السلطة الإنقلابية حكومته ومنصبه بالسلاح ، فمايقوم به يمنحه “شرعية بلا منصب” في الوقت الذي تفشل فيه السلطة الإنقلابية التي تشغل “مناصب بلاشرعية ” . !! طيف أخير: أفادت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان بتسجيل 82 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال الـ24 ساعة الماضية، ما رفع العدد التراكمي للإصابات إلى 6075 حالة. غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ نقلاً عن صحيفة الجريدة السودانية الوسومصباح محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • الغرابلي: البعثة الأممية تقسم مصالح الدول الكبرى
  • وزير الخارجية الإيراني: التدخل العسكري الأمريكي إلى جانب إسرائيل سيكون مؤسفا للغاية
  • شرعية بلامنصب!!
  • عدوى تأميم المناجم تصل النيجر وتدشن خلافا جديدا مع فرنسا
  • ترامب يمهل إيران أسبوعين قبل التدخل العسكري المحتمل
  • مدير الوكالة الذرية: لا دليل على برنامج نووي عسكري إيراني وتقاريرنا لا تبرر العمل العسكري
  • خبير عسكري: التدخل الأمريكي في الحرب قد يُحول الشرق الأوسط إلى أوكرانيا جديدة
  • ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكري في الصراع بين إسرائيل وإيران
  • خبير أمريكي: انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن التدخل العسكري ضد إيران
  • الخارجية الإيرانية تحذر واشنطن من التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل