صلاة الضحى.. خير عمل نبوي تستقبل به السنة الهجرية الجديدة
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
صلاة الضحى لها ثواب عظيم عند الله، فهى من أفضل ما يمكن للمسلم فعله مع بداية السنة الهجرية الجديدة ان يتصدق عن جسده بصلاة الضحى.
حكم صلاة الضحى
فصلاة الضحى سنة مؤكدة حث عليها النبي ورغب فيها.. لذلك ينبغى على المسلم أن يحرص على أدائها ولا يتكاسل عنها.
وقد سميت صلاة الضحى بصلاة الأوَّابِينَ، أي: التَّوابين كثيري الرجوعِ إلى الله تعالى.
موعد بدء صلاة الضحى
قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك ان وقت صلاة الضحى في مصر يبدأ مِن ارتفاع الشمس قدر رمح إلى رُمْحَيْن في عين الناظر إليها -ويُقدر بخمسٍ وعشرين دقيقة تقريبًا بعد شروق الشمس-.
موعد انتهاء وقت صلاة الضحى
وأوضحت أن وقتها ينتهي قبل زوال الشمس -ويُقدر بأربع دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر-، مع مراعاة فروق التوقيت بحسب إحداثِيَّات المكان.
عدد ركعات صلاة الضحى
للمسلم أن يؤدي صلاة الضحى ركعتين، أو أربعًا، أو ستًّا، أو ثمانٍ، ويجوز أن يصليها ركعتين ركعتين، ويجعل لكل ركعتين تشهدًا وسلامًا، ويجوز أن يصليها أربعًا أو ثمانٍ بتشهد واحد وسلام.
السور التي تقرأ في صلاة الضحى
ورد في كتاب «نهاية المحتاج»: ويسن أن يقرأ فيهما – ركعتي الضحى – «الكافرون، والإخلاص»، وهما أفضل في ذلك من الشمس، والضحى وإن وردتا أيضا، إذ الإخلاص تعدل ثلث القرآن، والكافرون تعدل ربعه بلا مضاعفة. وقال الشبراملسي -من فقهاء الشافعية-: «ويقرؤهما أي الكافرون، والإخلاص – أيضًا – فيما لو صلى أكثر من ركعتين، ومحل ذلك – أيضًا – ما لم يصل أربعًا أو ستًا بإحرام فلا يستحب قراءة سورة بعد التشهد الأول، ومثله كل سنة تشهد فيها بتشهدين فإنه لا يقرأ السورة فيما بعد التشهد الأول.
ومن فقهاء الحنفية قال ابن عابدين: يقرأ فيها سورتي الضحى أي سورة «والشمس» وسورة «والضحى»، وظاهره الاقتصار عليهما ولو صلاها أكثر من ركعتين . فقد روي عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نصلي الضحى بسور منها: «والشمس وضحاها»، «والضحى».
فضل صلاة الضحى
وقالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى أيضا عن فضل صلاة الضحى: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَعَلها مجزئةً عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيات بدن الإنسان -أي: عِظَامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله تعالى على نعمته وفضله.
واستدلت بما جاء عن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه"؛ قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (5/ 234، ط. دار إحياء التراث العربي): [وفيه دليلٌ على عظم فضلِ الضحى وكبير موقعها وأنها تصح ركعتين] اهـ.
وبينت أنه قد ورد في فضل صلاة الضحى وثوابها أحاديث كثيرة؛ منها ما ورد عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيِ الضُّحَى، لَا يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» أخرجه الإمام أبو داود في "سننه".
ومنها: ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه في "السنن".
ومنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر ضي الله عنهما قال: لَقِيتُ أبا ذَرٍّ رضي الله عنه فقلت: يا عمِّ، أَقْبِسْنِي خيرًا، فقال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سألتَني، فقال: «إِنْ صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا أَرْبَعًا كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا سِتًّا كُتِبْتَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا ثَمَانِيًا كُتِبْتَ مِنَ الْفَائِزِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا عَشْرًا لَمْ يُكْتَبْ لَكَ ذَلِكَ الْيَوْمَ ذَنْبٌ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللهُ لَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّة» أخرجه الإمامان: البيهقي في "السنن الكبرى" والبزار في "مسنده".
وإظهارًا لأهمية صلاة الضحى وتأكيدًا على بيان فضلها جَعَلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
وعن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الضحى حكم صلاة الضحى وقت صلاة الضحى صلى الله علیه وآله وسلم أخرجه الإمام رضی الله عنه صلاة الضحى وقت صلاة ى الله ع ه وآله
إقرأ أيضاً:
هل تجزئ صلاة الجمعة بسبعة أشخاص بسبب التواجد في أوروبا.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، من سائل يقول في رسالته: «كنا سبعة على سفر إلى بلد أوروبي، وأقمنا صلاة الجمعة في الفندق الذي نقيم فيه، فما حكم الشرع في ذلك؟».
وأجاب لاشين قائلًا إن الله سبحانه وتعالى أمر في كتابه الكريم بالمحافظة على الصلوات، مستشهدًا بقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ»، وأن النبي صلى الله عليه وسلم شدد على أهمية صلاة الجمعة ووجوب أدائها على المسلم المستوطن المقيم الصحيح البالغ العاقل، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد هممتُ أن آمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم».
وأوضح أن الكتاب والسنة والإجماع انعقدوا جميعًا على فرضية صلاة الجمعة على من توافرت فيه شروط وجوبها، مستدلًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ».
كما أشار إلى ما رواه أبو داود من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: *«الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة».
وتابع لاشين موضحًا أن الفقهاء أجمعوا في كل عصر على شروط وجوب صلاة الجمعة، وهي: التكليف، والصحة، والذكورية، والحرية، والإقامة، والاستيطان. وأضاف أن دين الإسلام قائم على اليسر ورفع الحرج، وأن الفقهاء قرروا قاعدة عظيمة تقول: «المشقة تجلب التيسير»، مؤكدًا أن الجمعة رغم وجوبها إلا أنها تسقط عمّن يلحقه في أدائها مشقة وحرج، ومنهم المسافر، استنادًا إلى ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: العبد المملوك، والمرأة، والصبي، والمريض»، ويلحق بالمرضى والمسافرين بجامع المشقة.
وأشار إلى ما ذكره الميرغيناني في كتاب "الهداية" من عدم وجوب الجمعة على المسافر، والمرأة، والمريض، والأعمى، وأنهم إن حضروا وصلّوا مع الناس أجزأتهم عن فرض الوقت.
كما نقل عن ابن قدامة قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسافر فلا يصلي الجمعة أبدًا، وإنه في حجة الوداع حين وافق يوم عرفة يوم الجمعة صلى الظهر والعصر جمعًا ولم يصل الجمعة.
وأوضح لاشين قائلًا إن ما قام به السائل ورفاقه من إقامة الجمعة في الفندق يندرج تحت خلاف فقهي واضح؛ فمذهب الأحناف يصحح إقامة الجمعة بإمام ومأموم فقط دون اشتراط عدد معين، ومن ثم فإن صلاتهم صحيحة وفقًا لهذا المذهب.
أما المالكية فيشترطون لصحة صلاة الجمعة حضور اثني عشر رجلًا ممن تجب عليهم الجمعة، فيما يرى الشافعية اشتراط حضور أربعين. أما الحنابلة فيوافقون الشافعية في اشتراط العدد، ولذلك فإن الصلاة باطلة عند هذه المذاهب الثلاثة.
وتابع قائلًا إن موقع السؤال يقع بين قول يصحح وقول يبطل، وأن الواجب في مثل هذه المسائل التي يكثر فيها الخلاف ويقوى جانب الاحتياط هو الاتجاه إلى ما يرفع الشبهة تمامًا، ولذلك فإن الأولى والأرجح في رأيه هو عدم إقامة الجمعة في مثل هذه الظروف، والاكتفاء بصلاة الظهر جماعة، اتساقًا مع القاعدة النبوية الجامعة: *«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»*.
وختم الدكتور عطية لاشين بيانه بالتأكيد على أن الشريعة لا تكلف المسلم فوق طاقته، وأن المسافر غير مخاطب ابتداءً بصلاة الجمعة، وأن أداء الظهر يكون هو الصواب الأليق في مثل هذه الظروف، منعًا للوقوع في خلاف معتبر حول صحة العبادة وضمانًا لطمأنينة المسلم في أداء فرضه.