حلو الكلام.. حين تدق الساعة نصف الليل
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق في كل مساء؛
حين تدق الساعة نصف الليل،
وتذوي الأصوات
أتداخل في جلدي، أتشرب أنفاسي
وأُنادِم ظلي فوق الحائط
أتجوّل في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
أتّحدُ بجسمي المتفتّت في أجزاء اليوم الميت
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتّت
أتشابك طفلًا وصبيًا وحكيمًا محزونًا
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
أجدلُ حبلا من زهوي وضياعي
لأعلِّقه في سقف الليل الأزرق
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
أتعانق والدنيا في منتصف الليل
صلاح عبد الصبور
.المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأصوات الساعة اليوم بكاء الدنيا حائط الأزرق حلو الكلام
إقرأ أيضاً:
نتائج مقلقة.. عقل الإنسان يفقد توازنه بعد منتصف الليل
لا شك في أن دراسات كثيرة كانت تحدثت عن أضرار السهر وآثاره على صحة الإنسان، لكن بحثاً جديداً حدد نتائج خطرة يجب الالتفات لها.
فقد حذّر علماء أعصاب من أن عقل الإنسان لا يعمل بشكل طبيعي بعد منتصف الليل، مؤكدين أن السهر في تلك الساعات المظلمة لا يرهق الجسد فحسب، بل يؤثر في طريقة التفكير والمشاعر والسلوك، ويزيد من احتمالات الإقدام على قرارات خطيرة أو مؤذية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع ScienceAlert العلمي، اتضح أن باحثين من "جامعة هارفارد" وعدة مؤسسات علمية أخرى قدّموا ما أسموها فرضية "العقل بعد منتصف الليل" (Mind After Midnight)، التي تشير إلى أن الإنسان خُلق ليستيقظ في النهار وينام في الليل، وأن السهر الطويل بعد منتصف الليل يجعل الدماغ يميل نحو السلبية والمخاطر.
وأوضحت الدراسة أن الإيقاع اليومي (الساعة البيولوجية) للجسم يضبط حالة اليقظة والنوم على مدار 24 ساعة، ويؤثر مباشرة في المزاج والسلوك.
كما كشفت أنه في ساعات النهار، يكون الدماغ مهيأ للتركيز والإنتاج والتفاعل الإيجابي، بينما في الليل تنخفض مستويات الطاقة ويتراجع النشاط العصبي المسؤول عن ضبط الانفعالات، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للتفكير السلبي والقرارات المتهورة.
بدورها، قالت الباحثة إليزابيث كليرمان، أستاذة علم الأعصاب في "جامعة هارفارد"، إن هناك ملايين الأشخاص حول العالم يستيقظون في منتصف الليل، ولدينا أدلة متزايدة على أن أدمغتهم لا تعمل بالكفاءة نفسها كما في النهار، وهذا قد يعرض صحتهم وسلامتهم للخطر".
كذلك بيّنت الأبحاث أن السهر لوقت متأخر يرتبط ارتباطاً مباشراً بزيادة السلوكيات الخطرة، كالإفراط في تناول الكحول أو المخدرات، واتخاذ قرارات غير مدروسة، وحتى زيادة احتمالات الانتحار.
وتابعت بحسب بيانات عدة دراسات، أن خطر الانتحار يرتفع ثلاثة أضعاف بين منتصف الليل والسادسة صباحاً مقارنة بأي وقت آخر من اليوم.
أيضا أشارت فرضية "العقل بعد منتصف الليل" إلى أن الدماغ في تلك الساعات يصبح مفرط الحساسية للمؤثرات السلبية، ويعيد تفسير الأحداث والمشاعر بطريقة أكثر تشاؤماً، خصوصاً مع تراكم الحرمان من النوم.
إلى ذلك، ضرب الباحثون مثالين واقعيين لتوضيح الأمر، الأول لمدمن مخدرات ينجح في مقاومة رغباته نهاراً، لكنه يستسلم لها ليلاً، والثاني لطالب جامعي يعاني الأرق، ويشعر أثناء الليل بـاليأس والعزلة، ما قد يدفعه إلى التفكير بسلوك مؤذٍ لنفسه
كما رأى العلماء من منظور تطوري، أن هذه التغيرات السلوكية كانت مفيدة للإنسان القديم؛ إذ كان الانتباه المفرط في الليل وسيلة للحذر من الحيوانات المفترسة.
لكن في العصر الحديث، حيث لم يعد الظلام يهدد حياة الإنسان، أصبحت هذه الآلية تنعكس سلباً على الصحة النفسية، فتزيد من حدة القلق والاكتئاب واضطراب القرارات.
إضافة إلى ذلك، تشير أبحاث من البرازيل إلى أن احتمال تناول جرعة زائدة من المواد المخدرة يرتفع خمس مرات خلال الليل مقارنة بنهار اليوم، ما يدعم فرضية أن السهر الطويل يضعف وظائف الدماغ المسؤولة عن تقييم المخاطر والمكافآت.
يذكر أنه رغم التقدم العلمي في دراسة النوم، يقول الباحثون إننا ما زلنا نجهل الكثير عن كيفية عمل الدماغ خلال ساعات الليل، خصوصاً لدى من يضطرون للعمل في نوبات ليلية مثل الأطباء والطيارين.
كذلك أكد فريق "جامعة هارفارد" أن هناك حاجة ملحة لدراسة كيفية تأثير نقص النوم واضطراب الساعة البيولوجية في دوائر المكافأة في الدماغ، بهدف حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المراهقين والعاملين ليلاً، لتختتم كليرمان قولها: "في كل ليلة، هناك ست ساعات على الأقل لا نعرف فيها كيف يفكر العقل البشري تماماً... والعقل بعد منتصف الليل ما يزال لغزاً".